غنّى الفنان الراحل #زيدان قاسم# وعزف خلال عقود من حياته لشعبه ووطنه، بهدف إحياء الفن والفلكلور الكردي وكان من الأوائل المنضمين إلى فرقة جودي الفنية في #ديرك#.
اشتهر المناضل زيدان محمد شيخ قاسم الذي وُلد في مدينة ديرك عام 1966م بعزفه على آلة البزق وبصوته الشجي بين الوسط الفني، واكتسب حب الشعب لتواضعه وإخلاصه.
التعرف على حركة التحرر الكردستاني وخدمتها
تعرف الشخصية الوطنية زيدان قاسم على حركة التحرر الكردستاني خلال أعوام الثمانينات من القرن الماضي.
زرع الفنان زيدان بذور الوطنية في روح أولاده الخمسة فاستمدوا منه حُبَّ حركة التحرر وخدمتها بالرغم من أن زيدان كان على خلاف مع أقاربه وتعرض للملاحقة والمضايقة من قبل قوات حكومة دمشق لتقربه من حركة التحرر.
شارك زيدان في احتفاليات أعياد النوروز منذ عام 1986 ضمن فرقة جودي الفنية حيث ألّف العشرات من الأغاني الثورية خلال مسيرته الفنية، وكانت له مشاركات في الأمسيات الشعرية والغنائية وكان يمنح ريعها لحركة التحرر.
تأسيس فرقة جودي للتعريف بفلكلور المنطقة
وكان الهدف الرئيس من تأسيس فرقة جودي هو التعريف بفلكلور منطقة ديرك، وكان للمناضل الراحل زيدان دور بارز في الفرقة لامتلاكه صوتاً جبلياً شجياً وكان يتقن العزف على آلة البزق.
ويشير رفيق الفنان الراحل يوسف حاجي إلى أن زيدان كان له دور بارز في فرقة جودي: شارك الفنان الراحل في أول ألبوم للفرقة عند استشهاد المناضلين زنار وأحمد ومحي الدين في نهر دجلة وقدّم بعضاً من الفقرات الغنائية الثورية حينها، وكان له دور فعال في أول ألبوم وزع في المنطقة لفرقة جودي.
وإلى جانب غنائه وعزفه ضمن الفرقة كان الفنان الراحل يدير قسم الموسيقا للفرقة وكان له دور في مسرحيات عرضت على خشبة المسرح في ديرك، وشارك في أمسيات غنائية كوجرية.
تأليف أغنية عن الشهيد خبات ديرك
كان لاستشهاد المناضل خبات ديرك (2012) تأثير بارز على الفنان زيدان، وهذا ما جعله يؤلف أغنية ويسجلها ويوزعها يوم مراسم الشهيد خبات واصفاً في أغنيته شخصية الشهيد خبات الوطنية ونضاله ضمن حركة التحرر الكردستاني فكان لهذه الأغنية صدى كبير في المنطقة.
ووصف يوسف حاجي وفاة الفنان زيدان بأنها خسارة للفن الكردي قائلاً: إن وفاة الفنان والشخصية الوطنية زيدان خسارة كبيرة للفن والفلكلور الكردي ويتوجب علينا الحفاظ على نتاجه والسير على خطاه في تطوير الفن والثقافة.الإخلاص في
ولاقى الفنان الراحل تشجيعاً من قبل زوجته غادة يونس شقيقة الشهيدين قاسم وفراس اللذين استشهدا في جبال كردستان ضمن حركة التحرر الكردستاني في عمله ضمن فرقة جودي.
وعن نضال الفنان الراحل تحدثت زوجته غادة قائلة: كرّس زوجي حياته لخدمة حركة التحرر من خلال فنه، فقد أسس الراحل فرقة فنية لتقديم أمسيات غنائية في القرى والبلدات ومنح عائدات هذه الحفلات للحركة بالرغم من وضعنا المادي السيئ.
مع انطلاقة ثورة روج آفا بنى جيلاً محباً للفن الكردي
ومع انطلاق ثورة روج آفا سارع الفنان الراحل مع بعض زملائه لتحضير المركز الثقافي لتأدية تدريبات الفرقة في مدينة ديرك، ودرّب الفئة الشابة على عزف الآلات الموسيقية وأداء أدوار مسرحية على خشبة المسرح لتطوير فرقة جودي.
ومن زملاء الفنان الراحل محمد أمين سيد طاهر والذي عاش عقوداً معه والذي قال: إن الفنان زيدان كان له باع طويل في خدمة الفن وحركة التحرر، لقد عملنا سوياً لعقود، فقد عُرِفَ الراحل بتواضعه وروحه المرحة بين أهالي المنطقة.
خلال عمله في المسرح قال رفيق دربه وعضو مسرح مركز دجلة للثقافة والفن محمد أبو علي إن الراحل زيدان: قدّم الدعم الفني والمادي للمركز من خلال شرائه للآلات الموسيقية للأعضاء وتدريبهم عليها، وكان يهدف إلى الحفاظ على الفن والثقافة والفلكلور الكردي.
وفي ختام حديثه قال محمد: أعاهد رفيق دربي بجمع ألبومه وأعماله الفنية التي قدمها خلال مشواره الفني كإرثٍ للأجيال القادمة.
ورحل المناضل في 20 أيلول المنصرم في مشفى القلب والعين في قامشلو بعد توقف الكليتين عن العمل ودخوله العناية المشددة تاركاً وراءه إرثاً فنياً خلال مشوراه الفني ضمن فرقة جودي في ديرك منذ بداية التأسيس.
(آ)
ANHA
[1]