خديجة مسعود كتاني
آراء اللغويين الغربيين
(A.G.Ploetz) پلوێتس 1962 :
يدلي الباحث بآراءه حول الاقوام (الهندو -أوربية ).
يرى الباحث نزوح (الفرس ) من أطراف ( بحر أورال ) الى بلاد فارس من القرن الشمال الشرقي ، طبيعتهم أقرب الى
( التتار ) لقربهم وتداخلهم مع القوم المذكور.
الميديين
ورد اسم ( الميديين ) في كتابات الاشوريين في ( 836 ق.م) وهم من غرب إيران وعاصمتهم همدان ( أكبتانا ) ومن الاقوام (الهندو – أوربية) . أسسوا دولتهم بدعم فعلي من (الكرد ) ، (714 ق.م الى 550 ق.م ) ثم غزاها ( كورش الفارسي ) الذي أعلن تمرده على جده وأخواله الميديين وإعتلا ولاية فارس فتح عاصمتهم وقضى على آخر ملوكهم ودولتهم المتكونة من (الميديين والكرد). اتفق ( نبوبلاصر ) ملك بابل مع ملك ميديا ( كيخارس ) للضغط على دولة الآشوريين من الشمال والجنوب بمعارك حاسمة وسقطت ( مدينة كالح ) آشور ولم يبقى للآشوريين دور سياسي نهائيا.
الحيثيون
أسسوا دولتهم من قبل رؤساء القبائل ( 1660 – 1490 ق.م ) ومعتمدي ملكهم ، عاصمتهم (هاتوشة) هم (هندو – اوربيون) نزحوا تباعا مع القبائل (الهندو -اوربية) حوالي ( 2000 ق0م ) لوادي نهر (هيالي) وسيطروا سياسيا (1850 ق.م) واشتهروا بتعارفهم على المعادن وحضارتهم الزراعية ذلك جعل منهم دولة قوية كان الحيثيين الاوائل يسمون ( الهيتريين) وكانت الاقوام ( الهندو – اوربية ) الثلاثة وهم ( الحيثيين Hethiter , اللوفيون Luwier , البالير palaer ) قريبة جدا من حيث اللغة .
أما الحيثيون الجدد حكموا ( 1440-1200 ق.م) في عهد ملكهم (سوبيلوليوم Suppilulium) الذي حكم حوالي (40 سنة ) ..غزا الحيثيون) آسيا الصغرى وسوريا وأخضع أمراء تلك المناطق لحكمهم وأرغموا على عقد معاهدة خضوع لدولة الحيثيين وفق شروط الحيثيين أنفسهم .
استخدم الحيثيون العربات الحربية التي تجرها الخيول وبنوا القلاع الحصينة في حروبهم . توجد رسومات العربات على آثارهم الحيثيين.
وتم العثور على أرشيف فخاري في العاصمة ( هاتوشش ) مدون بالخط المسماري بسبع لغات ويعتبر من المنابع المهمة للتأريخ (الحيثي). واثبت الدلائل أن تلك اللغات (هندو -أوربية) .وتميزوا بالبناء الحضاري ، النحت وبناء التماثيل التي تختلف عن الطابع الشرقي الاصيل للحضارات القديمة الكبيرة
لوادي الرافدين ووادي النيل. لاتخلو صناعاتهم من بصمات بابلية على التماثيل ، التي كانوا يعبدونها والادبيات الحيثية ، كملحمة كلكامش ،تأريخ الملوك وأمور قانونية مثل عقوبة الاعدام في الحالات النادرة ، و عدم التمثيل بجثث الموتى ، المصالحة بعد الضرر ، وملكية الاراضي . كانت الزراعة المصدر الرئيسي للعيش.
لقد كان رجال الدين واصحاب المناصب والشأن يحرقون موتاهم أو يدفنونهم (الكتاني) في هذا المجال تفاعلوا مع (الكرد) اضافة الى الكثير من العادات الاجتماعية والحضارية كما تفاعلوا مع الشعوب ( الهندو- اوروبية ) القديمة . وللتأكيد تم العثور على (مجاميع عظام بشرية محروقة) في منحدر بعمق 1/5 م داخل بستاننا في العمادية (بوادي الروبار) وهو دليل على تقارب المعتقدات لتلك الشعوب 0 ضعفت الدولة الحيثية تحت وطأت ألغارات المستمرة من الشمال ، الغرب والجنوب الغربي التي إكتسحت المنطقة من قبل (الفريكيين والميتانيين).
الليديين
فسقطت دولتهم بيد (كورش) أثناء تغلغه نحو شمال غرب إيران وغزوه دولة الميديين واسقاط عاصمتهم (ساردوس) غرب آسيا الصغرى وأسر ملكهم ، وأخضع جميع المدن الليدية بعد إنتفاضتهم ضد الفرس. جعل (كورش) بلادهم على شكل مستعمرات تحت أمرة الجيش اليوناني . الليدييون اقوام مسالمة حيث إتفقوا مع الميديين على جعل نهر (هياليس)حدودا بينهما 0أخذ اليونان الأغريق ضرب النقود من الليديين بينما أخذ الليدييون العلوم والفنون من الاغريق. (ولليديين الفضل في صك النقود المعدنية لاول مرة في تأريخ البشرية)
الفريكيون
تأثر (الفريكيون) بالحثييين وحضارتهم، اللذين جائوا حوالي (1200-900 ق0م) عبر البسفور ، ومن غرب (البحر الاسود) . استهدفوا الحيثيين وعاصمتهم (حاتوشة) وأثر الحيثيون على أقوام سوريا ودولة آشور ومعظم سكان آسيا الصغرى أما اليونان كان تأثرهم أقل سوى في بعض التراتيل الدينية (الكرونو سميت) 0نزحت الشعوب اليونانية (الهندو -أوروبية) الى غرب آسيا الصغرى حوالي (900 ق.م).
نزح الفريكيين وتكونت دولتهم على انقاض الحيثيين (حوالي 800 ق.م ) وتوسعت عاصمتها (كورديون ) بسقاريا وهو أقرب مصطلح يسمى به (الكورد) وهذا يؤول الى كونهم جزء من اسلاف (الكرد) الشرقيين في الوطن القديم عن منابع دجلة والفرات. لان الموجات (الهندو – أوروبية) كانت قد وصلت لمستقرها الاصلي غرب ايران ، مناطق طوروس ، آسيا الصغرى ، وأعالي دجلة والفرات منذ (2000 سنة ق.م ) على شكل مجاميع قبلية مع حيواناتهم ، مصطحبين حيواناتهم المدجنة .
هؤلاء الفريكيين دفنوا كبارهم في قبور صخرية كبيرة وعالية على شكل تلال اصطناعية بلغت( 50 م).وكانت مدنهم غير محصنة .
الأرمن
اتى نزوح الارمن (الهندو – أوربيون) متزامنًا مع الفريك نحو آسيا الصغرى، سيطر الارمن على (الحوريين) فترة (900-600ق.م) في منطقة أورارتو ( أرارات ) وهي دولة صغيرة عاصمتها (توشبا ، وان الحالية) .تميزت هذه الفترة بصناعة الحديد.زادت المعارك والنزاعات بين كافة الاقوام تلك الفترة ، بالاخص ضد الارمن حتى اصبح الارمن من اتباع الميديين ثم الفرس عندما إكتسح كورش المنطقة نحو أسيا الصغرى وثار الميديون ضد ملك الفرس داريوس فترة( 521 ق.م ) لكن بدون جدوى.
استمرت نزوح أقوام مختلفة نحو إيران من منطقة أورال شرق بحر قزوين ، ومن الاقوام الجديرة بالذكر
العيلاميين
الذين استقروا جنوب غرب إيران المنطقة المتاخمة لوادي الرافدين .استعمل العيلاميين الكتابة (السومرية-البابلية ) في لغتهم في ولم تكن لهم لغة ولا كتابة قبل ذلك (1962 Ploetz). دامت حروب مستمرة بين العيلاميين ، الاكديين ، السومريين ، البابليين ، والاشوريين وسيطر الاكديين على العيلام حوالي (2400 ق0م) رغم ان (العيلام) غزوا بابل لكن (أشور بانيبال ) غزا عيلام واحتل عاصمتهم (سوسة) شوش الحالية واسقط حكمهم الى غير رجعة .
