شاعر معروف علی صعيد كوردستان والعراق ولد في دهوك عام 1957 ودرس كلية الحقوق في جامعة بغداد، وعمل اثناء دراسته في القسم الكوردي بإذاعة بغداد، ومعروف بقصائده الوطنية والثورية وتحولت العديد من كلمات قصائده الی
أغاني غناها كبار الفنانين الكورد، منعت قصائده من قبل النظام البعثي في العراق عام 1979، وانتشرت قصائده وذاع صيته، وبسبب الضغوطات التي تعرض لها التحق بصفوف البيشمركة، ولم تنقطع علاقته بالادب والشعر علی ذری جبال كوردستان بل بالعكس زادت من ارتباطه بها وكتب العديد من القصائد التي تتغنی بجمال طبيعة كوردستان وعمل في اذاعة صوت كوردستان، الی حين هجرته الی خارج الوطن حيث اقام في السويد وعمل في تدريس اللغة الكوردية و في تحرير العديد من المجلات الكوردية الی ان عاد الی احضان الوطن عام 1996 وعمل في مجال الاعلام وهو احد مؤسسي فضائية كوردستان، الی ان اطلق من دهوك مشروعه الثقافي الكبير وهو دار نشر سبيريز للطباعة والنشر برعاية ودعم رئيس حكومة اقليم كوردستان العراق السيد نيجرفان البارزاني عام 2002 وهو عضو الاكاديمية الكوردية في هه ولير، ورشح للبرلمان العراق في انتخابات عام 2010 علی لائحة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وفاز واصبح الناطق الرسمي بأسم التحالف الكوردستاني، تعرض لجروح بليغة اثر هجوم ارهابي في بغداد في عام 2011، أنه المترجم والكاتب النشط مؤيد طيب المهتم بأدب الاطفال حيث يدرس قصائده في كتب المدارس الرسمية وترجمت قصائده الی عدة لغات منها العربية والفارسية والانكليزية والتركية وهو صاحب العديد من النتاجات الادبية والابحاث الاكاديمية التقينا به في مقر مؤسسة سبيريز للطباعة والنشر واجرينا الحوار التالي.
- الاستاذ مؤيد طيب مرحباً بك ماذا تقول لنا بداية ؟
- بداية أرحب بكم وبجريدة التآخي التي نعتز بها والتي نشرت العديد من قصائدي باللغة العربية وعندما كنت عضواً في مجلس النواب العراقي ومتحدثاً بإسم كتلة التحالف الكوردستاني حيث كانت جريدة التآخي المنبر الامثل لبيان مواقف الكتلة الكوردستانية في مجلس النواب العراقي بالاضافة الی المسائل الاخری المتعلقة بالسياسة والثقافة والادب واهلاً وسهلاً بكم.
- بما اننا في مركز دار نشرسبيريز فلنبدأ منها متی تأسست وما هي أهدافها؟
- انا بالطبع بعد عام 2014 انتهی اعمالي كعضو في مجلس النواب العراقي ورجعت الی مزاولة وظيفتي التي افضلها وهي إدارة دار نشر سبيريز للطباعة والنشر في دهوك هذه الدار التي تأسست عام 2002 وكنت أنا قد اسستها ومديرها العام لغاية اليوم ووصلت عدد مطبوعاتها لغاية اليوم 413 كتاب من مختلف مشارب الادب، كما اصدرنا عدة مجلات مختصة كمجلة (كبر) للاطفال التي استمر اكثر من 6 أعوام ومجلة اخری كانت مختصة بالفن التشكيلي وهي مجلة (رنكز) ومجلة أخری كانت مختصة بالدراسات اللغوية وهي مجلة (بريز) بالاضافة الی مجلة (آفاق سبيريز) حيث كانت باللغة العربية ومجلة للمرأة الكوردية وأخری للشباب.
- من يمول هذا المركز وكيف تدبرون أموردها ؟
- دار سبيريز للنشر والطباعة كانت تمول وتدعم من قبل السيد نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة أقليم كوردستان ولكن وللاسف بعد ان تردت الاوضاع الاقتصادية نتيجة الخلافات بين اقليم كوردستان وبغداد، وبالطبع عندما يمر بلد ما بضائقة مالية تكون الثقافة والفنون الضحية الاولی، هناك عدة مؤسسات ثقافة اما اغلقت او قلت نشاطها بشكل ملحوظ وهذه القاعدة شملتنا ايضاً، حيث نمر بأزمة مالية حقيقية، ولكننا ولحظ الحظ نملك البناية التي نسكنها وقمنا بتأجير طابقين لمدرسة أهلية ومن خلال ذلك الايجار نستطيع دفع رواتب ومكافئات موظفينا.
