- نرحب بحضرتك في صحيفة واحة الفكرMêrga raman
- كيف يمكن أن تقدم زينة حسن نفسها للقراء؟
- أهلا بكم صحيفة واحة الفكرMêrga raman
سأقدم نفسي الابنة الشرعية لجبال كورداغ (مدينة #عفرين# بريف حلب) تلك الجبال الممتدة في #روج آفا# شمال سوريا. أحمل في قلبي أشجار الزيتون زاد وطن.
- متى راودت الأستاذة زينة حسن فكرة كتابة الشعر، وهل تولدت أولى قصائدكِ بالصدفة أم نتيجة مأساة أو فرح ما أو غير ذلك؟
- أنا والكتابة لنا قصة غريبة. يقال إن الموهبة تظهر في سن مبكّر وإن لم تلق العناية فتهمل، فتعود للظهور مرة أخرى في سنّ متأخّر نوعاً ما، وهذا ما جرى معي.
في طفولتي المبكّرة كنت أتكلّم الكُردية “اللّهجة الكورمانجية “ولا أعلم كلمة واحدة باللّغة العربية، ولدى دراستي في المرحلة الابتدائية لاحظت ميل جارف في نفسي لكتابة موضوعات التّعبير في ذلك الوقت، حتى إنّي كنت رائدة على مستوى أحياء حلب في التّعبير الأدبي ،وفي المرحلة الإعدادية والثانوية كذلك الأمر، حتى أنّه كان من المقرّر إرسالي من قبل إدارة المدرسة إلى دمشق للخوض في مسابقة على مستوى القطر، ولكن ظروفي منعتني من الذّهاب ،ومن ثمّ توجّهت للجامعة، كنت أكتب خواطر صغيرة بين الحين والآخر ولكن كنت أشعر في قرارة نفسي أنّني ابتعد وابتعد عن عالم الأدب، العالم الذي كان شغفي.
فيما بعد توجّهت إلى العمل وأخذتني الحياة إلى أن جاءت الأزمة السورية. لا أعرف هل كنت أهرب من العالم البائس حينذاك أو أن عطش روحي كان قد طفح ولابدّ من التهدئة وبعض الارتواء. قرأت خلال سنتين الكثير من الأعمال التي كنت مراراً أجّلتها، فوجدت نفسي أمسك القلم وأكتب من جديد.
- ماذا تعني لحضرتك الشعر والكتابة؟
- الكتابة، الشعر، الموسيقى…. هي عوالم روح، هي تلك السّماء التي نسمو والأرض التي تفوح حياة والأشجار التي ترقص.
- ما الذي أجبر مهندسة زينة حسن أو جعلها تكتب الشعر، الذي هو بعيد عن مجالها العلمي، وماذا عن زينة المهندسة؟
- في الحقيقة، أنا أسأل نفسي دائماً هذا السّؤال. الإنشاءات والحسابات الدقيقة ومشاريع المياه التي قمت بدراستها وحتّى العمل كَرئيسة لوحدة مياه لمنطقة في مدينة عفرين، حيث كان كلّ الموجودين في هذا المجال هم رجال لأنّه بالفعل يستعصي على المرأة حين يتطلّب الوجود في أوقات خارج العمل وما إلى ذلك، ولكن آمل أن أكون تركت الأثر الجيّد.
أنا أحبّ الهندسة وأحبّ الشّعر فالشّعر هندسة كلمات أيضاً.
لدى الكُتّاب السوريّين مثلاً كان هناك السيد “فيصل خرتش” خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية، والسيد” نهاد سيريس ” كان مهندس على ما أعتقد، كلاهما كتبا للدراما السورية وكان النجاح حليف سيريس أكثر من فيصل.
- هل تأثرت الشاعرة زينة حسن بأحد الشعراء، وهل هذا التأثير ضروري حتى يصبح الإنسان شاعراً؟
- لابدّ من التأثر ببعض الشعراء ولكن ليس التأثر هو من ينجب الشعراء.
الحقيقة وبعيداً عن الخوض في الأمور الدين الآن ولكنّني تأثّرت جداً بالقرآن الكريم الذي فيه تشعر وكأن اللغة العربية هي هنا وهكذا بما فيه من الإعجاز والبيان.
تأثرت بشعر محمود درويش وفي طريقة إلقائه للقصيدة
تأثرت بسليم بركات ذاك الكُردي المنجم للغة العربية
وكذلك ببعض الكتاب الغرب.
وهنا أريد بالفعل التنويه إلى أنني لا أجد في نفسي ذلك الارتقاء لألقّب بالشاعرة. أنا أكتب…. أكتب فحسب.
لكن ربّما أستطيع أن أنقل إحساسي بشكل شفيف وبدون تكليف.
أميل للبساطة فيما أكتب ولا أحمل منجلاً ومعولاً كي أبدأ بتنجير الكلمات، أقولها لأنّي أشعرها فقط.
- هل للشعر دور في النهوض بالمجتمعات حالياً؟
- لا شك أنّه كان وسيبقى للشّعر ذلك الدّور ولاسيما لأنّنا كَشعب شرقي عاطفي إلى حدّ كبير.
والكلمة تفعل مفعولها السّحري فينا.
- كيف كانت الحالة الثقافية في مدينة عفرين، برأي حضرتك ما هو الوصف الأنسب الذي يليق بها؟
- عفرين، قَبل الله الأرض ذات مساء فكانت عفرين.
لا يمكنني أن أمرّ بعفرين بدون أن أداعب زيتونها.
الوضع في عفرين وفي وسط نزوح الغالبية إلى أوروبا ودول الجوار مازالت تزدهر بالباقيين الصامدين فيها.
يقوم اتحاد مثقفي عفرين بنشاطات جيّدة ففي هذا الشّهر سينظم “مهرجان القصيدة الكُردية” وهناك الكثير من الأقلام في عفرين تكتب باللّغة الأمّ وهذه الحقيقة لهو جميل ومبعث فرح. أتمنّى السّلام لمدينة السلام عفرين.
- كيف هي رحلة الغربة واللجوء مع الاستاذة زينة حسن على مختلف الصعد؟
- كانت ولازالت رحلة شاقّة
ولكنّني امرأة تصنع طقوسها بنفسها، فنجان قهوة وموسيقى هادئة وبعض كلمات فلا أشعر بالوحدة وأشجار الزيتون في قلبي تؤنس مساءاتي.
- ماذا عن طموحات الشاعرة زينة حسن الآن وهي في بلاد اللجوء؟
- لعلّ الكتابة ستنضج أكثر وسط انتقالي إلى وعاء كبير…. وكبير جداً وهو الاغتراب. طموحاتي أن ترى دولة كُردستان النّور وأن تتوقّف الحرب السورية وكلّ الحروب في العالم، وأن أكتب القصيدة الكُردية مستقبلاً.[1]