#كوباني#/ سلافا أحمد
تستمر فعاليات مهرجان “آرين… جدائل السلام” في يومه السادس على التوالي، الذي أقيم في مدينة كوباني في الخامس من تشرين الأول الجاري، بنسخته الثانية، تخليدا وتكريما لمقاومة الباسلة والمناضلة #آرين ميركان#، الذي حمل شعار “هنا من الأمل من يجب أن يعرض”، على خشبة مسرح باقي خدو للثقافة والفن بمدينة كوباني، بتقديم تسعة عروض مسرحية من مختلف مدن شمال وشرق سوريا.
تكريماً وتقديساً لمقاومة المناضلة أرين ميركان، التي نفذت العملية الفدائية بوجه مرتزقة داعش في الخامس من تشرين الأول لعام 2014، وبعد مرور ثمانية أعوام على استشهادها، قامت هيئة الثقافة في إقليم الفرات بالتعاون مع حركة ميزوبوتاميا للثقافة والفن، بالإعلان عن المهرجان المسرحي؛ تكريماً لها ولبطولتها بنسختها الثانية، تحت عنوان “آرين.. جدائل السلام”.
ولاقى المهرجان المسرحي بنسخته لهذا العام، حضوراً جماهيرياً لافتاً، إضافة إلى حضور شخصيات ثقافية بارزة من شمال وشرق سوريا.
ويأتي تنظيم المهرجان بعد أعوام من الجهود، التي بذلتها هيئة الثقافة لتخطو الثقافة والفن في إقليم الفرات للدفع بالحراك الثقافي للأمام، وعمدت الهيئة إلى اتخاذ الكثير من الخطوات للارتقاء بالفنون والثقافة رغم الظروف، التي تمر بها المنطقة وبعض العوائق، التي تعترض طريق الهيئة في الفترة الأخيرة.
وكانت النسخة الأولى من مهرجان “آرين. جدائل السلام”، انطلق العام الماضي، في التاريخ ذاته، الذي يصادف ذكرى استشهاد الشهيدة آرين ميركان الاسم الحقيقي، دلارا كينج، التي استشهدت دفاعاً عن مدينة كوباني عام 2014، وانطلقت فعاليات المهرجان لهذا العام أيضا، بالتاريخ نفسه، بدورتها الثانية.
ويشارك المهرجان، الذي يستمر عشرة أيام لغاية الرابع عشر من تشرين الأول، على التوالي بتقديم فرق مسرحية مختلفة، تتمحور عروضها عن مأسي الشعب السوري، والويلات التي يعانيها خلال أحد عشر عاماً، من الحرب، والمقاومة التي يبديها بوجه المحتلين والطغاة، وبلغ عددها تسعة فرق مختلفة من مناطق شمال وشرق سوريا كافة.
وما يميز النسخة الثانية لمهرجان “آرين.. جدائل السلام”، عن نسخته الأولى، هو مشاركة فرق مستقلة من خارج المراكز الثقافية من مدن الرقة، ومنبج وحلب وعفرين، ورميلان وكوباني.
وعرض المهرجان أولى مسرحياته بعنوان “شجرة الحياة”، التي حضرت في أذهان الحضور ذكريات المقاومة والنضال لمقاومة كوباني عام 2014، وتفاصيل المقاومة، التي انتصرت بوجه أعتى إرهاب عالمي، ودحرته في المنطقة، التي قدمتها فرقة كورال التابعة لمركز باقي خدو للثقافة والفن بمدينة كوباني بطريقة غنائية، ساد فيها حب الوطن، الذي انتصر على ظلام الطغاة والفاشيين.
دارت أحداث العمل حول الحرب، والحصار، الذي واجهته كوباني وهجوم المرتزقة عليها، المقاومة التي أبداها أبناء مقاطعة كوباني بأطيافهم كافة، جسدت روح الحرب الثورية في مقاومة كوباني، ضد مرتزقة داعش عام 2014، وقدموا أغلى ما لديهم للدفاع عن مدينتهم ضد المرتزقة.