- هل تبغون الربح من وراء طباعة هذه الكتب التي نراها تباع بالمكتبات؟
- لا ابدأ الربح ليس هدفنا، ونحن نعمل كمنظمة غير ربحية لذلك ونسمح لدور النشر في البلدان الاخری بإعادة طبع كتبنا ولا نطلب منهم اي ربح مادي او مكسب، لان الهدف من تأسيس هذا الدار هو خدمة الادب والثقافة واللغة الكوردية.
- ما هي اهم مشاريعكم المستقبلية بالنسبة للطباعة والنشر؟
- طبعاً سوف نستمر بطبع الكتب ولو بوتيرة أقل من السابق بسبب تراكم الديون ورواتب الموظفين ولكن نأمل مع بداية عام 2016 ان نبدأ بطبع سلسلة من المطبوعات الجديدة ويهمنا كثيراً ان تكون تلك الكتب متميزة ومنها مشروع ترجمة قصة ألف ليلة وليلة الی اللغة الكوردية وطبعها كاملة وقد انتهی الاستاذ محمد أمين دوسكي بترجمة الكتاب، وهو موظف لدينا وطبع وترجم العديد من الكتب وهذا سيكون مشروعنا الاول مع بداية العام الجديد وستعقبها كتب أخری حيث تراكمت المخطوطات لدينا وهي تنتظر الطبع، ونحن ايضاً ننتظر ان تتحسن الاوضاع الاقتصادية لكي نعود الی وتيرتنا السابقة والمتميزة.
- ما هي نوعية الكتب التي تطبعونها واللغة التي تعتمدونها ؟
- طبعاً نفضل الكتب باللغة الكوردية ومعظم الكتب التي نشرناها كانت باللغة الكوردية، لكن لدينا استثناءات حيث طبعنا كتب باللغة العربية، وكما تعلمون ان اللغة الكوردية تكتب بأبجدية عربية وأخری لاتينية حيث طبعنا مجموعة من الكتب بالألف باء اللاتينية، ومواضيع الكتب متنوعة طبعنا من التراث والشعراء الكلاسيكيين وخاصة اللذين كانت تفقد مكتباتنا أشعارهم كما اولينا التاريخ الكوردي اهتماماً خاصاً لانه في العهود السابقة لم يكن الكوردي حراً في كتابة تاريخه وبعد ان تحررت كوردستان نجد ان هناك اقبال كثيف علی تأليف وقراءة الكتب المختصة بالتاريخ الكوردي وهناك كتب كنا نسمع بها ولكننا لم نراها ونقرأها حيث هناك كتب طبعت لاول مرة في دار نشر سبيريز.
- كيف هي علاقاتكم مع دور النشر الكوردية سواء في أقليم كوردستان او خارجها؟
- لدينا علاقات طيبة مع دور نشر كوردية في تركيا، حيث اعيدت طباعة بعض كتبنا في شمال كوردستان وتركيا، كما ان علاقاتنا جيدة مع المؤسسات الكوردية في السويد والمانيا وكندا وأمريكا وهناك تعاون وتبادل بيننا وبين الكثير من دور النشر الأخری.
- أسمح لنا ان نتحول بعض الشيء الی نتاجاتك الادبية كم نتاج صدر لك لغاية اليوم ومنذ متی ؟
- انا في الحقيقة معروف كشاعر وأفضل الشعر ويهمني الشعر قبل أي شيء آخر وصدر لي أربع مجاميع شعرية 2 منها قصائد موجهة للاطفال وأنا بصدد اصدار مجموعة شعرية أخری، كما صدرت لي كتب في مجالات آخری سواء ترجمة أو تأليفاً.
كما صدرت لي مختارات مترجمة من قبل الدكتور ماجد الحيدر وطبع في بغداد من قبل دار الثقافة والنشر الكوردية ونفذت من المكتبات وهم بصدد اعادة طبعها مجدداً مع اضافة قصائد جديدة اليها، كما صدرت لي ديوان شعر ايضاً مختارات بالألف باء اللاتينية ونشر في دار نشر آفستا في أسطنبول العام الماضي، كما ان الكاتب سليم تمو استاذ اڵاداب التركية في جامعة ماردين هو بصدد ترجمة مختارات من قصائدي الی اللغة التركية وسينجز خلال هذا العام وستطبع في تركيا كما سبق ان ترجمت وطبعت مختارات من قصائدي الی اللغة الفارسية من قبل الاستاذ شيرزاد بارزاني رئيس قسم اللغة الانكليزية في جامعة هه ولير.
