(في #عامودا#)
مقهى كوي
من التحف النادرة والتي تعود مليكتها الى بيت حمود الصباغ بالأصل كانت عبارة عن دكاكين ثم تحولت الى مقهى في عام 1954 تقريبا . على يد شخص يسمى ب جلال وهو صهر #محمد كوي# الذي توفي عام 2003 . ثم استلمها اولاده . والذي لا يعرف مقهى كوي لا يعرف عامودا . مازال مبنى هذا المقهى محافظا على حاله وباق على شكله الأول . مبنى من طين يستقبل زواره
من الصباح الى المساء . هو ملاذ لكل اهالي عامودا . وايضا مكان استراحة للغرباء
رجال دين ورجال دولة وكتاب وشعراء . امثال ملا عبدالعزيز رمضان وسعيد اسحاق الذي اصبح رئيساً للجمهورية السورية مدة 24 ساعة . والشاعر والمؤلف والمترجم توفيق الحسيني
ملا عبدالعزيز رمضان
من عشيرة سمعيلا التي تقطن مابين وادي قزلتبة حتى #الدرباسية# ولد عام 1929 في قرية دالى قرب #نصيبن# في كردستان الشمالية.تولى الملا عبدالعزيز بعد وصوله ل عامودا التدريس في مدرسة بيت سيدا . في هذه الاجواء،ترعرع ملا عبدالعزيز الذي بدأ يتلقى العلم على يد اخيه الاكبر الملا احمد.
بعد ان انهى الدراسة على يد اخيه الاكبر تولى امامة جامع قرية عزيم بعض الوقت . ترك امامة المسجد بعد ان سمع من مختار القرية مقولة ( كل شيء له قيمة ومقابل . إلا الملالي مقابل الزكاة يتوفرون لنا ) وتوجه الى عامودا وبدا بفتح محل للسمانة وتدرج بعدها في نشاطه التجاري حتى اصبح من تجار القماش في عامودا.
عرف ملا عبدالعزيز بورعه وتقواه وقد ذكر معارفه الكثير من مواقفه النبيلة التي تدل على ذلك . فقد كان حريصا على الصلاة
يقول ابنه الحاج عارف ( والدي كان يزوج بناته من المقربين ويرفض الذين لا يصلون)
ملا عبدالعزيز حج سبع مرات الى بيت الله واكثر من عشر سنوات
قام بأداء العمرة مع زوجيتيه . كان شديد الحرص على اقامة العدل بين زوجتيه.
رحمه الله ملا عبدالعزيز كان اجتماعياً ومعروفا بإنسانيته . كريما حريصا على صلة الرحم . شديد الحب لأقاربه.
عند استقرار ابنه الحاج عارفAref Ramadan في اربيل كان حريصا على اقامة والده بالقرب منه في الأقليم . لكنه ماكان ليصبر على ترك مسجده في عامودا اكثر من ثلاثة اشهر.
(في عامودا)
سعيد اسحق
تعود جذوره الى قلعة الامراء التابعة لولاية ماردين والتي سكنها السريان . تلقى اول بذور العلم في مدرسة الرقبة التابعة لدير الزعفران . اتقن اللغة العربية والكردية بالإضافة الى السريانية لغته الأم.
انتقل الى ( عامودا ) إثر قرار ضم ولاية ماردين الى الدولة التركية .( رسم الحدود بين سوريا وتركيا) .
بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها سوريا
اضطر للعمل في مد السكة الحديدية بين العراق وسوريا . وتنقل بعدها للعمل بالتجارة البسيطة ( بيع الاقمشة) .
لقب في ( عامودا ) ب ابو الفقراء . لكرمه وتعاطفه مع الفقراء
حيث كان يجمع محاصيله الزراعية ويوزع قسم منها على الفقراءبشكل سري.
دخل مجال العمل السياسي وانتخب كرئيس للمجلس البلدي في ( عامودا ) . بعدها ترشح للعمل النيابي وفاز.
بحلول ديسمبر عام 1949 تم انتخابه كمراقب للجمعية التأسيسية والتي تحولت فيما بعد الى مجلس النواب في اكتوبر عام 1951.
وفي نفس العام نفذ الجيش انقلابه فقام رئيس الحكومة بتقديم استقالته الى رئيس الجمهورية .بعدها قام رئيس الجمهورية بتقديم استقالته للنائب الأول لرئيس مجلس النواب الذي هو سعيد اسحق . وقتها كان رئيس النواب قيد الاعتقال.
توفي في الولايات المتحدة الامريكية عام 1989 بعض صراع من المرض دام خمس سنوات
(في عامودا)
المؤلف والمترجم توفيق الحسيني
أحد ابرز الكتاب والشعراء والمترجمين في عامودا وسوريا فيالمئة عام الماضية.
ولد عام 1938 في قرية( تل موزان ) المصاقبة لسفوح تلالها الشاسعة التي تختبىء بين طياتها مدينة ( اوركيش ) الأثرية الغارقة في القديموكان له منزل واسع في عامودا الحقت بها تكية ومكتبة زاخرةبالكتب والموسوعات النادرة.
في احد الأعوام دخل المدرسة الإبتدائية ( مدرسة الغزالي ) وهي المدرسة الرسمية الوحيدة في طول المنطقة وعرضها . بعدها حاول متابعة الدراسة في ثانوية ( السريان ) في القامشلي لكنه لم يستطع الأستمرار والمثابرة بسبب الإغتراب والنأي عن الاهل.والعجز عن الجمع بين الدراسة وتدبير الشؤون المنزلية.
حصل على الإجازة في الترجمة الأنكليزية وكتب العشرات من الكتب وترجم كذلك من والى اللغات العربية والكردية والأنكليزيةوتجاوز عدد اعماله الستين عملاً . ترجم لكبار الكتاب مثل جورج برنادشو وعزيز نيسن.
ومن بعض اعماله بين الترجمة والتأليف
1-شرح لقصيدة البردة للإمام البويصري
2-مختارات من ديوان الجزيري
3 -مختارات من شعر جكرخوين _ ترجمة
4-الراعي الكردي عرب شمو _ ترجمة
5-حدثينا يا استو كهولم _ بافى نازي _ ترجمة
6-قبل بزوغ القمر _ دلاور زنكي _ مجموعة قصص _ ترجمة
7-الفتى الذكي والعمالقة _ تأليف
8-نابليون _ مسرحية ل برنادشو
9-إطلالة على الغرب _ عزيز نيسن _ ترجمة
10-ظل العشق _ محمد اوزون _ ترجمة
وهذا غيض من فيض مما كتبه العلامة والكاتب والمترجم توفيق الحسيني الذي عاش غنياً ثرياً بعلمه . ورحل فقيرا معدوما .عام2018 لتحتضنه عامودا مرة اخرى.
وفي النهاية : لعل من اكبر مصائبنا اننا لاندرك عظمة رجالناإلا بعد ان نفقدهم . ولا نرى اعمالهم وندرك اهميتها إلا بعد رحيلهمفكم من قامة شامخة غادرتنا لنحس بعدها كم نحن اقزام .وكم نظلمهم بجحودنا وتنكرنا لجزيل عطائهم . فنتنكر للحقوق حتىنتهم بالعقوق [1]
... عامودا حكاية لم تنتهي بعد
.... يتبع
نصر محمد - المانيا