رووداو ديجيتال
أكد مسؤول العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، إبراهيم برو، أن مسلحين تابعين ل#هيئة تحرير الشام#، لا يزالون في عفرين، حسب المعلومات التي وردتهم، رغم ما تردد في الإعلام عن انسحابها من المدينة.
ورأى إبراهيم برو، في حوار مع شبكة رووداو الإعلامية، أجرته سيما آبخزر، ضمن نشرة الساعة 11 اليوم الجمعة (4 تشرين الثاني 2022)، أن دخول هيئة تحرير الشام إلى عفرين لم يكن ممكناً دون علم تركيا والولايات المتحدة، قائلاً إن الموقف الأميركي الضعيف يثير الشبهات.
وأضاف أن أهالي عفرين يتعرضون إلى انتهاكات كبيرة، حيث يعاقب الناس وتفرض عليهم الأتاوات.
حول علاقاتهم مع وحدات حماية الشعب، أوضح بأن أملهم في الحوار معها ضعيف جداً، متهماً إياها بأن سياساتها الخاطئة تشكل تهديداً لمنطقتنا، مضيفاً أنه لا يمكن حل الوضع في #كوردستان# سوريا بشعارات التعاطف، الجغرافيا يفرض علينا أن تكون لدينا علاقات جيدة مع أهالي سوريا، ودول الجوار، وبشكل خاص مع تركيا و#إقليم كوردستان#.
بشأن ما يتطلعون اليه من مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بيّن أن الدعم الذي يقدمه الديمقراطي الكوردستاني لروجآفا، له تاريخ طويل، موضحاً أن الرئيس مسعود بارزاني قدم دعماً كبيراً لأحزاب روجآفا، حيث تم عقد ثلاث مؤتمرات بين 2011 و2014، ومع أن إقليم كوردستان ليس دولة، لكنه إقليم قوي على الصعيد السياسي والدولي والإقليمي.
فيما يلي نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع مسؤول العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني الكوردي بسوريا، إبراهيم برو:
رووداو: ينشغل الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعقد مؤتمره الآن، ماهي المجلس وطني الكوردي وروجآفا من المؤتمر؟
إبراهيم برو: أهنئ شعب كوردستان بانعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني. مؤتمر الديمقراطي الكوردستاني في غاية الأهمية، ففي السبيعينات وعندما حدث الانقسام الأول بين أحزاب روجآفا، قرر الملا مصطفى بارزاني عقد مؤتمر لتلك الأحزاب. مر 50 عاماً على ذلك الحدث، وهذا يظهر أن دعم الحزب الديمقراطي الكوردستاني لأحزاب روجآفا له تاريخ طويل. كما أنه في السنوات الأخيرة، قدم الرئيس بارزاني الكثير من الدعم لأحزاب روجآفا على الصعيد السياسي. تم التوصل إلى 3 اتفاقات بين عامي 2011 و2014 كانت في غاية الأهمية. ورغم أن إقليم كوردستان ليس دولة، لكنه إقليم قوي على الصعد السياسية والدولية والاقليمية.
كنا نعيش أوضاعاً صعبة للغاية، وعلى الصعيد السياسي، شكل فتح إقليم كوردستان أبوابه لنا فرصة جيدة، حيث تمكنا من الاتصال بممثلي الدول المعنية بمشكلة سوريا، سواء أميركا، أوروبا أو روسيا، ولم نتمكن من تحقيق ذلك في دمشق، كما لم يمكن أمراً سهلاً فيما يتعلق بأوروبا، حدودنا مع إقليم كوردستان وتركيا. لقد قمنا بعملنا السياسي في أربيل بتعاون الرئيس بارزاني، وعلى الصعيد الانساني كلن نعلم بأن معبر سيمالكا لم يتحول إلى معبر رسمي منذ عام 2012، لكن الرئيس بارزاني تمكن من اقناع الدول والجهات ذات العلاقة بفتح هذا المعبر.
رووداو: ماذا بوسع الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن يقدمه لكم، لم يقدمه حتى الآن، وما الذي تتطلعون اليه؟
إبراهيم برو: الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الرئيس مسعود بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، رئيس مجلس وزراء إقليم كوردستان، بإمكانهم دعمنا على الصعيد الدولي (مثلما تدعم روسيا وإيران سوريا، فيما تدعم الدول العربية وتركيا المعارضة)، نأمل أن يستخدم إقليم كوردستان علاقاته السياسية مع أميركا، أوروبا، روسيا، وحتى مع الدول الإقليمية، من أجل التعاون معنا، لأن القرار بشأن الشعب السوري بيد أميركا، روسيا، تركيا وإيران. نعلم بأن علاقات إقليم كوردستان، وبشكل خاص الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع الدول الأربعة، علاقات متينة وعلى مستوى رفيع. مطلبنا الرئيسي هو القيام بذلك على الصعيد السياسي، وأن يفعلوا شيئاً من أجل شعب كوردستان سوريا، بحيث لا ينفرد طرف واحد بكل شيء.
