تقطعت بمحي الدين عمر، من #كوباني# شمالي سوريا، سبل التواصل مع ابن عمه ريناس مسلم، الذي كان على متن قارب في البحر قرب السواحل الجزائرية.
وكثفت عائلة “مسلم” البحث عنه حتى حصلوا على معلومات تؤكد وجود جثامين لضحايا القوارب في إحدى مشافي وهران الجزائرية، أحدها يعود ل”مسلم”.
و”مسلم” من مواليد 1992، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، غادر مدينة كوباني في السادس من شهر آب/ أغسطس الماضي، إلى لبنان ومنها إلى الجزائر قاصداً أوروبا عبر البحر.
لكن كان للقدر رأيٌ آخر، إذا صعد “مسلم” للقارب مساء الثلاثاء، وفي اليوم التالي، تداولت وسائل إعلام خبر غرق قوارب قبالة الشواطئ الجزائرية، ليكون من بين الضحايا.
والثلاثاء الفائت، فقد 18 لاجئاً من كوباني حياتهم غرقاً في البحر، قبالة مدينة وهران الجزائرية، أثناء ركوبهم البحر أملاً بالوصول إلى أوروبا.
وناشد ذوو ضحايا اللاجئين الذين فقدوا حياتهم في غرق قارب بالبحر قرب السواحل الجزائرية، الأحد، إيصال جثامين أبنائهم إلى مسقط رأسهم في مدينة كوباني.
وطالب “عمر” الجهات المعنية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وحكومة إقليم كردستان العراق، بالتدخل لإيصال جثامين ضحايا القارب إلى ذويهم.
وحاولت نورث برس التواصل مع والدي الشاب “مسلم”، إلا أن ابن عمه “عمر” وصف حالتهما بالسيئة جداً، “هما منهارين منذ لحظة سماعهما بالخبر”.
وناشد “عمر”، لجنة حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية في “روج آفا” والإدارة الذاتية لمساعدة ذوي الضحايا في إيصال جثامين الغرقى إلى مدينة هولير في إقليم كردستان العراق، كي يستطيعوا استلامها.
أحمد محمد رمو، من كوباني، اختاره القدر أيضاً ليكون ضمن جثامين الغرقى في حادثة القوارب قبالة السواحل الجزائرية.
أحمد محمد رمو، (41 عاماً) متزوج ولديه أربعة أطفال (ثلاث ذكور وبنت)، غادر كوباني إلى لبنان قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ومن بعدها إلى ليبيا ثم إلى الجزائر كي يلجأ إلى أوروبا.
يقول ويسو رمو، وهو ابن عمّ “أحمد محمد رمو”، لنورث برس: “كنا نتواصل معه خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، لكننا فقدنا الاتصال به قبل أربعة أيام تقريباً”.
ووصل خبر وفاة “رمو” إلى ذويه، الخميس الفائت، بعد أن أكد أقرباء لهم في الجزائر رؤية جثته، وقاموا بإرسال صور لجثمانه.
ويناشد “رمو” الإدارة الذاتية وحكومة إقليم كردستان، والدولة الجزائرية، لتسهيل إيصال الجثامين إليهم بأسرع وقت، “فذوو الضحايا افتتحوا خيم العزاء بانتظار وصول الجثامين”.
وكان باسل عبد القادر عيسى (30 عاماً)، من بين الضحايا الذين فقدوا حياتهم غرقاً في البحر أثناء توجههم من مدينة وهران الجزائرية باتجاه إسبانيا.
وخرج “عيسى”، متزوج ولديه طفلان، من مدينة كوباني في أيلول/ سبتمبر الماضي، باتجاه لبنان ثم إلى الجزائر، ليواجه مصير سابقيه.
وقال سيف الدين قادر، إن أحد أقربائهم في وهران، ويعمل (عامل حفارة)، رأي يوم الخميس الفائت جثة الشاب “عيسى”، في أحد مشافي وهران.
وذكر العامل، أن السلطات الجزائرية تتبع إجراءات مشددة، وتعيق تسليم جثمان اللاجئين الذين فقدوا حياتهم غرقاً.
وناشد “قادر” وهو أحد أبناء عمومة “عيسى” السلطات الجزائرية والمنظمات الإنسانية والإدارة الذاتية، التدخل لتسهيل إيصال الجثامين إلى مدينة كوباني.
وأضاف، أنهم يتواصلون مع حكومة إقليم كردستان العراق من أجل التدخل لإيصال الجثامين إلى كوباني عبر الإقليم.
وأشار “قادر” إلى أن أحد أقربائهم في مدينة وهران الجزائرية، تعرف حتى الآن على جثث عشرة أشخاص من كوباني ممن غرقوا في البحر.
وذكر على لسان أحد أقربائه، أن هناك المئات من الشباب في الجزائر، ممن لم يعبروا البحر حتى الآن، يريدون العودة إلى مدينتهم، ولكن هناك صعوبات كونهم لجأوا إليها بطرق غير شرعية.
إعداد: فتاح عيسى[1]