هوزان أمين
وصل جثمان الشاعر الكوردي أرشف اوسكان، في يوم الثلاثاء 4-12-2012 الذي كان قد توفي في 25 من الشهر الماضي في المانيا، وذلك عبر الحدود التركية الى مدينة الدرباسية ومن ثم تم نقله ، مع حشد من المشيعين من محبيه وأهله ورفاقه الى قرية بير كنيسي ووارى الثرى هناك .
وكانت قد تلقت الاوساط الادبية والثقافية الكوردية بحزن وأسى عميقين نبأ وفاة الشاعر والكاتب الكوردي آرشف اوسكان ،الذيفارق الحياةفيأحدمستشفياتمدينةهامبورغالألمانيةفيوقتمتأخرمنليلةالأحد25-11-2012 بعدصراعطويل منمرضالسرطانالي الم به منذ عدة سنوات ، وكان يجاهد ويقاوم الالم رغم هذه السنوات ، وواظب على الكتابة والارتباط بالميدان الثقافي وبالنشاطات والفعاليات الثقافية بالرغم من ذلك ، وبقيت معنوياته عاليه ، وببسمه جميله يتقبل وضعه ويستمر بالحياة ، الى ان اشتد عليه المرض وتوقف قلبه عن الخفقان اثر ذلك .
لمحة عن حياته :
ولد آرشف اوسكان عام 1967 في قرية بركنيسي الواقعة على طريق الدرباسية ورأس العين في جنوب غرب كوردستان ، ضمن كنف عائلة وطنية ، درس الابتدائية في قريته ومن ثم انتقل الى مدينة الدرباسية لدراسة المرحلة الاعادادية ، وبعدها انتقل الى الحسكة حيث تابع دراسته وانهى المرحلة الثانوية هناك . ظهرت عليه علامات الكتابة وبدأ بكتابة الشعر والقصائد ، وكتب بلغته الام وطبع نتاجه الاول في ديوان شعري بإسم HêviyênBirîndar أي آمال جريحة ، عام 1995 ، من ثم استمر وواظب على الكتابة والشعر الى ان صدر له ديوان ثاني بعنوان Kê Gul Çinî أي من قطف الوردة علم 1999 ، قصائده كانت تتمتع بالحب والوطنية والعشق والوطن والجمال ، وكتب بإسلوب شعري حديث ، لحن العديد من قصائده الى اغاني غناها فنانين معروفين ، حيث كان مبدعاً في تلك الناحية وخاصة القصيدة التي تلحن وتغنى، ومن ثم صدر له ديوان ثالث بإسم „Berbang Qedexe yeأي الفجر الممنوع عام 2001 .
هذا من الناحية الادبية ، فالكاتب آرشف اوسكان ، كان متعدد المواهب ولم تكن تشفي غليله اصدار الدوواين الشعرية والقصائد ، ورغم الظروف الصعبة التي كانت سائدة في المناطق الكوردية في سوريا ، والمنع والرقابة على كل شيء يتناول الادب والثقافة والاعلام الكوردي ، لم تخوفه كل تلك الظروف ، الى ان اتخذ قرار اصدار مجلة فصلية كوردية مستقلة تعني بالادب والثقافة الكورديين باللغة الكوردية ، مع مجموعة من المثقفين في المنطقة ، واصبح هو رئيس تحريرها ، وسميت المجلة بإسم Zevî وصدرت منها 10 اعداد لغاية عام 2003 حيث توقفت بسبب مغادرته الوطن وسلوكه دروب الغربة والمنافي ، ونتيجة الظروف الامنية في الوطن دفعته الى المغادرة وفي سلك طرق صعبة للغاية حتى وصل الى اوربا واسقر به المقام في المانيا ، ويقول في ذلك الوقت ان اصعب سنوات عمره كانت بين اعوام 2000 الى 2005 حيث فقد والديه ، وتوقفت مجلته عن الصدور وغادر اهله وزوجته واولاده وسلك دروب مخيفه لغاية وصوله الى اوربا ، ويقول ، الغربة قتلتني ولكنني كنت دائماً متفائل بغد افضل .
لم يقف حدود وأفقه الثقافي الى هذا الحد بل كتب القصص والمقالات ونشرها في دوريات ثقافية والمواقع الكوردية ، وظل طوال 25 عاماً احد المهمومين بظروف شعبه وحياتهم وما يتعرضون له من ظلم واجحاف ، واحد الكتاب المهتمين في الكتابة باللغة الكوردية .
وكان قد صدر له في اوربا ديوان شعري Xewnistan أي ارض الاحلام عام 2010، و كما قلنا لقد كان الراحل مبدعاً في العديد من مجالات الادب وفي نفس العام ، سلك اغوار الرواية وكتب رواية Keştiya penaberan اي سفينة المهاجرين ، تطرق فيها الى حياة وقساوة الهجرة والقلق والخوف الذي يسببه، ويتناول حياة مجموعة من الشباب فروا من كوردستان سوريا بعد احداث 12 آذا 2004 نتيجة ملاحقة السلطات لهم ، ويغامرون بحياتهم في سبيل كسب حياة افضل ، وكانت آخر كتاب لههذا العام 2012 ديوان شعري بعنوان Awazên Evînê حيث جمع قصائده القديمة والمطبوعة ، واضاف اليها ونشر هذا الديوان الذي سماه ( الحان الحب)، كما بقيت العديد من نتاجاته ومخطوطاته في الادراج وعلى رفوف مكتبته ، وكم كان يتمنى ان ترى النور قبل ان يغادر هذه الدنيا .
وجدير بالذكر ان الراحل كان متزوجاً ورزق بثلاث اولاد ( اياز –نياز- آمد)، آرشف غادرنا ولكن روحه و حبه وابتسامته لن تغادرنا وسيبقى في وجداننا حياً ، فليرحمك الله آرشف عملت ما عليك وقمت بواجبك وغادرتنا بصمت و ارتحت ، غادرتنا شاباَ وانت في قمة عطائك ، وبقينا نحن من سيتلظى بنار الفراق .[1]
التآخي