ودون الاشوريون لاول مرة بالكتابة المسمارية حوالي (836 ق.م) اسم الميديين انهم في غرب إيران بمنطقة (أكباتانا) العاصمة .
واجتمع المؤرخون على أن الهجرات الاولى (للهندو-ايرانيين) من جنوب بحر اورال شمال غرب ايران كانت فترة ( 630- 553 ق.م) ومنهم قبائل الفرس و ( رادوسترا= زرادشت) ويسميه الاغريق (زورواستر) حوالي 700 ق.م وبعض الاراء تضعه بين (630- 553 ق.م) . الذي أتى بتعاليم من وحي الله ليفرق الناس بين الخير والشر والا القصاص (يوم القيامة) يوم المحكمة الكبرى . اتت تعاليمه على شكل تراتيل وأناشيد دينية ،يقول المؤرخون لم تبقى سوى (16) من تلك الأناشيد ، علما ان أكثريتها تعرضت للتشويه وأقترنت بالبدع والمجوسية وانحرفت عن المعنى الاصلي.
آراء علماء (. (Dr.Bamberger-Dr. Hinberg- Dr.Brunner 1953
في تأريخ الشعوب ( الهندو – أوربية) هجراتهم ومواطنهم
(الكرد) هم رحل، ساكني الجبال في أرمينيا وفارس وكان سابقا يخاف بطشهم، عرف عنهم بمزاولة تربية المواشي والزراعة.
(الهندو – جرمانيون) هم (الجرمانيون، السلافيون ،الرومان ،الكيلتيون ، الفرس ،الهنود ،الارمن ) وهم الشرقيون أما الغربيون هم (الجرمانيون) وبسبب التقارب اللغوي ينحدر هؤلاء من ذات الاصل ولكن الموطن الاصلي لم يثبت بعد (أي لم يتوصل العلماء لتلك الحقائق لكن الابحاث مستمرة والكثير من الحقائق ظهرت للعيان) والعلم الذي يبحث في هذا المجال يسمى (الهندو – جرمانستك) Indogermanistik
تعليق الكتاني :لعدم إمكانية اثبات (الموطن الاصلي) هناك إحتمالين:
هؤلاء الشعوب كانوا في السهول الآسيوية وراء بحر قزوين ، ألاورال والاسود إضافة الى المنطقة ما بين بحر قزوين والبحر السود ، شمال غرب إيران وأعالي دجلة والفرات الى طوروس وزاغروس .
الاحتمال الآخر
بعض موجات هذه الشعوب (الرحل) وصلت مبكرا في عهد الحضارات الى المواطن الحالية للشعوب الايرانية ثم هاجرت منها ثانية الى أماكن أخرى منها الشرق الاوسط واستقرت هناك.
ويقول صاحب القاموس بروك هاوز (Brock Hause) في الجزء الاول ( إن اللغات الهندو -أوربية ) تشمل المجموعة: الكلتية والايطالية وهي سلسلة اللاتينية ، الرومانية ، الجرمانية ، البلطيقية ، السلافية ، الايليرية ، التراكية ، الالبانية ، الاغريقية (الفريجية) ، الحيثية ، الارمنية ، الايرانية ، ( اللغات الهندو – آرية) التوخارية 0 ولقد تم البحث عن علاقة القرابة بين هذه اللغات كل من : الباحث Wjoins 1786م (R. Rask) 1814م (F. Bopp ) 1816 م , ( J. Grimm) 1822م
مينورسكي
يرى مينورسكي أن الكرد ، ليسوا آريين من حيث الاصول واللغة. وهجرتهم ليست عبر جبال القوقاز بين البحرين قزوين والبحر الاسود ، بل هم ضمن المهاجرين الذين تزحوا الى أرض إيران من الشرق نحو الغرب ويقصد بذلك نزوحهم من بحيرة أورال وحوض النهرين (سيحون ، جيحون و سهولها ) إزداد النزوح نحو الغرب بعد قضاء (بابل وميديا ) على آشور ( 612 ) قبل الميلاد .
