تحلُّ الفنانة الكوردية الشهيرة، كليستان برور، ضيفةً على راديو رووداو، كل يوم سبت، مع الإعلامية في شبكة رووداو الإعلامية، هيفيدار زانا، وكلتا السيدتين من كوردستان تركيا، وتناقشان العديد من المواضيع المثيرة للاهتمام في هذا البرنامج، وتتحدث كليستان برور، في هذه المقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، بلا قيود عن تجربتها وحياتها الخاصة، وكذلك عن حياتها الفنية والسياسية.ونظراً لأهمية هذه المقابلة، تولي صحيفة رووداو الأسبوعية اهتماماً بالغاً بها، وتنشرها بشكل دوري أسبوعياً، وفي الجزء الأول من هذه المقابلة، تتحدث كليستان برور عن مكان ولادتها، عائلتها، وقصة رحيلها عن قريتها، حيث أكدت أنها لم تكن تعلم بوجود شيء اسمه اللغة التركية إلا عندما دخلت المدرسة، وفيما يلي الجزء الأول من المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع الفنانة الكوردية الشهيرة، كليستان برور:
تحلُّ الفنانة الكوردية الشهيرة، كليستان برور، ضيفةً على راديو رووداو، كل يوم سبت، مع الإعلامية في شبكة رووداو الإعلامية، هيفيدار زانا، وكلتا السيدتين من كوردستان تركيا، وتناقشان العديد من المواضيع المثيرة للاهتمام في هذا البرنامج، وتتحدث كليستان برور، في هذه المقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، بلا قيود عن تجربتها وحياتها الخاصة، وكذلك عن حياتها الفنية والسياسية.
ونظراً لأهمية هذه المقابلة، تولي صحيفة رووداو الأسبوعية اهتماماً بالغاً بها، وتنشرها بشكل دوري أسبوعياً، وفي الجزء الأول من هذه المقابلة، تتحدث كليستان برور عن مكان ولادتها، عائلتها، وقصة رحيلها عن قريتها، حيث أكدت أنها لم تكن تعلم بوجود شيء اسمه اللغة التركية إلا عندما دخلت المدرسة، وفيما يلي الجزء الأول من المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع الفنانة الكوردية الشهيرة، كليستان برور:
رووداو: لقد وُلدتِ في إحدى قرى منطقة سيورك التابعة لمحافظة رها، فما هو اسم تلك القرية؟
كليستان برور: قريتنا اسمها فانكو، وقد كانت تابعة لمحافظة دياربكر آمد في الماضي، أما الآن فأصبحت تابعة لمحافظة رها، كما أن جميع سكان قريتنا هم أقارب، وحتى الآن لا يوجد أي غرباء.
رووداو: هل أنت البنت البكر لعائلتك؟
برور: كلا، نوري هو شقيقنا الأكبر، كما كانت لي شقيقتان تكبرانني سناً، ولكن حين وُلدت، كانتا قد توفيتا.
رووداو: ما هو تاريخ ميلادكِ؟
برور: تاريخ ميلادي هو عام 1962، علماً أنه أضيف عامان على عمري الحقيقي، حيث كان يتم تسجيل الفتيات في ذلك الوقت بعد أن يبلغن عامين من العمر، وذلك لكي يتزوجن باكراً، وعلى العكس من ذلك كان يتم تصغير عمر الفتيان لكي لا يبدأ واجب الخدمة العسكرية باكراً.
رووداو: هل والداكِ أقرباء؟
برور: كلا، فوالدتي من السادة، وعائلة والدي من أحفاد شيخ زراف، حيث التقت عائلة والدي بوالدتي في أحد الأعراس، وهناك قرروا أن يخطبوها لابنهم، وقد كانت والدتي من سكان المدينة، وجاءت إلى القرية كعروس، وكانت تتحدث مراراً عن حياتها طيلة 15 عاماً في القرية التي لم تكن فيها حتى شجرة واحدة، كما كانت تفتقر للتيار الكهربائي، ولم يكن هناك سوى القمح والشعير والعدس، أما نبع الماء، فكان يبعد مسافة ساعة واحدة عن القرية، وكان الأهالي يجلبون الماء من النبع باستخدام الحمير والبغال.
رووداو: كيف كانت نظرة أهالي القرية لوالدتكِ، هل كانوا ينظرون إليها على أنها من أهل المدن متمدنة؟
برور: كلا، لم تكن هناك أي مشكلة في هذا السياق، كما كانت عائلتنا تفتخر بوالدتي، لأنها من عائلة مرموقة، ولكن حياة القرية كانت صعبةً للغاية بالنسبة لوالدتي التي كانت تقول إن مشكلتها الكبرى كانت تكمن في الاستحمام، كما كانت تطلب دائماً بأن نكتب سيرة حياتها ونحولها إلى فيلم، في حين كنت أقول لها دائماً إن حياة جميع الكورد من سكان القرى هي على نفس هذا النمط.
