*حسب آراء الكثير من المراقبين حان الوقت لسقوط نطام الأسد ، ماهي تداعياته على المنطقة اذا حدث ذلك فعلاً؟
- بالنسبة الى سوريا من المعلوم أنّ نظام الأسد لم يعد يملك السيطرة الكاملة على البلاد،وذلك بسبب وجود مناطق آمنة داخل الأراضي السورية يلجأ اليها الجيش الحر والمجموعات المسلحة،فيما تستطيع قوات الأسد السيطرة على اجزاء محدودة،و بهذا الصدد هناك احتمال في انطلاق التهديدات من الأراضي السورية و التوجه نحو تركيا و العراق و سوريا و لبنان و الأردن وغيرها،ونجد أنّ تركيا بصدد مساعدة الأئتلاف السوري المعارض من اجل تأمين الدعم و التعاون من خلال عملية تغيير النظام في سوريا بصورة ايجابية،لأنّ الحفاظ على وحدة الأراضي السورية من اهداف الحكومة التركية.
* في هذه الأثناء يكاد الوضع في العراق يتجه نحو المزيد من التوتر، وهل سوف يكون لذلك تأثير على التحولات القادمة؟
- بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق،وجدنا أنّ حكومة المالكي تتبع ممارسة السياسة الطائفية، ومن جهة اخرى كما أنها تسعى الى تثبيت قبضتها على عدد من الوزارات المهمة كالداخلية و الأمنية و الدفاع،كما هي بصدد تغيير اطار الدستور العراقي، الى جانب ذلك المستجدات الأخيرة في قضية طارق الهاشمي و صالح المطلك و رافع العيساوي التي بعثت القلق لدى المراقبين و المختصين في تركيا بشأن مستقبل العراق،لأنهم يمثلون العرب السنّة في العراق،لذا فإنّ زيادة ممارسة الضغط على تلك الشخصيات سوف تؤدي الى التصدع الكبير بين المكونين الشيعة و السنة،كما أنّ الخلافات الدستورية و مستقبل كركوك و احتمالات استخدام القوات المسلحة في تلك المدينة تشكل تهديداً آخر و سوف تكون لها عواقب وخيمة،وليس فقط بالنسبة الى استقرار العراق فحسب،بل الى استقرار المنطقة برمتها وتسعى تركيا بأستمرارلأرساء اسس الأستقرار و الأمن في (شمال) العراق وتدعم المنطقة في هذا الجانب، ولكن للأسف قد تفهم الحكومة العراقية بالخطأ ما تنوي اليه تركيا و تعتبر ذلك تدخلاَ في شؤونه الداخلية.
* ما تأثير التوتر في الأوضاع بين اقليم كوردستان و بغداد على تركيا؟
- استقرار اقليم كوردستان مهم بالنسبة الى تركيا،نظراً لوجود رجال الأعمال و الشركات و الدبلوماسيين الأتراك في الأقليم،من جهة اخرى تربط الطرفين مصالح مشتركة،حيث يمتلك اقليم كوردستان ثروة نفطية كبيرة وأن تركيا تشكّل البوابة الوحيدة لربط الأقليم مع الأقتصاد العالمي كما أنها تمتلك بنى تحتية ثابتة تساعد على نقل صادرات الأقليم الى العالم.
* حل القضية الكوردية في تركيا يشكّل اهمية كبيرة ولقد بدأت تلك المحاولات، ولكن لم يتم اتخاذ خطوات سريعة في هذا الجانب،هل يُتوقع الأسراع فيها قريباً؟
- بالنسبة الى القضية الكوردية في تركيا،اعتقد أن تركيا تستطيع التعامل على صعيدين:الأول من حيث علاقاتها مع اقليم كوردستان و الآخر من حيث المشكلة الكوردية داخل البلاد،والمسألتان مختلفتان تماماً، لأن احداهما تتعلق بقضية سياسية داخلية في تركيا و الأخرى لها صلة بالعلاقات القائمة مع الأقليم وهي مسألة تتعلق بالسياسة الخارجية التركية،واعتقد أنّ تركيا اتخذت مؤخراً خطوات مهمة جداَ بأتجاه حل المشكلة الكوردية عبر العمل على الآلية السياسية.
* السؤال الأخير :تسعى تركيا الى اجراء الحوار مع اوجلان لحل القضية الكوردية سلمياً،هل باعتقادك أنها خطوات جادة في هذا المنحى وما هي نتائجها مستقبلاً؟
- هناك ابعاد مختلفة لسياسة مكافحة الأرهاب و احد هذه الأبعاد هو مواجهته عملياً،والبعد الأخر هو اتباع طريق الحل السلمي السياسي عبر اجراء الحوار بين عبدالله اوجلان و الحكومة التركية،اما من جانب المحافظة عى الأستقرار فعلينا التنسيق مع شركائنا في المنطقة،ومن هذا المنطلق استطيع القول أنّ نجاح تركيا في المفاوضات مرهون بأيجاد الحل السلمي للمشكلات،ولكن بالنسبة الى المفاوضات مع عبدالله اوجلان هناك معوقات لأنني اعتقد أنه لم تبق لأوجلان أي سيطرة على حزب العمال الكوردستاني،وعلى هذا الأساس لايمكن أن نعوّل كثيراَ على هذه المفاوضات،لأننا رأينا قبل سنوات أنّ الحكومة التركية عقدت محادثات مع اوجلان وقد سارت الأمور على مايرام ولكن حزب العمال الكوردستاني استمر في شن هجماته ضد الشرطة و المدنيين في تركيا،لذا اعتقد أنّ نجاح المفاوضات مرهون بوقف مسلحي حزب العمال هجماتهم تلك،والاّ فمن الصعوبة بمكان التوصل الى حل حاسم ،ولكن لو نظرنا الى الستراتيجيات الحالية للحكومة التركية لوجدنا أنها اتخذت خطوات جدية من اجل انهاء تسلح حزب العمال الكوردستاني في البلاد،لأنه ليس الذين يتفاوضون اليوم مع عبدالله اوجلان هم فقط من البروقراطيين ،بل أن الوزراء و جهاز المخابرات ايضاً يجرون المفاوضات معه،وهذ يدل على أنّ تركيا مهتمة جداً بهذه المسألة، ومن اجل التوصل الى حل حاسم مع هذا الحزب، على الأخير ايقاف هجماته و الألتزام بقرار وقف اطلاق النار من اجل انهاء الموضوع سلمياً.[1]