كتاني (المناقشة )
رأي كتانب الرأي ضعيف لانه اسم الكرد مقترن بجبال زاغروس ، طوروس ومنابع الرافدين تتعدى العشر مصطلح قبل المسيح ب (2000-1000)سنة ، وظهر الارمن في الفترة نفسها في (فريكيا وأورارتو) الخالدين وهم من العائلة (الالارودية) وبقايا الاقوام (الحيثية ، المتانية، النهرية ).إحتل الارمن أرض مملكتهم حول بحيرة (وآن) وهم من أصل شمال غربي والكرد من الشرق . إحتلت الموجتان الارمنية والكردية المناطق حول طوروس ، بقي الارمن في الارض المذكورة ، وانتشر الكرد شمال وجنوب طوروس الى جنوب آسيا الصغرى وشمال سوريا0ويذكر (مينورسكي) عدم ورود اسم الكرد في الممالك الفارسية القديمة بصورة مستقلة.
الكتاني : وهذا طبيعي لان الفرس غزوا ميديا التي تمتد من شمال خوزستان الى شاطئ (نهر الهيالي) 35 كم شرق أنقرة الحالية وقتلوا آخر ملوكها بقيادة (كورش الدموي) ثم غزا (ليديا) ايضا الى الساحل الغربي لآسيا الصغرى منها (أليون) ووزع قادته وولاته على المناطق لجمع الضرائب والمواد لمملكة الفرس ولم ترغب ظهور اسم قوم شعب أو مملكة إمتداد الحدود التي إحتلتها وإلا قضت عليها وأخضعتها .
والجدير بالذكر إن مترجم كتاب (مينورسكي) (الاكراد) هو الدكتور (معروف خزنەدار) في 1968 م الذي يثني على المؤلف (مينورسكي) كونه مثار إعجاب رغم عدم وصوله لبعض الحقائق المهمة لكنه كتب بشكل علمي كمستشرق قدير والاهم كتابه يعد تصحيحا لآراء بعض المستشرقين الذين كتبوا عن (الكرد ) في القرنين التاسع عشر والعشرين ، كونهم لم يفهموا عمق طبيعة الشعب الكردي وطنه ولغته . ويعد كتابه من أبرز الدراسات التي كتبت عن الكرد في أوربا لتلك الحقبة .وهنا يرجو المترجم (د.خزنەدار) أن يكون هذا الكتاب حافزا للباحثين في هذا المجال لتصحيح آراء هؤلاء الذين بذلوا جهدا استثنائيا للبحث عن ماهية (الكرد) أصولهم ولغتهم وإعادة النظر في قضيتهم و تأريخهم .
الكتاني : يختم الموضوع بهذه الحقيقة ( بدأ مينورسكي دراسته بعد استقرار الكرد على تربتهم ووطنهم ولم يبتعد أكثر من (1500) الى الوراء تأريخيا بهذا لم يسبر أعماق تأريخ الكرد ووجودهم لذا تبقى الحقائق مبتورة وضحلة. ولكن نثني على محاولته في هذا المجال البالغ الاهمية.
باسيل نيكيتين
يرى المؤرخ (نيكيتين) أن البحث عن أصول شعب يؤدي الى متاهات وهي مشكلة دقيقة بحد ذاتها وخاصة في حالة (الكرد) لانه الشواهد التأريخية مبعثرة وتحتاج الى تماسك . ولتكوين رؤية عن هوية شعب هناك مقاييس تتضمن ، ( التسمية ، العرق ، واللغة ) دون أن تحصل على القناعة بالقيمة الكافية فمثلا لاتكفي التسمية وحدها فيما يتعلق بالشعب الفلاني دون أن يسبر المؤرخ أغوار تأريخ.
فمثلا (الروس) تسمية أسكندنافية للشعب الروسي لكنها تعود الى طبقة من زعماء (الفريك) سيطرت حقبة من الزمن ولها يعود الفضل في تسمية الشعب السلافي .كذلك الحال مع الشعب البلغاري الحالي الذي لاصلة له بأجداده الطورانيين البدو على ضفاف نهر (الڤولگا) ومع الشعب الروماني الذي الذي جاءت تسميته من بعض الفرق الرومانية التي عاشت في بلادهم ولم تكن لاتينية ، انما من أقوام أخرى وهكذا مع الكثير من الشعوب0 لهذا من الصعب تحديد العناصر الصافية للشعوب . أما اللغة بالمقارنة والعودة بالمفردات الى أصولها الاولى .لذا تبقى المقاييس نسبية في نظر المؤرخ لانه لايمكن تصور وجه شيخ في طفولته .
