هوزان أمين
حلقة لنتذكر مبدعينا ستخصص لاحد رواد اللغة الكوردية ألا وهو البروفيسور قناتي كوردو الذي يمر ذكرى رحيله الواحد والثلاثون هذا العام. فهو شخصية ثقافية وادبية كوردية نذر نفسه لخدمة اللغة والأدب الكورديين، وقدم خدمات جليلة خلال مسيرة حياته التي دامت 76 عامأً قضاها في العطاء والتضحية وكرس جل حياته الحافلة بالعطاء بالدراسة والتعمق في الادب الكوردي وألف كتابه الشهر تاريخ الادب الكوردي ذلك الكتاب الذي يعتبر تحفة ادبية قيمة ومصدر مهم عن الثقافة والادب الكوردي اغنى بهاالثقافة والمكتبةالكوردية. فقد كان متفوقاً في دراسته واختير من قبل الروائي الكوردي الاول عرب شمو ليكمل دراسته في جامعة لينيغراد مما كان سبباً في تأسيس قسم اللغة الكوردية وآدابها في تلك الجامعة حيث أبدى نشاطاً فعالا في مجال اللغة الكوردية. وألف العديد من الكتب ونشر الكثير من المقالات والدراسات عن اللغة الكوردية.
حياة البرفسور قناتي كردو:
ولد البرفسور قناتي كوردوييفبن كلش خضر بتاريخ 12\9\ 1909لأبوين قرويين من الكورد الايزيديين في قرية سوسز التابعة لمنطقة قرص في شمال كوردستان وعانى في صغره الأمرين حيث ذاق فيها كل معاني الهوان والفقر. ونتيجة ظلم وقهر العثمانيينللايزيدين هجرت عائلته كما الكثير من العوائل الايزيدية من كوردستان تركيا إلى قرية كوربلاغ عام 1918 في أرمنيا زمن حكم القياصرة الروس حيث عمل وهو صبي في أعمال شاقة رغم ذلك كان محباً للدراسة والقراءة وكان من الأوائل في دراسته عندما فتح أول مدرسة كوردية في ارمينا وكان من السباقين اليها.
توجه عام 1920م من ارمينيا مع عائلته الى العاصمة الجورجية تفليس حيث فقد والده هناك ولكنه واظب على دراسته ولم تثنيه ظروف اليتم والفقر من اتمام دراسته الابتدائية والاعدادية عام 1928 في مدرسة لازويي ومنها انتقل الى جامعة لينينغراد عام 1931 حيث التحق بكلية الفلسفة والادب وتخرج منها بدرجة جيدة ثم قدم الدراسات العليا حول الابداع اللغوي عام 1936 .
بعد اننال شهادة الدكتوراه في علم اللغة عام 1941 عمل كباحث في اكاديمية علماء السوفييت والتحق بصفوف الجيش الاحمر الروسي وحارب معهم اثناء حصار لينينغراد من قبل القوات الالمانية ، وكان مقداماً شجاعاً على المدفعية المضادة للطائرات وبقي في الحرب حتى انتهاء الحصار وهزيمة الالمان من شهر آب 1943 حتى تشرين الاول 1945 وحاز على وسام النجمة الحمراء تقديراً لشجاعته وكان حين ذاك منضوياً في الحزب الشيوعي السوفييتي.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عاد الى لينينغراد وعمل استاذ مساعد في اللغة الكوردية قسم تطوير اللغة الفارسية في كلية الاستشراق جامعة لينينغراد الى عام 1950 حيث رشح كباحث علمي في معهد اللغات الشرقية في اكادمية العلوم السوفيتية وتخرج من تحت يده العشرات من الشباب الكورد وقدموا رسائلهم في الدكتوراه..
وتعاون مع البرفسور يوسف اوربيلي ( رئيس قسم اللغات) في انشاء قسم اللغة الكوردية الخاصة بالاكاديمية واصبح عام 1961 رئيساً لقسم اللغة الكوردية في الاكاديمية السوفيتية رغم اشغاله الكثيرة واهتماماته بالادب والثقافة الكوردية حيث كان يكتب المقالات والدراسات عن اللغة والثقافة الكوردية وينشرها بالاضافة الى كل تلك المجالات التي عمل بها فقد ظل مثابراً على الدراسة حتى نال درجة البروفسور في اللغات.
فقد الف العديد من الكتب القيمة في المجالات اللغوية والعلمية والادبية وكان عضواً في المجمع العلمي الكوردي في كوردستان العراق. كما انهكان احد اعضاء تأسيس معهد تطوير اللغة الكوردية في العاصمة الفرنسية باريس.
في مدينة لينينغراد بتاريخ 31/10 /1985 توقف قلبه عن الخفقان وخلف وراءه ارثاً ثقافيا هائلاً سنسردها في ختام هذه الحلقة من سلسلة لنتذكر مبدعينا وبرحيله خسر الشعب الكوردي عالماً ومؤرخاً ولغوياً كبيراً.
1- قواعد اللغة الكوردية (كورمانجي) في موسكو عام 1957
2- قاموس كورمانجي روسي عام 1960
3- كتاب تطابق قواعد اللغة الكوردية بين الشمال والجنوب عام 1978
4- قاموس صوراني روسي
5- تاريخ الادب الكوردي مجلد1 1983/1985
6- بناء مركز للمعارف الكوردية الذي اشتهر في العالم
7- لو أبحاث في الفولكلور الكوردي (قلعة دم دم ) ملحمة البطولة الكوردية و ( سيفا حاجي ) الملحمة الرومانتيكية الكوردية.
نشر في مجمة أخبار األكاديمية العممية ألرمينيا السوفيتية عا 1955
8- كما انه ألف وكتب المئات والمقالات الثقافية والدراسات الادبية باللغة الروسية كما انه ألف بحث و دراسة الزاز، وتاريخ كوردستان روسيا وكتب أخرى لم تطبع ولم ترى النور ما زالت محفوظة لدى ابنته .[1]