يعرض عماد، بضائع محله الخاص ببيع الأحذية، على بسطة في الأسواق المتنقلة بريف #الحسكة# الجنوبي، بعد أن اضطر لتسليم المحل لصاحبه الذي رفع أجرته الشهرية من 200 ألف ليرة سورية إلى 75 دولاراً أميركياً.
عماد الحسين (36 عاماً)، من سكان ريف مدينة #الشدادي#، جنوبي الحسكة، كان يستأجر محلاً وسط الشارع الرئيسي في سوق المدينة، يقول إن قيمة الأجرة الجديدة تفوق طاقته وتقلل نسبة أرباحه، ما دفعه لإلغاء استئجار المحل وبيع الأحذية في الأسوق الشعبية المتنقلة.
وتشهد إيجارات المحال التجارية، مثل قطاعات الحياة الأخرى، ارتفاعاً في الأسعار، الأمر الذي ينعكس سلباً على المستهلك بالدرجة الأولى حيث ترتفع أسعار البضائع، وتؤثر أيضاً على كمية البيع وتقلل نسبة الربح للبائع، بحسب باعة وسكان.
ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه معظم السكان صعوبة في تأمين احتياجات عائلاتهم الأساسية من مواد غذائية وخضار ومستلزمات معيشية أخرى.
وتتفاوتأسعار إيجارات المحال تبعاً لموقعها ومساحتها، وتكون أعلى عادة في الأماكن التي تنشط فيها حركة البيع، وسط الشارع الرئيسي للشدادي، وتنخفض في الجهة الغربية نهاية الشارع العام، حيث حركة البيع تكون قليلة. وتتراوح ما بين 75 و150 دولار شهرياً.
ويرجع جمعة العلي (40 عاماً)، صاحب محل تجاري في مدينة الشدادي، سبب رفع أجرة محله إلى تدني قيمة الليرة السورية مقابل الدولار.
ويضيف: “تدني وضعنا الاقتصادي وارتفاع الأسعار يجبرنا على ذلك”.
وانخفضت قيمة الليرة السورية مقارنة بالدولار الأميركي بشكل كبير في الفترة الأخيرة، إذ سجّل سعر صرف الدولار في سوق القامشلي الثلاثاء الماضي، 4900 ليرة سورية، في حين وصل سعرها في السوق السوداء بالعاصمة السورية دمشق إلى 4815 ليرة.
وسيزيد هذا التدهور السريع لقيمة الليرة، سوء الوضع المعيشي وارتفاع أسعار السلع، وسيفقد ما يتقاضاه الموظف وحتى العامل السوري الكثير من قيمته أمام الدولار الأميركي وستتراجع القدرة الشرائية للسكان، وفق ما يقوله خورشيد عليكا، خبير اقتصادي.
ويرى سكان وأصحاب مهن في الشدادي، أن غياب قانون يحدد قيمة إيجارات المحال في الأسواق، يتيح لأصحاب تلك المحال، رفعها “وفق هواهم”.
ويدفع عبد الفرج (33 عاماً)، شهرياً 100 دولار كأجرة لمحله الخاص ببيع الألبسة وسط سوق الشدادي. يقول باستياء: “ندفع دون وجود سلطة رقابية على الإيجارات”.
وفي الوقت الذي امتنع البعض عن تجديد عقودهم مع أصحاب محال، استأجر مهند الجاسم (27 عاماً)، مؤخراً محلاً لبيع الإكسسوارات وسط سوق الشدادي ب 75 دولار شهرياً.
ورغم أن المحل مسقوف بألواح التوتياء وأجرته “المرتفعة”، يقول “الجاسم” إن موقعة المميز دفعه لاستئجاره.
ويضيف: “هناك محال كثيرة في الشارع العام وبأسعار أرخص، ولكن مكان تواجدها لا تنشط فيه حركة الشراء”.
إعداد: باسم شويخ[1]