وتم ذكر اسم (الكردوخيين ) في رحلة (كزينوفون ) اليوناني (400 ق0م ) وهم من عاشوا في كردستان وكانوا ذو بأس وقوة كونهم جبليون وفرسان ، ساد الأعتقاد على إنهم أسلاف الكرد لكن حسب أبحاث (نولدكي) حول الكرد ، كذلك (هارتمان وفيسباخ) اللذان أثبتت أبحاثهم أن كلمة (كردي) صيغة لفظ (كەردو) بمعنى بطل. ويرى بعض العلماء ان (الكرد) إنحدار (السرتيين) وورد عن المؤرخ (سترابون) ومجموعة مؤرخين أن الكرد كانوا يسكنون ( ميديا الصغرى ) وبلاد (برسيس).
كذلك أثبت العالم ليهيمان پوت (Lehmann put) أن (الكردوخيون) أجداد (الجورجيون الكرتفاليين) سكان جبال القوقاز حاليا ، وكانوا يقطنون منطقة التقاء فرعي دجلة العليا (بوطان صو) بالفرع الآخر الغربي 0 فالشعب الكردي حسب رأيه لايعود الى (الكردوخيين) وبرهن (نولدكي وهارتمان) الكرد أقوام من بلاد إيران سكنوا تلك المنطقة 0 ولم يستبعد العالم الروسي صلة الكرد القوية بالكردوخيين وتصل (ليهمان بوت )المذكور أنهم أجداد الجورجيين وصلة الكرد بالكرتفاليين سكان جبال القوقاز الحالية.
ومن الامثلة على تشابه بعض الكلمات الكردية كلمات اللغة الكرتية (لغة الكرتفاليين) ، كلمة أم =ديدا =ديا نفس الكلمتين بنفس المعنى (بالكرتي) مثال آخر (كمشة ، خور ) متشابه في اللغتين
والأراميون ما قبل الميلاد كلغة تجارية كانوا يسمون المنطقة الكاردوخية (بيت كردو) . كثرت آراء وفرضيات إنبثقت من الاسماء التأريخية في المنطقة حول (أصل الكرد) .من هذه الفرضيات اذ سكن هنا الشعب المسمى (الخلدي) مناطق جبال الأرارات وهضابها قبل المسيح ب ( 6-9 قرون) وتلك الفترة سابقة لوجود الارمن ويسمونهم أيضا (أورارتو) ، ولغتهم التي لا صلة لها (بالهندو – الأوربية) تختلف تماما عن اللغة الكردية الحالية. والتي ثبت علميا فيما بعد أنها من اللغات (الهندو – أوربية) الشرقية ولا علاقة للخلديين بالكلدانيين الذين هم ساميين0. أشار (ماركو بولو) الرحالة على إن شعبا(كرديا) مسيحيا يسكن جبال الموصل.
لقد درس بعض علماء اللغة والمؤرخين في القرن الثامن عشر ، الفترة بين القرن (18-17) أن الكرد ينحدرون من أصل كلداني والكن الرأي بقي ضعيفا ودحض أخيرا من قبل المبشرين (كارزوني و سالدينة) اللذين أثبتا علاقة اللغة (الكردية بالفارسية الحديثة) ودحض الرأي كذلك من قبل العالمان (بوت و روديكلر ) كلدانية أصول الكرد ثم أثبتت البحوث الحديثة أن اللغة الكردية هي لغة إيرانية الاصل لايقبل الجدال.ثم أثبت العالم الروسي (كونيك) استنادا الى وثائق تاريخية ، العلاقة الوثيقة بين الكرد وبقية شعوب (آسيا الوسطى) المتمدنة والعلاقة الوثيقة بين اللغة الكردية والايرانية 0 و الاكراد يرجعون بلاشك للاصل الآري كغيرهم من الشعوب الايرانية الذين سكنوا آسيا الصغرى. أيد هذا كل من العلماء (رينان)، (دورن) و (لرخ)
عرض مينورسكي رأيه في المؤتمر الدولي (للمستشرقين) الذي أقيم في بروكسل عام (1938)
أراد به يثبت أن (الكرد) لهم علاقة (بالبختانيين) بينما يذكر (هيرودوتس) أن البختانين كانوا يشكلون مع (الارمن السبط) 13٪ من إمبراطورية الفرس وأثبت كذلك ان لغة الكرد رغم تعدد اللهجات هي إرانية الاصل ولكنها تأثرت باللغة الميدية .
