حاوره : حسين أحمد
القضية الكردية في سورية هي قضية وطنية بامتياز
وجزء من المسألةالديمقراطية ..!!
في وقت تتحرك فيه أيادي آثمة منتظمة داخل المشهد السياسي والثقافي الكرديين خلال أجندة متعددة.
في الوقت ذاته تتسلل إلى العقل الكردي سياسات طارئة متطفلة خلسة بهدف التخريب
وبأساليب منهجية مدروسة ,الغاية الإستراتيجية هي تفكيك بنية الإنسان الكردي وتغيير خصوصياته الثقافية والإنسانية والتراثية والأخلاقية وإمالته عن تطوره الطبيعي, والعمل على إيقاف إنتاجه الفكري والإنساني الخلاب .
في المقابل ثمة من يتصدى بكامل إمكاناته وقدراته المعرفية لهذه الأيادي النافثة إلى كل ما هو حضاري وأخلاقي وإنساني في مجتمعنا الكردي وإبعاده إلى خارج الكونية الكردية..!! من هذا المنطلق لي الشرف أن افتح حواراً مع شخصيات من هذه المستويات المقدرة لما لها من اثر كبيرٍ لإحقاق الحق وقول الحقيقة وفضح كل ما هو خراب وقبيح وسوداوي داخل المشهد الكردي..؟
يقول #سلمان بارودو# في هذه الحوارية الساخنة :
*- القضية الكردية في سورية هي قضية وطنية بامتياز.؟؟
*- الحركة السياسية الكردية في سوريا لازالت تعتمد الواقعية السياسية ..؟
*- مهمة السلطة اليوم أن تعي واجباتها وتتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها ..؟
*- أثبتت جميع التجارب بأن هيبة أي سلطة أو نظام حكم تأتي من مدى تلبيته وحل مشاكل وقضايا أبناء مجتمعه
*- إلى متى ستظل فصائل الحركة الكردية في سوريا غير قادرة على تحمل مسؤولياتها ..؟؟
*- الإعلام الناجح هو الإعلام الذي يستطيع أن يعطي صورة واقعية وحقيقية لحاضر ومستقبل المجتمع .؟؟
*- يتطلب من الجميع القيام بالواجب القومي والوطني والشعور بالمسؤولية التاريخية تجاه شعبهم ..؟؟
*- الكتابة هي صياغة حياة ..!! ببساطة أكثر مدونة تاريخية لمعجزات الإنسان في الأرض...؟؟
لنبدأ معه بالسؤال الأول ..؟!
ولنسمع ما سيقوله الكاتب والمثقف الكردي سلمان بارودو..؟!
لنسمع صرخاته عبر هذا الخراب السياسي و الثقافي و الحزبي عن القرب ..؟؟
س1- كتابياً..!! ثقافياً..!! إنسانياً..!!
من هو سلمان بارودو يا ترى...؟؟
ماذا فهم من السياسة والكلام والحوارات والاختلافات والخلافات..؟!
كيف دخل إلى عوالم الكتابة والثقافة والسياسة والسياسيين في زمن السوط و الخوف والطيش..؟؟
أم إنها الكتابة والسياسة هي ذاتهما الملعونة التي جاءت به رغماً عن إرادته واقتياده إلى عوالمها وانكساراتها وعذاباتها وزنازينها وأقبيتها المعتمة..؟؟
كيف يفسر لنا سلمان بارودو الآن فيما يجري داخل هذه التراجيديا الكردية الحزينة ..؟؟
أين هو الآن من كل هذا التصدع الحاصل في جدار السياسية الكردية ..؟؟
متى سيكون الأستاذ سلمان بارودو مطمئن الخاطر والنفس والروح وهو ينظر إلى المشهد السياسي الكردي في سوريا .؟!
