#الإيزيدية# ديانة قديمة لم تخرج من رحم دين آخر!. وتملك جميع مقومات الديانة التي تميزها عن الديانات الأخرى سواء من ناحية نظرتها الفلسفية للخلق والتكوين أو مفهوم الله والآلوهية، الملائكة، مفهوم الحياة والموت، الخير والشرّ، العبادات، الطقوس.. الخ.
الديانة الإيزيدية هي إحدى الديانات الشرقية القديمة في #ميزوبوتاميا# ووداي الرافدين الموغلة في القدم والتي تتحدث #اللغة الكردية#. والإيزيدية هي من الديانات الطبيعية, وديانة التوحيد الأولى بمعنى قدرة الإله على الخلق بإمكانياته الذاتية, تؤمن بإله واحد أحد من دون تدخل, وهي ليست ديانة وثنية, وهي ديانة غير تبشرية، ومن الطبيعي أن تتأثر وتتشابه الديانات نتيجة الجيرة والاحتكاك والهجرات وحركة الشعوب والغزوات, لكن هذه التأثيرات والمقاربات بين الأديان بحاجة إلى دراسة وتحليل علميين قبل إطلاق احكام مسبقة لتبعية ديانة لأخرى.
الديانة الإيزيدية من بين ديانات الخصب الأولى، ديانات الطبيعة، لا ترتبط بظهور نبي أو رسول لذلك لا يمكن تحديد تاريخ ظهورها ولا مكان ولادتها بالضبط.
وللديانة الإيزيدية أعياد خاصة تميزها عن بقية الأديان, من أحد هذه الأعياد هو عيد نهاية البرد القارص “اربعينية الشتاء” الذي يتعلق بتحول الطبيعة, يسبقه صيام40 يوماُ يصومه بابا شيخ “الأب الروحي لعامة الإيزيديين” والمجلس الروحاني والمتزهدين الإيزيديين، والصوم معروف عند شعوب الارض بالعبادة العظيمة للخالق وكفارة الذنوب والخطايا، واثبتت الدراسات في مسألة الصوم وتاريخه أن الإنسان البدائي لجأ إلى الصوم عن الطعام والشراب كوسيلة للتداوي من الأمراض, فكل الأمم القديمة مارست الصيام بحسب معتقداتها وأهدافها. في الأديان السماوية أنها شريعة مفروضة يختلف شكلها بين امتناع كامل أو جزئي عن الطعام وربما شمل امتناعاً من الملذات الأخرى. الصيام عند الإيزيدية نوعان صوم عام كصيام أيزي وهي ثلاثة أيام وصوم خاص كصوم اربعينية الصيف والشتاء, فالصيام ينمي الشعور بالأخرين, كذلك ينمي علاقة الفرد بخالقه.
يتم الاحتفال بعيد أربعينية الشتاء من قبل رجال الدين وعدد من النساك والمتزهدين من الإيزيديين, الذين يصومون أربعين يوماً، يبدأ من 20 كانون الأول من كل عام وينتهي في 20 من كانون الثاني بحسب التقويم الشرقي”، حيث أن العيد في هذا الوقت بالذات ما هو إلا احتفال بنهاية قساوة برد الشتاء، حيث يقومون بزيارة معبد #لالش# لتقديم التهاني للمراجع الروحية ورجال الدين بمناسبة اكمال الصيام، والمشاركة في المراسم الدينية التي تقام في معبد لالش.
يبدأ مراسيم العيد في اليوم الأخير من صوم أربعينية الشتاء أي يوم 19 كانون الثاني الشرقي (1شباط الغربي) بتواجد كل من بابا شيخ وحاشيته ورجال الدين والمتزهدين الذين يصومون الاربعينية وعامة الناس في لالش ويؤدون مراسيم (السما) في داخل المعبد وهذه المراسيم يؤديها رجال الدين مع الموسيقى الدينية المقدسة على انغام (دف وشباب)، وكذلك يتم زيارة المقامات المقدسة في النهار وفي الليل يؤدون مراسيم (السما) ثانية، وفي صبيحة يوم العيد يقوم بابا شيخ والمجلس الروحاني وعدد من سدنة المزارات بزيارة المقامات المقدسة في لالش وبعدها يعودون إلى بيوتهم لتكملة العيد لدى ذويهم، أما عامة الناس يحتفلون بهذا العيد من خلال تقديم القرابين.
بهذه المناسبة أقدم التهاني الحارة إلى سماحة بابا شيخ والمجلس الروحاني والمتزهدين وكافة الإيزيديين في #كردستان# والعالم وأتمنى ان يكون هذا العيد خيراً وسلاماً على جميع الإنسانية، حيث يصادف العيد في هذا العام 2/2/2020.
إعداد: نسيم شمو[1]