الكرد في الدوريات الروسية في القرن التاسع عشر.
ا. و. بابیدونوستسیڤا
ترجمە: عبدی حاجی
مجلة (ژین)، 2020, العدد: 11
كانت كردستان - بلاد الكرد - تقع منذ القدم على مفترق طرق القوافل، التي كانت تربط إيران وميسوبوتاميا مع بلدان الشرق األوسط والبحر األسود. وكانت القوافل الكثيرة التي تنقل البضائع والاموال عبر جبال كردستان تتوقف في مدن الشرق الاوسط الغنية. ولم يهتم الخلفاء العرب، وأباطرة بيزنطة، والسلاطين الاتراك وشاهات إيران بتطوير الاقاليم الكردية لبعدها عن المراكز الادارية و وقوعها في المناطق الجبلية.
جرى تقسيم كردستان في عام 1514م بعد النصر الذي أحرزه السلطان سليم الاول على الشاه الفارسي اسماعيل الاول في معركة جالديران، وقد كانت حصة الاسد من نصيب الامبراطورية العثمانية (الاجزاء الشمالية
والغربية والجنوبية)، وكان الجزء الشرقي وحده من نصيب إيران. أما الامارات الكردية الاقطاعية التي قسمت كردستان في ما بينها في ذلك الحين ، فقد حافظت على استقلالها الفعلي )، لقد أدى التدهور العسكري
- السياسي والاجتماعي - الاقتصادي ، ال ي عانت منه تركيا العثمانية وبلاد فارس الى ضعف ملحوظ لسلطة السلاطين الاتراك وشاهات فارس في كردستان ، التي كانت أكثر المناطق زعزعة لالمبراطوريتين وموضع اهتمام خاص من جانب الغرب وروسيا.
بدأ تدخل السلطة التركية المركزية في الشؤون الكردية عقب الهزيمة في ضواحي فيينا عام 1683 ، م و حينذاك تحديدا عين السلطان سليمان الاول الرائع حاكما عاما على ديار بكر ، الذي كان عليه القيام بدور الوسيط بين الاقطاعيين الكرد واستانبول. و اندلعت منذ مطلع القرن التاسع عشر ولغاية الحرب العالمية الاولى عشرات الانتفاضات على أرض كردستان، كانت أكثرها شأنا انتفاضة عبدالرحمن باشا بابان عام 1806 -1808 ،
وانتفاضة األمير شرف خان في بدليس عام 1834 وانتفاضة بدرخان في عام 1843 -1846 ،وانتفاضة يزدان شير في عام 1854 ،وانتفاضة الشيخ عبيدالله النهري في عام 1880 -1881.. [1]