ج1 - كلمة لا بد منها : شكراً للمحاور الأستاذ حسين أحمد هذا الإنسان الذي تميز في الوسط الثقافي وحامل هموم مجتمعه وشعبه الكردي المحروم من أبسط حق من حقوقه القومية المشروعة، أستطاع بمنطقه وأسلوبه وقلمه الرائع والمتمكن في طرح ما هو ضروري وملح في هذه الظروف الحساسة، لذلك، وبعيدًا عن طروحات أدونيس فإن من نافلة القول إن التجديد وكسر الآلية، وعدم السير على الطرق التي لا تجدي نفعاً، وابتداع سبل وآفاق جديدة للمستقبل، وخلق المعاني وطرق الأداء كلها تؤلف معنى الإبداع، وأيضاً من منطلق الإشادة بالمتميز والثناء عليه رغم أن المتميز ليس بحاجة إلى الثناء من أحد، ولكننا نحن البشر لابد وأن نحتاج لدافع معنوي يميز الشخص المخلص والمتميز عن غيره، وذلك لإعطاء كل ذي حق حقه، لذلك، يستحق المحاور حسين أحمد كل الشكر والتقدير لأدائه الجميل والمتميز.
ونعود إلى حوارنا :
كانت بداياتي في تلك اللحظة التي شعرت بأنه يجب على الإنسان أن يكون له حضوراً إيجابياً وفاعلاً في هذه الحياة العامة، وخاصة عندما شعرت بمعاناة شعبي الكردي المحروم من حقوقه القومية والإنسانية المشروعة، ثم كبرت البدايات وتوسعت إلى أن جربت الكتابة في المرحلة الأولى من بداياتي، فكانت على شكل قصص قصيرة وأبيات شعر، وأما في المرحلة الثانية كنت من المتابعين لقراءة الكثير من الكتب والمجلات على اختلاف أنواعها، ويعود ذلك بسبب قربي والتقائي مع الكثيرين من الفئة المثقفة والسياسية، وهذا كان له أثره الإيجابي والكبير في متابعتي ومطالعتي الكثير من الصحف والمجلات والنشرات التي كانت تعني بالشأن الكردي الخاص والوطني العام، وعلى ما أعتقد كنت أجيد دخول نقاشات كثيرة مع هذه الفئة التي ذكرتها، تلك النقاشات كانت تعقد في كل زاوية من زوايا المجتمع الكردي، ولا يخفى على القارئ الكريم ما للحوار والنقاش من أهمية في صناعة الحضارات الإنسانية، ففي الحوار تجد الأشياء كينونتها وقوتها فيه فالفعل الإنساني لا يغنيه إلا الحوار، وكنت دائماً أشعر وأفكر بمعاناة شعبي وكيفية خلاصه من الظلم والغبن الذي يعانيه ويثقل كاهله، وكتبت في هذا الجانب وفق إمكانياتي المتواضعة ومعرفتي التي اكتسبتها من واقع الحياة، لان الكتابة هي صياغة حياة، وإنها ببساطة أكثر مدونة تاريخية لمعجزات الإنسان في الأرض.
لذلك، ما اكتسبته في حياتي وصقل شخصيتي، للكثيرين فضل كبير فيه، وسوف نبقى مدانين لبشر مثلنا منذ لحظة ولادتنا حتى موتنا، هم أيضاً مدانون لبشر مثلهم، هي سلسلة اكتساب ومنح المعرفة، ومن حقي كأي إنسان أن أحلم، وأن أعيش بالأمل حتى يكون الغد بالنسبة لي على الأقل أجمل، ولذلك أقول: من لا يحلم لا يستحق الحياة، هذه قاعدة أساسية لدي.
لذلك، الكتابة فعل إنساني نبيل، ومحاولة واثقة في الحياة لإثبات فعل الذات في الوجود، لأن الإنسان لا يعنيه الغيب لكنه ليس غائباً في الحياة، الحياة على الأرض قيمة وجودية للإنسان، لكن القيمة الفطرية بأهمية الكتابة، هي التي حفظت لنا التاريخ الإنساني والحضارات الإنسانية، وهي ذاتها القيمة التي حفظت لنا نتاجات الفلاسفة والعباقرة والأدباء على مر السنين.
