قالت الأحزاب الكردية في جنوب كردستان، إن التهديدات المستمرة التي توجهها الدولة التركية ضد #شنكال# خطيرة للغاية، لأنها تحاول إكمال المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق الشعب الإيزيدي.
في الذكرى الثامنة للمجزرة بحق الشعب الإيزيدي في شنكال، تحدثت الأحزاب الكردية في جنوب كردستان، لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول تهديدات دولة الاحتلال التركي على كردستان وخاصةً شنكال، وكارثة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الإيزيدي، وحالة اللامبالاة لحكومتي العراق وإقليم كردستان تجاه الإيزيديين، والحق المشروع للإيزيديين في الدفاع عن أنفسهم، والاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال في إطار قانون ودستور الدولة العراقية والعديد من القضايا الأخرى.
تم ارتكاب القمع والجرائم ضد المجتمع الإيزيدي من عدة جوانب
سلط العضو الاداري في حزب الكادحين الكردستاني، شيروان محمد، الضوء على أسباب المجازر التي ترتكب باستمرار بحق المجتمع الإيزيدي عبر التاريخ، وقال: هناك نزاع وتوتر وحرب مستمرة في الشرق الأوسط، والأطراف المتنازعة أرادت دائماً استخدام القوة، حافظ الشعب الإيزيدي، الذين هم جزء من الشعب الكردي، على تقاليدهم ومعتقداتهم وإيمانهم منذ العصور القديمة، وتعرض للقمع والاضطهاد من عدة أطراف، على سبيل المثال، لقد تعرض المجتمع الإيزيدي عدة مرات للمجازر والإبادة من الناحية الدينية والمعتقدات، وقد ارتكبت حتى الآن، حوالي 74 إبادة جماعية بحقهم، المجزرة الأخيرة التي ارتكبت في محاولة لإبادة الشعب الإيزيدي، كانت على يد تنظيم داعش الإرهابي، الذي قدم نفسه على أنه تنظيم إسلامي متطرف، ونفذ مجزرة بحق الإيزيديين بحجة أنهم خرجوا عن الدين الإسلامي.
يمكنهم حماية دينهم وثقافتهم الأصيلة
كما تحدث محمد خلال حديثه، عن محاولات احتلال كردستان لأجل تحقيق الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين، وتابع قائلاً: أن سبب آخر للكارثة التي تعرضت لها الشعب الإيزيدي هو أنهم كرد من وجهة نظر وطنية، وبسبب ذلك يتعرضون للاضطهاد بشكل مستمر، بعد توغل مرتزقة داعش إلى القضاء، دافع الإيزيديون عن مناطقهم، وكان ذلك صعباً بالنسبة لمحتلي كردستان، أراد محتلو كردستان أن يقضي تنظيم داعش الإرهابي على جميع الإيزيديين، لكن أولئك الإيزيديين الذين تحرروا من كل محاولات المجازر والإبادة الجماعية تمكنوا من حماية عاداتهم وثقافتهم الأصيلة.
دولة الاحتلال تحاول دائماً القضاء على قوميات المنطقة
ولفت شيروان محمد الانتباه إلى تهديدات وهجمات دولة الاحتلال التركي المتواصلة بهدف احتلال شنكال، وقال: أن الذي لم يتحمل انتصار الإيزيديين على داعش ولا يقبل أن يقرر الإيزيديون مصيرهم ويديرون نفسهم بأنفسهم ، فهو دولة الاحتلال التركي بقيادة أردوغان، كما أن هذه الدولة هي المسؤولة عن الحرب وقتل المدنيين، الآن تستعد دولة الاحتلال التركي لتنفيذ عملية لأجل احتلال كافة مناطق روج آفا، كما إن التهديدات المستمرة من قبل الدولة التركية على شنكال هي تهديدات خطيرة للغاية، لأنه من المحتمل أن تضع دولة الاحتلال التركي تهديداتها قيد التنفيذ، الآن نرى العراق دولة بلا سيادة وبعد الانتخابات لم يتم تشكيل الحكومة الجديدة وهناك أزمة وتوتر داخلي، أن البيت الكردي أيضاً مشتت، ودولة الاحتلال التركي كعادتها السابقة تتطلع لاحتلال والقضاء على الشعوب من حولها على الدوام.
هناك حاجة ماسة للوحدة الوطنية الكردستانية في مواجهة الاحتلال
وانتقد محمد خلال حديثه، صمت الأحزاب الكردستانية ضد دولة الاحتلال التركي الفاشية وتابع قائلاً: أن الدولة التركية تحاول اخراج القضية الكردية من داخلها ونقلها إلى الخارج من خلال هجماتها الاحتلالية على روج آفا وشنكال، إذا استطاعت الدولة التركية، فإنها ستحتل جميع المناطق، لأنهم حتى الآن يؤمنون بحلم إحياء الإمبراطورية العثمانية ويتحدثون عن الميثاق الملي، يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم للشعب الإيزيدي وشنكال، كما أنه هناك حاجة ماسة لتشكيل الوحدة الوطنية بين الأحزاب الكردية ويكون لها موقف وطني ضد الاحتلال.
