أيميركي موتيكو هو عضو مجلس الشيوخ الفرنسي وكان عضو البرلمانين الأوربي والفرنسي في السابق وهو الآن نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي ويعمل في المسالة الكوردية منذ أكثر من(15) عاماً، وبعد هجوم (الخلافة الاسلامية) لداعش على أقليم كوردستان، ورغم عدم أنتمائه الى حزب الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند، غير أنه يدافع بألتزام عن حقوق شعب كوردستان داخل البرلمان الفرنسي، وكان قد زار أقليم كوردستان مؤخراً يرافقه صحفيان فرنسيان، ليقوما بتسجيل انتصارات قوات بيشمه ركه كوردستان بصورة وثائقية وقد اجرت مجلة كولان خلال تلك الزيارة هذا اللقاء الخاص معه:
• كسينا تور في البرلمان الفرنسي و عضو لجنة مهمة مثل شؤون الدفاع والخارجية اين بدا أهتمامكم بالمسألة الكوردية و متى؟
- التقيت الرئيس البارزاني للمرة الأولى في عام 2001 أو 2002 وفيما بعد الرئيس الطالباني خلال مؤتمر المعارضة العراقية الذي أنعقد داخل البرلمان الفرنسي قبل سقوط نظام صدام وأنا كنت أحد الغربيين المشاركين في ذلك المؤتمر. وبدأت علاقاتي مع الرئيس البارزاني منذ ذلك الحين، وكانت القضية الكوردية موضع أهتمامي المستمر، وقد زرت كوردستان ل 12 أو 13 مرة حتى الآن وكانت المرة الأخيرة التي دعوت فيها يوم 13 كانون الثاني من العام الحالي، الحكومة الفرنسية ومن داخل برلمان فرنسا أن تساعد أقليم كوردستان عسكرياً وبصورة مباشرة في مواجهة داعش وتقديم دعم جيد للكورد لأن قوات بيشمه ركه كوردستان كانت وحدها التي تمكنت من قطع الطريق والوقوف بوجه داعش في ساحة الحرب.
• لقد كانت لزيارة الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند الى أقليم كوردستان إبان حرب داعش أهميتها الخاصة لدى ابناء شعب كوردستان، فما هي نظرتكم لتلك الزيارة؟
- لقد جاءت زيارة الرئيس هولاند الى أقليم كوردستان بحد ذاتها دليلاً على أهتمام فرنسا بالأقليم، كما أن رئيس الوزراء الفرنسي و وزيري الخارجية والدفاع قد زاروا الأقليم هم ايضاً، وهناك شخصيات أخرى تنوي زيارة أقليم كوردستان وأدرجت الزيارة ضمن برامجها، هذه كلها دلائل على أن الأقليم يحظى بموقع مهم في السياسة الخارجية الفرنسية، التي تنظر الى هذا الأقليم بإهتمام، ورغم كوني معارضاً ولا أنتمي الى حزب الرئيس الفرنسي بهذا الصدد إنما أؤيدها وأساندها، وهو بحد ذاته تقدير لنضالكم وكفاحكم ضد داعش، والذي آلمني كثيراً هو أن الكورد وهم يصدون داعش في ساحات الحرب إنما لم تتم دعوتهم للمشاركة في مؤتمر لندن الخاص بمواجهة داعش، ماحدابى أن اصطحب أثنين من الصحفيين الفرنسيين المعروفين، أحدهما هو صحفي نال جائزة مشهورة في أوربا أوربا بأسم(ألبيرت لوندر) ويقوم بإستمرار تغطية أبناء القتال والأزمات ويحقق أعماله بصورة ميدائية وقد سبق له أن أعد تقارير حول سوريا وليبيا، كما قام قبل(3) اشهر بزيارة اقليم كوردستان وتفقد عموم جبهات القتال لصالح مجلة واسعة الأنتشار والمبيعات في فرنسا و أوربا ولا يكاد هناك بيت يخلو من هذه المجلة، والتي تسمى (باري ماج) وهي تقوم الآن بأعداد تقرير خاص عن أوضاع أقليم كوردستان وجبهات القتال بصورة عامة، كما أصطحبت معي مصوراً مشهوراً في العالم وأسمه(على دقه تي) ويعمل مع الكورد منذ عام 1979 ، وعمل لفترة جيدة في مؤسسة(المدام ميتران) في باريس عن القضية الكوردية، حيث تمكن من خلال صوره لفت أنتباه الرأي العام الفرنسي للقضية الكوردية، والمهم بالنسبة اليه هو وقوف الشعب الفرنسي على مساعي الشعب الكوردي ونضاله هنا والمحن التي تواجهه ويخوضون مع ذلك حرباً مقدسة في الدفاع والمواجهة فهم حقيقة يقاتلون من أجل البقاء ما دفعني أن أوضح خلال الخطاب الذي ألقيته أمام مجلس الشيوخ الفرنسي يوم 13 كانون الثاني بإن الكورد يحاربون الأرهاب نيابة عناو أن الحرب ضد داعش قد بدأت من كوردستان ما يفرض علينا مساعدة الكورد جميعاً وبكل صورة.