أما الجانب الذي أراه أكثر مهماً في سؤالك، وخاصة في هذه المرحلة التي يستحق التوقف عندها وإعطاء الأهمية اللازمة لها، هو فهمي من الاختلافات والخلافات والحوارات، أستطيع أن أوضحها بأن الحوار السياسي وسيلة من وسائل إدارة المنازعات والخلافات المجتمعية واعتماد الحوار كوسيلة شرعية، دليل على نضج ورقي المجتمع، والحوار هو عملية تفاعل وتبادل للرأي بين القوى السياسية المختلفة التي تكون الجسد السياسي لأي نظام، وهي صفة من صفات المجتمعات المتقدمة والمتطورة سياسياً، ولكن الحوار حتى يصبح وسيلة ملزمة وحقاً من حقوق المجتمع لا بد من توافر شروط ومقومات سياسية ومجتمعية مقبولة من ذلك إقرار مبدأ التعددية السياسية في إطار نظام سياسي يسمح بتداول وتناوب السلطة السياسية من خلال آلية الانتخابات الدورية. ويستلزم الحوار أيضا توافر ثقافة القبول بالرأي الآخر المختلف في ظل احترام رأي الأغلبية وإقرار مبدأ التسامح ونبذ العنف كوسيلة لإدارة الخلاف، ومن خلال إقرار قيم معينة مثل الاعتراف بالتنوع في ظل مبدأ التوحد السياسي وعدم نفي الآخر. وعليه فالحوار هدف مطلوب كغاية وكوسيلة وهو حق للجميع لضمان أمن المجتمع ونسيجه الاجتماعي والسياسي من التفكك والانهيار هذا يعني عدم استئثار فرداً وجماعة أو تنظيم أو حتى السلطة ذاتها في التفرد بالرأي وفرضه على الآخرين أو عدم الاستعداد للدخول في حوار في إطار من مبادئ الشرعية السياسية الواحدة وهنا يعتبر الحوار أحد مكونات هذه الشرعية.
س2 – سؤال محدد...!!
كيف يرى الأستاذ سلمان بارودو ككاتب و كمثقف الخطاب السياسي الكردي في سوريا ..؟؟
ج2 - الخطاب السياسي الكردي بشكل عام لم يخرج من مجاله النظري، لافتقاره إلى برنامج سياسي أو مشروع سياسي واضح المعالم، لذلك نجد هناك اتساع واضح بين الحركة السياسية والجماهير في هذا المجال.
وهنا، لا بد من الإشارة إن خطاب الحركة السياسية الكردية قبل التغييرات والتطورات التي حدثت في الآونة الأخيرة، وخاصة في مجال التكنولوجيا العلمية والتقنية والفضائيات والانترنيت، كانت شبه معزولة عن العالم الخارجي وحتى عن الوسط الوطني الديمقراطي السوري، أما في المرحلة الراهنة، التي اتسمت بقضية الدفاع عن حقوق الإنسان والحياة الديمقراطية والحرية الفردية، حققت نوعاً من التواصل والتفاعل بين الحركة السياسية الكردية والوسط الوطني بشكل العام، وأيضاً نوعاً من الانفتاح على العالم الخارجي وذلك من خلال شبكة الانترنيت والفضائيات، ولا ننسى بأن برز في الخطاب السياسي الكردي نوع من الخلافات والتناقضات والتباينات وخاصة في بعض المواقف والرؤى التي نشرت على صفحات الجرائد وشبكات الانترنيت وتصريحات بعض مسئوليها، وبذلك اصطبغ الخطاب السياسي الكردي نوع من عدم الوضوح والتشويه، وظهور بعض الخلافات الحزبية الضيقة، وإزاء هذه الحالة الضبابية كان لا بد من إيجاد مخرج من أجل توحيد الخطاب السياسي الكردي في سوريا، لكي تستطيع الحركة السياسية الكردية من مواكبة الأحداث والتغييرات التي تحدث هنا وهناك، والاستفادة منها، واستجابة لضرورات المرحلة والحاجة الفعلية لتوحيد الخطاب السياسي الكردي، بادرت الهيئة العامة للجبهة والتحالف الكرديتين بإنجاز رؤية مشتركة