- البروفيسور ماكس أبراهامس هو باحث أقدم في مركز الأمن والتعاون الدولي في جامعة ستاتفورد و مختص في مسائل الأرهاب وستراتيجية معاداة الأرهاب والتطرف السياسي وقد أستعرض لمجلة كولان سبل دحر داعش و نجاحتان البيشمةركة وغيرها من محاور الشأن العالمي الراهن وكان هذا الحوار:
• لقد أوجد داعش وضعاً مختلفاً في الشرق الأوسط وقد ثبت للعالم أنه بإستثناء بيشمه ركه كوردستان ليست هناك قوة فاعلة تتمكن من مواجهة ارهابيي داعش، فالي أي مدى أثبت الكورد أنهم كأمة هم الجبهة المواجهة للأرهاب.
- بإعتقادي أن الكورد قد أستفادوا من كل هذه الفوضى التي تعم الشرق الأوسط كون الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع وترغب من تحالف و حرب معتمدة في الشرق الأوسط، ولوجود العديد من القوى الطائفية والراديكالية هناك فإنها تعتبر الكورد جبهة أستثنائية في الشرق الأوسط وشركاء حقيقيين و معتمد عليهم ضد القوى الراديكالية، صحيح أن الكورد يتوزعون و موجودون في أيران وسوريا والعراق وتركيا، إلا أن نظرة الولايات المتحدة تتوجه نحو إمكانية مساعدتهم بصورة أوسع فلكم أن نلاحظ ما يحدث في (كوباني حيث دعا الأمريكيون و بحسن نية على مواقع التويتر وبكل حيوية الى عدم أنتصار قوات (الدولة الأسلامية –داعش) على الكورد بل ووجدوا ضرورة أن تساعدهم الولايات المتحدة جواً وقد ضايق الموقف التركي الأمريكيين بشكل كبير في وقوفها بداية ضد دخول قوات البيشمه ركه لمساعدة(ب.ي.ك) هناك و برأيي أن الكورد سوف يستفيدون في هذه الحرب لأن الولايات المتحدة تثق بهم و يعتبرهم الأمريكيون رفاق دربهم في الحرب ضد داعش الأسلامي الراديكالي.
• وكيف ترون تزامن أرساء الكورد لدعائم التسامح والتعايش في كوردستان فضلاً عن بسالتهم في جبهات محاربة داعش؟
- الكورد هم أكثر أعتدالاً من جيرانهم في الشرق الأوسط وهي نقطة في غاية الأهمية فيما يتعلق بأستقلالهم حيث لا يمارسون العنف ليس بالنسبة للخارج فحسب بل و يديرون بلادهم من الداخل بصورة متطورة بالنسبة للتقارب المحتمل بين الولايات المتحدة وأيران فإنها تظهر في هذه المرحلة بإن واشنطن لا تعمل مع طهران، وكما تعلمون فأن الميليشات الشيعية في العراق، والتي يتم الأشراف عليها من قبل أيران اسسا يقدمون على بعض الممارسات الجيدة في أيقاف تقدم(الدولة الأسلامية) نحو بغداد وهي تشعر أنها لا تحيل للأسد ونظامه، إلا أن واشنطن و دمشق هما اليوم ليستا في حالة حرب و يأتي تسامح الولايات المتحدة أزاء الأسد من بعض النواحي إنما هو مساومة مع طهران في بعض النواحي، ما يبدي أن هناك بعض التعاون بينها وبين زعيم الشيعة، والعلويين، وأياً كان الأمر فإنه يبدو أن النظرة الأمريكية هذه سائدة نحو التحول وأعتقد أن الستراتيجية الأمريكية في سوريا سوف تتغير والتي كانت في البداية عبارة عن مساع لدحر(الدولة الأسلامية) وأبقاء الأسد إلا أن هناك أحساساً متزايداً في واشنطن بعدم أمكانية مساعدة الشعب السوري دون أزالة الأسد ما يدفع بالولايات المتحدة وبشكل متزايد أن تحصل على مساندة الشعب السوري بممارستها الضغط لأيجاد حل سلمي يضمن بإزاحة الأسد من السلطة وهي مسألة تعود بنتائجها على الشيعة والسنة ولا تفرح بها طهران و ما زلت أجهل رد فعل روسيا بشأن ذلك ما يجعل مسألة مهمة في هذا المجال.
