نبذة عن حياة الشهيد عبدي نعسان قادر
القيادي البارز في حزب الشغيلة الكُردية في سوريا الذي رحل عنا باكراً وهو ابن الثامنة والثلاثون ربيعاً بتاريخ 11/5/1985 أغتيل من قبل الجهلاء والفكر الرجعي وبالتخطيط من قبل نظام البعث وأزلامه المأجورين في مكان عمله كصيدلاني بعد تخرجه من الجامعة التركية في السبعينات القرن الماضي.
وفي عام 1978 انتسب الى حزب اليساري الكُردي في سوريا ومن ثم قياديا في الحزب وبعدها في عام 1982 انتخب عضوا في اللجنة المركزية لحزب الشغيلة الكُردية في سوريا الى جانب رفاقه البارزين امثال .مصطفى بكر .وعبد الباسط سيدا .والمرحوم صبغت فتح الله الذي كان يشغل منصب أمين عام للحزب ومن رفاقه البارزين الذين تتلمذوا على مبادئه اليوم يشغلون مناصب قيادية في الحركة أمثال .إبراهيم برو سكرتير حزبنا يكيتي الكُردي .وسليمان أوسو .وإسماعيل حمي .وعبدالرحمن كلو .وويسو شيخي .ونواف رشيد وغيرهم من القيادات البارزة في الحزب.
ولمع نجمه بين سائر أبناء الشعب الكُردي من المثقفين والعمال والفلاحين والطبقة الفقيرة وكذلك بين طلبة الكرد كشخصية سياسية كُردية مناضلاً ومدافعاً عن قضية شعبه الكُردي وحقوقه المشروعة وكذلك كان يتميز بصفاته الخلقية الحسنة
تعرفت عليه في عام 1981 و انتسبت من خلاله إلى صفوف الحزب وشاركت برفقته المؤتمر الثاني للحزب ( حزب الشغيلة الكُردية في سوريا عام 1984 بالإضافة إلى الكوادر القيادية البارزة في الحزب آنذاك.
الشهيد من الشخصيات القلائل التي عرفتها الحركة الكُردية في سوريا ونتيجة تفاعله مع المجتمع بشكل متسارع من خلال مهنته كصيدلاني في صيدليته _التي كثيراً ما كانت تتحول إلى مركز توزيع الأدوية المجانية وأحياناً مدرسة لتعليم الرفاق الجدد أساسيات القراءة والكتابة بلغة الأم الكُردية .
من صفاته كان صلبا في عمله الحزبي وصارما في بناء تنظيم فولاذي لمقارعة طغيان الأنظمة الغاصبة لكُردستان سوريا ومرناً في تعامله مع القوى السياسية الكُردية والشيوعية والمعارضة العربية آنذاك.
أتذكر قوله ( يجب علينا بناء تنظيم فولاذي من الكوادر المتقدمة والمثقفة سياسياً وتنظيمياً .دون ذلك لا يمكن قيادة المجتمع ) ومن أشهر أقواله: ( علينا بصرامة الحزبية والمرونة السياسية).
عبدي نعسان قادر لم يكن رجلاً سياسياً بالأقوال فقط بل بأفعاله أيضاً . كان محباً للانضباط كان يبدأ انضباطه الحزبي من ذاته ويقول دائماً frown رمز تعبيري الانضباط مهم جداً وعلينا البدء من أنفسنا وإذا رأيتموني أخالف عليكم انتقادي).
وكان يعتمد في بناء التنظيم على النوع دون الكم أي أن نبني الكم على أساس النوع
في الجانب السياسي كان يقيم العلاقات السياسية والحزبية مع كل الأحزاب الكُردية والشيوعية وبعض القوى العربية المعارضة لحزب البعث.
كثيراً ما كان يدعو إلى توحيد صف القوى الكُردية في كُردستان سورية وبناء جسور العلاقة مع القوى العربية المعارضة لحزب البعث لبناء دولة تعددية تسودها المساواة من حيث الحقوق والواجبات . ويكون لشعبنا الكُردي حقوقه كما لكل شعوب المنطقة.
بالإضافة على كونه شخصية سياسية بارزة في الحركة الكُردية فكان يدعو الفئة السياسية إلى التسلح بالفكر والعلم وفي كل المناسبات كان يؤكد على مطالعة الكتب منها المادية التاريخية والديالكتيك والكتب ذات الصلة بالثورات وكذلك قراءة تاريخ الثورات الكُردية في الأجزاء الأربعة لكُردستان وقوادها أمثال شيخ سعيد البيراني والقاضي محمد والبارزاني وشيخ محمود الحفي والثورات العالمية.
كان دائماً يحث الكوادر الحزبية والفئة الواعية الى القراءة والمطالعة بأنه له مردود فكري على المجتمع.
أما في الجانب الاجتماعي كان يقيم علاقات جيدة مع كل فئات المجتمع وطبقاته وكان يقف الى جانب الفقراء والعمال والطبقة الكادحة والدفاع عنهم في كل المناسبات ضد الفئة المستغلة من التجار.
كما حمل على عاتقه مهمة محاربة العادات العشائرية والتقاليد الموروثة التي كان تحد من دور المثقف والسياسي في المجتمع , مؤكداً على دور المرأة وضرورة تمتعها بالحرية.
.في ذكرى رحيله الحادية والثلاثون اتذكر له الكثير من المواقف السياسية والحزبية الصارمة أتذكر محاربته للاستغلال والمستغلين ووقوفه مع المضطهدين.
بذكرى رحيله أتذكر تهديدات التي تلقاها من قبل عناصر البعث وأمنه وأتذكر عدد مرات استدعائه إلى تحقيقات أمنية وسياسية لكن دون جدوى ففي كل مرة كان يعود أعند من ذي قبل.لمواجهة سياسة البعث الشوفيني والعمل على إلغاء المشاريع العنصرية المطبقة بحق شعبنا الكُردي أنذاك.
هكذا المناضلون يرحلون ويتركون بصماتهم في التاريخ لتبقى ذكراهم منارة تضيء طريق الأجيال وفي كل محطة او مناسبة يكون هؤلاء عنواناً لنا لكتابة التاريخ وتصحيحه .
ففي ذكرى رحيلك لا يسعنى سوى أن نلقي التحية على رفاتك . المجد والخلود لروحك الطاهرة.
[1]