للحل الديمقراطي للقضية الكردية في سوريا، وهذه الرؤية نالت احترام الجماهير الكردية، وبعض أطراف الحركة الكردية خارج الإطارين المذكرين، ليس هذا فقط بل أجرت الهيئة العامة للتحالف والجبهة عدة لقاءات مع الأطراف الكردية الأخرى لمناقشة هذه الرؤية، واعتبارها بمثابة مشروعاً للتداول والمناقشة، لإبداء الملاحظات والاقتراحات، لتصبح رؤية مشتركة لكافة أطراف الحركة السياسية الكردية، وصولاً إلى عقد مؤتمر وطني كردي. لذا يتطلب من الجميع القيام بالواجب القومي والوطني والشعور بالمسؤولية التاريخية تجاه شعبهم، والعمل معاً على إيجاد إطار نضالي مشترك للحركة الكردية من أجل بناء مرجعية كردية تعتبر كمؤسسة شرعية يتم فيها توحيد الخطاب السياسي الكردي وضمانة لاستقلال القرار السياسي واستجابة عملية لرغبة وتطلعات الجماهير نحو التماسك والتلاحم على طريق النضال من أجل الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي، وبالتالي الدخول في حوارات جادة وصريحة مع كل القوى والفعاليات الوطنية على الساحة السورية دون استثناء، مع التأكيد على عدم التفريط والمساومة على الاعتراف بوجود الشعب الكردي كثاني قومية في البلاد دستورياً ويعيش على أرضه التاريخية.
س3- بتحليلاً سياسي وبرؤية موضوعية..!!
كيف يقيم الأستاذ سلمان بارودو الأفاق المستقبلية للحالة السياسية الكوردية الراهنة في سوريا وفي واقع يتطلب تغيرات عميقة وأيضا في واقع يحيط بالكرد خصوم شرسون ..؟؟
فهل من خلاص للكرد من هذا الرعب القاتل..؟؟
وهل الكرد سيكون بإمكانهم الانخراط في العملية الديمقراطية في سوريا وهي في حالتها التشرذمية السياسية والتنظيمية والوحدوية معاً..؟؟
كيف يشرح لنا الأستاذ سلمان بارودو ككاتب وكمثقف وكسياسي هذه القضية الجد مهمة..؟؟؟
ج3 - لا يخفى على أحد، ومن خلال التجارب السالفة وبما لا يدع مجالاً للشك أن السبيل الوحيد أمام التحديات والضغوطات وطرق مواجهتها يجب الاستناد لقوى الشعوب المتحررة من قيود تمنع حركتها والقادرة بدون شك على صنع المستقبل المنشود لأجيالها، وبالتالي بناء حياة سياسية ديمقراطية متطورة وفاعلة بعيدة عن الإقصاء وشطب الآخر المختلف سواء أكانت عرقية أو دينية أم رأي وثقافة سياسية معارضة. لذلك يجب على الحركة الكردية في سوريا الاستفادة من تجاربها وتجارب الآخرين وعليها أن تتصدى لجميع مشاكلها والعقبات التي تعترض طريقها بكل جرأة ووضوح، وهي بالتأكيد لديها القدرة على تجاوز محنتها إذا توفرت النوايا الجدية والصادقة لحلها وهي ليست مستعصية ومستحيلة إلى درجة اليأس والاستسلام للأمر الواقع في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية، في زمن الألفية الثالثة من التاريخ والدخول بعصر العولمة والديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث أن الكثير من المشاكل والقضايا المعلقة تأخذ سبيلها إلى الحل.
لكن الإقدام إلى مثل هكذا خطوات لا يمكن أن تتحقق ما لم يبادر كل طرف إلى مراجعة نقدية جريئة لجملة مواقفه وتوجهاته، والتخلص من عقلية التطرف والتعصب والانغلاق، والتوجه نحو بناء حركة سياسية فاعلة ومتماسكة من أجل الدفاع عن مصالحها القومية والديمقراطية ورسم مستقبل أبنائها.
