حوار وترجمة: هوزان أمين
الكاتب جيا مازي من الكتاب المعروفين علی صعيد كوردستان الشمالية وله باع طويل في العمل الادبي ولا سيما في القصة والادب الشفاهي الكوردي، ولد عام 1960 في مدينة مازي داغ التابع لمحافظة ماردين وبدأت تظهر كتاباته منذ تسعينيات القرن الماضي وصدرت له لغاية اليوم العديد من النتاجات الادبية، صدرت له مأخراً كتاب جدير بالقراءة والاهتمام بعنوان حقل من الفلكلور الكرودي- منطقة ماردين) وبهذه المناسبة التقينا به واجرينا معه الحوار التالي:
- في البداية نريد ان تعطنا موجزاً عن اهم نتاجاتك؟
نعم صدر لي لغاية اليوم اربعة كتب الاولی قصص قصيرة، والثانية ديوان شعر، وكتاب آخر كبير بعنوان قاموس الحكم الكوردية، وقمت بترجمة ديوان شعر مهم جداً الی اللغة الكوردية، وآخرهم كتاب عن فولكلور منطقة ماردين صدر مأخراً.
- حبذا لو تحدثنا باختصار عن نتاجك الاخير، ماذا يتضمن؟
نعم، انه كتاب ضخم ككتابي الذي صدرته قبل اعوام (قاموس الحكم الكوردية) بالاحرف الاتينية وصدر بالاحرف العربية ايضاً في دهوك، بحيث عملت في البحث والتنقيب عنها لسنوات طويلة حتی اخرجت الی النور، فقد بدأت بجمع الكلمات والقصائد والاغاني والقصص الفولكلورية والنكات المحلية والحكم والامثال الشعبية منذ تسعينيات القرن الماضي، وكنت اسجلها علی مسجلة وادونها علی الورق لغاية ما صدر في الفترة الاخيرة، يتألف الكتاب من 384 صفحة ويحمل خصوصية منطقة ماردين وبشكل خاص مدينتي مازي داغ وجوارها.
- قمتم بتأسيس دار نشر كوردية في اسطنبول، هل لك ان تحدثنا عن دوافع هذا المشروع؟
نعم بعد ان احليت الی التقاعد كان يتبادر الی ذهني هذا المشروع، وخاصة بعد ان عملت بتصحيح واعادة قراءة النصوص والمخطوطات الكوردية وكذلك ترجمة والعمل كمحرر في بعض دور النشر الكوردية في اسطنبول بحيث اصبحت لي تجربة لابأس بها حينها قررت فتح دار نشر خاص بي بإسم (به ر بانك) بهدف خدمة المكتبة الكوردية واغنائها، مشروع انشاء دار نشر ليس بالامر الصعب ولكن الاصعب منها ايجاد ممولين او راعين، بالاضافة الی صعوبات في التحرير والنشر والتوزيع، قمت بها جميعاً لوحدي وطبعت لغاية اليوم خمسة كتب ادبية جديرة بالقراءة، لدينا مشاريع طبع لكتب غنية جداً، ولكن امكانياتنا ضئيلة ولهذا تسير الامور ببطیء.
- كيف تصف لنا حال الكتب الكوردية في شمال كوردستان، وماهي مستواها؟
مسألة طباعة الكتب الكوردية اصبحت في تزايد مستمر، وحسب الاحصائيات الرسمية يقال ان عام 2013 شهد طباعة 400 كتاب كوردي منوع، هذا رقم ضخم مقارنة مع تاريخ الشعب الكوردي في شمال كوردستان ومدی المعاناة والمنع الذي تعرضوا له خلال تاريخهم، بالاضافة الی انه امر مشجع للغاية ومكان تقدير، ولكن بنفس الوقت وبشأن قراءة هذه الكتب ومستوی المبيعات نلاحظ امر في غاية الغرابة، حيث لا تباع الكتب إلا قليلاً ويقال في ستة اشهر تباع فقط 10% من كمية الكتب المطبوعة، مهما يكن الكتاب قيماً ويكون الكاتب مشهوراً فلا تطبع له سوی 1000 نسخة، حتی دنت عدد نسخ الطبع الی 500 في اكثر الاحيان، وكما قلت لكم تزداد يوم بعد آخر دور النشر وعدد الكتب المطبوعة ولكن يقل القراء ونسبة الشراء، هذا تناقض فظيع، فمن ناحية الطباعة والكتابة هناك تطور، ولكن من ناحية القراءة والشراء هناك تأخر.
- ماهي اسباب ذلك حسب وجهة نظركم؟
هذه مشكلة عامة في اغلب المجتمعات، وليست مشكلة خاصة بنا في تركيا، والاسباب عديدة اهمها تكنولوجيا الانترنيت وسهولة الحصول علی المعلومة جعلت من البحث والقراءة في الكتب المطبوعة قليلاً، ولكن بالرغم من ذلك ايضاً نجد في تركيا كتب تباع بمئات اڵالاف من النسخ، اذاً هذا يعني جزء من المشكلة متعلق بنا نحن ابناء الشعب الكوردي حيث نعاني من عدم وجود مدارس تعليمية للغة الكوردية، لهذا تقل نسبة قراء اللغة الكوردية ولا نستطيع ان نجبر احداً علی قراءة كتاب يجهل لغتها حتی ولو كان كوردياً، وان توفرت له المدارس والمكتبات حينها سيندفع لقراءة الكتب الكوردية، ودليل ذلك عندما بدأت جامعة آرتكلو في ماردين بفتح قسم اللغة الكوردية في جامعتها نلاحظ زيادة في نسبة قراء الكتب الكوردية.
- وكيف ستحل هذه المشكلة برأيكم؟
الاغنياء الكورد يستطيعون ان يصبحوا راعين للكتب الكوردية وللدراسات والبحوث الادبية، كما ان حكومة اقليم كوردستان العراق تستطيع المساهمة في تطوير الكتابة الكوردية عبر شرائها للكتب الكوردية بالاتينية في شمال كوردستان وتوزعها علی طلاب الجامعات في اقليم كوردستان، كما ان البلديات الكوردية في شمال كوردستان باستطاعتهم اقتناء الكتب من دور النشر وتوزيعها علی مؤسساتها ومراكزها بهذه الطريقة سيتم التشجيع للطرفين لدور النشر بحيث لن تتكدس كتبهم وسيفتح المجال لاقامة مشاريع وطباعة كتب جديدة، كما سيشجع هذا الامر المتلقي الذي سيستحوذ علی كتاب ويجعله يقرأ.
- كلمة اخيرة تحب ان تضيفها؟
نعم احب ان اقول انني عانيت وتألمت كثيراً وتعبت بما فيه الكفاية من اجل لغتي الكوردية وتحملت الصعاب والجوع والفقر ولازلت اعاني من ذلك مثل العديد من ابناء جيلي، ولكنني ساظل اتابع عمل واواظب عليه واخدم الادب والكتابة الكوردية حتی آخر رمق في حياتي، لانني عاهدت نفسي اثناء الظلم الذي تعرضت له من قبل السلطات بأن لا اترك الادب والثقافة الكوردية ابداً.[1]
المصدر: جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6886، 2014-07-06