• الولايات المتحدة تعقد أمالاً جيدة على الحكومة الجديدة في العراق برئاسة العبادي في معالجة هذه القضايا فالى أي مدى ترون العبادي أهلاً لهذه الآمال؟
- هناك توقعات كبيرة أزاء هذه الحكومة الجديدة وتعلمون أنه لم تكن في العراق حكومة جيدة وندرك جيداً أن السياسيين العراقيين هم فاسدون وليست لديهم مواقع دعم في عموم العراق بل ينالون مساندتهم على أسس التقسيم الطائفي لهذا فإنه ليس من العجيب بالنسبة لي ألا ينفذ هذا المسؤول الجديد أيضا هذا الأصلاح التعدددي الذي تطلعت اليه واشنطن ولست واثقاً من وجود تلك السياسة التي تحقق دعم البلاد بصورة كاملة في العراق، وأعتقد أنها قد تجزأت وأنقسمت داخلياً بحيث لا يتمكن فيها زعيم أو قائد في بغداد من فرض سلطاته عليها، ما يجعلني أؤيد تماماً تقسيم العراق وأن تنجح حكومة عراقية من بغداد لأن البلاد قد أنقسمت داخلياً و بشكل كبير..
• لقد تبين، في المعارك الأخيرة، في الموصل و زمار أن قوات البيشمه ركه تحتاج بالفعل الى أسلحة ثقيلة لدحر داعش، فكيف ترون تأمين هذا الجانب ضماناً لأنتصار البيشمه ركه ؟
- ليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تنشر قوات برية لأننا قدمنا تضحيات كبيرة إبان أدارة الرئيس جورج بوش في حملات مواجهة المتمردين في العراق وأفغانستان لذلك فإن هناك بدائل لقوات برية أمريكية وهي دعم الحلفاء المحليين و خوض معارك حقيقية عن طريق مساعدتهم من قبل الولايات المتحدة وعن طريق قواتها الجوية كما أن للكورد دوراً لا يمكن التخلي عنه لأنهم قوات برية فعالة جداً بحيث يمكن للولايات المتحدة التعامل معها وقد آلمني جداً عدم أستحواذ الكورد رغم شجاعتهم على أسلحة ثقيلة في كوباني وغيرها تضاهي ما لدى (الدولة الأسلامية) منها، ما دفعني للمطالبة بتوفير معدات عسكرية سريعة للمقاتلين ولقوات البيشمه ركه أيضا.. وبرأيي أن الولايات المتحدة تثق بالكورد إلا أنها لا تسمح لهم تماماً بالأنتصار بشكل جيد وبالتالي أؤيد زيادة الدعم العسكري للكورد سواء في سوريا أم في العراق، وأخيراً لا بد من القول بإن الولايات المتحدة ليست واثقة كما ينبغي مما تفعله أزاء داعش، و كمثال على ذلك نحن لسنا واثقين من رغبتنا في بقاء أو أزالة الأسد من السلطة أو كيف تعالج الحكومة العراقية الجديدة العنف الطائفي أو تقلله، إلا أن أهم ما تعتمد عليه الولايات المتحدة هي عبارة عن علاقاتها القريبة مع الكورد في حربها ضد داعش على غرار ما توليه من ثقة لأسرائيل كصديق و حليف رغم بعض المشكلات أو الخلافات البسيطة بينهما.. ولها ذات النظرة أزاء الكورد في حربها ضد الدولة الأسلامية – داعش.
ترجمه / دارا صديق نورجان.[1]