كاتب مهتم بالتاريخ الكوردي وشغوف بالادب الكوردي الكلاسيكي ولد في قرية ديرشي التابعة لقضاء العمادية ( آميدية)، درس العلوم الدينية وختم القرآن الكريم منذ صغره في جامع القرية وبعدها وفي سن الثامنة
قرأ ديوان نوبهار أحمد خاني على يد أحد الملالي وكانت بالنسبة له اللبنة الاساسية في بداية تكوينه الأدبي واعطاه العزم لمستقبله الادبي، ثم ذهبت الى قضاء عقرة ( آكري) ودرس المعهد الاسلامي حتى المرحلة المتوسطة، وفي بداية عام 1974 التحق بصفوف البيشمركة الى ان عاد الى دهوك عام 1976 حيث انهى المدرسة الدينية ثم ذهب الى النجف الاشرف لاكمال العلوم الدينية وانتسب الى كلية الشريعة عام 1977 وبعد اربعة اعوام انهى دراسته وعاد الى صفوف البيشمركة ثم غادر كوردستان العراق بسبب الحروب الى حين عودته في بداية انتفاضة 1991 حيث انتسب الى صفوف حزب الشعب الكوردستاني وقام بتأسيس مؤسسة ثقافية اعلامية في دهوك واصدر عدة اعداد من جريدة بوطان باللغة الكوردية والعربية واطلق تلفزيون كوردستان وراديو أف أم وبعد توحيد الحزب الشعب الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1993 اصبح مدير تلفزيون خبات في دهوك بعد عمل اكثر من عام في التلفزيون هاجر الى خارج الوطن واقام في المانيا ثم عاد مرة أخرى الى مدينته دهوك حيث يعمل رئيس تحرير مجلة التاريخ واصدر خلال مسيرته الادبية العديد من النتاجات الادبية المهم انه الكاتب سعيد ديرسي التقينا به في مكتب جريدة التاريخ ليتحدث لنا عن اعماله ونشاطاته واستجاب لاسئلتنا مشكوراً.
- خلال مسيرتك الادبية اصدرت العديد من الاعمال الادبية حبذا لو تتحدث لنا عن نتاجاتك؟
-
- نعم لقد قمت بالشرح والتحقيق في ديوان الشاعر الكلاسيكي الكوردي فقي تيران، كما قمت بكشف الشاعر وداعي ايضاً وهو من أهالي مكسي نفس منطقة الشاعر فقي تيران في كوردستان الشمالية، اكتشفت اعماله من خلال بحثي في المكتبة الوطنية في برلين حيث شرحت ودققت في حياته وقصائده وطبعتها في المانيا، وكذلك قمت بطباعة كتاب عن اعمال ملا محمود بايزيدي وكذلك شفنامة للامير شرفخان البدليسي وهو كتاب ضخم بلغ عدد صفحاته قرابة 700 صفحة وكذلك طبعت كتاب ( كلهين آفا) اي قلاع مشيدة، حيث حسبت كل شاعر قديم بمثابة قلعة ما زالت مشيدة وصامدة وقمت بالبحث في حياة ونتاجات بعض الشعراء الكورد الكلاسيكيين الذين لم يسمع عنهم ولم تنشر نتاجاتهم، ثم طبعت مجموعة شعرية لي وبعدها طبعت كتاب صفحات من التاريخ وهي عبارة عن بحوث تاريخية، ثم طبعت ما تبقى من قصائد الشاعر فقي تيران، ثم صدر لي كتاب كبير وهي عبارة عن مخطوطات كوردية قام بجمعها مستشرقين المانيين قدما الى كوردستان بين اعوام 1860 الى 1870 وجمعوا الكثير من المخطوطات الكوردية وترجموها الى اللاتينية وطبعت منها جلدين احداها تم طبعها بالكوردية اللاتينية والاخرى ترجموها الى الالمانية، فقمت بتحديث كوردية النسخة الكوردية القديمة وكتبت بحث مطول عنها وطبعت في دهوك.