بعد دراسة مينورسكي تأريخ (جنوب بحيرة أورمية) المنطقة التي كانت محطة النزاع بين شعب (أورارتو والآشوريين) في (القرن التاسع ) قبل الميلاد ظهرت له انها منطقة قبلية تسكنها الميديين والفرس الفرس نزحوا اليها نحو الجنوب أوائل (القرن الثامن قبل الميلاد ) بينما إمتد نفوذ الميديين الى جميع المناطق ثم نزح اليها (المانيون والسيتيون) وهما من أصل إيراني . ثم استوطنت قبائل إيرانية جديدة بعد إنهيار الآشوريين (612قبل الميلاد ) واستوطنت في وديان كردستان وإختلطت بقبائل المنطقة (المارد والكريتهوي).
ويرى مينورسكي إمتداد قبائل كردية وكرتفالية في إزدياد نحو الغرب من (بحيرة أورمية ) عبر بهدينان الى بوطان وتأسست بذلك (الامارة الكردية ) باسم (مهكرت) في (القرن الرابع قبل الميلاد) .
هكذا تيقن (لمينورسكي ) أن الكرد ليسوا كلهم من (أرض ، قبيلة ودم ) واحد بل الكرد عبارة عن خليط من قبائل متعددة متنقلة إختلطت عبر القرون في أرض كردستان ، ويرتأي أيضا أن اللغة الكردية (تدخل ضمن عائلة اللغات الايرانية ) التي تدخل ضمن المجموعة ( الهندو-أوربية)
( ج. آر. درايڤر) ترجمة فؤاد حمة خورشيد :
في كتابه (الكرد في المصادر القديمة) يذكر المؤرخ:
ورود اسم (الكرد) في الرقائم الطينية السومرية المكتشفة ، التي تعود الى (الألف الثالث قبل الميلاد)
وذكر موقع (أرض كاردا) جنوب بحيرة (وان) وكان لهم صلة (بالكورتيين ) أو (القورتيين) القاطنين في الجبال الممتدة الى غرب البحيرة حدث نزاع بينهم والملك الآشوري (تجلات بلاصر الاول). لكن تقييم نطق السومريون المصطلحات بأصوات لغتهم لوطن وشعب آخر في مناطق بحيرة (وان) ، قد يثير الشك في التلفظ للمصطلحات .والكلمة (كاردوخ) التي أوردها (كزينوفون) اليوناني (سنة 400 قبل الميلاد) تم ذكره من قبل جميع الكتاب ، المؤرخون ، الباحثون ، والمستشرقين بخصوص الشعب الكردي ووطنه كردستان.
في اليونانية وردت كلمة :
(گورتو) Gortu وهي مرادفة لكلمة (قورتي) Qurti الآشورية ، في الارمنية وردت ( كورتوخ) Kortu-kh و kh أداة جمع ، وتعود الى القرن الخامس قبل الميلاد وقد تكون الكلمتين الارمينية الكلاسيكيةGortai – kh , Gortu -kh (گورتوخ أو كورتاخ) ويعنيان الشعب الكردي لأن كلمة ( كاردوچي) مرادفة لها
وأطلقت كلمة (كاراداكس) Kardakes على المحاربين من نفس المنطقة التي سكنها شعب (كاردوخي)
وبرأي آخرين سموا ( كاردا) كونهم شجعان وفي الفارسية كلمة (كورد) تعني الشجاع وهذه الصفات تنطبق على (الكردوخيين) ، شجعان محبين للقتال والسطو والعمل كجنود لقاء أجور مغرية.
