(البروفيسور مايكل نايت هو مدير برامج دراسات العراق واقليم كوردستان في معهد واشنطن لدراسات سياسات الشرق الأدنى و يعمل بكل جدية في تناول أوضاع الكورد و كوردستان والعراق وتركيا.فضلاً عن علاقاته الجيدة والمستمرة مع السياسيين الكوردستانيين والعراقيين والمسؤولين الأمريكيين فيهما ويقوم هو و البروفيسور ديفيد بلوك من معهد واشنطن بإستضافة الوفود الكوردستانية التي تزور واشنطن و ينظمان لهم ندوات عديدة حول المسائل المتعلقة بأقليم كوردستان، فقد قام هذا المعهد خلال الشهور القليلة الأخيرة وبعد أحتلال داعش لمحافظة الموصل قام بأستضافة السيدين د. فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة أقليم كوردستان و فلاح مصطفى رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الأقليم وتنظيم ندوة واسعة لهما بشأن المسألة الكوردستانية بعد أحتلال الموصل، ويأتي أهتمام البروفيسور نايت بالمسألة العراقية والكوردستانية بهدف تقديم الأستشارة للأدارة الأمريكية في توجيه سياستها أزاء العراق، لذلك فقد وجدت مجلة كولان أن من الأهمية بمكان أجراء هذا الحوار الشامل معه حول الأتفاق الأخير بين أربيل وبغداد و مسألة تسليح البيشمه ركه.
• كيف ترون الأتفاق الأخير بين حكومتي أقليم كوردستان والعراق الأتحادي بشأن تصدير النفط و تقاسم الأيرادات؟
- برأيي أن الأتفاق الأخير بين أربيل و بغداد كان أمراً أيجابياً للغاية وقد أنتظرنا هذا الأتفاق لفترة طويلة، غير أنه مجرد بداية ورغم أنه سيكون في أطار الموازنة العامة للعراق لعام 2015 ، غير أنه مجرد خطوة أستهلالية لمعالجة الخلافات القائمة بين الجانبين وقد بذل صاحبي القرار في الحكومة العراقية، رئيس الوزراء حيدر العبادي و وزير النفط عادل عبدالمهدي مساعي كبيرة للتوصل الى هذا الأتفاق، ولا أرى أنهما يسعيان لأفشاله أو عدم أدراجه في موازنة عام 2015 و برأيي أن هناك فرصة سانحة لأدراجه في تلك الموازنة بصورة تتسم بالمرونة وتنفيذه في عام 2015.
غير أن المسألة سوف تختلف في السنوات التالية 2016-2017 ...الخ، في إمكانية أتفاق الطرفيين على أنه سيكون لصالحهما، أم أن الكورد يقومون بتصدير نفطهم بصورة مستقلة لاحقاً .
• وهل غير تطور قدرات البيشمه ركه في حربها ضد داعش من ديناميكية تلك الحرب؟
- لقد قلت مراراً بإن الخطر الرئيسي على داعش هو الكورد وذلك لأسباب جغرافية في معظمها فالكورد هم قريبون من عاصمة داعش، أي الموصل، ولهم حدود طويلة مع هذا التنظيم فضلا عن كونهم في مواقع جيدة جدا لمهاجمة داعش سواء في العراق أم في سوريا، وهي ذات النظرة الواردة لدى المجتمع الدولي في أن كوردستان قد اصبحت الخيار الحقيقي للعديد من الشركاء ضمن التحالف الدولي من حيث أستخدام مراكزهم و مواقعهم و يقدمون على ذلك عن طريق مطار أربيل الدولي أو في مركز جوي قريب من ناحية حرير لأنه لا خطورة على القيام بذلك في اقليم كوردستان بل يتم الترحيب بهم هناك ، فهم قريبون على العدو ما يحدو بي للأقرار بإن الكورد سيكون لهم القرار الحاسم سواء في كوباني أم في العراق.
فالكورد هم الوحيدون القادرون على قطع الحدود مع سوريا وكان في البداية من ربيعة الى شنكال(سنجار) فضلاً عن الدور البارز للكورد في حدود الموصل في عملية تحريرها وذلك بتوفير المواقع لعدد من الميليشيات العربية المرتبطة بالنجيفي مثل قوات تحرير الموصل والتي يتم تدريبها جميعاً في محافظة كوردية ثم هناك موضوع آخر بالنسبة للبيشمه ركه يجب ذكره وهو أن هذه الحرب ستعود عليهم بنفع كبير فرغم الضريبة الكبرى التي دفعها الكورد فيها من شهداء و مصابين وعلينا أستذكار تضحياتهم إلا أنها ستكون بصورة عامة تجربة ستعود بتغير كبير على البيشمه ركة وذلك مع أحتمال تنظيم تلك القوات ، بعد أنتهاء الحرب، ضمن وحدات وزارة البيشمه ركه الكوردستانية و يعني ذلك أن بإمكان المجتمع الدولي آنذاك ارسال المساعدات الى البيشمه ركه بصورة مباشرة فلا يزال يتم أرسال الأسلحة اليهم عن طريق بغداد ليتم تفتيشها هناك قبل ارسالها الى أربيل مع عدم أعتراض أية اسلحة في ذلك، حيث أننا نرى تطور وتوسيع تعامل المجتمع الدولي مع البيشمه ركه وسوف يتم في غضون الأشهر الثلاثة القادمة توفير كامل الأسلحة والمعدات الحديثة ل(30) ألفاً منهم من قبل الحكومتين الأمريكية والألمانية أي ما يعادل تعداد(4-5) فرق عسكرية يتم تأمين عموم المعدات الدفاعية والأجهزة والأليات الخاصة والأسلحة الثقيلة لهم في بعض الحالات وهي بالنسبة للبيشمه ركه خطوة وتقدم كبير.