نحن، كحزب الكادحين الكردستاني، نتخذ دائماً موقف قوي ضد الاحتلال، وبهذا الصدد، فإن دولة الاحتلال التركي التي تكون بعيدة عن كل القيم الأخلاقية والمبادئ الدولية، تحاول احتلال المنطقة، لذلك يجب نقف بقوة ضد جميع المحتلين.
الإيزيديون يمتلكون قوة مسلحة وعليهم إدارة نفسهم بنفسهم والدفاع عن أنفسهم
وقيم عضو حزب الكادحين الكردستاني، شيروان محمد، في نهاية حديثه، الحق المشروع للمجتمع الإيزيدي في الدفاع عن النفس والإدارة الذاتية، وقال: بعد 74 محاولة لإبادة المجتمع الإيزيدي، بدون شك، لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم، الآن، نظم الإيزيديون أنفسهم ولديهم قوات مسلحة مشكلة من أبنائهم، يجب أن يديروا أنفسهم تحت مظلة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال، والدفاع عن أنفسهم، كما أنه على حكومتي العراق وإقليم كردستان دعم مشروع الايزيديين في الإدارة الذاتية والدفاع عن النفس.
كان هناك دائماً مخاوف من احتلال شنكال و#كركوك# وجنوب كردستان
وبدوره تحدث الإداري في الحزب الاشتراكي الكردستاني، رسول رؤوف عن الانتهاكات المستمرة للسيادة العراقية من قبل دولة الاحتلال التركي، وقال: للأسف، بعد عام 2003، أصبحت دولة العراق دون سيادة كما أنها لا تستطيع حماية حدودها من أي هجمات واحتلال، فأن كلا الدولتين، الدولة التركية والإيرانية، تواصلان انتهاك الحدود لمصالحهما الخاصة من أجل مهاجمة القوات الكردية التي تواجه المحتلين، ومن جهة أخرى تستمر التهديدات لاحتلال شنكال أيضاً، نرى أن تركيا، بينما تنتهك سيادة العراق، تواصل استخدام حجج الاتفاقات السابقة التي أبرمتها مع نظام البعث السابق، وكان من الضروري أن تعلن السلطات العراقية والسلطات الكردية بعد سقوط نظام البعث أنهما ستوقفان الاتفاق، بينما حاولت تركيا تقسيم كردستان، وتعتبر منطقة شنكال منطقة إستراتيجية بين جنوب كردستان و روج آفا، ليست شنكال فقط ولكننا نرى إن هناك خطراً على كركوك وكافة مناطق جنوب كردستان، حيث إن الدولة التركية تتحدث علناً عن احتلال مدينة الموصل.
العراق أصبحت ضعيفة ولا يمكنها الدفاع عن سيادتها وحماية حدودها
كما قيّم رؤوف محاولات دولة الاحتلال التركي لأجل توسيع رقعة احتلالها، وتابع قائلاً: أن مسؤولو دولة الاحتلال التركي يواصلون زيارة مدينة كركوك ويعتبرونها مدينة تركية، هناك بالفعل مخطط وراء احتلال هذه المدينة، والجدير بالذكر، أنه في جميع المراحل التي ضعفت فيها الحكومة العراقية وفشلت في حماية سيادة حدودها، حاولت دولة الاحتلال التركي توسيع رقعة الأراضي المحتلة لأجل ضمها للدولة العثمانية الجديدة.
القوة المسلحة المُشكَّلة في شنكال هي قوة مشروعة ولديها الحق في الدفاع
ولفت الإداري في الحزب الاشتراكي الكردستاني رسول رؤوف الانتباه إلى وحدات مقاومة شنكال (YBŞ) ووحدات المرأة في شنكال (YJŞ)، وأشار إلى أن هذه القوة المسلحة، كقوة خاصة لها الحق المشروع في الدفاع عن المجتمع الإيزيدي، واختتم حديثه قائلاً: تلك القوات التي تشكلت في شنكال هي قوى داخلية، يمكن اعتبارهم مؤيدين للمعارضة التركية، لكن كل قوة يتم تشكيلها داخلياً لها شرعيتها الداخلية، وأي قوة تتشكل من قبل شعبها لها الحق المشروع في الدفاع عن نفسها، لقد تعرض الشعب الإيزيدي للابادات والمجازر باستمرار، ولجأوا إلى قوة لأجل حمايتهم، لكن لم يتمكن أي أطراف من حكومة العراق وإقليم كردستان من حمايتهم، وبسبب ذلك، فإن هناك حقاً مشروعاً لأبناء شنكال أن يسلحوا أنفسهم ويدافعوا عن شعبهم ويحموا شعبهم ويديرهم، لذلك يجب عدم السماح للأعداء بانتهاك الحدود بأي ذريعة وحجة، لأن ما يقوله الاحتلال هو حماية الحدود، وبالنسبة لنا نحن الشعب الكردي فهو هجوم على القوات الكردية.