لذلك، يجب على الحركة الكردية في سوريا أن تأخذ مكانها الطبيعي واللائق في هذه الظروف كرقم صعب لا يمكن القفز عليها وتجاهلها في جميع الحسابات ذات الشأن السوري بشكل عام، وذلك لبناء مرجعية كوردية تعتبر كمؤسسة شرعية يتم فيها توحيد الخطاب السياسي الكردي وضمان لاستقلالية القرار السياسي واستجابة عملية لرغبة وتطلعات الجماهير نحو التماسك والتلاحم على طريق النضال من أجل رفع الغبن اللاحق عن كاهل الشعب الكردي، وإيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا عبر الاعتراف الدستوري، وتحقيق أمانيه وأهدافه القومية والديمقراطية، وصياغة استراتيجيات مستقبلية واضحة للعمل النضالي الكردي والوطني السوري، بل أنها ضرورة موضوعية تمليها الظروف السياسية وتقتضيها مصلحة الشعب الكردي في لمَ شمله وتوحيد امكاناته وطاقاته النضالية بغية زجها في خدمة المجتمع بأسره، وبالتالي الدخول في حوارات جادة وصريحة مع كل القوى والفعاليات الوطنية على الساحة السورية دون استثناء، وذلك من أجل المشاركة في بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات الديمقراطية المبنية على مبادىء التسامح وحقوق الإنسان والصداقة بين الشعوب والأمم.
وهكذا يبدو أن الحاضر الآني والمستقبل الآتي بحاجة إلى حوار وتفاهم بين الشعوب والحضارات والأمم ذات الثقافات المتنوعة، مما يوفر شروطاً أنسب للمجتمعات المهددة بثقافاتها ووجودها الحضاري، ويتيح لها إمكانيات أفضل للتعبير عن نفسها ومقاومة ضروب الهيمنة والظلم والتهميش التي تشكل إحدى أبرز سمات المرحلة ومفردات العصر .
س4- لربما أخذت أحداث 12 من آذار القامشلوكي أبعاده إعلامياً .. صحفياً .. كتابياً, وعلى المستويات المختلفة سواء على الفضائيات العربية أو على الفضائيات الكوردية والكردستانية وكتب الكثير ًمن التحليلات والتعليقات والتقييمات السياسية والثقافية وعلى صفحات الانترنت الكردية والعربية ومازال يكتب حتىّ الآن ..!؟
لكن التحليلات السياسية تقول كلاماً أخر أو ربما مختلفاً :
ثمة احتمالات أكثر آتية من تداعيات الحدث نفسه ..؟؟
هل يملك سلمان بارودو كسياسي وككاتب كردي الإجابة الدقيقة عن هذه العقدة الحدثية الآذارية..!!
أو ماهي هذه الاحتمالات أن صح التعبير..؟؟
كما تنبئتنا هذه التحليلات ..؟!
ج4 - نعم، إن الأوساط الشوفينية التي كانت وراء فتنة أحداث 12آذار عام 2004 لا تريد أن ترى التفاهم والوئام والحوار البناء أن تعم مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في البلاد، وهذه الفتنة ازدادت من اهتمام الشارع الكردي بخطورة استمرار تلك الأوساط الشوفينية لرفع وتيرة النعرات بين مكونات المجتمع السوري، وإصرارها على انتهاج السياسات الشوفينية بات أمراً غير مقبول ليس فقط من قبل الكرد، وإنما تتعارض مع إرادة غالبية المجتمع السوري وقواه الوطنية والديمقراطية، وتتجلى يوماً بعد آخر حقيقة القضية الكردية كونها قضية وطنية تهم ليس فقط الأكراد وحدهم، بل تهم كل المجتمع السوري.
ويجب علينا أن لا ندع أية فرصة للذين لا يريدون السلام والتعايش المشترك المؤسس على الاحترام والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد.
س5- أنت كسياسي وككاتب كردي تعيش إرباكات الأمكنة والمشاهد والوجوه..!!
