صبري خلو سيتي شاعراً منسياً
حسين أحمد :
أعطى عامودا شعراء وفنانين كثيرين ولكنهم ظلوا منسيين في المشهد الشعري العام . لأنها قاسية مع أبنائها الشعراء واحد هؤلاء الشعراء الشاعر المنسي صبري خلو سيتي مواليد : (1923) والذي ظل منسياً حتى رحيله في عام (2004 ).
ولقساوة ظروفه المعيشية الصعبة ولقساوة الظروف السياسية والاجتماعية لم يهتم كشاعر بتجربته الشعرية فظل نتاجه الشعري بعيداً عن النشر في الصحف والمجلات والكتب الكردية والعربية ولكنه كان في نفس الوقت شاعراً متجولاً في شوارع وأزقة عامودا يلقي بقصائده للمارة ذهاباً واياباً وكان ذكياً في اختيار قصائده وإلقاءها ومن أجمل قصائده التي حفظها الكثيرين من أبناء عامودا . والتي هي بعنوان: ( يكفي حلوتي ) والمترجمة إلى العربية :
***
يكفي حلوتي
محبوبتي
أيتها الطويلة كغصن الصنوبر
لقد أحرقت كبدي كله
ذلك الخنجر
في يدها
حمراء
أنا الذي كنت أول من يطأ حديقتك
تركتني أمام البرد والريح القارسة
لا اعرف ما هي خطيئتي
صار القلب عشا للأنين
إذا أردت أن تقتلينني فهناك الجلنار ...أسفل السرايا
اعرف تماما عندما تقول :
ماذا تريد أيها العاشق المجنون
***
من يقرأ قصائد صبري خلو سيتي سيستنتج ان ثمة تأثير واضح لقصائد جكرخوين عليه يمكن أن نقول أن هناك ثمة ملامح كثيرة بينهما مثل: ( اللغة السلسة الواضحة- البراعة في وصف الأحداث – الروح الوطنية - الصور البيانية الجميلة – التنوع في الأساليب –المزج بين الحقيقة والخيال – السخرية المريرة بالإضافة إلى القضية الموحدة الا وهي معاناتهم الإنسانية المشتركة ) .
وكان له صداقة مع جكرخوين لا بل ان جكرخوين قد كتب قصيدة يخاطبه فيها . لقد رحل الشاعر صبري خلو سيتي عن دنيانا ولم يجد له كتابا مطبوعا كما لم يجد من يهتم لنتاجه الشعري والإنساني وهكذا هو حال الكثيرين من شعرائنا وكتابنا ونحن اذ ننشر هذه الكلمات التي بالتاكيد لا تعبر عن تجربة انسانية وشعرية كما هي تجربة الراحل المنسي صبري خلو سيتي .[1]