• وكيف ترون دور الرئيس البارزاني الذي غادر قصر الرئاسة ويشرف على جبهات القتال شخصياً وبصورة مباشرة ويحارب الأرهابيين نيابة عن العالم سيما وأن المساعدات الدولية للبيشمه ركه هي دون المستوى المطلوب؟
- أنا بالتأكيد أقيم عالياً دور الرئيس البارزاني وهو برأيي الرئيس الوحيد الذي ترك موقع الرئاسة ويشارك في جبهات القتال بصورة مباشرة ويشارك البيشمه ركه أوضاعهم وآلامهم، ويتناول معهم أرزاقهم ويشاطرهم مناهم في الخنادق الأمامية، فهي حالة نادرة ولم نر مثلها من قبل، ما يؤكد لي أن دور الرئيس البارزاني هو نموذجي في المنطقة، ويبين لنا ايضاً أنسان أين تنبع معنويات البطولة وبطولاتهم، لأنهم يرون بأم أعينهم بإن رئيسهم هو معهم ولا يفصلهم عنه شئ ما مكنهم من الوقوف بكل بسالة بوجه اعدائهم .
• ولماذا لا تحاول فرنسا ارسال المزيد من المساعدات وبصورة مباشرة لقوات البيشمه ركه واقليم كوردستان.
- برأيي أن المساعدات الفرنسية لأقليم كوردستان لم تتجاوز حتى الآن عدداً من رشاشات الدوشكة المستعملة ما دفعني للمطالبة في خطابي الذي القيته أمام مجلس الشيوخ الفرنسي بزيادة مستوى تلك المساعدات وأرسال الأسلحة الثقيلة والمساعدات الأخرى الى الأقليم بصورة مباشرة وليس عن طريق بغداد، لأنه ليس من المعقول أن تحاربوا أنتم بينما ترسل الأسلحة والمساعدات الى جهة أخرى، وأكدت ايضاً أنه علينا أن ندحر الأرهابيين هنا بدل محاربة الأرهاب على أرض فرنسا لأن عدم أضعاف داعش ودحره هنا يعني أن نحاربهم و ندحرهم في فرنسا.
• للكورد أحلامهم وطموحهم في تأسيس دولتهم المستقلة، كما أن العراق في الواقع لم يبق موحداً فضلاً عن خرق كل الحدود في الشرق الأوسط فما هي يا ترى قراءة الفرنسيين لهذه الحرب الجديدة؟
- أنا لا أتحدث بأسم الفرنسيين إلا أن الوضع برايي هو أن زهاء (40) مليون كوردي وأكثر يعيشون في هذه المنطقة ولهم أرضهم التي يعيشون عليها منذ آلاف السنين ولهم تأريخ ضارب في القدم ولهم ثقافتهم ولغتهم الخاصة التي يتفهمون بها اينما تحدثوا بها أي أن هناك وجوداً حقيقياً لكل عناصر و مكونات تأسيس الدولة إلا أن ما الاحظه هو أن الدول التي تم تقسيم الكورد عليها- تركيا وايران والعراق وسوريا – هي الأشكال الأكبر في ذلك.