أما في اليوم الثاني، فقد عُرضت مسرحية “الصهيل” وقدمتها فرقة مسرح مركز الثقافة والفن بمدينة الرقة، وتلتها في اليوم الثالث على التوالي تقديم فرقة مسرحية من مسرح مدينة كوباني مسرحية “التحقيق الأخير” ودارت أحداثها عن شتى أشكال التعذيب النفسي والجسدي، الذي يتعرض له المعتقلون في سجون حكومة دمشق، وخاصة المعتقلون، الذين شاركوا في المظاهرات خلال الثورة السورية، التي اندلعت عام 2011.
أما في اليوم الرابع من المهرجان، فقدمت فرقة مسرح مركز الثقافة والفن في مدينة منبج مسرحية “الدراويش”، التي تمحور دورها حول قصة مجموعة سجناء، ومن بينهم سجين اعتقل ظلماً، وبسبب التعذيب تخلى عن عائلته وزوجته وأطفاله وأجبر على إخفاء شخصيته، ليتمكن من حمايتهم من النظام السوري.
وفي اليوم الخامس، كان من المقرر أن تقدم فرقة من مدينة عفرين المحتلة عرضاً مسرحياً بعنوان “المحاكمة”، لكن حكومة دمشق لم تسمح لهم بالعبور إلى مدينة كوباني، لذا قدمت فرقة شهيد هيفي من مركز آرام تكيران للثقافة والفن في رميلان، بعنوان “هل قتلت أحدا”، التي تمحورت أدوراها عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في سوريا، وعدم قدرة الآباء على إعالة عوائلهم في ظل ارتفاع الأسعار.
حيث تستمر فعاليات المهرجان في يومها السادس بتقديم فرقة مسرح مركز الثقافة والفن بمدينة الرقة في عرضهم الثاني، لمسرحية بعنوان “الراكبون إلى البحر”، التي ستتمحور أدورها عن الهجرة، وأسبابها والماسي والصعوبات، الذي يمر بها المهاجر، واستغلال المهربين والسلطات للفئة الشابة، واستغلالهم لمصالحهم الخبيثة.
وفي اليوم السابع، من المقرر أن تقدم فرقة مسرح من مركز باقي خدو للثقافة والفن عرضهم الثالث في المهرجان، الذي حمل عنوان “فرسان الطيور”، ليأتي بعدها دور فرقة مركز الثقافة والفن بمدينة حلب بسلسلة عروض مسرحية من خلال مسرحيتهم “كونتير”، ويختتم بعدها المهرجان بمسرحية “عفوا مم وزين” الذي سيقدمها مركز الثقافة والفن بمدينة عفرين.
وعلى هامش فعاليات المهرجان، آجرت صحيفتنا روناهي لقاء خاص مع الرئيس المشترك لهيئة الثقافة في إقليم الفرات زياد علي، الذي استهل حديثه بالقول: “تخليدا للمقاومة والنضال، الذي قامت به المناضلة آرين ميركان، أقمنا سلسة مهرجانات مسرحية في المنطقة، في وقت كان الواقع المسرحي في المنطقة بحاجة لخطوة كهذه، للارتقاء بالمستوى الثقافي والمسرحي في مناطقنا”.
وأشار علي، إن “فحوى المسرحيات التي تعرض في المهرجان، هي عبارة عن صورة عن واقع الحرب والدمار والمقاومة، التي نعيشها في مناطقنا نتيجة الحرب القائمة ببلادنا”.
وأضاف الرئيس المشترك لهيئة الثقافة في إقليم الفرات زياد علي: “عبر مهرجانات كهذه سنسلك طريق التطوير في عملنا الثقافي، وسنرفع من مستوى الثقافة في المنطقة، وفعاليات المهرجان تجري بشكل جيد، ولا توجد هناك عوائق تذكر، والأجمل في المهرجان المشاركة اللافتة من الجماهير من مناطق شمال وشرق سوريا كافة”.[1]