لم يعد بإمكان الولايات المتحدة السماح لإيران بمحو شراكة الأمن والطاقة الأمريكية مع كوردستان منذ 30 عاماً
ماثيو زايس المساعد السابق لوزير الطاقة الأمريكي والنائب الحالي لرئيس شركة (كيه.إتش.إن)ماثيو زايس المساعد السابق لوزير الطاقة الأمريكي والنائب الحالي لرئيس شركة (كيه.إتش.إن)كوردستان إقليم كوردستان ماثيو زايس العراق إيران
أربيل (كوردستان 24)- قال ماثيو زايس المساعد السابق لوزير الطاقة الأمريكي والنائب الحالي لرئيس شركة (كيه.إتش.إن)، إن إقليم كوردستان يمثل أكبر شريك للولايات المتحدة في مجالي الأمن والطاقة، داعياً واشنطن إلى استخدام أدواتها الدبلوماسية للحفاظ على مصالحها في الإقليم.
جاء ذلك في مقال كتبه زايس- الذي سبق أن عمل بصفة النائب الأول لمساعد مكتب الشؤون الدولية في وزارة الطاقة الأمريكية- في موقع (ريل كلير إنيرجي) المتخصص بالآراء والتحليلات في مجال الطاقة.
واستهل زايس مقاله بتسليط الضوء على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنها لا تزال تتعرض لهجمات تشنها جماعات مدعومة من إيران.
واستشهد كاتب المقال بالهجمات التي نفذتها الميليشيات العراقية في الأسابيع الأخيرة على أكبر منشآت الغاز في إقليم كوردستان والممولة جزئياً من الحكومة الأمريكية.
ويقول زايس لا تعتمد إيران على ميليشياتها العراقية لمهاجمة قطاع الطاقة في كوردستان فحسب، بل أنها جعلت المحاكم العراقية سلاحاً فعّالاً لعرقلة تشكيل حكومة عراقية جديدة تخلو من الأحزاب الموالية لطهران.
وأضاف أن تلك المساعي تهدف لتقويض الفيدرالية في العراق وخنق قطاع الطاقة في كوردستان، مبيناً أن تلك الاستراتيجية نافذة الآن، مشيراً بذلك إلى عدم تشكيل الحكومة في العراق بعد مضي 10 أشهر على الانتخابات النيابية.
ومضى يقول مؤخراً، قضت المحكمة التجارية العراقية بأن العقود المبرمة بين حكومة إقليم كوردستان وأربع شركات نفط عالمية أمريكية وأوروبية باطلة.
وبعد أن نوّه إلى أن هذه الخطوة تهدد ما يصل إلى 200 ألف برميل من صادرات كوردستان البالغة 450 ألف برميل يومياً، قال زايس إن الشركات الإماراتية والروسية، ولا سيما روسنفت وغازبروم نجتا من أي إجراء قانوني، تماماً مثلما هو الحال مع شركات تريد بغداد الاحتفاظ بها في الجنوب، ومنها توتال وشيفرون.
ويتناول كاتب المقال إلى إدراج العراق مؤخراً شركات الخدمات الرئيسية العاملة في كوردستان على القائمة السوداء، بما في ذلك هاليبورتون وبيكرهيوز.
ويتابع زايس مقاله قائلاً إكسون هي أحدث شركة كبرى تخرج من العراق، حيث شروط العقود هي الأسوأ في العالم، ولا تشجع على الاستثمار.
ويرى زايس وهو أستاذ مساعد في الأكاديمية العسكرية الأمريكية للعلاقات الدولية والسياسة الخارجية، أن محاولة إيران للسيطرة على كوردستان تأتي في وقت لا تزال أسواق النفط العالمية فيه مُثقلة. وبالنسبة للعراق، يقول الكاتب إنه يواجه نفسه تحديات هائلة في مجال الطاقة، بما في ذلك عدم قدرته على تلبية حصص الإنتاج المستقبلية واعتماده على واردات الغاز الإيراني.
وتساءل زايس لماذا تتحرك إيران الآن لتقويض قطاع الطاقة في إقليم كوردستان، وما هو الدور الذي يمكن للولايات المتحدة وما ينبغي أن تؤديه في هذه الأزمة المستمرة؟.
وأكمل حديثه بالقول الهدف النهائي لإيران ضرب النظام الاتحادي في العراق المنصوص عليه في الدستور الذي توسطت فيه واشنطن حيث يمنح إقليم كوردستان حكماً ذاتياً وقدرةً على تعزيز موارده المستقبلية في الطاقة.
وزاد الكاتب بالقول إن الاستثمار الأجنبي في كوردستان استقطب مشاريع الطاقة الوحيدة التي تمولها الولايات المتحدة في جميع أنحاء العراق، وبالتالي يبرز إقليم كوردستان باعتباره أكبر شريك لأمريكا في مجالي الأمن والطاقة، والذي يهدد بطبيعته أهداف إيران الإقليمية.
ويقول الكاتب إن مستقبل كوردستان والعراق على المحك، ولدى الولايات المتحدة جملة من الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية قادرة على استخدامها.
وخلص زايس للقول يجب أن يتوافق دور الولايات المتحدة في العراق مع الواقع على الأرض، إذ تظل كوردستان شريكنا الأمني الموثوق به... حيث لم يعد بإمكان الولايات المتحدة السماح لإيران بمحو شراكة الأمن والطاقة الأمريكية مع كوردستان منذ 30 عاماً.[1]