رووداو: تحدثت عن الوساطة الكوردية – الكوردية، هل مازالت قائمة أم انتهت؟
إبراهيم برو: في الحقيقة ولغاية عام 2014، كان اتفاق دهوك اتفاقاً تاريخيا، وساهم في تحرير كوباني. في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة وقوات التحالف يرغبون بضم المجلس الوطني الكوردي للاتفاق، حيث لم يكن باستطاعتهم التعامل مع حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل مباشر، وكانت خطوة في غاية الأهمية، اسفرت عن تحرير كوباني، وإلى الآن تتواجد قوات التحالف الدولي هناك. لم يدخر الرئيس بارزاني وسعاً في دعمنا، وقبل أيام قال رئيس مجلس الوزراء، مسرور بارزاني نحن مستعدون دائماً للوساطة بين الأطراف الكوردية.
أعتقد بأنهم لم يغلقوا الأبواب في وجهنا، لكن هناك أميركيون على الخط حالياً، ومنذ نحو 3 سنوات يدير الأميركيون المفاوضات، ووعود كثيرة قطعت، نعلم بأن نائب وزير الخارجية الأميركي سيرزو أربيل غداً، وستعقد اجتماعات بشأن الوضع في سوريا بشكل خاص، ولا شك بأن وضع الكورد سيجري بحثه ايضاً. نعلم بأن كل الوفود الدولية التي تزور إقليم كوردستان، تعبر في اجتماعاتها مع رئيس إقليم كوردستان والرئيس بارزاني، عن القلق بشأن وضع الكورد في سوريا.
رووداو: هل لديكم أية آمال في الحوار مع حزب الاتحاد الديمقراطي والتوصل إلى اتفاق معه؟
إبراهيم برو: في الحقيقة، أملنا ضعيف جداً، لقد بذلت مساعي كثيرة وكان بإمكانهم إيجاد حل، حول سبل حماية حدودهم، لكن مع الأسف فإن اتفاقنا معهم لم يصمد كثيراً، لا بل باتت سياساتهم الخاطئة تشكل تهديداً لمناطقنا، حيث لا يمكن حل الوضع في كوردستان بشعارات التعاطف، لأن الجغرافيا يفرض علينا أن تكون لدينا علاقات جيدة مع أهالي سوريا ودول الجوار، خصوصاً تركيا وإقليم كوردستان، لقد ساهموا في تدهور علاقاتنا مع سوريا وتركيا بصورة سيئة جداً، في الوقت الذي لم يتمكنوا من تقديم أي حل.
رووداو: لقد قطعت المياه عن الحسكة، هل أجريتم أي مباحثات مع الائتلاف السوري بشأن ضرورة عدم قطع المياه عن أهالي الحسكة مجدداً؟
إبراهيم برو: عقدنا خلال هذا الشهر اجتماعات في نيويورك مع الأطراف الدولية، وخصوصاً الأمم المتحدة، وقلنا للأمين العام للأمم المتحدة، بأن مياه الحسكة التي تضخ من محطة علوك، يجب أن لا تكون جزءاً من الصراع السياسي بين تركيا والمعارضة السورية من جهة، وإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي. لقد عملنا الكثير بشأن قطع المياه عن مئات الآلاف من الأشخاص، لا شك بأننا نجري مباحثات جيدة للغاية مع الائتلاف، لكن ليس لدى الائتلاف تأثير كبير على تلك المجموعات مع الأسف، وهي مرتبطة بشكل أكبر بتركيا، ونطالب بأن نجري مباحثات مع تركيا بهذا الشأن.
رووداو: هل ماتزال هيئة تحرير الشام في عفرين أم انسحبت؟
إبراهيم برو: يتردد في الإعلام بأنهم انسحبوا، لأن هيئة تحرير الشام الآن، جبهة النصرة سابقاً، مدرجة في قائمة الإرهاب، مع الأسف فإن الولايات المتحدة عبرت عن موقفها متأخراً، الأوروبيون التزموا الصمت، فيما عبرت تركيا عن موقفها متأخراً. بحسب الإعلام، لم تعد هيئة تحرير الشام تتواجد في عفرين، لكن ما سمعناه هو أن هناك مسلحين تابعين لها وعلى اتصال معها، لا يزالون هناك، ويقلقنا هذا الأمر، وقد قلنا لتركيا والائتلاف، وسنقول للأميركيين، بأنه لابد من حسم وضع هذه المنطقة في المستقبل.
رووداو: برايكم، هل كان دخول هيئة تحرير الشام إلى عفرين، بالتنسيق مع تركيا؟
إبراهيم برو: لا يقر أي طرف الآن بأن لديه اتفاقاً، لكننا نعتقد بأن الدخول إلى عفرين لا يمكن أن يتم دون تركيا والولايات المتحدة. عندما تقول أميركا بأن بقاءها في سوريا هو للحرب ضد الإرهاب، وهيئة تحرير الشام مدرجة في قائمة الإرهاب، وتنتشر قواتها بشكل علني فيما لا تحرك المسيرات الأميركية ساكناً، نشك في أن الولايات المتحدة على اطلاع بما يجري أسوة بتركيا.
