حاوره: هوزان أمين -شاعر شاب وطموح ذاع صيته بين ابناء جيله من الشعراء الشباب واشتهر بقصائده الجميلة العذبة، يكتب بأسلوب ملفت وحديث يتقن فن الحب والاحساس ويجعل من حوله يحسون بما يريد ان يوصله من خلال القصيدة
فهو الذي يدرك ان الاحساس هو ذلك الشعور الذي يجعل للإنسان رغبة في اعطاء لون وشكل مختلف لما يجري حوله ويؤثر به على محيطه، فالشاعر المرهف ابن بيئته يؤثر ويتأثر بها ومنها ينطلق ومن خلالها يتمكن من خلق الشعور الشعري والإحساس به انه الشاعر جوان نبي الذي ولد في مدينة #القامشلي# في روزآفا كوردستان عام 1983 درس المرحلة الابتدائية والثانوية في مدينته برزت لديه موهبته الشعرية وهو في ريعان شبابه وكتب كلمات العديد من القصائد الى ان انتقل الى جامعة حلب ودرس في كلية الحقوق وتخرج منها عام 2007، نضجت موهبته الشعرية اكثر فأكثر وقام بطباعة ثلاث دوواين شعرية باللغة الكوردية لغاية اليوم وكتب العديد من المقالات الادبية كما انه يعمل في الحقل الاعلامي ويدير راديو Arta FMفي القامشلي، لمعرفته اكثر اتصلت جريدة التآخي معه واجرت معه الحوار التالي:
-اهلا بك في البداية، حبذا لو تعرفنا بجوان كما تحب ان يعرفه الناس؟
- أنا جوان نبي، ولدت في مدينة قامشلو، حي العنترية، سنة 1983 أو ربما 1984 ثمة جدل حول ذلك بين أمي وخالتي، تحدثت عنه كثيراً وما زال مستمراً.
دراستي الجامعية أنهيتها في جامعة حلب، كلية الحقوق سنة 2007 وأشتغلت في عدة مجالات قانونية بشهادتي من محاماة وغيرها.
أعمل في الشأن الأدبي والصحفي، صدرت لي إلى الآن ثلاث مجموعات شعرية باللغة الكردية، الأولى كانت سنة 2006 والثانية سنة 2010 والثالثة سنة 2014، عملت مراسلاً لأكثر من وسيلة إعلامية، عملت في مجال الترجمة وقمت بترجمة العديد من القصائد والمقالات والدراسات، وأيضاً الإتفاقيات والمواثيق والعهود الصادرة عن الأمم المتحدة إلى اللغة الكوردية، وكتبت العديد من المقالات الأدبية والصحفية، نشرت في المجلات والصحف والمواقع الكوردية.
- متى كانت بداياتك الشعرية، وما الذي دفعك الى الشعر، وكيف شعرت انك قادر على انتاج كلمات يعجز الآخرين انتاجها؟
- بدايتي والكتابة كانت في سن مبكرة من عمري، الأغاني الكوردية، التي كنت أسمعها دفعتني إلى كتابة كلمات قريبة من قصائدها في اللغة والدلالة، أهلي، أصدقائي قالوا لي آنذاك بأني شاعركبيروصدقت ذلك لوقت ما.
مكتبة خالي، الذي هاجر إلى ألمانيا ورثتها عنه وقرأت منها أولى القصائد للشاعر الكوردي جكرخوين، و شيركو بيكس و روايات أتذكر منها كيف سقينا الفولاذ.
وجدت نفسي مشغولاً بالأدب، بالقراءة والكتابة، لا حياة لي خارج ذلك، لا أفق وصرت أمتلك لغة مختلفة عن ما كانت لدي في الكتابة و رؤوية مختلفة.
بدأت بنشر ما أكتبه مع بداية انطلاق المواقع الإلكترونية الكوردية، والتي منحتنا فرصة التحرر من رقابة المخابرات السورية في زمن كانت الكتابة فيه باللغة الكوردية جريمة وفرصة قراءة ما لم نكن قادرين على الحصول عليه.
صار لدي أصدقاء شعراء، أعداء شعراء، صار لدي ما يستحق أن أعيش لأجله وأستيقظ لأجله، الحياة والكتابة. سأقول لك: لم أسعى يوماً إلا إلى كتابة ما أشعره وما أراه، لم أبحث يوماً عن الكلمات، دائماً شعرت أن البحث عن الكلمات خيانة لأخرى و أردت دائماً أن أكتب نفسي، أن أكون لغتي وهويتي.