- لك اهتمامات خاصة بالتاريخ الكوردي لماذا هذا الميل باتجاه التاريخ الكوردي وسبب اهتمامك به ؟
- نعم انا بطبعي احب التاريخ والبحوث القديمة والتاريخ بالنسبة للشعب الكوردي مهم للغاية لانه لم يدون تاريخه وبالنسبة لي البحث والتحري عن التاريخ الكوردي هي احدى اهدافي والبحث عن التاريخ الكوردي يجب ان يلاقي اهتمام الجميع ونتعب في جمع تاريخنا القديم، ففي سنوات غربتي في المانيا قمت بالبحث عن التاريخ الكوردي كثيراً وكتب بداية الادب الكوردي من خلال الشعراء الكورد القدماء، وقمت بدراسة التاريخ من خلال مجلات قيمة عن التاريخ كانت تصدر باللغة الالمانية حيث كانت تلك الجرائد تولي اهتماماً كبيراً بتاريخ ميزوبوتاميا والشرق الاوسط ، وميزوبوتاميا منذ تاريخ السومريين والبابليين والهيتيين والاشورين والميديين والفرس وجميع الاقوام والشعوب التي عاشت على هذه الارض وهم يحسبون ان بداية انتفاضة التاريخ انطلقت من ميزوبوتاميا، وبالفعل ان بداية الكتابة والعديد من المكتشفات المهمة عبر التاريخ والتمدن والقوانين بدأت من هناك ميزوبوتاميا اقصد فكنت متابع رئيسي لهم حتى اصبحت لي رغبة بإصدار مجلة على هوى مجلتهم هنا في كوردستان بالرغم من قلة المؤرخين والباحثين في التاريخ في منطقتنا، حتى ولو وجد مهتمين وباحثين كورد في التاريخ فإنهم دونوا كتباتهم باللغة العربية هذا من جانب وهدفي هو كتابة التاريخ باللغة الكوردية من الجانب الآخر.
كذلك نجد ان من كتبوا عن التاريخ الكوردي فإنهم اخذوها من المصادر والمؤرخين العرب والفرس والاجانب يعني نحن نفتقد الى شرح التاريخ الكوردي حيث لم نستطع لغاية اليوم تحليل الاثار الكوردية او كتابة تاريخ العشائر والشخصيات الكوردية لهذا عقدنا العزم على اصدار جريدة التاريخ التي تتحدث عن التاريخ الكوردي بشكل خاص.
- انت تترأس تحرير مجلة ( Dîrok) اي التاريخ حبذا لو تحدثنا عن هذه المجلة؟
- نعم بعد عودتي من المهجر كنت قد عقدت العزم على اصدار مجلة تاريخية وكنت قد خططت لها وكنت بحاجة الى ممول للمجلة وكنت قد تحدثت حول هذا الموضوع مع محافظ دهوك آنذاك السيد تمر رمضان وبعد امعن في المشروع وافق على دعم واصدار مجلة بإسم ( Dîrok) على نفقة المحافظة وهي مجلة متخصصة بالبحث والتوثيق في التاريخ الكوردي على صعيد كوردستان وهي مجلة كبيرة وموسمية تصدر كل ثلاثة أشهر باللغة الكوردية تبلغ مجموع صفحاتها اكثر من مائتي صفحة، وكنت متأكداً من النجاح بالرغم من قلة الكتاب والباحثين في التاريخ، حيث اصدرنا بعض الاعداد منها ونطمح الى ان نكون كوردستانيين وليس محليين ونتناول مواضيع مختلفة عن شمال كوردستان ولن نتوانى عن نشر ما يأتينا من الاجزاء الاخرى من كوردستان ونقوم بترجمة المواضيع الى الكوردية وننشرها في المجلة ونطمح الى تصبح المجلة كمرجع للتاريخ الكوردي ونقوم بتوزيعها على المؤسسات الرسمية وتباع في المكتبات العامة .
- كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء ؟
- اشكركم على هذا الحوار، واتمنى من الشعب الكوردي اعطاء اهمية اكبر بتاريخه، فالشعوب تتطور وتعرف بتاريخها فإن كنا نجهل اسلافنا وحضاراتنا القديمة حينها لن نعرف انفسنا ومستقبلنا ايضاً.[1]
التآخي -3-9-2015