• وهل ترون مسألة تسليح الكاكه يين والأيزديين والمسيحيين والمظاهرات المؤيدة لهذه الخطوة في كركوك قراراً صائباً يوازي ذلك القرار الخاطئ الذي أتخذه المالكي في تسليح العديد من الميليشيات الطائفية التي شكلتها الحكومة العراقية؟
- هذه في الواقع هي قضية معقدة، فبرأيي أن هناك ميلشيات جيدة وأخرى سيئة، وهو الوجه الأعتيادي للمسألة إلا أن ذلك يقطع طريق الأمل في فهم واقع الأحداث و برأيي أن بعض الميليشيات القادمة من جنوب العراق سوف تشكل على المدى البعيد الخطر على حدود أقليم كوردستان و ستكون قوات بدر المدعومة من قبل أيران موضع أمتعاض و قلق بالنسبة لخورماتو و قرتبه و جلولاء وغيرها، فسيكون ذلك مصدر خلاف مستقبلي كبير وأرى من الأهمية بمكان تنفيذ فكرة الحرس الوطني في أن يكون لكل محافظة عراقية شرطتها و حرسها الوطني الذي يقوم بحماية منطقته بعد هذه الحرب، و كنت ارى ايضاً أن فكرة(الصحوة) كانت مقبولة إذا ما قامت الحكومة العراقية بتنفيذها وقد كان ذلك يتسبب في عدم ظهور داعش أصلاً، ويضم ذلك تسليح العشائر السنية والأقليات في مناطقهم، ولكن يجب أتباع ذلك بحذر كبير فيما يخص المسيحيين في سهل نينوى والكاكه يين والشبك والأيزديين في مناطقهم حيث كانت الشرطة المحلية تقوم بذلك لفترة طويلة في السابق وفي المناطق(المتنازع عليها) ومع مساع محدودة لأيجاد نوع من التوازن بين وجود الكورد والعرب السنة والتركمان وغيرهم داخل صفوف الشرطة إلا أنني أتفهم قلق الكورد وأمتعاضهم أزاء وجود مجموعات مسلحة جديدة في حدودهم غير أن الواقع يقول أن البيشمه ركه سوف تكون أمضى قوة مسلحة في المنطقة و سيكون بإمكانها إيقاف اية مجموعة مسلحة تسئ التصرف هناك وعلى الكورد أن يثقوا بأنفسهم بإنهم سيكونون على مدى السنوات القادمة العامل الرئيس والجهة الفاعلة في المناطق (المتنازع عليها).
• وماهي أولويات الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش سيما وقد أرسلت(1500) جندي لمساعدة الجيش العراقي والبيشمه ركه؟ و قراءتكم للزيارة الأخيرة لجاك هاكل الى العراق؟
- بدأت الولايات المتحدة بتوسيع و زيادة مساعداتها العسكرية الى العراق واقليم كوردستان فنحن اليوم في وضع تطلب فيه الحكومة الأمريكية إمدادات مالية لتدريب(9) فرق عسكرية عراقية وتأمين متطلباتها مع فرقة من عشائر الأنبارو (3) فرق من البيشمه ركه وتبلغ مجموعها(6) مليارات دولار ضمن برنامج واسع ومهم للغاية، كما أن الألمان يقومون بدورهم بتأمين مستلزمات فرقتين من قوات البيشمه ركه و تدريبها مع تسارع كبير في وتيرة الهجمات الجوية للتحالف الدولي وقد تبدأ عملية تحرير الموصل و تكريت والفلوجة خلال الربع الأول من عام 2015، وتقوم الولايات المتحدة حينها بتركيز مساعداتها العسكرية ثانية وتتضمن قوات خاصة أمريكية والعمل مع الجيش العراقي وقوات البيشمه ركه في شن هجمات جوية ووضع الخطط للعمليات وتوفير المعلومات المخابراتية والنقطة الرئيسية بين الولايات المتحدة وأقليم كوردستان هي أن الأخير هو من الناحية العسكرية حليف أقرب لها مقارنة بأي وقت مضى.. فالولايات المتحدة تنوي أنشاء قاعدة جديدة بالقرب من ناحية حرير و ستكون برأيي قاعدة دائمة تقوم في البداية بتأمين وسائل التدريب والمستلزمات لثلاث فرق من البيشمه ركه فضلاً عن استمرارها في عملياتها الجوية هناك، مع دعم البيشمه ركه و مساندتها في التدريب والتأهيل، و دعم طويل الأمد لوزارة البيشمه ركه وهو أمر جيد لأنه لم تكن للولايات المتحدة في السابق أي تعامل مع البيشمه ركه من الناحية العملية غير أن هذه الحرب ستكون سبباً في أن يكون اقليم كوردستان أكثر جدية في إعادة تنظيم و توحيد وزارة البيشمه ركه فضلاً عن تعامل أمريكي جدي في تحالف عسكري للأقليم في المستقبل وهو أيضاً أمر جيدجداً.
