السؤال الوجودي #الكردي#
إن استمرار الحرب التي يشنها التركي أردوغان على مناطق #الإدارة الذاتية#، تارةً بالطيران المسيّر، وتارةً بالقصف المدفعي، ودائماً يهدّد بالاجتياح واحتلال مدن وقرى جديدة وضمها بحجج أمنه القومي؟!.
من الواضح أن ميزان القوى لا ميزان له، تركيا تملك كل الأسلحة، أمّا قوات سوريا الديموقراطية المتهمة بالإرهاب، فهي شبه مقتصرة على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مقارنةً بالطرف التركي.
الشيء الوحيد الذي تملكه قوات قسد هو الموقف الأخلاقي، في مواجهة الصلف والتجبّر وجنون السلطة الأردوغاني. إذ أن رعونة اليمين التركي، وهوسه الديني الإخواني، وإصراره على أن يكون استخدام القوة والقوة فقط في حل هواجسه المريضة تجاه جيرانه.
إن إصرار قسد على الدفاع عن حقوقها المشروعة في الوجود، يتحقق في ردع العنجهية التركية؛ قد تغيّر وجهة الحرب، لكنها لن تغيّر في نتيجتها، فميزان القوى لا يسمح بأي رهان على هزيمة تركية، الرهان هو على تعثّر الحملة، وعزلتها السياسية، وأزمتها الأخلاقية والمعنوية.
الآثار الداخلية لهذا المشروع الإخواني، تثير العديد من الأسئلة في تركيا نفسها، (خاصةً أن الانتخابات التركية على مسافة شهور وكل المعطيات تشير إلى احتمال هزيمة كبرى لحزب أردوغان الإخواني)، مهددةً الحريات العامة على جميع المستويات، وهذا يعني أن معارضة الغزو الأردوغاني سوف تزداد قوة في المجتمع التركي، وخصوصاً إذا اتخذت هذه الهجمات شكلها الوحشي المتوقع، بما تُنذر به من خسائر بشرية ستكون في غالبيتها من المدنيين.
غير أن السؤال الأساسي، موجه إلى دول الإقليم أولاً، وإلى دول العالم ثانياً، وعلى وجه الخصوص إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟.. والسؤال سيكون: هل سيفرض التركي حرباً لا أحد سيستطيع بلورة دلالاتها الرمزية حول مستقبل المشرق بعد الكارثة السورية.
وهو سؤال تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وإيران الجواب عليه، فهذه القوى الإقليمية والعالمية، عليها أن تفعل ما بوسعها بما تملكه من وزن سياسي، واقتصادي، وعسكري، لكبح المشروع الاستعماري الأردوغاني.
لكن مهمة المواجهة الفعلية ملقاة على قوات سوريا الديموقراطية، التي أثبتت مقدراتها وفاعليتها على الأرض.
باطلٌ القمع وقبض الأرواح
ما هذا التكرار المقيت، كأننا لا نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام. سيف القمع يهوي بوجه واحد. هو لا يتغيّر بل يصيب، في جملة ما يصيب، منطق الحياة نفسها.
كلّ مرّة نضطر لتكرار الموقف نفسه والعبارات نفسها. لكن السخط يتنامى ويتطاول ويصبح عميق الجذور. كل مرّة نساق إلى الدفاع عن حق مفكّر أو كاتب أو مواطن، في التعبير والقول وإبداء الرأي، نشعر أن الهوة بيننا وبين آلة القمع وصانعيه تزداد اتساعاً، وأن ما يفصل بيننا عالمان متكاملان.
عالم القمع الذي يستنسخ نفسه وأدواته كل يوم، وعالم الناس حيث كل شيء وكل حي يتجددان.
كنا نرجو أن نعترض على هذا الاستنساخ الممسوخ مرّة أخيرة، لكن الوقائع في ما يبدو لا تبشر بذلك، ثمة صولات وجولات مقبلة لكننا لن نيأس، ولن نقف عن المثابرة، وعن العمل المضني إلى أن ينبلج فجر العيش الملوّن.
يقول الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو: إنه لمرزولٌ أن يكون المرء في موضع التعرّف للعقاب، ولكنه ليس من دواعي الافتخار أن يكون يُنزل المرء العقاب في الآخرين.
ففي الأيام الماضية، تعرّض الكاتب الروائي سلمان رشدي لمحاولة اغتيال خطيرة في /12 آب 2022/ كادت تودي بحياته، نتيجة لفتوى الخميني بقتله، الجاني هو شاب لبناني يدعى هاني مطر الذي رفض ما نُسِب إليه؟
وكذلك ارتكب قبله مثل هذا الفعل، مع الروائي المصري الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ، بدعوى مساسه بالذات الإلهية؟!. وطبعاً ظهر، أن المعتدي لم يقرأ كلمة واحدة من أدب نجيب محفوظ، مثله مثل المعتدي على سلمان رشدي.. والقائمة تطول.
نص ” آيات شيطانية” في النهاية ليس تاريخاً، وليس وثيقة علمية، ولا كتاباً فقهياً، أو دينياً، أو تاريخياً، هو رواية أي مادة تخييلية مهماً، ارتبطت بواقع تاريخي ما، ولم يكتفِ الإرهاب بالاعتداء على الكاتب، بل طاول إرهابهم كلّ من ترجم ونشر هذه الرواية إلى محاولة اغتيال.
سلمان رشدي لم يبدع جديداً، الآيات المسماة “شيطانية” جاء براوية لابن إسحاق، أن النبي عندما قرأ سورة النجم بمجلس من قريش، بعد الكلمات “أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى”، يقول ابن إسحاق إن إبليس وضع على لسانه تتمة جاء فيها: “تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى” ففرحوا بذلك. ثم أخبره جبريل بما ألقاه إبليس على لسانه، فحزن الرسول.
سلمان رشدي استثمر هذه الحادثة روائياً، فهو لم يجلب شيء من عنده، بل كل ما فعله أنّه وظّف حادثة تاريخيه في عمله الروائي، ولقد صدرت روايته في 28 أيلول 1988.
و للقمع والإرهاب يفيد القول، من أي تربة أنت جئت، وفي أي نصب ستحفر اسمك؟ كم أنت مستورٌ في ظلمتك، وها أنت مجرد شبح يبحث عن أشباح فلا الشمس تنزف نورها في عينيك، هي أبديتك لسان مقطوع أسود، في رسالة الصحراء الأبدية، و هذا هو تاريخك يرميك في مزبلته وينتحر، فالقتل معطفك والخراب عهدك.
أحمد ديبو
المصدر: صحيفة روناهي
[1]