- عن ماذا تكتب وما المواضيع التي تطرحها من خلال قصائدك؟
- في الكتابة أسعى لأكون لحظة ما أعيشه. الكتابة مرآة. أقول لنفسي دائماً، أن أكتب ما يحدث، حيثما أكون وأينما أكون، أن أكتب ما آراه وأشعره، كما قلت. كتبت عن الحب حين كنت عاشقاً، عن المدن التي عشت فيها، عن الأشجار التي كانت قبالة نافذتي، عن الريح التي كانت تهب على الأشجار وحين غدرت بنا الحرب كتبت عن الحرب، عن أهوال الحرب وما فعلته بنا وبمدننا، بشوارعنا، بأرصفتنا، بأطفالنا وألعابهم، لم تعبر رصاصة شارعاً إلا وعبرت قصيدتي، لم تثقب جداراً إلا وثقبت قصيدتي ولم تقتل إلا وقتلت قصيدتي، قصائد الحرب هي أقسى ما يمكن، قصائد الحرب قصائد ميتة، يموت فيها من يكتبها، لتبقى وثيقة ووصية.
- ما الذي دفعك الى اختيار اللغة الكوردية وجعلها اساساً لميدانك الادبي، في حين الكثيرون من ابناء جيلك كتبوا باللغة العربية؟
- اللغة الكوردية ليست طفلاً، نمد له يدنا حتى يعبر شارعاً مليئاً بالشاحنات. قلت ذلك كثيراً لآخرين أعلنوا الكتابة باللغة الكوردية لأنها لغة تحتاج إلى الكتابة بها، الأمر في رأيهم يشبه الشفقة وذلك ما لا أقتنع به ولن أقبله، ببساطة كتبت باللغة الكوردية، دون قرار، هي لغتي، أشعر بها، أتحدث بها، أغني، أشتم وأعيش بها، الكتابة بلغة أخرى هي التي لا بد أن تكون موضع السؤال، هذا الأمر تجاوزته منذ زمن طويل، هذه اللغة أفتخر بها، تعبر عني، أكثر من كل لغات العالم وتسعدني.
- الى جانب المضمار الادبي، لك حب وباع في العمل الصحفي وتدير قسم آذاعة آرتا في القامشلي، حدثنا عن ذلك الامر؟
- العمل الصحفي يشغلني ، العمل في الشأن الأدبي يلتقي مع العمل الصحفي، الأسئلة هي التي ما يفعلها الصحفي وما يفعلها الشاعر والكاتب أيضاً، أشتغلت في أكثر من مجلة، أشتغلت مراسلاً لأكثر من موقع إلكتروني كوردي وكتبت مقالات صحفية كثيرة، الآن أعمل في مكتب إذاعة آرتا أف.أم في مدينة قامشلو، هي إذاعة قريبة من الناس، تبحث عن ما يخدمهم، تطرح أسئلتهم، أشعر بأن لي ما أقوم به في العمل الصحفي الإذاعي، لا سيما في إذاعة مثل آرتا أف.أم بين أهلي وأصدقائي و بين ما أستطيع فعله لهم.
-نتيجةالاوضاعالمعاشة هاجرعددكبيرمنمثقفيروزآفاالىالخارج،ماتأثيرهذهالهجرةعلىالوضعالثقافيهناك؟
-نعم لقد هاجر العديد من الأصدقاء نتيجة الحرب التي عصفت ببلادنا، الحالة الثقافية أيضاً شهدت تغيرات وهجرتهم، رغم ذلك مدينة قامشلو، مثلاً لا تزال تشهد العديد من النشاطات الثقافية وصدور مجلات ثقافية كثيرة نتيجة فسحة الحرية التي نعيشها، الألم نتيجة هجرة الأصدقاء الشعراء والكتاب وغيابهم عن حوارتنا، عن نشاطنا. ذلك ما يمكن الحديث عنه ، لكن الحالة الثقافية، الفعل الثقافي لن يشهد الكثير من التغيير، نتيجة وجود التكنولوجيا ووجود الفائض من وسائل التواصل الاجتماعي التي ظهرت.
- نشكرك في ختام هذا الحوار، وهل من كلمة أخيرة تحب ان توجهها للقراء؟
- أتمنى السلام والطمأنينة للجميع وأشكرك، أشكر الأصدقاء في جريدة التآخي وأتمنى لكم النجاح دائماً.[1]
جريدة التآخي