• ما هي وجهة نظركم أزاء أرسال قوات من البيشمه ركه الى كوباني و تبديلهم لاحقاً بقوات أخرى والأستقبال الرائع للرئيس البارزاني للعائدين منهم؟
- إنه من الروعة بمكان عندما نشاهد الرئيس البارزاني، كقائد عام لجميع قوات بيشمه ركه كوردستان وهو يستقبل ابطال كوباني ومن المهم ايضاً أن تركيا قد ساندت عملية الأرسال تلك و نتفهم أن لتركيا اسبابها و مبرراتها في ذلك والمتعلقة بصورة اساسية بالقضية الكوردية في كوردستان سوريا ومن المهم ايضاً أن تركيا تسهل عملية أرسال قوات البيشمه ركه وهو أمر جيد و مرحب به من كورد العراق و تركيا و سوريا أيضاً وآمل أن تيسر بأتجاهها الصحيح والسليم.
• وهل يمكن أن تراجع تركيا، وفق مجريات الأحداث اللاحقة، وجهة نظرها أزاء أقليم كوردستان؟
- تحاول تركيا وتسعى لأن تعيد موقفها ازاء كورد العراق، فقد كان آب وايلول الماضيان شهرين سيئين الى أن توصلت تركيا الى طريق حل تضمن السماح بمرور قوات البيشمه ركه الى كوباني عبر أراضيها وأرسال الأيرادات النفطية الى الأقليم بصورة مباشرة و قد أظهرت تركيا عبر هذه الأجراءات مرة أخرى أمكانية أن تعود صديقاً للأقليم ما يصلح بعض الأضرار و يبدو الآن أنه سيكون لها دور فعال و ذلك بالتعاون مع العراق وأقليم كوردستان في تصدير نفط كركوك وأقليم كوردستان وقد شهدنا، بعد الأتفاق الأخير بين أربيل وبغداد- أرسال (150) ألف برميل من النفط من الأقليم الى تركيا لحساب العراق وتم شراء الكمية من قبل مصفاة(بوتراش) التركية مباشرة و تبين أنه سوف ينفذ هذا الأتفاق بسرعة جيدة كما أن رئيس الوزراء التركي داود أوغلو و وزير الطاقة تنر يلدز قد أدياً دوراً أيجابياً جداً في التوصل الى ذلك الأتفاق مع الأمل أن تؤدي تركيا دوراً أكثر أيجابية ومن بينها مظاهر التعاون في محاربة داعش بمنطقة الموصل وتدريب القوات المعادية لهذا التنظيم مع علاقات جيدة في منطقة الموصل يمكن توظيفها في المساعدة على تحريرها العام القادم.
• يبدو أنكم متفائلون الآن أكثر من اي وقت مضى؟
- نعم أنا الآن في غاية التفاؤل و سعيد بإن الحكومة العراقية قد أبدت حسن نية جدية في مباحثاتها وفي أن البيشمه ركه تستعيد الأراضي وكنا ندرك جيداً أن ذلك سوف يحدث وأن البيشمه ركه سوف تردعهم بكل قوة وردة فعل تركيا الأيجابية أزاء أحباط كورد العراق في مساندتها و مشاركتها في مسألتي الأمن والنفط أي أن القضايا بمجملها تسير بأتجاه أيجابي وسوف نلتقي السيد قباد طالباني هذه الأيام في العاصمة واشنطن وأنا متلهف لسماع مباحثاته هنا كون مجموعة أمور أيجابية تحدث هذه الأيام و رسالتي لشعب كوردستان هي أنني أهنئ لهم صمودهم فهم قد تجاوزوا عاماً صعباً – 2014 وأدعولهم بالسعادة في العام الجديد 2015 والذي أعتقد انه سيكون عاماً جيداً جدا.
ترجمة / دارا صديق نورجان.[1]