#ميساء سورية#، حلبية، قطرة حب تنساب بدروب الطيبين، أتلمس السلام لوطن كان مهد السلام.
حين أهم بالكتابة لا أحدد هوية النص الذي سأكتبه أهو نثر أم قصة أم ومضة، ولكن الذي يرسم ملامح ما أكتب هو إحساسي.
أنا هاوية، لازلت أحاول أن أرتقي سلم العلم لأنال شرف أن يكون لي بصمة بعالم الأدب.
لي تجربة أغنية للوطن الحبيب وهي (سوريه يا أم الكل) باللهجة السورية المحكية وقد لحنها وغناها المطرب الحلبي (أحمد بدوي).
اليوم بات الفيديوهات ووسائل الإعلام أسرع في النشر وأسهل، لكن أرى أنها كعود الثقاب يشعل بسرعة وينطفئ بسرعة.
ربما أخوض تجربة كتابة الرواية لكن لن أهجر الشعر فهو متنفسي الأبدي.
لا أنكر أن الغربة جعلت من مداد حرفي نبعاً سخياً لا ينضب ولا يجف، فكلما هاجت أوجاع روحي من الغربة والفقد ارتميت بين أحضان الورق لأبث شكواي للحبر.
-أهلا وسهلا بحضرتك في هذه الجلسة الأدبية
-شرف لي أن أكون بينكم ومعكم بهذا الصرح الذي يجمع أقطاب البهاء والتألق والرقي.
أشكرك على هذه الاستضافة الطيبة
-من هي ميساء عبد العزيز حمامي الشاعرة والإنسانة؟
-ميساء سورية، حلبية، قطرة حب تنساب بدروب الطيبين، أتلمس السلام لوطن كان مهد السلام.
ميساء جرح ينثر الأشعار، غرسة ترنو لغيث العلم لتثمر حروفي ظلال من الخير والحب والعطاء لكل قلب.
-تكتب الأستاذة ميساء، المقالات، القصص القصيرة، الشعر الحر، الومضات، ففي أي جنس تجد ذاتها أكثر؟
-حين أهم بالكتابة لا أحدد هوية النص الذي سأكتبه أهو نثر أم قصة أم ومضة، ولكن الذي يرسم ملامح ما أكتب هو إحساسي وارتجال يبني البنية التحتية لما سيؤول له النص، وعليه في آخر لحظة أجد نفسي أمام صورة واضحة السمات لما خطه قلبي، سواء أكان قصة أو ومضة أو خاطرة.
- كيف يتم نسج القصيدة لدى الشاعرة ميساء عبد العزيز حمامي؟
-تراكمات لمشاعر عايشت أنفاسي أقلقت مضجعي، أدمعت مقلتي، خالطها استسلام لصرخات قلب، يجمعها قلم وحبر فتهيم الروح وتنثر الشعر.
- لماذا اختارت الأستاذة ميساء عبد العزيز حمامي المحاسبة، ولم تختر مجالاآخر قريبا من الكتابة والأدب، وكيف وفقتم بينهما؟
-بصراحة أنا لم أختار ولكن هي الصدفة والمجموع بالثانوية العامة مع العلم أنني من أشد الناس كرهاً للأرقام والتعامل المادي لكن هي مشيئة الله.
أما بالنسبة للكتابة فأنا هاوية، لازلت أحاول أن أرتقي سلم العلم لأنال شرف أن يكون لي بصمة بعالم الأدب.
- برأي حضرتك، كيف كانت الحالة الثقافية والشعرية في سوريا وحلب خاصة قبل 2011 وكيف ترونها الآن سواء في الداخل أو في الشتات؟
-كانت ولا زالت في تطور وتقدم مستمر.أظن أن الأزمة قد ثقلت أقلام مبدعة وأعطتهم فرصة التعبير عما يجول في خلد كل كاتب ليحكي معاناة الوطن بأسلوب وريشة ألوانها الحقيقة ومدادها الوجع.
- هل لدى الشاعرة ميساء عبد العزيز حمامي قصائد مغناة، إن كان الجواب بالإيجاب، فبأي لهجة، ومَن غناها؟
-أجل لي تجربة أغنية للوطن الحبيب
وهي (سوريه يا أم الكل) باللهجة السورية المحكية...
وقد لحنها وغناها المطرب الحلبي (أحمد بدوي).
- للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور في نظرك، ما هي الوسيلة الإعلامية الأمثل لتحقيق هذه الغاية، هل هي الصحف الورقية والالكترونية أم الملتقيات الثقافية والنشر أو الفيديوهات؟
-لكل وسيلة من تلك الوسائل أناسها ومحبيها، فقبل أن يكون هناك تكنولوجيا التواصل التي وجدت بأيامنا كان للصحف الورقية قيمتها الأدبية ولها وقع جميل في إيصال لكلمة وحفظها على مر الزمان، مع العلم أن اليوم بات الفيديوهات ووسائل الإعلام أسرع في النشر وأسهل، لكن أرى أنها كعود الثقاب يشعل بسرعة وينطفئ بسرعة.
-هل فكرت الشاعرة ميساء حمامي يوما من الأيام بهجر الشعر والانتقال إلى الرواية أسوة بمعظم الشعراء؟
-لا لم أفكر وأظن أنني لن أفكر، ربما أخوض تجربة كتابة الرواية لكن لن أهجر الشعر فهو متنفسي الأبدي.
