شخصيات خالدة
في ذكرى رحيل الأستاذ الراحل حسيب صالح..
الأستاذ الراحل حسيب صالح من الشخصيات المشهورة في كوردستان العراق.. كنت أسمع من والدي ومن أخي شيرزاد عن هذه الشخصية الكوردية السياسية والعلمية البارزة..، كان الأستاذ حسيب صالح من الأصدقاء المقربين لوالدي ومن الشخصيات التي مارست حياة النضال منذ فترة شبابه.. ثم أبدع في عمله في مجال العمران.. لكونه مهندس ومقاول مقتدر وذكي وطموح ،. لذا أشتهر في مجال العمران كشخصية بارزة لها مكانتها الخاصة على مستوى العراق والشرق الأوسط.. وكلل حياته بأبداعات عمرانية رائعة وكان ومن أصدقائه المقربين الأستاذ المهندس إحسان شيرزاد.
إلأستاذ الراحل حسيب صالح.. هو أبن مدينة كركوك..
وقد حالف الحظ أن يعمل أخي شيرزاد في شركته في مدينة البصرة في منتصف السبعينيات بعد عودتنا أثر نكسة 75 وذلك حين قام الأستاذ حسيب صالح بزيارتنا في أحد الأيام..، وكان معجباً أشد الإعجاب بعمل ووفاء وإخلاص أخي شيرزاد في فترة عمله برفقته.. وظل يعمل أخي معه قرابة عام كامل..، وقد سرني أن أضيف على ذكرى رحيل الأستاذ حسيب صالح ما نشره الأستاذ سامان جودت عن حياة الراحل الأستاذ حسيب صالح.. تحية وفاء تقدير لروح الأستاذ حسيب صالح..
زوزان صالح اليوسفي
نص مقالة الأستاذ سامان جودت:
في مثل هذا اليوم 18/02/2012 ، رحل كوكبة من شخصياتنا الثقافية، وهو المهندس الأستاذ حسيب صالح وترك فراغاً كبيراً ..
ولد حسيب صالح في سنة 12/12/1930 وفي مدينة كركوك ، أكمل دراسته الثانوية فيها وتخرج من كلية الهندسة جامعة بغداد سنة 1954، عمل لفترة كمهندس في مديرية أسالة الماء في بغداد، وبعدها مارس العمل الحر، وبدأ بالمقاولات الأنشائية. كانت شركة حسيب صالح سمعة جيدة في العراق وحتى على صعيد الشرق الأوسط..
من أهم إنجازاته، المقاولات الأتية:
1 - نصب الحرية ساحة التحرير بغداد سنة 1960. أنجاز العمالقة الأتين: نحت الفنان الخالد جواد سليم، الهندسة المعمارية المهندس المعماري رفعت الجادرجي، الحسابات الهندسية المهندس الأستشاري البروفيسور أحسان شيرزاد ( أنجاز هندسي عالمي رائع يدرس في كليات الهندسه العالمية)، والمقاول المهندس حسيب صالح.
2 - عمارة شركة التأمين، شارع الجمهورية 1963
3 - مصرف الرافدين، شارع الرشيد 1965
4 - عمارة أعادة التأمين، ساحة الخلاني 1970
5 - سوق و عمارة التأمين، شارع الرشيد 1972
6 - المكتبة الوطنية وقاعة المحاضرات، باب المعظم 1978
7 - فندق السليمانية، 1979
8 - مركز شركة التأمين الوطنية، ساحة الخلاني 1985
9 - وزارة الصحة العراقية، باب المعظم 1990
10 - بالأضافة الى بناء العديد من مساكن السكنية والمشاريع الكبرى
- من المؤسسين لأتحاد المقاولين العراقيين
- رئيس اتحاد المقاولين العراقيين أواخر الثمانينيّات
- رئيس اتحاد المقاولين العرب بداية التسعينيات
ومن أعماله الخيرية لخدمة الثقافة في أقليم كوردستان:
التبرع ببناء مكتبة جامعة السليمانية
حسيب صالح والنشاط السياسي:
بدأ بالنشاط السياسي وهو طالب في الأعدادية فكانت أفكاره إنسانية يسارية وقومية في نفس الوقت، ففي سنة 1948 كان بين ممثلين الطلبة لوفد كركوك إلى مؤتمر ساحة السباع المؤتمر الطلابي الأول في تأريخ العراق، وكان من بين المشاركين الرئيس جلال الطالباني عندما كان ممثلاً لطلبة كويسنجق، والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، وفي الجامعة كان له دور في الحركة الطلابية اليسارية في كلية الهندسة ببغداد..
أورد ما قاله المؤرخ الأستاذ كمال مظهر:
بطلب من صدام حسين وفي أواسط تسعينيات القرن الماضي، أجتمع عضو مجلس قيادة الثورة سعدي مهدي صالح بمجموعة من الشخصيات الكردية الموجودة اَن ذاك في بغداد من بين الأشياء الذي طلبها المحاولة لأرجاع القرى المحيطة بقضاء جمجمال وإلحاقها بكركوك ثانيتاً، فيقول الأستاذ كمال والكلام له: كان حسيب صالح جالساً بيني وبين الأستاذ أحسان شيرزاد، فرفع يده..، فقال أنا لدي أقارب في هذه المنطقة وسمعت من عندهم بأنهم يفضلون البقاء خارج نطاق الحكومة المركزية ولا يفضلون الرجوع إليها..، لأن معاملتهم في ظل الأدارة الحكومية كانت سيئة..، بسبب غلق أبار المياه الأرتوازية..
وكان الطلب الأخر هو تأسيس حزب كردي موالي للحكومة..، فقال المرحوم حسيب بأن التجارب الماضية أثبتت فشل هذه الأحزاب وأنتهاء مؤسسيها سياسياً، فأن كان لدى الحكومة برنامجاً لحل المشاكل فالأفضل الأتصال بالجهات التي تستطيع أن تساعد في حل المشاكل العالقة (أي الأحزاب التي تدير المنطقة الغير خاضعة لسيطرة الدولة )
شخصية الأستاذ حسيب صالح: كان مرحاً بشوشاً يحب مساعدة الأخرين ، ورغم مشاغله الكثيرة تجده في منتهى النشاط والحيوية والأناقة، فكان صاحب كاريزما وجاذبية وسحر، حيث كان يجذب الجالسين بحديثه وشخصيته المرحة والسريعة البديهية، وقابليته بالتأثير على الأخر وبسرعة. فالنكات التي كان يسردها وهو في المجلس يجعل الجالسين أن ينجذبو لحديثه..
كتب عنه أحد الشعراء:
الا مَن رأى في الناس مثلُ حسيبِ،
له عقلُ معمارٍ وقلب أديبِ
تراه قريباً وهو كالبحر غَورُهُ،
وحيناً بعيداً وهو جد قريبِ
صَفا وكأنَّ الله أكمل خَلقهُ،
فمن كل نبل خَصَّهُ بنصيبِ
كريمُّ، حليمُّ،مشرق الوجه،
صادقُّ صَدوقُ، أبيّ النفسِ، جدُّ لَبيب
وأجملُ مافيهِ دماثةُ طبعِهِ،
سِلمُ إنجيلٍ وحزنُ صليبِ
ويضحكُ طول اليوم حتى تخالَهُ،
كأن ليس من يومٍ لديه عَصيب
كذا نفسُ من تعلو على الزَّيفِ نفسه،
يرى أعجب الأشياء غير عجيب.
رحم الله الأستاذ حسيب صالح وأسكنه فسيح جناته [1]