بعد أكثر من ثماني سنوات على اختطافهما على يد تنظيم داعش، عثرت وحدات حماية المرأة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الفتاتين الأيزيديتين وفاء (18 عامًا) وسوسن (24 عامًا) داخل #مخيم الهول#.
العثور على الفتاتين تمّ خلال العملية التي نفذتها قوات الأمن الداخلي (الآسايش)، بالتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة داعش، داخل المخيم لملاحقة خلايا التنظيم، والتي أطلقت عليها تسمية “الإنسانية والأمن”.
وفاء وسوسن اختطفتا مع آلاف الأيزيديين خلال الهجوم الذي شنّه داعش في صيف 2014، ضد الأقلية الدينية في قضاء سنجار غرب مدينة الموصل، وأسفر عن أسر 6 آلاف و417 شخصًا غالبيتهم من النساء والأطفال، مصير 2800 منهم ما يزال مجهولاً، وفقًا لإحصاءات البيت الأيزيدي في إقليم الجزيرة.
والبيت الأيزيدي منظمة مدنيّة تأسست في العام 2012 بهدف تمثيل المتجمع الأيزيدي في منطقة الجزيرة السورية، يتركز عملها حاليًا في البحث عن مصير المختطفين.
وبحسب البيت الأيزيدي كانت وفاء تبلغ من العمر 10 أعوام عند اختطافها، فيما سوسن التي اختطفت بعد أسابيع من زواجها كان عمرها 18 عامًا. ورغم إجبارهن على الزواج مرات عدّة لم ينجبن طوال فترة الاختطاف.
وحدات حماية المرأة قالت “أجبرتا (وفاء وسوسن) على عدم الإفصاح عن هويتهما”، وهو ما أكده البيت الأيزيدي.
يحاكم محمود في حين يبقى آلاف الجناة أحراراً. مثال الدواعش الذين قاموا بتعنيف واضطهاد النساء والأطفال الأيزيديات…
يقول عضو المجلس الإداري في البيت الأيزيدي، فاروق توزو إن “مخيم الهول بالنسبة للأيزيديات معتقل من أسوأ المعتقلات، وإفصاح المرأة الأيزيدية عن هويتها قد يؤدي إلى قتلها”.
بعد أيام من تحريرها أعيدت وفاء إلى عائلتها في جبل سنجار، فيما لا تزال سوسن تنتظر إعادتها إلى عائلتها، يبين توزو.
العثور على الفتاتين جدد النقاش حول مصير الأيزيديات المختفيات، وتأثير الفتوى الصادرة عن المجلس الروحاني الأيزيدي في أبريل 2019، بعدم قبول الأطفال الذين ولدوا نتيجة للاغتصاب، على قرار الأيزيديات بالعودة.
عضو البيت الأيزيدي، فاروق توزو، يوّزع الأيزيديات المختفيات على ثلاث فئات، هي:
• مختطفات مجبرات على إخفاء هويتهن.
يقدر أن هذه الفئة الأكبر من الأيزيديات، وهي الفئة التي خضعت لها وفاء وسوسن.
ويقول “الخوف من القتل والتهديد الدائم من قبل عناصر تنظيم داعش، وصل بالأيزيديات إلى إنكار هويتهن، والادعاء أنهنّ مسلمات، والالتزام بالصلاة وارتداء الحجاب”.
يضيف توزو أنّ “هذه الفئة تتحين الفرصة للنجاة، كما حدث مع الفتاتين (وفاء وسوسن) عندما كشفن عن هويتهن خلال الحملة الأمنية داخل المخيم”.
• مختطفات غُسلت أدمغتهن.
بشكل رئيسي تتشكل هذه الفئة من المختطفات في عمر الطفولة، كما يوضح عضو البيت الأيزيدي، فاروق توزو، ويشرح “الطفلة التي كان عمرها عند اختطافها 10 أعوام أو أقل خضعت لغسيل دماغ كامل عبر دورات تدريبية مكثفة جدًا”.
هذه الدورات جعلت الكثير من الأطفال يقتنعون ويؤمنون بأفكار تنظيم داعش، وعليه أصبحوا يرفضون الكشف عن هويتهم الحقيقة، يقول توزو.
أشعر بالخوف المستمر وتتراءى لي أحلام مخيفة. أرى أنني في قبضة…
• الأيزيديات اللواتي أنجبن أطفالا نتيجة العنف الجنسي.
هذه الفئة يصفها توزو ب ” الأكثر ضعفًا”، وتتكون من النساء اللواتي أنجبن نتيجة لتعرضهن للاغتصاب أو الزواج القسري.
وهذه الفئة تنقسم إلى قسمين، نساء يعمدن إلى إخفاء هويتهن، ويقررن مواصلة الاختفاء، حرصًا على البقاء مع أطفالهم بعد فتوى المجلس الروحاني الأيزيدي بعدم قبول الأطفال الذين ولدوا لأيزيديات نتيجة للاغتصاب، كما يبين توزو، والذي يُضيف إلى الفتوى أسبابًا تعلق بخوف النساء من عدم قبول الأطفال اجتماعيًا، والوصمَة التي قد تلحق بهم في المستقبل.
القسم الثاني، يضمّ الراغبات بالعودة والخلاص من التنظيم، وفي هذا السياق يورد حادثة لعودة أيزيدية مع أطفالها إلى عائلتها التي خالفت فتوى المجلس الروحاني وتقبلت الأطفال.
بالمقابل يتحدث عن حالتين عثر عليهما منتصف العام 2019 وبقيتا في رعاية البيت الأيزيدي لمدّة تراوحت بين العام والعام ونصف، حتى حصلتا على حق اللجوء مع أطفالهن في دولة أوروبية.
وفيما تتوقع قوات سوريا الديمقراطية، وجود نحو 200 امرأة وطفل من الأيزيديين داخل مخيم الهول، يقول توزو إن “كل الأرقام عبارة عن تكهنات”. وفضلًا عن احتمال وجود مختطفات في مخيم الهول، يؤكد عضو المجلس الإداري في البيت الأيزيدي، فاروق توزو، وجود أيزيديات مختطفات في عموم الجغرافية السورية، خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا.[1]