ورد لدى (بليني) عن (درايڤر ) هناك شعب يدعى (كاردوچي Karduchi ) ويعرف الآن ب (كوردوئين , Cordueni) عاش قرب (أديابيني, Adiabeni) جنوب مجرى (دجلة ) الاعلى.ويشير الى جبال (كورديايي Gordyai )حيث تخترقها نهر دجلة وتفصل مدينة (أورفة = أورهاي بالسريانية) عن مدينة (أديابين) لكن (سترابو ) يربط كلمة (كوردياي) مع (كاردودي) الى انها تسمية واحدة. ويدون ( درايفر) أشكال المصطلحات حسب التسلسل التأريخي المرحلي لم نذكرها تفاديا لمزيد من التطويل.
المؤرخ والباحث كريستفيلد كولر Christfeld Coler
بدأت أوائل الهجرات البشرية حوالي (2700 – 2500 ق0م ) الى اليونان من أسيا ، وسهولها الواقعة وراء البحر الاسود 0 جلبت هذه القبائل المهاجرة كل جديد كون مناطق أسيا الصغرى وجزر بحر إيجة الجنوبية وجزيرة كريت في البر وتتميز بحضارات خصبة 0أما سكان اليونان الاصليين كانوا آنذاك صيادي سمك.
تم عقد أولى معاهدات السلام بين الفرعون رمسيس الثاني ( 1304- 1238 ق.م) وملك الحيثيين (هاتوسيلس Hattusilis) أثر زواج الفرعون رمسيس من أميرة حيثية0 بعد معركة طاحنة تدعى (قادش) في سوريا وإحتلال رمسيس الثاني لها.
وحدث أول إضراب للعمال في العالم في ( مصر ) عهد أحفاد الفرعون (رمسيس الثالث) وأول عملية نهب لقبور الفراعنة حدثت فترة (1120 ق.م) وأول محاكمة عن ذلك حوالي سنة ( 2000ق.م) في زمن الفرعون رمسيس التاسعوهي فترة نزوح القبائل من جنوب روسيا ( الحيثيون الهندو – جرمانية ) و واللوفيون Luwier من بين بحري (الخزر والاسود) نحو شرق وأواسط (آسيا الصغرى)
وأخذ الحيثيون الخط المسماري من السومرية ،الاكدية ، وألأشورية, وغزا ملك االحيثيين (هاتوسيليس)
قسما من سوريا فترة (1640- 1615 ق.م ) وغزا إبنه (مورسيليس Mursilis ) (1610-1580 ق.م ) بابل ونهبها لكن أغتيل فيما بعد .
ثم جاء ( أوسوربا تيليبنوس Usurpator Telepinus ) (1520-150 ق.م ) ووضع أسس إصلاح الدولة الحيثية وأصبحت الملكية وراثية ماعدا (حالات القتل لولي العهد والملك) فيأخذ أقرب الاقارب لقب الحاكم ، وكانت القوانين غير حدية والمصالحة تلعب دور في تسوية الامور.
والميتانيون حكموا (1530 ق.م ) دولة الاقوام (الحورية Churriten) 0 حدث التوسع العظيم في عهد (ساوششاتار Sauschatar) حوالي (1450 ق.م) من زاغروس الى البحر المتوسط واندلعت حروب ضارية بين الميتان الحيثيين والفراعنة المصريين0
في عهد الملك الميتاني (توشراتتا Tuschratta) (1352- 1390 ق.م) تمت المراسلة بينه وبين الفراعنة (أرشيف العمارنة) 0 أدخل الميتان العربات الخاصة بالحروب والغزوات. أما عن آثار حضارة الميتان فيهي
قليلة و أكثرها غير معروفة .