• وما مدى مساندة فرنسا للاجئين الذين تجاوز عددهم(1،6) مليون لاجئ في أقليم كوردستان وفق أمكانيات الأقليم؟
- أنا مطلع على حقيقة أن اللاجئين يشكلون عبئاً ثقيلاً للغاية على الكورد و حكومة أقليم كوردستان، وهي حالة تشبه توجه(20) مليون لاجئ الى فرنسا و كلنا أمل أن تعوض الدول العربية الغنية المجاورة لكم والتي يبدو أنها لم تكن في البداية ضد داعش، سياستهم الخاطئة تلك و مساعدة الكورد- كأضعف الأيمان، لتمكينهم من مواجهة هذه المخاطر وان تتمكن فرنسا من القيام بذلك بصورة من الصور.
• أنتم مطلعون على المأسي التي تعرض لها الكورد الأيزديون مؤخراً وعلى غرارما اصاب حلبجة والأنفال والقتل الجماعي، فما هي يا ترى مساعي فرنسا لتعريف هذه الجريمة ب(إبادة جماعيت و عنصرية).
- لقد اتضح لدى كسياسي و سيناتور فرنسي أن الجرائمة التي ارتكبت بحق الكورد الأيزديين هي إبادة جماعية غير أنكم لم تقوموا بإداء واجبكم في الخارج أزاء ذلك كما ينبغي للتعريف بالجرائم التي ارتكبت ضد الأيزديين وضد الكورد بصورة عامة، بل اصبحت مجرد خبر، وخذوها مثلاً في أن فرنسياً قابعاً في منزله ويكتب أمامه خبر بمقتل كذا ألف من الأيزديين يعقبه خبر آخر حول مقتل و حوادث سير معينة و هكذا دواليك، وأعنى بذلك أن الأهمية التي يشكلها هذا الحدث بالنسبة للكورد هنا في كوردستان لم يحظ حتى الآن بذات الأهمية لدى الفرنسيين بحيث نقول : لنعمل من أجل أيقافه.. و بودي القول عندما سألت هنا عن معنى (البيشمه ركه) قيل لي أنه يعني(مواجهة الموت) هنا فقد تذكرت قصة الموسكيوترين الثلاثة ويعني المسلحين الثلاثة الذين كانوا من رجال الملك الشجعان و يتولون قيادة جبهت القتال كما هم قادة المحاور هنا، وكان شعارهم(نحن سنتوجه اينما كانت الحرب لأننا لا نخاف منها ما أكسبهم شهرتهم في الشجاعة) ما يفرض عليكم هنا بذل كل المساعي لتوثيق تلك الجرائم كي لا ينساها الناس وتسجيل شهادات الأحياء منهم وترجمتها على شكل تقرير يقدم للرأي العام الخارجي والعمل بكل جدية من أجله، ويتطلب عملاً جماعياً من خبراء قانونيين و في جرائم الأبادة الجماعية.
• وعندما تعرض أقليم كوردستان لمخاطر داعش لماذا قامت الولايات المتحدة بإغاثة الأقليم عن طريق طائراتها الحربية والألمان عن طريق اسلحة(ميلان) فيما تولت فرنسا العمل على مسألة الأعلام بالدرجة الأساس؟
- هناك أسباب عدة أحدها هو وجود قواعد عسكرية للقوات الأمريكية في المنطقة، في قطر و قبرص مثلاً، وفيما يتعلق بفرنسا كأن هناك(10) آلاف جندي يحاربون خارج البلاد، في مالي وأفريقيا و لبنان، ضد الأرهابيين وأن فرنسا لا تتلقى أية مساعدات من الأتحاد الأوربي، بل تصرف كل متطلباتها من موازنتها الخاصة ولا تمتلك القدرات العسكرية الكبيرة التي تمتلكها الولايات المتحدة في ارسال الجنود والأسلحة لأية منطقة في العالم بينما قام الألمان بإرسال السلاح فقط، ولم يكن ذلك بالعبء الثقيل عليهم، ولم يرسلوا الجنود بل كانوا عدداً من المستشارين اي أن فرنسا قد بذلت كل مساعيها.