تركيا تريد إكمال مخطط إبادة المجتمع الإيزيدي الذي لم يحققه مرتزقة داعش
كما سلط الرئيس المشترك لمجلس كركوك في حركة الحرية للمجتمع الكردستاني، كومل سرمد، الضوء على الهجمات الاحتلالية لدولة الاحتلال التركي على المستوى العام وخاصةً التهديدات باحتلال شنكال، وقال في بداية حديثه: أن دولة الاحتلال التركي لا تهدد شنكال فقط، بل في الوقت نفسه تهدد عموم الشعب الكردي، خاصةً في روج آفا وجنوب كردستان، يعلم الجميع أن دولة الاحتلال التركي بدأت منذ فترة طويلة مرحلة الاحتلال والهجمات في شمال كردستان بشكل عام، ويعود هجوم الدولة التركية على الإيزيديين لسببين رئيسيين، السبب الأول هو الاقتراب من الموصل حيث شنكال منطقة استراتيجية من خلال احتلالها، والسبب الآخر إكمال محاولة الإبادة الجماعية بحق المجتمع الإيزيدي التي لم يتمكن تنظيم داعش من تحقيقها.
وصل الإيزيديين إلى تلك القناعة بأنهم يمكنهم الدفاع عن نفسهم بأنفسهم فقط
وتحدث سرمد عن أهمية الدفاع عن النفس وإدارة شنكال من قبل الإيزيديين بأنفسهم، وقال: لقد تعرض الشعب الإيزيدي بالفعل ل 73 مجزرة، لم يكن الشعب الإيزيدي أبداً في السابق قوياً ومتحداً كما هو عليه اليوم، ووصل الإيزيديون من خلال القلق بشأن مستقبلهم، إلى تلك القناعة بأنهم يمكنهم فقط الدفاع عن نفسهم بأنفسهم، وفي عام 2014، أثناء هجوم تنظيم داعش الإرهابي، انسحبت القوات العراقية من المنطقة وأخلت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني مواقعها، التي كانت مهمتها حماية شنكال، في المنطقة وتركتها دون حماية، وخلال 4 ساعات، ترك الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيزيديين في براثن داعش، وتسببوا خلاله بكارثة المجزرة والإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب الإيزيدي.
الشعب الإيزيدي لن يسمح بمجزرة أخرى
وتحدث سرمد عن تهديدات دولة الاحتلال التركي على شنكال، وتابع: شنكال تُركت وحيدة مرةً أخرى في مواجهة التهديدات المستمرة من قبل الدولة التركية الفاشية بمهاجمة واحتلال شنكال، لكن هذه المرة الشعب الإيزيدي لديه قواته الخاصة للدفاع عن نفسه ضد أي نوع من الهجمات، ولن يسمحوا بحدوث مجزرة أخرى بحق شعبهم.
العوامل الحالية دفعت الشعب الإيزيدي إلى تنظيم نفسه
صرح كومل سرمد أن وحدات مقاومة شنكال YBŞ ووحدات المرأة لمقاومة شنكال YJŞ هي قوات شرعية وقال: وحدات مقاومة شنكال هي جزء من نظام الدفاع العراقي، وهي مرتبطة بالحشد الشعبي، والحشد الشعبي جزء من نظام الدفاع العراقي في البرلمان العراقي، وبحسب كل المراقبين، فإن القوة الوحيدة التي حمت الإيزيديين من هجمات داعش كانت القوة التي منحت الشعب الإيزيدي في شنكال القوة والسلاح والإرادة، العوامل الحالية دفعت الشعب الإيزيدي إلى التنظيم والتسليح في إطار هذه القوة.
وجود إدارة ذاتية ديمقراطية في إطار العراق أمر ضروري للشعب الإيزيدي
وفي نهاية حديثه، تحدث رئيس مجلس كركوك لحركة الحرية كومل سرمد عن الحاجة إلى إدارة ذاتية في شنكال يديرها شعبها، وقال: نحن، كحركة حرية كردستان، نؤمن بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية أمر ضروري للشعب الإيزيدي، ويمكن ترسيخ ذلك في القوانين العراقية، وشنكال التي لديها معتقد ديني مختلف، يمكنها إدارة نفسها في إطار القانون والدستور العراقي وحماية أنفسهم من خلال قواتهم الدفاعية الخاصة.[1]