محمد مندلاوي
إن كلمة ئەرد – Ard، ال(أرض) التي تكتب وتلفظ في لغة الكورد بصيغ متباينة ك: 1- ئەرد- Ard 2- هەرد- Hard 3- ئەرز – Arz 4- عەرز- Aarz. كي لا يستصعب على القارئ العربي الرسم الكوردي لكلمة الأرض نكتبها بالرسم الإنجليزي والعربي أيضاً ك: 1- أَرد 2- هَرد 3- أَرز 4- عَرز. كما أسلفت أعلاه، من المرجح إنها كلمة كوردية – آرية خالصة، ولها امتدادات في لغة الكورد ككلمات وأسماء وصفات بصیغ متنوعة منها: اردشير- هردشير- Ardashir – Hardashir متكونة الكلمة من مقطعين، المقطع الأول ارد – هرد – Ard – Hard الذي قلنا إنه الأرض، والمقطع الثاني شێر – Shir يعني الأسد، ومزجهما معاً على الطريقة الكوردية يعني أرض الأسود؟. للعلم أن (اردشير- هردشير الأول) الذي عاش بين أعوام 180 – 242م وأسس الإمبراطورية الساسانية الكوردية التي حكمت بين أعوام 224- 651م؟. الاسم الآخر هو أردوان – Ardawan، سبق وقلنا في سياق هذا المقال ما هو معنى مقطع ال”ارد”، إما مقطع وان – Wan يعني حارس، مثل باخَوان – Baskawan، أن مقطع باخ- bask يعني بستان، ومقطع وان- Wan يعني حارس، ومزجهما معاً يصبح الاسم باخَوان – Baskawan الذي يعني حارس البستان؟ وأحياناً يأتي وان- Wan في نهاية الكلمة كلاحقة؟. نگاوان – Ngawan وهكذا هو مقطع نگا – Nga الذي يعني مراقبة، إبصار، ومزج المقطع أو اللاحقة وان- wan مع المقطع الأول يصبح الاسم نگاوان – Ngawan يعني حارس؟. ومثله اسم اردلان- Ardalan اسم منطقة في شرقي كوردستان (إيران) نسبة إلى شعب أو قبيلة لان- Lan؟ كما قلنا أرد – Ard و لان – Lan اسم القبيلة المذكورة ومزجهما معاً تعني أرض اللان. الكلمة الأخرى اردبيل – Ardabil أي أرض الإله؟أعلاه قلنا ما معنى أرد، وبيل- Bil بالياء أو الكسر وهذا رسمه بِل- Bel كان اسماً لإله في وادي الرافدين القديم قبل المسيحية والإسلام؟. حتى أن اسم مدينة (اربل) عاصمة جنوب كوردستان الذي تحول بمرور الزمن إلى (أربيل) من المرجح أن الاسم مكون من مقطعين “ار” مختصر ل”ارد” وبِل أو بيل اسم الإله، وكان اسم الإله هذا يستعمل للإشارة إلى الإله السومري انليل؟ هذا ما قاله البروفيسور البريطاني “جيمس أور” (James Orr) 1844- 1913 ميلادية في موسوعة الكتاب المقدس الدولية الموحدة ص 349= The International Standard Bible Encyclopaedia. ربما اسم كركوك القديمة الذي هو “اربخا” هو الآخر مكون من مقطعين من “ار” و”بخا”؟ أو من “ار” وباء أو پی حرف ربط و”خا” قد يكون مختصر خودا الإله، لا أجزم، هذا مجرد رأي. كي لا يفهم كلامي خطأ باللغة السومرية يقال للأرض كي – جي. لا أنفي ما قيل، لكني أقول ربما قيل “كي” و”جي” عن المكان على الأرض، لأنه في زمن سومر كانت اللغة نطقاً وكتابة تخطوا أولى خطواتها، والكلمات كانت محدودة حيث أن الكلمة الواحدة كانوا يعبرون بها عن عدة شياء، وتعني عدة معاني. بهذا الصدد يقول الدكتور (خزعل الماجدي) في كتابه (متون سومر) ص 31: لاحظ بعض الباحثين أن السومريين يستعملون في كتاباتهم ولغتهم رمزاً واحداً لمدلولين هما الجبل والوطن (البلد) .. وهو (كور). ويقول في ص 39: مثلاً كلمة كي – Ki تدل على المكان أو الأرض ثم بعدها علامة تي- Ti تدل على السهم أو الحياة إلخ. أليس هذا النص الذي نقله الماجدي هي اللغة الكوردية إلى اليوم؟ حيث أن الكلمة الواحدة الممتزجة تعطي معنى محدد واحد، لكن حين تفصل بينهما كل كلمة تعطي معنى مغاير لما كانت عليه في حالة الامتزاج، الالتصاق، على سبيل المثال وليس الحصر: مراوی- Mrawi أي البط، لكن حين تفصل بين الكلمتين الممتزجتين أن مقطع “مر – Mr” يعني حيوان، طائر ومقطع “اوى- Awi” يعني مائي. مثال آخر، اسم المهفة – مروحة يدوية الصنع تصنع من سعف النخيل وغيره- الذي في لغة الكورد يسمى واوەشن – Wawashn وحين تفصل بينهما أن مقطع “وا- Wa” يعني الهواء، ووشن- Washen يعني ضارب الهواء أو دافع الهواء، وهكذا هي اللغة الكوردية كالسومرية لغة امتزاجية، التصاقية. أو كلمة دولاب – Dulab – خزانة الثياب- أن كلمة دو- Du تعني اثنين، ولا- La صفحة، وحرف الباء لاحقة، أي ذات الصفحتين أو ذات بابين. أتلاحظ عزيزي القارئ، هذه هي جمالية اللغة الكوردية عندما تقرأ الكلمة ممتزجة تعني خزانة الثياب، وعندما تفصل بين الكلمتين كل كلمة تعني معنى منفصل عن الآخر؟. وكذلك كلمة معمل أو شركة، باللغة الكوردية كارخانه – Karskana أن كلمة كار- Kar تعني العمل، وكلمة خانه – Skana أي المكان- البيت، وجمعهما معاً تعني مكان العمل إلخ. عودة إلى كلمة كي- جي السومرية، للعلم إلى اليوم في لغتنا الكوردية نقول للمكان على الأرض “جي”، حتى في اللغة اليونانية الشقيقة للغة الكوردية يقال للأرض أو مكان على الأرض:Gi – جي؟. عودة إلى اسم بيل أو بِل. لقد وجدنا في اللغتين اليونانية واللاتينية يقولوا عن بيل- بيلوس – Bilos أو Belus؟. وتحول الاسم في السامية الشمالية ومنها العربية إلى بعل؟. وبعد أفول نجم الأديان القديمة تحولت أسماء وصفات الإله الوثني إلى الإنسان، حيث نجد أن العربي يقول لزوج المرأة، لسيدها بعلها؟. وهناك مدينة في لبنان باسم بعلبك أي مدينة الإله بعل؟. وبعل كان إلهاً للكنعانيين والفينيقيين أيضاً. جاءت في الموسوعة الحرة: كان في تدمر معبداً باسم بِل لكنه كان مكرساً لعبادة الإله بَعل؟. وفي اللغة الأكدية المنقرضة كان اسم أو لقب للإله بيلو. وفيما يتعلق بالآريين، أعتقد إلى يومنا هذا يوجد امتداد لهذا الاسم الإلهي في اللغة الإنجليزية كاسم مقدس مثال اسم الرئيس الأمريكي السابق “بِل كلينتون – Bill Clinton “. وفيما يتعلق بكلامنا عن أردبيل هناك من يقول أن اسم “أردبيل” الذي مر ذكره يعني أرض الفيلة. ألا أن أردبيل أرض جبلية وعرة كيف يعيش فيها الفيل الذي يحتاج إلى أراضي منبسطة؟ ثم، أن الفيل حيوان أفريقي ماذا يفعل في أردبيل! نعم لقد كان في قديم الزمان بعيداً عن أردبيل فيلان أو ثلاثة فيلة مع الجيش الإيراني، لكن هذا ليس دليلاً كافياً بأن الأرض المذكورة كانت أرض الفيلة؟. الاسم الآخر، ارزروم – Erzrom- Arzrom أي أرض الروم، المقطع الأول “ارز” أي الأرض، والمقطع الثاني “روم” أي الرومان ومزجهما معاً يصبح الاسم ارزروم التي تقع في وسط شمال كوردستان (تركيا). بما أن اسم ال”أرز” هو الصحيح وليس الأرض، حتى أن الرحالة العربي الإسلامي الشهير (ابن بطوطة) الذي زارها عام 1333م دون الاسم بالزاي وليس بالضاد؟، بهذه الصيغة “ارز الروم” وليس أرض الروم؟؟؟. وفي شمال كوردستان أيضاً توجد مدينة ارزنگان – Arzngan (ارزنجان). وفيما يتعلق بالأرض، هناك كلمة اران – Aran (ئاران) التي تعني باللغة الكوردية أرض رخوة وهشة صالحة للزراعة. وتجد في اللغة الإنجليزية الشقيقة للغة الكوردية وللشعوب الآرية أن الأرض، الغبراء، تسمى ارث – Earth؟. وباللغة الهولندية التي هي الأخرى لغة آرية يقولون آرد – Aarde أي الأرض. كما قلنا أعلاه، في اللغة الكوردية تقال لليابسة،للبسيطة: 1- أرد 2- هَرد 3- أرز- عَرز. كي لا ننسى، حتى أن مادة الدقيق، مادة الطحين باللغة الكوردية تسمى آرد – Ard (ئارد) لأن رذاذها كتراب الأرض، فلذا سميت باللغة الكوردية ” ئارد – Ard”؟. طبعاً للأرض اسم آخر في لغة الكورد وفي لغات الشعوب الآرية الأخرى ألا وهو “زەمین – Zamin”. وهكذا في اللغة الهندية يقال للأرض “زِمين – Zameen”. وفي اللغة الفارسية “زَمين”. وفي اللغة السندية “زَمين”. وفي اللغة الروسية “زمليا – Zamlya”. وفي اللغة الأوكرانية “زملي – Zamly” وفي اللغة الأوردية “زَمين” إلخ. عزيزي القارئ الكريم، لا تستغرب إذا كانت الأرض كلمة مستعارة من قبل العرب، أن العرب استعارت كلمات كثيرة من الشعوب الأخرى وغيرت رسمها حتى تناسب اللفظ العربية نطقاً وكتابة لأن هناك حروف كوردية وأجنبية تفتقد لها اللغة العربية وذلك بسبب فقر الجزيرة العربية إلى مفردات الحياة التي تجعل الإنسان أن يبتكر أشياءً وأسماءً لها. كي لا أطيل، أن شجرة الجوز غير موجودة في جزيرة العرب، لكنها بجانب مغروسات كثيرة متوفرة بكثرة في كوردستان، واسم الجوز باللغة الكوردية هو گوێز- Gwyz لكن،بما أن اللغة العربية ليس فيها حرف ال”گ- G” الكوردية كالعادة غيرته العرب إلى جيم وهذا رسمه “ج” ومن ثم رفعوا منه حرف ال”ێ” الكوردي وصار عندهم الاسم جوز؟.[1]