إعداد/ غاندي إسكندر
الرباعيات: اسم قصيدة منسوبة إلى #عمر الخيام#، وهو شاعر فارسي، وعالم في الفلك، والرياضيات، كُتبت في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي (865ه) ويأتي العنوان من صيغة الجمع للكلمة العربية، رباعية، والتي تشير إلى قالب من قوالب الشعر الفارسي.
والرباعية: مقطوعة شعرية من أربعة أبيات، تدور حول موضوع معين، وتكوّن فكرة تامة، وفيها إمّا أن تتفق قافية البيتين الأول، والثاني مع الرابع، أو تتفق الأبيات الأربعة جميعها في القافية، وقد ذاع صيتها في الشرق والغرب، ويعود السبب الرئيسي لنجاحها، وانتشارها، كان فيما تعكسه من فهم (عمر الخيام) للحياة وتجربته فيها، وذلك وفقا لعقيدة الحاضر، وذوق المدينة، وتتألف رباعيات الخيام من 2000 رباعية، وقد امتازت باستخدام لغة سلسة، وسهلة البيان، ومال صاحبها إلى الاستعارات، والتشبيهات السهلة، وذلك كله من غير تكلف أو تعقيد، وبطريقة تصور حياة البشرية جمعاء من دون تمايز، وأهم الموضوعات، التي تناولها الخيام هي: الخمر، والحانة، والساقي، والعود، والناي، والمغني، والزهور، والربيع، والعشق، وغيرها وأكثر معاني الرباعية، ينطوي على قِصر العمر، وظلم الدنيا، بالإضافة إلى أهمية اغتنام الوقت قبل انتهائه، وقبول الحياة كماهي، وألا يعمل الإنسان على تغييرها، ويُشار إلى أنه لم يكن للخيام، ولرباعياته غايات تتعلق بالدين والحكمة، والزهد، والإيمان، ولكنها عكست فلسفته في الحياة، كما أن شخصيته الفلسفية قد انعكست على شعر الرباعية، حيث تحدث عن الأمور السرمدية المشكوك في أمرها مثل نهاية الكون، وأن لا أحد من البشر يستطيع أن يحيط بهذه الأشياء علماً.
لاقت الرباعيات رواجا في العالم العربي، وخاصةً بعد أن ترجمها أحمد رامي وغنتها أم كلثوم؛ ما أمن انتشارها لدى شريحة أكبر من القراء، والسامعين في العالم العربي على سبيل المثال:
سمعت صوتاً هاتفاً في السحر
نادى من الغيب غفاة البشر
هبوا املؤوا كأس المنى قبل أن
تفعم كأس العمر كف القدر.
لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآت العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الليالي الأمان.
ويشار إلى أن أشهر ترجمة للرباعيات إلى اللغات الأجنبية، هي الترجمة الإنكليزية التي قام بها الكاتب البريطاني (إدوارد فيتسجيرالد) حيث نُشرت ترجمة فيتسجيرالد في أربع طبعات، أعوام 1859 1868 1872 1879، والطبعتان الأخيرتان تشكلان، كل منها قصيدة من 101 رباعية، وتصف القصيدة يوما بطوله من الفجر حتى المساء، مليئا بالمتعة، والبهجة وبكثير من الحالات النفسية، وعدا عن الرباعيات، التي اشتهر بها الخيّام، فقد قدم أعمالا بارزة في الهندسة، فهو عالم رياضيات، وفيلسوف، وفلكي، وطبيب، وكتب بحوثا في الجغرافية والموسيقا، كما قدم بعض التعديلات على التقويم الفارسي.[1]