غياث حسين
بدروس دير بدروسيان، تاجر و مزارع أرمني ولد في 14 أيار عام 1884 في مدينة أورفا ( رُها ) وتوفي في الولايات المتحدة في العقد التاسع من عمره. كان أبوه، دير بدروس، قِسَّاً في أورفا، و قد توفي عندما كان بدروس في الثالثة من عمره. فترعرع بدروس مع باقي أفراد أسرته إلى أن قضى أغلبهم في مجازر الأرمن سنة 1915. فر بدروس على إثر المجازر إلى سورية و بالتحديد إلى مدينة حلب، حيث زاول الأعمال التجارية و الزراعية و استقر به المقام هناك لفترة طويلة جداً. بعد ذلك هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية و استقر مع عائلته الجديدة هناك.في أمريكا دوَّن بدروس مذكراته باللغة الأرمنية، يروي فيها تفاصيل مهمة عن الحياة اليومية للأرمن في أورفا والمناطق السكنية المجاورة قبل حدوث الإبادة الجماعية للأرمن على يد الأتراك العثمانيين، و يسرد بالتفصيل في فصول من مذكراته عن كيفية حدوث مجازر مدينة أورفا و التي نجا منها بأعجوبة.
بالإضافة الى ذلك يروي في عدة فصول عن وجوده في مدينة كوباني القديمة (أو كما يدعوها: عَرَب پونار) و ريفها بعدما لجأ إلى الأراضي السورية بعد المجازر. و يذكر على وجه الخصوص حياته في قرية شيخ جوبان، حیث اشترى معظم أرضها في مزاد علني و زاول الزراعة فيها. و قد قام بعد ذلك بإنشاء عدة دكاكين في كوباني إضافة الى مطعم و فندق و محل لتصليح السيارات. كما بدأ يعمل بالتجارة بين حلب و الرقة و كوباني و عين العروس و رأس العين و تل أبيض.
تعرف بدروسيان خلال وجوده في كوباني على عادات السكان و تفاصيل حياتهم و التقسيمات العشائرية فيها و تعامل مع شخصيات فيها من أمثال بصراوي آغا و بوزان بك و مصطفى بك … إلخ.
و يروي لنا بدروس، من ضمن الأعمال التجارية التي كان يقوم بها، عن ارساله أصنافاً من الأشجار المثمرة من كوباني إلى أمريكا و ذلك بحكم اتصالاته مع الأرمن في بلدان الشتات.
إن ما ذكره السيد بدروسيان عن كوباني لهو جدير بالذكر و البحث و الاطلاع و لذلك فسنزود القارىء بسلسلة من هذه المذكرات في الفصول المتعلقة بمدينة كوباني تباعاً تحت عنوان “كوباني في مذكرات بدروسيان.[1]