دلدار شنكالي - شتوتغارت
كشف شاب إيزيدي كان مختطف لدى تنظيم الدولة الاسلامية #داعش# منذ آب/ أغسطس 2014، لموقع ايزدينا، عن معلومات مهمة خلال رحلة اختطافه لدى داعش والتي استمرت قرابة ثلاثة سنوات، من بينها ارتكاب داعش مجزرة جماعية بحق النساء الإيزيديات، وأسماء بعض الأطفال الإيزيديين الذين قتلوا في المعارك التي زجها بهم تنظيم داعش في سوريا.
وأوضح الشاب الإيزيدي سيف مطو أنه اختطف مع أفراد عائلته على يد مسلحي تنظيم داعش في الثالث من شهر آب /أغسطس 2014 من قريته كوجو التابعة لقضاء شنكال / سنجار، والتي ارتكب فيها عناصر التنظيم مجزرة سميت ب أم المجازر.
وأضاف مطو أنه تحرر من داعش في مدينة الرقة معقل التنظيم وعاصمته المزعومة في سوريا، مع شقيقه الأصغر في 27 آذار/مارس2017 عن طريق وسطاء مرتبطين بشبكة لتهريب البشر، وذلك بعد دفع مبلغ مالي بلغ نحو 18 ألف دولار.
وأشار مطو أنه وعائلته كانوا من بين مئات الإيزيديين من كوجو الذين جمعهم التنظيم في مدرسة القرية، حيث ارتكب أول إبادة جماعية بحق النساء فيها، ويسرد القصة قائلًا: فصلنا عناصر داعش نحن الأطفال عن أمهاتنا في معهد صولاخ جنوب جبال شنكال /سنجار، وقتلوا الرجال والشباب، وتبقى تلك الصور المؤلمة عالقة في ذاكراتي دومًا حين اقتاد الداعشي جبار، السعودي الجنسية، بعض النساء خلف معهد صولاخ لتنهال رصاصته ومن معه من المقاتلين الدواعش وتنهي حياة العشرات من أمهات الأطفال، فيما تم تهددينا بسلاح البيكيسيه إن لم نتراجع فسيأتي الدور علينا ويذبحنا.
ويضيف مطو قائلًا: كنا نسمع أصوات الرصاص، ونرى الغبار الذي تثيره النساء المنتفضات في وجه أولئك الجلادين، حيث ارتكب التنظيم أول مجزرة جماعية بحق النساء، ليتم دفنهم في مقبرة جماعية، عُثِرَ عليها خلال معارك تحرير جنوب جبل شنكال / سنجار.
ويوضح الشاب الإيزيدي أنه بعد ارتكاب المجزرة، نقل عناصر التنظيم الأطفال إلى مدرسة فاطمة الزهراء في مركز قضاء تلعفر غربي الموصل قرابة الثالثة أشهر، ومنها إلى قرية قزل قبو ثم قرية كسر المحراب التي ضمت أكبر تجمع للمختطفين الإيزيديين من النساء والأطفال، وكانت الوجهة الأخيرة لهم بعد مرور أربعة أشهر هي سوريا.
ويضيف مطو أنه وصل وشقيقه ووالدته وزوجة خاله والآلاف من المختطفين عبر حافلات كبيرة إلى مزرعة كبيرة لبيت محافظ مدينة الرقة، الذي تحوَّل لمعتقل للإيزيديين، وبعد حوالي عشرة أيام فرقت العائلة، وأخذ سيف مع زوجة خاله إلى مدينة الشدادي أو كما أسماها التنظيم بولاية البركة، حيث تم توزيع النساء والأطفال على المقاتلين.
ويتابع مطو خدمت مالكي أبو صفوان الجزراوي السعودي الجنسية، قرابة أربعة شهور، قبل أن يبيعني لأبو علي الشامي، ووصلت بصحبة مالكي الجديد إلى الرقة، حيث صادفت الالتقاء فيها بشقيقي الأصغر الذي أسماه من أشتراه ب ساري.
ويوضح الشاب الإيزيدي أنه تلقى تدريبات عسكرية في معسكر لأشبال الخلافة الواقع في بلدة سلوك مع أخيه ساري ونحو 50 طفلًا إيزيدياً لمدة تقارب الخمسة أشهر، وأنه تم نقلهم بعدها إلى معسكر تدريبي آخر في مدرسة الفارابي داخل الرقة، حيث مكثوا حوالي الشهرين، ثم تم اقتيادهم إلى الجبهات للمحاربة مع مقاتليهم.