• كثيراً ما يجري الحديث حول عدم أمكانية القضاء على تنظيم داعش بمجرد توجيها ضربات جوية اليه بل أن الأمر يتطلب ارسال قوات برية لهذا الغرض، فما هي قراءتكم لهذه المسألة؟
- هناك عدة اسباب حيث كلفت حروب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق زهاء(12) مليار دولار فضلاً عن الأضرار المادية وتأثيراتها على الرأي العام الأمريكي لذلك فهم ليسوا مستعدين لتوريط أنفسهم ثانية في ظروف كهذه، كما أن بريطانيا التي شاركت في الحرب في جنوب العراق قد أصيبت هي الأخرى بأضرار تحول دون تعريض نفسها لمثلها مرة أخرى، أما بالنسبة لفرنسا التي نشرت قواتها، كما أشرت سابقاً في عدة مناطق من العالم، فهي لا تمتلك القوة الكافية لخوض مثل هذه الحرب فقد بلغت حصتها من تكاليف المشاركة العسكرية، كما يقال زهاء(1،2) مليار يورو شهرياً وهو مبلغ باهظ جداً سيما في الوضع الأقتصادي السائد في فرنسا اليوم، ولا ننسى، أنه قد تم، أثناء الحرب ضد العراق، تغيير أو عكس النظام و مؤسساته رأساً على عقب وأن الضباط البعثيين القدامى هم الذين يديرون اليوم هذه الحرب في الخفاء، كما أن القوميين العرب السنة المتشددين الذين يساعدون داعش إنما هم أمتداد لممارسة ذات السياسة التي كان صدام يتبعها ضد الكورد ، نعم نحن نحبذ تقديم اي شئ، إلا أن أمكانياتنا محدودة ولا نتمكن من المشاركة في الحرب بالصورة التي نحبذها.
• لأقليم كوردستان مصدر كبير من النفط والغاز، فهل تحدثتم في تقريركم أمام مجلس الشيوخ الفرنسي عن تطوير العلاقات الكوردية الفرنسية في هذا المجال؟
- نحن ندرك جيد بان أقليم كوردستان هو بلد غني بموارده الطبيعية والبشرية ولكن لو أراد شخض أجنبي ممارسة أعمال تجارية فإنه يختار عادة البلد الذي يسوده الأستقرار وليس الحرب، أنا هنا لا أقصد نسيان اقليم كوردستان، لذلك فإن أحد محاور لقائي المرتقب مع رئيس الحكومة هو عملي لأصطحاب و فد تجاري كبير و رفيع من الشركات الفرنسية الى الأقليم ليقفوا عن كثب على واقع الأوضاع والأستقرار فيه، لأن المهم جداً بالنسبة الينا هو وجود تلك العلاقة التجارية بين فرنسا وبين أقليم كوردستان والتي يحظى بثروات طبيعية كبيرة ولو نجحت خطط حكومة الأقليم بهذا الصدد فإنه من الممكن أن يبلغ أنتاجكم النفطي، مليون برميل يومياً كما أن لأقليم كوردستان ثروة كبيرة من الغاز الطبيعي ولو تمكن من تصديره فإنه سيكون قادراً على الحلول محل الغاز الروسي المصدر الى أوربا، هذه كلها يمكن أن تكون سبباً مساعدا لأستقلالً أقليم كوردستان أقتصادياً و تجاورياً، غير أن المشكلة تكمن، كما اسلفت في أن الدول المجاورة لكم، والتي تم تقسيم الشعب الكوردي عليها، هي التي تقف بوجه أستقلال كوردستان وتمكن الكورد في سوريا من أن يحقق نوعاً من الحكم الذاتي على ارض الواقع وتطويره وتوسيعه وسوف ابذل قصارى المساعي لأبلاغ أوربا بإن الكورد يواجهون على أرض الواقع أكبر خطر في العالم و يحاربون داعش نيابة عن جميع شعوب العالم و بما فيها الشعب الفرنسي.
ترجمة / دارا صديق نورجان.[1]