نسرين شيخو
الكُرد من رضيعهم لشبانهم لعجائزهم يذوقون الموت في وقتٍ يجهلونها، أكثر من يريدون الحياة ويعشقونها ويسعون لعيشها حرة، يودعونها مبكراً، لكن كما يأتي عقب جو عاصف يومٌ مشرق، ويلي السنين العجاف يومٌ ممطر، ومثلما تشرق الشمس كل صباح لتعلن عن بداية ويومٍ جديد، سينهض من صميم اليأس والمعاناة جيل جبارٌ عنيد.
كل كردي في وطني مشروع مقاومة أو شهيد. قصصهم بكل أحزانها لا تهدأ، المعاناة تُثقل كاهلهم، يحملون على عاتقهم مهمة حماية الحياة وينطلقون نحو الموت بكلِّ عزة نفس فقط لأجل كسب حياة كريمة، لأنهم ليسوا هم من يرضون بالحياة العادية المعدومة من الحرية، حتى وإن نجوا من الموت والحرب، فهم لا ينجون من حزن الأيام الذي سيرافقهم في دربهم طوال حياتهم.
حتى باتت #الكردية# شعوراً يمكن النطق والتحدّث بهِ، كونهم من أكثر الشعوب المعرضين للاضطهاد في حياتهم من (روجهلات) إلى (باكور) لِ (روج آفا) إلى (باشور)، فكل تعبير عن ألم ومعاناة أو سعادة وسرور وعن حلم وفن دون اللغة الكردية ثقيل وغير حقيقي. فقط الكردية يمكن أن تُنصف معنى كل شعور وتعطيه حقه لهذا حتى التنهيدة خُلِقت بالكردية.
سلاماً على من ينسجون لنا من خيوط الحياة السلام والحرية، لِمن يبعثون الأمل في طريقنا سلاماً عل حُماة الحياة. #الكريلا# الذين فضلوا الموت على الحياة، الذين لم يرضخوا للأنظمة القمعية الرجعية، الذين بصلابتهم ووقفتهم العزيزة والشامخة يصدون هجمات دولة قذرة باتت وحشاً همها التهام كل من يؤيد الثقافة ويعارض العنف ويلوذ بالكتب ويرفض الأسلحة، حزب العمال ال#كردستان#ي، لكن القدر لم يترك لهم مجالاً آخر غير الكفاح المسلح لمحاربة الطُغاة وشديدي الظلم وأعداء الإنسانية.
كما قلت دولة قذرة وسائلها قذرة تشن هجماتها بالغازات الكيماوية السامة على الكريلا لِتُضيّق أنفاسهم ويخنقهم الموت، لكنهم لا يترددون عن لفظ المقاومة أثناء احتضارهم، ليكون استشهادهم شوكة بعين المجرم الإرهابي لِتتلاشى أحلامهم بكسر إرادة شعب أراد الحياة، فلا يُكسر للكريلا جناح ولا تهزهم كثرة الخصوم، ولو اجتمع العالم أجمع على محاربتهم بإيمانهم بالفوز سينتصرون حتماً.
سيواصلون مسيرتهم حتى لو سقط العالم دون توقف، لأن هناك وعداً وحماس ومقاومة، بتحرير كردستان ليملؤوا فراغ الإيمان المنزوع برؤية مروجها وسهولها وهضابها التي تقبض العقل وتثير الدهشة لهول عظمتها وجمالها الساحر والخلاب، ولأنه لا نفع للوجود إن كانت كردستان محتلة.[1]