رووداو: هل هناك أية أدلة بحوزتكم؟
إبراهيم برو: صمت أميركا إزاء دخول هيئة تحرير الشام، يثير لدينا الشبهات، لكن الولايات المتحدة أصدرت لاحقاً بياناً دون أن تسمي فيه الإرهابيين، بينما طالبت قبل ذلك بايقاف القتال، إلا أنها وعندما أدركت بأن موقفها ليس مناسباً، اشارت إلى أنهم مدرجون في قائمة الإرهاب، ويجب عليهم أن يخرجوا. هذا الموقف الأميركي الضعيف يثير الشبهات بأن الولايات المتحدة كانت على علم بشأن تسلل هيئة تحرير الشام.
رووداو: كم عدد مسلحي هيئة تحرير الشام في عفرين بحسب ملعوماتكم؟
إبراهيم برو: لا يتواجدون هناك بشكل رسمي، ولا يوجد شخص معروف من المجموعة هناك، لكن ربما غيروا ملابسهم أو اسمهم أو انضموا إلى مجموعة أخرى.
رووداو: تحدثت عن فصيل العمشات، يقال بأنه يتواجد هناك وهو جلاد بحق الكورد، هل تحدثم معهم بشأن التخلي عن أفعالهم؟
إبراهيم برو: توجد مثل هذه القوات في عفرين، ولديهم ممثل في الائتلاف، ويتحدث معهم ممثلونا في الاجتماعات، لكنهم يقولون بأن الأمر ليس كذلك، لكننا نعلم بأن هناك الكثير من العنف، ويعاقب الناس وتفرض عليهم الأتاوات، الأ أننا لا نملك مقراً هناك، لكن يجب ألا نكون في التحالف، أو أن يتوقفوا عن سلوكياتهم.
رووداو: هل ترغبون كمجلس وطني كوردي الانسحاب من التحالف أم الذهاب إلى عفرين؟
إبراهيم برو: لم نتحدث عن الانسحاب من التحالف، بل نقول بأننا جزء منه، حكومة مؤقتة تتواجد هناك، ويجب أن يكون للمجلس الكوردي تواجد في عفرين، ولابد من التنسيق معنا بشأن ما يحدث هناك، لأنهم يرفضون بعض ما يحدث أحياناً، لذا طلب منا أن نتواجد هناك ايضاً، ولو كنا هناك وكانت وسائل إعلامنا حاضرة، وكانت هناك وسائل إعلام مستقلة، يمكننا مراقبة الوضع الوضع والسيطرة على الأحداث بشكل أفضل.
رووداو: هل تسمح تلك المجموعة لكم الذهاب إلى عفرين، كجهة تملك السلطة؟
إبراهيم برو: لم نبحث ذهابنا إلى عفرين كسلطة، ولم نرغب في ذلك حتى على المستوى السياسي. هذا مرتبط بنا، حيث يفضل البعض داخل المجلس عدم ذهابنا إلى عفرين، فيما يرى آخرون بأن تواجدنا في تلك المنطقة ضروري، ويجب أن نكون بين أهلنا، بينما لم نرغب أو نطلب كتحالف التواجد المسلح في عفرين أو كسلطة أو حتى كتمثيل سياسي.
رووداو: هل تريدون الذهاب كجهة سياسية لها السلطة، أم كجهة إعلامية؟
إبراهيم برو: كجهة سياسية بإمكاننا التواجد في عفرين سياسياً وإدارياً، لكنني أوكد بأن المجلس لم يتخذ هذا القرار بعد، وهذه رؤيتي ورؤية حزبي حيث نفضل أن يكون لنا تواجد في عفرين، لكن المجلس الوطني الكوردي لم يتخذ بعد قرار في هذا الشأن.
رووداو: هناك منظمات لحقوق الانسان مرتبطة بالمجلس الوطني الكوردي في سوريا، تتحدث عن انتهاكات في عفرين، هل أبلغتم التحالف الدولي وتركيا بشأن تلك الانتهاكات؟
إبراهيم برو: من أجل أن نتاكد من تلك الانتهاك، لا نبلغ التحالف وتركيا بشأنها فقط، إنما نقوم بإيصالها إلى الأوساط الدولية وهي تدرك جيداً بأنها تحدث. إن الانتهاكات في عفرين وكري سبي وسري كانييه كثيرة جداً، وفي كثير من الأحيان نقدم تقارير إلى تركيا والتحالف، وقد تحدثوا كثيراً عن ضرورة وجود مشروع بهدف عودتنا وعودة الأهالي إلى المنطقة، كي يتمكنوا من مساعدتنا، لكننا لم نقدم مشروعاً للعودة وتحرير تلك المناطق، لأننا ندرك بأنه لا يوجد أي ضمان لتنفيذه.[1]