من عفرين حيث الطبيعة الساحرة في سوريا الی فضاءات أوربا (النمسا) حيث العوالم الفنية التشكيلية تحاول الفنانة جيهان محمد علي أن تجد لها اسلوبا خاصاً مبتكراً في الفن التشكيلي وهنا نحاول ان نشمل الجزء المهم الذي يسلط بدوره علی الأجزاء الأخری في العمل الفني وهو دور رؤية المرأة، فالمرأة صوت الحياة ولوحة الواقع بكل ألوانه الطيفية وعندما يمتزج اللون بالفصول الأربعة يكون تاريخ أرض ووطن وأنسان مهما يكن مهاجراً، مغترباً رغم أصبحت صورة الهجرة والغربة داخل الوطن أصعب وأقسی من الهجرة والغربة خارج الوطن، الفن بكل معطياته يجسد واقع قد يكون غريباً أو قريباَ منا، فكل الثورات الفنية لها مؤيديها ومعارضيها وثورة الفن قائمة بذاكرة متقدة عبر تحولات زمنية مرتبطة بأبسط المدلولات اليومية بحس مرهف وأدراك واعي، عندما يستفيق الفنان وفي ذهنه الفني رؤية فنية متجلية يقف أمام المساحة البيضاء التي تكون مطيعة لرؤيته وألوانه وفرشاته وأدواته وأسلوبه، يحس أنه أمام عمل فني يحتاج الی أحضار الأيحاء الروحي والأحساس والذاكرة المتقدة وحضور الخبرة الفنية والتقنية العالية في التعامل مع كل هذه الموجودات الذهنية الفنية وهنا بوسع الفنان ان يميز أن يكون أو لايكون كونه يجمع كل خيوط الشمس للعمل الفني، رؤية المراة واحساسها يلعب دوراً مهما في بناء الصورة الفنية بمرونتها الجميلة، فالمرونة في الأحساس تطور فكري يضيف للعمل الفني جماڵا وبريقاً.
الفنانة سندريلا الخريف جيهان محمد علي، أدركت ماتريد برؤيتها وأحساسها المرن بالأشياء ففعلت ماتريد لتسعد القلب والروح حتی لوكان بسرعة البرق، لوحاتها تصرخ بصمت لتقول مالايقال بوجه المجتمع والواقع وتتمرد بقوة بوجه الخطايا، لأن نبع الخطايا من رحم المجتمع كما قال الدكتور أحسان عبد القدوس (الخطايا لا تولد معنا لكن المجتمع يدفعنا إليها)، أسلوبها الضمني للألوان للأحساس للفكر هي الروح المغتربة عن الوطن عن أماكن الطفولة والحنين أليها، عن هذا العالم المتناقض، ألوانها أسلوبها يعبر عن رؤيتها عن ما بداخلها، في لوحاتها تری المرأة حلم، ولادة، سندريلا الخريف، تمرد، صرخة، وهيام في الواقع واللاواقع في الوجود واللاوجود، في أغلب لوحاتها تعلن المرأة أساس الحياة ونورها ودفئها وحنانها رغم التسلط الذكوري ظاهرياَ، فلا يمكن مسح دور عظيم كدور المرأة في الحياة مهما كلف الأمر، كلما نضجت المرأة وازدادت نضجاً أحتوت كل المكونات والمحركات الفعلية للقدرة علی التغيير والعطاء، وعطاء المرأة لاينضب مهما كانت قسوة الغربة وألامها وجراحاتها التي تشكل تكوين الفنان وتجعله أكثر أحساساً ورؤية، فمن محراب الغربة يولد الحلم والأمل والعطاء، تحس في لوحات الفنانة المتألقة جيهان ألوان متميزة تسرق النظر وعناصرها منقاة برؤية جمالية عالية وأشكالها تعلن عن وجودها وجزيئاتها المتقدة تنصهر مع الألوان لكنها كالجمرات تبث حرارة ولظاً تشعر المتلقي بالدفء والحنان وكبلورات الثلج الصغيرة تبث البرودة حسب مضمون اللوحة، كالشاعر عندما يصور في قصيدة حالات البركان ولهب النار وفي صور شعرية أخری الأمطار والثلوج والضباب تذهب التصورات والاحساس الذهني الی هنا وهناك، يتجلی هذا الأيحاء والرؤية والتماثل بين الرسم والشعر هوأيحاء كامل متشابه في كل منهما مع أخذ النظر في الأدوات المستعملة