رووداو: إلى أي سنٍّ بقيت في القرية؟
برور: كانت والدتي ترغب بأن نرحل عن القرية بأقرب وقت ممكن، وكانت تقول دائماً إنها لم تتمكن من التعلم، لذلك ترغب بأن يتعلم أطفالها، وكان عمري يتراوح بين 4 إلى 5 أعوام عندما انتقلنا إلى منطقة ويرانشار التابعة لمحافظة رها، أما جدتي، فلم تكن ترغب برحيلنا، وكانت تقول لوالدتي: لن أقبل بأن تُبعدي ولدي عني وتأخذيه إلى المدينة، إلا أن والدتي كانت تؤكد أنها لم تعد تستطيع التحمل، وأنها لا ترغب بأن يظل أطفالها بدون تعليم، لذلك سنتوجه إلى المدينة ونشتري بيتاً، وأنا أتذكر حين جاؤوا بشاحنة لنقلنا من القرية إلى المدينة.
رووداو: هل كانت حياة المدينة صعبةً بالنسبة لكِ؟
برور: أجل، لقد كانت صعبةً للغاية في البداية، لأن جدتي هي التي ربتنا في القرية، حيث لم يكن باستطاعة والدتي تربية وخدمة جميع أطفالها في القرية، لذلك كنا نظل مع جدتنا، وفي المدينة كنتُ أقول دائماً إن هذا المكان ليست بيتي، وكنت أطلبُ منهم أن يعيدوني إلى جدتي.
رووداو: ماذا فعلتم في المدينة؟
برور: لم يرافقنا والدي إلى المدينة، لأن جدتي رفضت ذلك، في حين خرجت والدتي من القرية وهي غاضبة، وفي المدينة استأجرت والدتي منزلاً كبيراً، وكان قريباً من منزل جدي، وبعد ذلك التحق بنا والدي، فلم يكن أمامه خيار آخر، لذلك استسلم، وقبل كل شيء توجهت والدتي إلى السوق واشترت احتياجات المنزل، وأعتقدُ أنها كانت قد باعت مجوهراتها، وبعد أن بلغتُ سنَّ التعليم اصطحبتني والدتي إلى المدرسة وسجلت اسمي فيها.
رووداو: غالبية الأطفال الكورد لم يكونوا يتقنون التحدث باللغة التركية آنذاك، لذلك كانوا يُصدمون عندما كانوا يبدأون التعلم في المدارس، فكيف كان شعوركِ في أول يومٍ لكِ بالمدرسة؟
برور: في ذلك الحين كانت هذه المسألة أسوء، فقد كنت قادمة من القرية ولم أكن أرغب بالبقاء في المدينة، وأنا لم أكن أجهل اللغة التركية فحسب، بل لم أكن أعلم أن هناك شيئاً يسمى باللغة التركية، فقريتنا لم فيها كهرباء ولا تلفزيون أو راديو، وأتذكر قبل أن يصطحبني والدي إلى المدرسة، اصطحبتني والدتي معها إلى السوق، وفي ذلك الحين كانت أسواق النساء منفصلة عن أسواق الرجال، ودخلت مع والدتي إلى أحد المحال التجارية، ولا زلت أتذكر اسم صاحبة المحل سكينة، وكانت تبيع القماش، فاشترت لي والدتي جلباباً وحذاءً أسودين، إلى جانب شريط لربط جدائل شعري، حيث كان شعري طويلاً، وكذلك جدائلي.
لم أكن أعلم ماذا يحدث، فقد كان والدي يقول لي: سوف نرسلك إلى المكتبة، والمقصود بها المدرسة، ثم ألبسوني الثياب التي اشتروها لي واصطحبني والدي إلى المدرسة، فوقفنا أمام قاعة ثم قال لي والدي: توجهي إلى الداخل يا ابنتي، ففتحت الباب ونظرت إلى الداخل، كان المكان مليئاً بالأطفال، وكانوا يجلسون على الكراسي، وكان يقف أمامهم رجل ذو عينين زرقاوين وشعر أشقر، وكان جميع المعلمين آنذاك أتراك، وجميعهم بالنسبة لي كانوا يشبهون أتاتورك، وبعد أن فتحت الباب خاطبني المعلم قائلاً: gel أي بمعنى تعالي، إلا أنني لم أفهم ماذا قال آنذاك، وبدأت بالبكاء، فضحك جميع الأطفال، وبدأت صدمتي منذ ذلك الوقت.
بعد ذلك خاطبني المعلم بالقول: otur أي بمعنى اجلسي، إلا أنني لم أفهم هذه الكلمة أيضاً، واستمر الطلاب بالضحك، كنتُ مثل الأبكم والأصم، كما أتذكر أنه حين رنَّ الجرس، بدأ الأطفال بالركض، فركضتُ معهم، كان منزلنا قريباً من المدرسة، فوصلتُ إلى فناء المنزل وبدأتُ بالصراخ قائلةً: لن أذهب إلى المكتبة، وتتحدث والدتي عن ذلك اليوم وتقول لي: كنتِ مستلقية على الأرض وتصرخين قائلةً: لن أذهب إلى المكتبة، خذوني إلى القرية، وبعد ذلك العام لم يرسلوني إلى المدرسة. [1]