- من الأدب وشجونها الی السياسة وشؤونها، دخلت الی مجلس النواب العراقي واصبحت الناطق الرسمي لكتلة التحالف الكوردستاني، كيف تصف لنا تجربتك تلك؟
- في الحقيقة كانت بالنسبة لي تجربة غنية وكنت مقرر اللجنة الثقافية في البرلمان حيث كان السيد علي شلاح رئيس اللجنة ونائبته كانت ميسون الدملوجي وخلال تلك السنوات الاربعة دافعنا عن حرية التعبير وعن دعم الثقافة والفنون العراقية، لكن الوضاع السياسية المضطربة والخلافات السياسية كانت تعيق انجاز مشاريع ثقافية علی مستوی العراق في الدورة التي كنت عضواً فيها، ولكننا نعتز بأننا اصدرنا قانونأً مهماً جداً وهو قانون اللغات الرسمية في العراق وكان هذا القانون طفرة نوعية في بلد مثل العراق او في اي بلد في الشرق الاوسط، وعلی دول الجوار ان تحذو حذو مجلس النواب العراقي. هذا القانون متطور جداً حيث كان اعضاء اللجنة الثقافية متفاهمين فيما بينهم ومتطلعين علی اوضاع الدول المتقدمة ومنهم السيد علي شلاح الذي كان مقيماً لفترة في سويسرا المعروفة ببلد الحريات اللغوية وهو بلد نموذجي في التعامل مع اللغات، كما كانت الاستاذة ميسون الدملوجي تعيش في بريطانيا هذا ما جعلنا نفكر بشكل أعلی من اجندات الكتل السياسية، وكنا متفاهمين ومتعاونين مع بعضنا البعض حيث كان هذا القانون يناقش عليه من قبل اللجنة التي سبقتنا ولكننا صغناه واوصلناه الی الاقرار والتصويت عليه، وسيفتخر به الاجيال القادمة وسيحتذی به في بلدان الجوار وخاصة تلك البلدان التي تتعامل بشكل سيء مع ظاهرة التعددية اللغوية وبالنسبة لي اعتبره انجاز واعتز به، بالاضافة الی ممارستي مهمة الناطق الرسمي التحالف الكوردستاني وتصريحاتنا وبياناتنا موجودة، حيث كان اسلوبي مقبولاً بالنسبة لمختلف القوی والكتل السياسية العراقية وكنا دائماً متمسكون بالدستور ودعونا مختلف القوی الی حل المشاكل بالعودة الی الدستور ومناقشة مختلف القضايا عبر حوار هادئ ومتزن وخلقنا جو من التفاهم في العديد من المسائل.
- وما عن تلك الحادثة المأساوية التي تعرضت لها في مجلس النواب؟
- نعم أحمد الله انني نجوت من حادثة الفجير تلك حيث كنت الضحية الوحيدة لها ولكنني تعافيت والحمد لله.
- كيف وفقت بين شخصيتك كشاعر حساس وعاطفي الی حد بعيد، مع شخصية سياسية صلبة وعنيدة في بعض الاحيان؟
- مجالس النواب يجتمع فيها ممثلي الشعب ويتناولون كافة أمور الحياة ويجب ان يكون للشعراء والمثقفين ايضاً وجود فيها وهذا ليس شيئاً غريباً بالعكس مجالس النواب في البلدان الاخری ايضاً ترحب بالمواهب الفنية والثقافية وهؤلاء يستطعون ان يساهموا في دعم الثقافة والفنون وحرية التعبير داخل مجلس النواب، ومجلس النواب ليس محل الكادر الحزبي او السياسي الصرف، ويجب ان يتضمن بين اعضائها شعراء وادباء ومثقفين وفنانين وهذه الظاهرة صحية وكانت تجربة مفيدة بالنسبة لي.
- كلمة أخيرة تود ان تذكرها في نهاية اللقاء؟
- اشكر كم واشكر جريدة التآخي بأيتاحة الفرصة لنا لاجراء هذا اللقاء، فالاوضاع مأساوية في عموم العراق والعراق يتعرض الی هجمة شرسة وللاسف الكتل السياسية لم تكن موفقة في ايجاد حلول للمشاكل العالقة في الدوارات السابقة، وألاحظ اليوم انه المسار ينحدر الی وضع اخطر من السابق، واستعداد الكتل السياسية للحوار كانت أكثر في الدورة السابقة، نتمنی ان تلتزم الكتل السياسية بالدستور وبحل المشاكل فيما بينها دون اللجوء الی العنف لان الشعب العراقي عانی من العنف ولا يزال، ونأمل ان يسود الخير والسلام والامن في ربوع العراق كافة.[1]