ليلی بدرخان النجمة الكردية الراقصة
وأيقونة الموسيقی في أوربا
إعداد وترجمة: أحمد حسين
مجلة الحوار- العدد 73- السنة 26- 2019م.
كانت ليلی بدرخان النجمة اللامعة التي لعبت دوراً بارزاً ومهماً في تقديم الرقص والموسيقی إلی المجتمع الأوربي عام 1930.
ولدت ليلی بدرخان في استانبول وتخرجت من مدرسة الباليه الألمانية. بدأت ليلی بتقديم عروضها من عام 1925. تزوجت ليلی من فنان بولندي عام 1930. وأقاما في باريس، إلی أن وافتها المنية عام 1986، لها ابنة وحيدة اسمها نفين، تعيش في فرنسا.
بدأت ليلی بتقديم رقصاتها الكردية للمشاهدين في أمريكا، بلجيكا، هولندا، سويسرا، إسبانيا، فرنسا وإيطاليا. ولعروضها الناجحة اشتهرت ليلی في سائر أرجاء أوروبا.
ليلی هي ابنة عبد الرزاق بدرخان، الثائر الكردي المعروف، الذي قام بانتفاضته في مدينة خوي 1912، حيث لا زالت ليلی يافعة شابة ولم تكن وقتها فنانة. والدها، كرجل دولة وكمثقف، كان له الأثر الأكبر في حياة ابنته وخاصة في المجال الفن.
والدها القائد الكردي الوحيد الذي وجد في بيته اڵالة الموسيقية المعروفة “البيانو”. ولولا الفكر التقدمي لوالدها لما أصبحت ليلی راقصة مشهورة في أوربا.
درست ليلی الموسيقی والرقص في إطار أكاديمي، حيث أصبحت خبيرة في مجالي الموسيقی والرقص الشرقي، كما شحذت معلومات قيمة وهامة عن الفن والموسيقی الغربية، بما فيها مهارتها عن فن الباليه.
ففي احتفال (20) أيار من عام 935 في مركز (مارسلينبيرتول) قدمت عروضاً من الرقص والموسيقی في سلسلة من خمس رقصات كردية مع أوركسترا بقيادة الموسيقار)نيكار موريس(، حضره مشاهير من الفنانين والمفكرين الفرنسيين. وبعد العرض الناجح كتبت سبع مجلات فرنسية مقالات مصورة عنها، وفي (24) حزيران عام 1935 قدمت ليلی عرض آخر أُعلن عنه بملصقات كبيرة من أحجام مختلفة، من هذه الملصقات صورة كبيرة لليلی نفسها كتبت عليها “ليلی بدرخان الفتاة الكردية في رقصاتها الفلكلورية الشرقية”. حيث قامت بنفسها بقيادة الأوركسترا مع الموسيقار”نيكار موريس” وعازف البيانو “إيرنإينوف” وتم تقديم الحفلة في المسرح الباريسي الشهير “جراندسيلراميو”، وقد بيعت البطاقات لمستويات أربع أماكن مختلفة بأسعار عالية حينها، والصور علی البطاقات صورت بكاميرا ستوديو “إيرس”.
كما قدمت ليلی احتفالاً للرقص الشرقي مع أوركسترا بقيادتها، تضمن برنامج الحفل: فارس ميناتوري، فارس هالكوبي، دبكة، رقصة كوردية، مسحة هندية، هيروغلوفي، رقصة درزية، أفعی، أغنية العروس، مسحة دينية وبلقيس ملكة سبأ والبلد.
كانت أداء ليلی لهذه الرقصات فريداً جداً، لم يضاهيها ما قدمت في سائر أنحاء أوربا.
حيث بذلت ما بوسعها لإحياء الموسيقی والرقص الكردي بشغف وهيام. وفيما يلي مقتطفات من وسائل الإعلام الفرنسية، وما ورد فيها عن ليلی:
1. “ليلی بدرخان هذه الفتاة الكردية النبيلة المعروفة في سائر أوربا برقصاتها السامية الرشيقة، والرقص معروف لدی الكرد تاريخياً وهم يعشقونه، ولكن في الوقت الحاضر مزج الرقص بثقافتهم وحياتهم اليومية المعاشة، وهو جزء من التقاليد الكردية”.
2. ”ليلی بدرخان الفتاة الكردية الراقصة الرشيقة بخطواتها وجسدها، الأرستقراطية انتماءً، في قاعة مارسلينبرنيلو، أعادتنا إلی الأجواء الهندية والفارسية والمصرية، بكل طرفة عين سكبت تعبيراً جديداً. ذراعاها الممشوقتان يزحفان كأفعی، تعابيرها لم تكن إلا قصيدة سحرتنا من غير ريب، كانت تلبس ثياباً جميلةً “. جورج موريس. ليفيغارو. حزيران 1935
3. ”الراقصة الأرستقراطية الكردية ليلی قدمت برنامجاً شيقاً، مفعماً بالحيوية والنشاط، بحق أحببت خطواتها الرشيقة، كل ذرة من جسمها ترقص بانسجام مع الموسيقی. هذا الفن يضرب بجذوره عميقاً في الفلوكلور، هذا الفلوكلور تم تجديده وعصرنته من دون أن يفسد نظمه البديعة”. كارول بيراردو، باريس أيار 1935.
4. ”صالة أنيقة اكتظت بأناس باسمين، يرحبون بليلی بدرخان، قدمت بفنها الأصيل المتجذر في الشرق فناً أنقياً إلی الغرب من دون تغيير مسحة تقاليده القدسية، كما قدَّم الموسيقار نيكار ألحاناً شرقية”. لسام إين. باريس حزيران 1935.[1]
-------------
المصدر:The shadow of lion.
مطبعة: Shahab printing house.