المختلفة لكل منهما وقد يكون نجاحهما تشابه في الفكرة والمضمون وربما يتعلم أحدهما من اڵاخر أيحاءاً ويستند ويؤازر بعضهما بعضاً وجوهر الأمر أن الفن واحد والأساليب والأطر مختلفة ولكل فن له عالم خاص به ولايمكن أن يحل محل الفن اڵاخر، فالرؤية الفنية والتقنية والشكل والمضمون والخبرة تحتاج الی أحساس يقظ ومشاعر راقية وثورة داخلية لكي يتجلی العمل الفني كما يراد له زاهياً منفعلاً مؤثراً، فأختيار الوسائل الفنية يجب ان تكون برؤية صحيحة غير ضبابية وبضوابط وهذا من شأنه أن يعزز العمل الفني المنظم أكثر من الأسراف في الوسائل فالوسائل المثالية المختارة كالخط ودرجة اللون والمزج وقيمتها وتأثيرها واللون نفسه والمساحة وهي غير متحررة من المضمون والرؤية وبناء الشكل الفني يحتاج بالضرورة الی عمق في التعامل مع أدق التفاصيل وهذا الذي أحست به الفنانة المتألقة سندريلا الخريف جيهان في التعامل مع أدواتها ووسائلها الفنية ورؤيتها الجميلة جازماً برأيي أن وجه المرأة وملامحهها ونظرتها وتقاسيم وجهها وشعرها له أثر فني كبير يؤثر مع أجزاء المضمون الفني بأختلاف وجهات المدارس التشكيلية المختلفة، ماتوحيه الفنانة سندريلا الخريف جيهان هو أنقلاب علی الذات والمجتمع والواقع لأيجاد منقذ ما حتی لو كان مركوناً في الخيال الفني لإيقاظه من سكونه ووحدته وبعده وظلامه والخريف هنا ليس وهناً كما يظن البعض بل له عطاءه الروحي والمعنوي والظاهري ومؤثر في الحياة بشكل كبير أكبر مما يتصوره العقل ويحس به القلب وتذوب فيه الروح والخريف بألوانه وهدوئه له جمال ساحر خاص حتی النسمة فيه حنونة حلم المرأة وجمالها ورؤيتها وثورتها وتمردها الجسدي والفكري والروحي كأنثی ناضجة تخرج من الواقع فالخروج من الواقع المؤلم أنقاذ للروح للقلب للأحساس ولو لمدة ولحظات قصيرة رؤية المرأة بكل مكنوناته وشكلها تصور الوطن الواقع الجبل البحر الغربة الدفء الحنان بفصول السنة كاملة بلا وهن وانكسار وسندريلا الخريف الفنانة جيهان أيقضت الرؤية الجميلة للفصول الغائبة عن نظر الأنسان بكل جمالها وآلامها فهي واعية بكل الطرق الفنية التي تتطلع فيها الی العالم وتستوعب ماتحس به وتشعر به أن كان قريباً او بعيداً تأثير لوحاتها مميز في الطبيعة والأماكن والأشخاص والألوان هذا فضلاً عن الواقع المؤثر جمالياً وسوداوياً فهي من الفنانات المحظوظات الأقوياء صاحبة الأصرار العنيد التي تمكنت من أجتياز مراحل الحياة دون الأرتكاز لمرحلة معينة دون الأخری بقدر ماهي مرور ذهني فني لها بحيث يدفع بالفنان الی الأمام والفنان لايدثر برداء حب الذات النرجسي لأن عمله الفني بمضمونه هوحالة تحويل لنفسه بهذه الدرجة وتلك ترتفع وتقل أحياناً الفنانة سندريلا الخريف جيهان تحب عملها برؤيتها الخاصة فتندفع أندفاعاً أبداعياً أصيلاً وتهيمن عليه بهيمنة خلاقة حقيقية وتعلم بموهبتها ورؤيتها كيف تصيغ لوحتها لتحمل العالم علی منح فنها ميزة الشرعية والتألق والأبداع والصدارة رغم كل الفصول.
الفنانة سندريلا الخريف جيهان محمد علي من منطقة عفرين في سوريا ولدت عام 1972م
• أقامت أربع معارض في سوريا
• مقيمة في النمسا
• أقامت ثلاث معارض في فيينا
• أقامت معرضان في أقليم كيرنتن
• شاركت في معارض جماعية مع فنانين من دول العالم
• لها أسلوب خاص في الفن التشكيلي[1]