قامشلو/ دعاء يوسف
تتعدد أسلحة القاتل، واستهدافه للضحية، “السلام” “تخليص العالم من الإرهاب” هذه أقنعة بدت مكشوفة، أخفى خلفها #الاحتلال التركي# جرائمه السوداء بحق نساء شمال وشرق سوريا، فتتكرر الجريمة مع امرأة جديدة، ولكن القصة لم تختلف، بل حيكت لتسرد آلاف المرات.
الصورة اختلفت هذه المرة، بتوحد صوت النساء في المنطقة، والانتفاض بوجه الطاغية، ورفض الاغتيال الوحشي لزينب محمد التي انضمت بنضالها إلى قافة الشهداء.
نرسم بريشة الألم أنين الفراق، ودمع الحنين، هكذا تمر أمام أعيننا شهيدات #روج آفا#، اللواتي أصبحت صورهن حاضرة في عيون كل امرأة، ليكون جثامينهنّ الطاهرة دليلاً دامغاً لفضح الاحتلال، فلن تخمد أيقونات الغد، وشعلة الحرية، التي أوقدنها بأرواحهن فإن اغتيلت زينب وهفرين، وجيهان تولهدان، وبارين وغيرهن الكثير، تولد ألف شعلة جديدة لتكمل الطريق الذي سلكنه.
وما نشهده اليوم على أرض الواقع هو تجسيد لضعف أردوغان، وقلة حيلته، حيث أنه لم يستطع المواجهة لتتسلل غيومه السوداء في سماء روج آفا، ولا يصح التعبير، أنها تسللت بل نستطيع القول، إن سماء أرضنا أصبحت مباحة للطيران التركي دون رادع.
فبمخططاته المدروسة يسعى لاحتلال أراضٍ جديدة، لتدمير ثورة خلفت خلفها أعواماً من الإنجازات، التي تحققت بقيادة المرأة، لتكون رقماً صعباً في تاريخ العالم، فداعش واحتلال المناطق، وآلات القتل، التي يستخدمها هي محاولات يائسة لكسر إرادة الشعب.
استهداف ثورة المرأة
ولا يخفى على أحد أن الاحتلال التركي يستهدف الثورة بشخص المرأة، فلأي درجة أخافتهم قوتها، وكسرت إرادتها شوكتهم بمرتزقة داعش، ليحاول بالسبل كلها، البطش بنساء شمال وشرق سوريا، كونها الكابوس المرافق لأحلام أردوغان.
وآخر استهداف للمرأة الكردية كان لسيارة الرئيسين المشتركين لمكتب شؤون العدل، والإصلاح في الإدارة الذاتية، زينب محمد ويلماز شيرو، وذلك في عصر يوم الثلاثاء 27/9/2022، ليتكرر السيناريو والمشهد مرة أخرى، ويعود العالم ليرمي العباءة السوداء عليه، وكأنه لم يشاهد ما يجري من انتهاك لحرمة سماء روج آفا.
وقد أعربت نساء من مدينة قامشلو عن استيائهن الشديد، لصمت العالم على هجمات الاحتلال التركي، واستهدافه الدائم لنساء المنطقة، كما وطالبن بفتح تحقيق ومحاسبة تركيا على جرائمها، وكشف أقنعتها، التي أصبح العالم يعلم زيفها.
التستر على الجريمة يجعلهم شركاء فيها
وقد التقت صحيفتنا “روناهي” بالعضوة في حزب الاتحاد الديمقراطي “نسرية محمود” والتي تحدثت بكل حزن، وآسى عن الشهيدة زينب قائلةً: “رائحة دمائك الطاهرة، التي تفوح في الأفق، شممتها شعوب المنطقة، فهي عبق ورودنا، التي قطفت من بستان الوطن، وستذهب إلى ترابه؛ لتعود وتزهر من جديد زهوراً تغرس أشواكها في عيون الاحتلال”.
وعن استهداف المرأة في شمال وشرق سوريا وروج آفا قالت نسرية: “ما هي إلا محاولات فاشلة لضرب استقرار وأمن المنطقة، فاليوم نشهد حملة كبيرة من قبل قواتنا في نبش جذور مرتزقة داعش، ومحو محاولاته الجديدة، حيث أن الأب الروحي لمرتزقة داعش لن يبقى مكتوف الأيدي تجاه ما بناه لسنين في رعايته للإرهاب، فبهذه المحاولات يسعى لزعزعة الأمن ولإفلات المرتزقة من العقاب”.
جلس المجتمع الدولي، ومعه الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية، والأطراف، التي تدعي أنها ضامنة للأمن والسلام في المنطقة على كراسي العرض، ليشاهدوا الجريمة كاملة، ولكنها لم تقف، وتهتف، بكفى، بل فضلت المشاهدة بصمت، هكذا فسرت نسرية صمت العالم على ما يجري من جرائم بحق أبناء روج آفا، وشمال وشرق سوريا، وزادت: “من تستر على جريمة كان شريكاً فيها، وصمتهم أكبر دليل على ذلك”.
وطالبت نسرية في ختام حديثها العالم، وجميع المنظمات الإنسانية، أن تكف على المشاهدة، فإن ما يجري كافٍ لفتح تحقيق، وإدانة تركيا لتحاسب على جرائمها بحق الأبرياء.
استهداف المرأة خوف من نجاح ثورتها
وبدورها، بيَّنت لنا عضوة مؤتمر ستار “هدية عبدو” سبب استهداف النساء في شمال وشرق سوريا بقولها: “كانت ولا تزال المرأة في شمال وشرق سوريا السباقة في مكافحة الإرهاب، لتسطر ببطولاتها وشجاعتها الدور الحاسم في القضاء على مرتزقة داعش عسكرياً، وتقف في وجه دولة تعد من أقوى الدول؛ لتمنعها من احتلال أرضنا، ومن هنا أصبحت المرأة الهدف الأكبر لدولة الاحتلال التركي الراعية للإرهاب بمختلف مسمياتها”.
وأضافت هدية، أن الاحتلال التركي يقوم بإعادة سيناريو داعش إلى المنطقة، حيث صبت جام غضبها، ضد المرأة، لنجاحها بقيادة ثورتها ونجاحاتها الباهرة في قيام مجتمع ديمقراطي تسوده الحرية والمساواة، وهذا ربما يكون أكبر مخاوف تركيا.
كما وأكدت هدية ضرورة وجود مواقف واضحة ضد هذه الاغتيالات: “هذا العدوان يتم على مرأى التحالف الدولي وروسيا، والعالم أجمع، ويتطور بشكل خطير، ولا بد أن تكون هناك مواقف واضحة من هذه الجهات ضد هذه الاغتيالات بحق مواطنينا، وعلينا لعب دور مسؤول في منع تطور هذه الهجمات، التي يشنها الاحتلال التركي بعد فشل مخططاته، التي استخدمها ضد قواتنا، التي سلكت طريق الكفاح والنضال من أجل نيل الحرية”.
واختتمت هدية حديثها مطالبة نساء روج آفا وشمال وشرق سوريا بالوقوف صفاً واحداً في وجه الطغيان التركي، وقالت: “لن يثنينا ما يقوم به الاحتلال من هجمات، فنحن خلقنا من ضلع الثورة، ولن ننثني حتى ننال الحرية بالسير في الطريق الذي رسمته لنا شهيداتنا، ولن نصمت على موتهن، بل ستكون شهادتهن حتمية لسقوط أردوغان”.[1]