ويضيف مطو كنا وأخي نتعرض للضرب المبرح بالصوندة البلاستيكية على يد أبو مالك الكردي، وآخر يسمى بأبو الحسن الشامي اللذان أشرفا على تلقيننا الشريعة الإسلامية والفقه والعقيدة، حيث كانا يغرسان الأفكار المتطرفة داخل عقولنا، وفي أحد الليالي الباردة ضربوا طفل إيزيدي بصوندة بلاستيكية، وسكبوا عليه الماء البارد، ورشوا الملح على جسده الذي نزف من جراء تلقيه الضربات الموجعة، وعذبوه لساعات طويلة، وهددونا بنفس العقاب لكل من يخالف أوامرهم أو يعترض على تصرفاتهم.
ويتابع الشاب الإيزيدي :تعرضت ل 48 فلقة من قبل عناصر داعش، لأني اشتكيت من تعرض الطفل الإيزيدي للتعذيب، ثم أخذوني إلى معسكر معهد أشبال الخلافة المركزي في الرقة، الذي شهد على أبشع معاملة قد يتلقاها البشر، من التعذيب النفسي والجسدي، ومنها نقلونا إلى معسكر العاص في ريف حماة ، الواقع بين جبال العاص، حيث دربوني فيه 45 يوماً تدريباً عسكرياً شاقاً، وكنا 150 طفلاً، وكنت الوحيد بينهم إيزيدي، ودربونا على جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وبعد التدريب أخذوني إلى كتيبة لواء بتاء في فرقة عمر بن الخطاب كتيبة فرسان الشهادة، وأخذونا بعدها إلى الجبهات شمال الرقة، حيث كنت أنام في الشوارع والجوامع في الرقة.
ويشير مطو أنه ذهب إلى مقر للدواعش حيث اتصل بأخيه في مخيم قادية للنازحين الإيزيديين في قضاء زاخو وأبلغه بأنه سيهرب من الرقة، مضيفاً اتفقت مع أحد مهربي البشر بالتعاون مع شقيقي، وكان ذلك يوم الجمعة وتحديدًا كان اللقاء مع المهرّب بعد الصلاة عند جامع عبد الرحمن بن عوف، ولكن المحاولة باءت بالفشل، وفي المرة الثانية قلت لأحد المسؤولين عني من الدواعش أنني مدعو وشقيقي لزفاف أحد أصدقائي في المدينة وقد ننام هناك الليلة، وبالفعل سمحوا لنا، فتوجهنا لبيت المهرّب الذي أخرجنا بدراجة نارية في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ووصلنا في الساعة السادسة إلى أحد النقاط العسكرية لوحدات حماية الشعب الكردية.
وانتقل الشاب الإيزيدي سيف مطو وشقيقه وشقيقته لمياء الناجية من داعش بعد تحررهم، إلى كندا للعيش في بيت شقيقته المتزوجة، وليطوي مطو صفحات عذاباته على يد أكبر تنظيم متطرف عرفه العالم، حيث تم قبوله في أحد المدارس الكندية التي احتضنته وفتحت ذراعها له، ويلعب الشاب مطو الآن ضمن أحد الفرق الكندية لكرة القدم كحارس مرمى، حيث أن المدرسة وكرة القدم باتتا أهم ما يسعى من خلالهما لتحقيق مستقبل جميل له ولعائلته.
وفيما يلي أسماء بعض الأطفال الإيزيديين الذين قتلوا خلال المعارك التي زج بهم تنظيم داعش في سوريا والتي كشفها الشاب الإيزيدي سيف مطو لموقع ايزدينا:
-أبو عباس، اسمه صباح من تل بنات الواقعة جنوب جبل شنكال / سنجار.
-أبو جمال، اسمه شيروان لا أعرف مكان سكنه.
-أبو عمر، اسمه هادي من خانصور التابعة لناحية سنوني شمال جبل شنكال / سنجار.
-أبو عبد الله، اسمه خضر من قرية صولاغ جنوب جبل شنكال / سنجار.
- أبو عبد الرحمن، اسمه حواس من صولاغ.
- أبو خطاب، اسمه ياسر من صولاغ.
-أبو هاجر، لا أعرف اسمه من خانصور قريب هادي على ما أعلم.
-أبو رقية، لا أعرف اسمه ولا مكان سكنه في إحدى المعارك ضاع على حدود تركيا.
-أبو مصعب، لا أعرف اسمه من تل قصب جنوب جبل شنكال / سنجار.
-أبو محمد، اسمه جاسم من كوجو جنوب جبل شنكال / سنجار.
-أبو بلال، اسمه أيضا صباح من تل بنات تم رميه من أعلى بناية في مدينة الباب في حلب السورية.
-أبو خطاب، اسمه أسعد من تل قصي فجر نفسه.
-أبو يوسف، اسمه أمجد من تل قصب فجر نفسه.[1]