- ما هو الجديد الذي قدمته الشاعرة ميساء حمامي، في دواوينها؟
-دواويني (دموعي ودمي) و (لكل الصادقين) هو شعر نثري حر جمعته بهما عصارة روحي.
- ماذا حققت الشاعرة ميساء حمامي منذ كتابتها لأولى قصائدها وإلى الآن؟ وماهي مشاريعها المستقبلية؟
- جعلت من بوحي رسالة لأجمع أنات الصادقين عبر حروفي، لأقول ما عجز عن قوله الكثيرون.
وأملي أن يكون لحرفي ولو بصمة صغيره في حائط الإبداع.
-تم تعيين حضرتك خلال وجودك في مصر بِ حملة مين بحب مصر كَرئيسة لجنة المرأة العربية، كيف تم انتخابك بالرغم من أنك تحميلن الجنسية السورية، وما هي أهداف هذه الحملة عامة ولجنة المرأة العربية خاصة؟ وكيف هي وضعية الأدب والثقافة في مصر؟
-الحملة تعتني بوضع خطط لتغير الواقع المأساوي التي تعيشه الفئة المعدمة والتي دفعتها ظروف الفقر والقهر للسكن بالعشوائيات والأماكن التي لا تصلح للسكن البشري ومن خلال هذه الحملة اهتم مدير الحملة الأستاذ الحسين حسان بإطلاق ناقوس الإنذار للإنسانية لتمد يد المساعدة لانتشال تلك الفئة المهمشة.
وكان اختياري لأوصل تلك النداءات وبالذات صوت المرأة التي تعيش معاناة الاضطهاد والتهميش وسلب حقوقها.
أما بالنسبة لحال الأدب والثقافة في مصر فهي في التطور والتقدم المستمر وهناك كتاب وشعراء كبار يمدون المنبر الثقافي بألوان جميلة للحرف.
- ماهي انطباعات الشاعرة ميساء حمامي عن تجربة الغربة في مصر أم الدنيا؟
-الغربة كلمة كنا نسمعها ونتوجع، فكيف حال من يعيشها؟، ولكن ما يمدني بالصبر أنني في مصر أشعر بحميمة قلوب أهلها الطيبين والذين يخففون بلهفتهم ومحبتهم عن جراح الغربة القاتلة.
ولا أنكر أن الغربة جعلت من مداد حرفي نبعاً سخياً لا ينضب ولا يجف، فكلما هاجت أوجاع روحي من الغربة والفقد ارتميت بين أحضان الورق لأبث شكواي للحبر.
-كيف ترين مستقبل سوريا بعد نحو ست سنوات من الحرب والمأساة؟
- برغم الدمار، برغم الفقد الذي اكتوى به الملايين، وبرغم الدماء، لكن هناك بارقة أمل بالله أن يعيد لوطننا الأمن والأمان والسلام وأن يزهر الياسمين من جديد بكل ركن وزاوية بسورية الحبيبة.
-هل من قصيدة لكِ للقراء؟
سأعلنُها ولن أندمْ.
أَجهِزوا على أشلاءِ رُوحٍ تبعثرتْ
اغتصبوا عذريَّة كلماتي
كبَّلوا آهاتي واصلبُوها
معتقلُكم مجتمعٌ آثمْ
وزادُكم ضمائرُ مسمومةٌ
جَرّدوني من كلِّ أسلحتي
من حبري
من قلمي
ولكنّني سأعلنُها
احجروا على حُرِّ أنفاسي
قطِّعوا أوصالي
وارمُوها قُربانَ أعرافِكم
فلن تأتوا بجديدٍ
أجهزتُم على الرُّوح من زمنٍ
ونهشتُم لحومَ موتَاكم
بدَّلتم وجهَ الحقِّ
إنصافُكُم ظلمٌ
عدلُكُم كفرٌ
مُدامُكم من مدمعِ الضَّعيفِ
أفراحُكم من أحزانِ السَّقيمِ
نعم: أتنفَّسُ هواءَكم الملوّثَ
وأشربُ ماءَكم الكَدِرَ
وأتلفَّظُ بألفاظكِم
لكنِّي سأعلنُها
سأعلنُها ولن أخجلْ
أزفُّها في نعشِ عرسيَّ المقهورِ
أسطِّرُها بحبرِ إيماني
أرفضكم أشباحَ الإنسانيّةِ الميّتةِ
جدرانُ الماضي المصلوبِ
أرفضُ أنْ أكونَ منكُم
أنْ أصبِغَ وجهي بلونِ حِقدِكُم
وأُحلّي يدييَّ بأساورِ الطُّغيانِ
أرفضكُم بكلِّ ما فيكم
ماضيكًم وحاضرِكُم
أرفضُ في الماضي غدرَ قابيلَ
والغدرُ في حاضرِكم أقلَّ ما فيكُم
لن أقتحمَ عالمَكُم المشبوهِ
ولكنْ سأُعلنُ بأنّي أرفضُكُم.
- في الختام لا يسعنا إلا أن نشكر الشاعرة والكاتبة ميساء عبد العزيز حمامي على هذا الحوار الممتع، ونتمنى لها كل التوفيق والنجاح؟
- ربما الأبجدية لم تبدع بإيجاد حروف الشكر والامتنان توازي هكذا ذوق وعطاء، ولكن كلمة شكراً هي كل ما أملك لأعبر عن سعادتي واحترامي لبادرتكم الكريمة الجميلة.[1]
أجرى الحوار: أ. خالد ديريك
رابطة آرارات الثقافية