فهمي بالايي / برلين : الترجمة عن الكردية : هوزان أمين- ولد الفنان السريالي زرو متيني عام 1949 في مدينة #عامودا# في جنوب غرب كردستان ، درس في اكاديمية الفن عام 1976 ، ومنذ ذلك الوقت لغاية اليوم يعيش في المانيا ،
وقد اقام العديد من المعارض في بلاد شتى مثل ( بيروت ، لندن، لوزان، زيورخ، مالمو، مونشن، و برلين)واكمل دراسته الفنية على يد البرفسور ف. كرزيميك و البرفسور ي.رويتر ، وحول نشاطاته واعماله كتب عنه العديد من الاخبار والمقالات في الصحف والمجلات الالمانية .
ومن الواضح ان الفنان زورو كان محباً للحرية منذ صغره ، وكان يريد ان يطلق العنان لخياله ، ويعرف شخصيته في عالم فانتازي مختلف، احوال المجتمع الديني والسياسي دفعوه الى استعمال الحوادث الحقيقية ، في حياته مثل رموز لعالمه الخيالي ، مثل الدادائية والسريالية ، وكان يرغب في خلق فجوه بينه وبين الحقيقة ، من اجل هذا ظهر تأثير الفن السريالي بشكل جلي في اعماله وحتى على شخصيته التي اصبحت عالمه وهويته، زورو المبتسم وخفيف الدم، تجاربه عالم سيريالي، قسمها ما بين الدراما والموسيقا واللوحات الفنية .
ويعرض تلك الاقسام جميعاً في معرضه ، وهكذا يعرض شخصيته ، مثلما يقول الشاعر تزارا و مارسيل جانكو وهوغو موسيقا الجاز الافريقية لها ارتباط بالدادائية وحسب هذه الطريقة السريالية ( كل شيء يساوي لا شيء ، ولا شيء يساوي كل شيء)
زورو فنان خلاق وابدع اشياء جميلة من لاشيء ، ويريد بناء عالم من الفوضى، مرتبط مع ذكرايت الطفولة والمراهقة ، والتي كان يفتقد الكثير من مناحي الحياة ، يريد زورو ان يبرزها من خلال اعماله السريالية في اوربا ، ويعطي الحرية المطلقة لمخيلته ، ولا يكون محاطاً بالخوف من المجتمع و مقدساته، يريد ان يعلق نفسه بشوارب دالي ويسموا مع خيالاته، لهذا نجد تأثير دالي والبعض من شخصية خوان ميرو في اعماله ، و افكار بريتوني الفرنسي على افكار فرويد ما بين العقل والخيال وما بين الفهم واللافهم، والعودة الى الاحلام و الذكريات ويصنع منها لوحة ويقدمها .
في بعض اللوحات يريد العودة الى الواقعية ، ويستريح من منهاج الاكاديمية ويستعمل الوان ورسومات محيطة به ويتعمق في عالم التجريد ، ويقول بهذا الصدد انا واللوحة نكمل بعضنا البعض في عالم الفانتازيا يستعمل حركة البدن مع الموسيقا الحية في المعارض ، يريد تحريك احاسيس المشاهدين الى لوحاته ، وفي كل قسم منها يعرض جزء من شخصيته، وطريقه الفني ما زال مستمرا في اطار السريالية، ذلك الكردي ونتيجة البعد والزمن الطويل من فراق الوطن الحبيب ، قد نسي الشرق و من حرارة قلبه يعيش في برودة اوربا ، لا ينفعل يستعمل مساحات واسعة ، بصمت يلون على الابيض مع لون التراب ، الانسان جنس مهم من لوحاته ، مثل ميل الساعة يدور ويعرف بما يجري حوله.
بعد ما شاهدت لوحات زورو عبر الانترنيت ، سألت عنه ، يوما ما كان الاخ شيركو يريد عمل برنامج عنه لاجل فضائية روز تي في ( برنامج شعاع الفن) ، انا ايضاً ذهبت معه الى برلين حيث يقيم ، وزرنا مرسمه ، وكان مبتسماً دوماً وصاحب نكته ، ويتحدث ما بين الحقيقة واللاحقيقة ويرينا لوحاته الملونة ، ويتحدث لنا عن تجربته في الحياة ، انهينا لقائنا ولم افهم منه شيئاً ، لانه هو بذاته لا زال يبحث عن هويته ، ويروي ذلك في لوحاته
تحدث لنا عن بعده عن الاكراد وعلاقاته مع الالمان ، وانتقد الكرد وكان يقول لا احد يأتي ويدق بابي ولم يسألني ، انا احمل وطني في خيالي وارسمه ، والاجانب يحسبونني غريباً ويسأل نفسه لماذا لا يوجد النقد التشكيلي عن الكرد ، او ربما هناك ولا اعرف ذلك ، اذاً لماذا وضع التشكيليين الكرد غير جيد ، وهم مثل الضائعين في المجتمع ، لماذا يهتم بنا الاجانب ، لحد الآن لم يكتب عني احد شيئاً، وعلى هذه الشاكلة تحدث لنا وشكى لنا ما يحس به ، ولقائنا مع الامل او ربما فقدانه في صدر زورو في مرسمه وفي اطار لوحاته وهكذا اختتمنا لقائنا معه.[1]
جريدة التآخي :العدد والتاريخ: 6429 ، 2012-10-21