إدريس زوزاني
هاجر الكثير من أفراد المجتمع #الأيزيدي# موطنهم الأصلي وتوجهوا إلى الدول الغربية من اجل الاستقرار هناك جراء تردئ الأوضاع المعيشية والأمنية الصعبة في بلدانهم وعلى اثر ذلك قرروا مواجهة معاناة الغربة وقساوة البعد عن الأهل والأقارب والحرمان من حنين الوطن والعيش في المهجر بالرغم من اختلاف العادات والتقاليد الاجتماعية مع المجتمعات الغربية…
وهنا تزداد الصعوبة على الأجيال الجديدة التي ترعرع في تلك البلدان لعدم استيعابهم خطورة الوضع جراء التغيرات التي تجري لهم في الكثير من الجوانب وخاصة الاجتماعية منها، حيث فرض عليهم واقع الغربة التقليد الجبري للكثير من العادات المنافية لمجتمعنا دون معرفتهم حجم التأثير السلبي على الجانب القومي والديني لهم، وقد يساعد القوانين المعمولة في تلك الدول على هذه الحالة ولأسباب عديدة، فمن جهة تأثير منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات حماية الشباب ومنظمات أخرى كثير تحت مسميات مختلفة تساعد على انخراطهم في تلك المجتمعات وحثهم على تعلم ثقافتها بغض النظر عن الانتماءات القومية أو الدينية وهذا ما يجعل البعض منهم ينحرف عن مجتمعه ويميل إلى ثقافة المجتمع الغربي…
كما علينا أن لا ننسى دور الدراسة والتعليم الإلزامي في تلك الدول وتأثير ممارسة النشاطات الرياضية ومشاركة المناسبات الاجتماعية بالإضافة إلى دخولهم في النقاشات الثقافية مع الطرف الآخر تؤدي إلى جرد هؤلاء الشباب من بعض الصفات القومية والتوصل بهم الحال حد محو وإزالة العادات والتقاليد الاجتماعية من ذاكرتهم…
لا يخفي على احد بان معاناة الهجرة كثيرة ولو أردنا الوقوف عليه سوف نخرج عن مضمون الهدف الأساسي لهذا الموضوع، لذا ابدأ الحديث عن تأثير الصراعات الداخلية للمراكز والجمعيات الأيزيدي في الخارج من الناحية الاجتماعية على أبناء هذا المجتمع…
يتأثر الدور المتدني لبعض الجمعيات والمراكز التي دون المستوى المطلوب سلبا على حياة المجتمع الأيزيدي في الخارج، وتتحمل الجهات الإدارية القسط الأكبر من هذه المسؤولية لعدم توليهم المهام الاجتماعي بالشكل الصحيح من خلال عملهم الغير منتظم التي لا تستند إلى البرنامج المخصص لهم من قبل منظمات المجتمع المدني في تلك الدول والتي تنص على أن تمارس جميع الشعوب نشاطاتها الاجتماعية بكامل الحرية كما يجب أن تكون هو الحال مع الجالية الأيزيدية أيضا.
أهم الأسباب التي تؤدي إلى تأثير تلك الجمعيات والمراكز على المجتمع هي:
1. كثرة المراكز والجمعيات التي لا تستند على برامج موحدة ومناهج واضحة.
2. التدخل السياسي المباشر من قبل بعض الأحزاب في شؤون بعض الجمعيات.
3. غياب المهنية وعدم امتلاك الكفاءة الشخصية في إدارة تلك المراكز.
4. الاستناد على السيطرة العشائرية والعائلية في إدارة بعض المراكز.
5. غياب التوجيه الصحيح والشفافية في عمل العديد من المراكز.
6. غياب التفاعل المباشر مع أبناء المجتمع ميدانيا.
الحلول المقترحة لتقارب وجهات النظر بين تلك الجمعيات والمراكز:
أولا- يجب أن تتوحد جميع المراكز والجمعيات في الخارج وان تنضوي تحت خيمة واحدة.
ثانيا – تشكيل أربعة مراكز رئيسية حسب ثقافة كل فئة من أبناء هذا المجتمع كي تتمتع كل منها بعاداتها وتقاليدها الخاصة.
ثالثا – تشكيل هيئة عليا تشرف على جميع المراكز على غرار مركز لالش الاجتماعي والثقافي في كوردستان.
رابعا – لكل مركز من المراكز الرئيسة فروع تابعة له بشكل مباشرة ومشابه من حيث المنهج.
خامسا – لجميع المراكز مناهج عمل متطابقة ونظام داخلي موحد.
سادسا – تعين معلمين لدروس الدين في كل مركز فرعي والاستناد على المناهج الدراسية التي تدرس في مدارس إقليم كوردستان من اجل تعليم أبنائها في الخارج.
على أن تكون ترتيب المراكز والجمعيات بالشكل التالي:
*- مركز رئيسي وهيئة عليا لأيزيدي العراق يتبعها فروع أخرى.
*- جمعية رئيسية وهيئة عليا لأيزيدي سوريا يتبعها فروع أخرى.
*- بيت رئيسي وهيئة عليا لأيزيدي تركيا يتبعها فروع أخرى.
*- مركز رئيسي لأيزيدي روسيا كما معمول تسميتها بين الوسط الشعبي يتبعها فروع أخرى.
وأخيرا نقول لا ضير في أن تكون جميع المراكز والجمعيات الأيزيدية تعمل ضمن دائرة واحدة ومرتبطة بشكل مباشر بالمجلس الروحاني الأعلى من الناحية الدينية مع الاحتفاظ لكل مركز بواقع مجتمعه الأصيل والالتزام بالعادات والتقاليد الاجتماعية لبلده القديم، بهذه الحالة قد يستطيع تلك المراكز تقديم خدمة جليلة لمجتمعه بالشكل الصحيح والتخفيف عن معاناة بني جلدتهم وإنقاذ الجيل الجديد من الانحراف عن عادته، لحين أن يأتي اليوم الذي يعود فيه الجميع إلى ديارهم والتخلص من عذاب الغربة.[1]