حاجي علو
قبل أكثر من شهر كانت لنا محاورة على قناة حقائق الأديان في هوية عزازيل ومصدر هذا الإسم, وقد ترددنا بعض الوقت في نشر مقالٍ عنه, لكن الإنترنت لم يُبق على سر, وهكذا وجدنا أن نشر حقيقة السر الغامض أفضل من السكوت عنها ليكشفها آخر بطريقة مشوهة تضر أكثر مما تنفع .
كان معنا في الحوار رجال دين علماء إختصاص في الموضوع
بجزأيه (العهد القديم والجديد) وهم مسيحيون لا غبار عليهم لم يسمعو بطاوسي ملك قطعاً, بل لم يسمعوا بإسم الئيزديين أيضاً قبل ضجة داعش العالمية, تبيّن لنا من خلال الحوار أن الكلمة آرامية وهي أقرب إلى اللهجة الآشورية ولا علاقة لنا بها, ولا بجميع الملائكة كما كُنت أصرّ سابقاً ولازلت مُصرّاً, لكنني كنت مُلتبساً في التحديد فقد كنت أظن أن عزازيل محوّر من إسرائيل عبد الله أو إبنه, هنا في الحوار أكد لنا الأب رعد عبدو مشكوراً, ومن المصدر الأساسي الأول (العهد القديم سفر اللاويين فصل 16 ) بأن عزازيل يعني تيس الله, القربان الذي قدمه اليهود لخيمة الإجتماع, ثم أضاف أنهما إثنان كلاهما قربان, أحدهما يُذبح والثاني يُحمَّل خطايا وشرور بني إسرائيل في عصابة قماش أحمر تُلفّ على رأسه ويُطلق في البريّة لتأكله الضواري ويتخلص شعب إسرائيل من خطاياه
في حلقة أخرى توسع الحوار ليضم عالمَين مسيحيَين آخرَين فدخلنا في التفاصيل وتباعدت الآراء لكن المصدر هو نفسه لم يتغيّر, فالمسيح قد جاء مُكملاً لناموس موسى وليس ناقضاً له : التوراة لاويين16 وليس غيره, الأب شربل من الكنيسة الإنكليكانية, شبّه التيس القربان الذي ذُبح بأنه المسيح المصلوب والحي الذي أُطلق بأنه المسيح الحي الذي صعد, بينما القس القاضي من الكنيسة الكاثوليكية شبهه بإبليس وبكل صراحة وإصرار, التيس المذبوح لم يفصل فيه, بينما التيس الطليق حامل الخطايا وقد إلتبس في الألفاظ في تفسيره فقال: عزازيل أرسل إلى عذاذيل, وكلاهما نفس الإسم المركب إززّوئيل, ربما بالعبرية عززّوئيل تيس الله, وكُنت أنا مُطالباً بالرأي الئيزدي, فقد كان فُكاهيّاً تماماً لقد ذكّرني الأب رعد بأيام الطفولة حينما كُنا في المدرسة مع الأطفال الآشوريين فكُنا نراهم أحياناً يتقاذفون بالسباب منها
( برونت إززّو (bront Izzo) , و,ولما سألنا عن المعنى قالوا أنها تعني جدي أي إبن العنز ة ومذكرها التيس ولما كان معلوماً سلفاً أن (ئيل) يعني الله بالآرامية فلم يعد هناك لبس في المعنى إززّوئيل تيس الله وهو المعنى الواضح في التوراة وبالإنكليزية أيضاً أكد نفس المعنى في ترجمة التوراة فقال إنه
العنزة الهاربة, أو التيس الهارب (The escaped goat)
وقد فصّلتُ لهم في هذا المعنى معتمداً على اللغة الآشورية ,لكن القس القاضي لم يقتنع بل تشبث بأنه إسم علم مشتق معناه من العزل أو قوة الله, وهي كلمة آرامية كتبت في التوراة بالآرامية وليست بالعربية فكيف تفسر باللفظ العربي في ترجمتها؟ ولا علاقة بينهما, المهم أن رأيي كان رفض الإعتراف به جزءاً من ديننا فهو مع الملائكة الأخرى أسماء آرامية دخيلة إقتبسناها من المحيط المجاور خاصةً أنها معترف بها لدى الإسلام الضاغط فكانت مساهمة جيّدة في التفاعل الإيجابي مع المحيط, لكن الأخ المحاور كان واضحاً في ميله لجعل عزازيل إسم ئيزدي قديم جداً فأستشهد ببعض الئيزديين قائلاً : أنهم أكدوا له أنّ عزازيل هو طاوسيملك ورئيس الملائكة, لكن حُجتي كانت أقوى فكل كلمةٍ ليست كوردية ليست من ديننا حتى إننا لا نفهم معناها, ولذك هي دخيلة بفعل المجاراة, وقد أيّدني الإخوان المسيحيين فقد قطعوا الكلام بالجزم أنه لم يُذكر قبل تدوين التوراة في السبي البابلي, و للحقيقة نقول أَن التوراة قد دونت أولاً قبل السبي أي في 650 ق م وثانياً في 480 ق م بعد السبي وثالثاً بعد الميلاد بعد الغزو الروماني أي في حوالي 100 ميلادية, وكان الأخ المحاور يتمنى أن يعثر على دليل قديم فيلحقه بالئيزديين السومريين (بحسب ما أكده له الئيزديون) لكن العكس قد تحقق, المسلمون أيضاً لا يفهمون معناه إنهم قد إقتبسوه من اليهود الذين حمّلو التيس االمسكين شرورهم ليحملها إلى مصير الفناء , فهمها العرب أنه صاحب الشرور وإنقلب التيس المسكين حامل الشر إلى إبليس فاعل الشر عدو الله والبشرية وفرضوه على الئيزديين أنه إلههم الشرير ويقرّه غَفَلَة الئيزديين أنه طاوسيملك, هكذا أصبح قربان اليهود مسيحاً عند الإنكليكان وإبليساً عند الكاثوليك وعاصياً أمر الله رافضاً السجود عند المسلمين وطاوسيملك خالق الكون عند الئيزديين والله المُستعان, رحم الله علي الوردي رحمةً واسعة عندما جعل ( مهزلة العقل البشري) عنواناً كبيراً لكتابٍ كبير من مُؤرّخٍٍ كبير .
ولمن يُريد التحقق من محتوى المقال نرجوه أن يطلع على الفيديو
( حقائق الأديان , من هو عزازيل؟)[1]