حرر الملك الآشوري (بالليت Assualallit)، (1366- 1330 ق0م ) دولة آشور من حكم (الميتانيين) بعد حروب طاحنة ، التي إمتدت مع (الاراميون البدو).وبعد محاولة شلمنصر الاول ( 1276- 1246 ق0م )غزو بابل مؤقتا كإجراء وقائي بمساعدة الحيثييين ( 1246- 1209 ق0م) في عهد (توكولتينينورتا الاول) (1276- 1246 ق.م ) لكن باءت بالفشل لاحقا وبقيت دويلات كثيرة بين دول (الميتان ، الحيثيون ، ومصر ) في مناطق سوريا وفلسطين تابعة أو شبه مستقلة والشعب خليط من الحوريين والساميين ، ومنهم تحت حكم طبقة عليا من (الهندو-أوربيين)
وعلى الساحل بمنطقة جبال رأس الشجرة خط أوگاريتي ،كوبلا و (بيبلوس) مناطق ومركز تجاري ، وثائق أدبية كثيرة باللغة البابلية والأوگاريتية 0
وتظهر الدولة الحيثية الجديدة بعد قرن من الركود السياسي ( 1400-1000 ق.م) . عهد الملك سوببلوليوماس Suppilulium الذي يستولي على معظم أجزاء أسيا الصغرى ويقضي على الميتانيين بالتعاون مع الاشوريين ولم تبقى منها الا أجزاء صغيرة ، في سوريا وأعالي وادي الرافدين أخضعها لسيطرته تتدهور العلاقة بين الحيثيين والمصريين بعد ان تم إغتيال ابن الملك الحيثي ، و تبدا حروب جديدة بينهما في عهد الملك موتاليس (1315-1293) الذي ينتصر على رمسيس الثاني فرعون مصر قرب (قادش) ثم تتفكك الدولة الحيثية وتسقط بيد أقوام غير معروفة بعد استمرار الصراع مع الاشوريين والمصريين ولم تبقى منها الا (ملاطية ، كركامش ، قرقاس (مرقس) وأجزاء أخرى وبقيت هذه الاجزاء محافظة على كيانها في آسيا الصغرى جنوبا وسوريا . إزداد تأثير الاراميين على الشعوب الحيثية فيما بعد.
أما أورارتو (أرارات) فتتحد ممالك دويلاتها الصغيرة (835 – 825 ق.م) في عهد الملك ( أرامي ) .يرجح (ساردور-الاول) عاصمتها توشبا Toschpa= وان الحالية .
توسعت ( أرارات ) عهد الملك (مينوا Menua) (815-790 ق.م) الى الفرات غربا وجنوب بحيرة أورمية وأرمينيا شرقا . ثم تتقدم (الكيمريون Kimmerier) و ( الاسكيتيون Skythen) من الموجات (الهندو – جرمانية) من الشمال مابين بحر الخزر والاسود نحو الجنوب ضد الآشوريين. سنة (600 ق.م) سقطت دولة أورارتو الجبلية ووقعوا ضحايا الفرس.ظهر ( الفريك والليديين) (800 ق.م) أقاموا دولةالفريك وسط آسيا الصغرى ولكن ملكهم (ميداس Midas ) الذي ذكر من قبل اليونان هزم أمام موجة قبائل الكيمريين وانتحر الملك ميداس (690 ق.م).
تستمر توسع دولة الليديين التي أتت كخلف لدولة (الفريك ) غرب أسيا الصغرى عاصمتها (ساردس Sardes ) في عهد الملك كيكس Gyges (680-652 ق.م) ووصلت ذروتها دولة غنية وقوية عهد الملك
كرويسوس Kroisos ، وسيطر في (560 ) على جميع ولايات الاغريق على الساحل الغربي لآسيا الصغرى ، ما عدا (ملت Milet ) ، وخاض حرب وقائي ضد غزو كورش (الفارسي الطاغي) لكن باءت بالفشل واصبح جزء من توابع الفرس . من الجدير بالذكر أهم الاصلاحات الحضارية لليديين كدولة مسالمة متحضرة
اختراعهم النقود (العملة) للبشرية لاول مرة في التأريخ وصكها ذلك في القرن السابع قبل الميلاد وورد اسم الامير الميدي (داياككو Dajakku) في السجلات التأريخية الآشورية المثبتة بالمسمارية .
ثم بدأت مملكة الفرس القدماء (الهاخام منشيين =الاخمينيين ) حوالي ( 700 ق.م ) لكن سقطت بيد الميديين .وأصبحت خاضعة لحكم ملك ميديا (675- 653 ق.م) (فرا أورتس Phraortes ) . ثم تسقط دولة ميديا أثر التعاون المستمر لخسرو الميدي مع البابليين لضرب آشور وإسقاط نينوى. حيث يشق الفرس تحت حكم (كورش الثاني) طريقهم لتوجيه عصا الطاعة الى الميديين ويجعلوا عاصمتهم (أكباتانا) ولاية فارسية.[1]