ألا يؤلمك هذا التشتت الحزبي الموجود الآن في بضعة عشر حزباً ..؟؟
أليست من الأفضل أن تتوحد وتتجمع في ثلاثة أحزاب على أكثر تقدير..؟؟
ألا تعتقد بأنها ستكون أكثر جدوى وفعالية بين الجماهير الكردية..؟؟
برأيك ألا ينبغي لتلك الأحزاب الكردية أن تنفتح على بعضها أكثر ، كما عليها أن تجذر الديمقراطية في حياتها الداخلية ، وتسعى لجذب المثقفين والكتاب إلى صفوفها ، حينئذ يمكن لها أن تمشي على أرضية صلبة، واثقة من نفسها وتفرض احترامها على الأصدقاء قبل الأعداء..؟؟ كيف يفهم الأستاذ سلمان بارودو هذا الكلام الذي يبدو انه غريب بعض الشيء ..!!
ج5 - وإن السؤال الذي يطرح نفسه ويراود الذهن في هذه المرحلة الحساسة وفي ظل الأحداث والتطورات الدولية والإقليمية، إلى متى ستظل فصائل الحركة الكردية في سوريا غير قادرة على تحمل مسؤولياتها بشكل جدي وبروح مسؤولية عالية والدفاع عن حرية شعبها وترك خلافاتها جانباً والتي لا تجد نفعاً في حال إثارتها على صفحات الجرائد والمنابر وغيرها، بدلاً من وضع الحلول المناسبة والناجعة ومعالجة أمورها المستعصية وإعادة النظر في برامجها وممارساتها العملية وأساليبها النضالية لأن الوضع الراهن التي تنتظر الجميع إن كان أفرادا أو جماعات عليهم السعي الجاد الدؤوب نحو صوب الفعل السياسي الواعي والحراك الجماهيري المطلوب والحوار الديمقراطي الواجب، خدمة لصالح العام وضمانة لمستقبل أفضل وأكثر تقدماً وديمقراطية .
وإن الحركة الكردية لديها القدرة للتصدي لمشاكلها والعقبات التي تعترض طريقها إذا توفرت النوايا الجدية والصادقة لحلها وهي ليست مستعصية لدرجة الاستسلام لأمر الواقع، وعليها أن تعالجها دون إبطاء، وخاصة في ظل هذه التطورات والأحداث الجارية في عالمنا اليوم والذي أشبه بقرية كونية إعلامية صغيرة يقرب كل بعيد إنه زمن الألفية الثالثة من التاريخ والدخول بعصر الديمقراطية والعولمة وحقوق الإنسان، حيث أن الكثير من القضايا المعقدة تأخذ سبيلها إلى الحل، وعلى الحركة الكردية أن تأخذ مكانها الطبيعي في هذه المعادلة كرقم صعب لا يمكن تجاهلها وتجاوزها في جميع الحسابات ذات الشأن السوري العام، لتكون حركة ضابطة وفاعلة ومنظمة لمجتمعها، حيث إن لكل مجتمع مهما كان في طور البداوة والتخلف الحضاري، نوعاً من التنظيم، فتراه يخضع لرقابة قواعد وضوابط اجتماعية وقانونية ودينية، تنظم روابط الأفراد وسلوكهم الاجتماعي، فتحد من حريتهم المطلقة، وتكبح من جماح رغباتهم الواسعة، بغية ضمان بقائهم واستقرارهم وعيشهم بسلام وطمأنينة، ولولا هذا، لكان المجتمع في حالة من الفوضى، تصبح الحياة شاقة لا تطاق، إن لم تكن مستحيلة.
وبالرغم من هذا وذاك فإن الحركة السياسية الكردية في سوريا لازالت تعتمد الواقعية السياسية في طروحاتها ومطالبها، وتتمسك بالثوابت الوطنية السورية وتربط حل القضية الكردية بالحل الديمقراطي العام في البلاد. من هنا، يجب على الحركة الكردية أن تتحمل مسؤولياتها فيما تتعلق بتجديد رؤاها السياسية وإعادة مراجعة برامجها، وعدم الوقوف بشكل أيديولوجي جامد أمام صياغاتها القديمة التي تمت في مناخ القرن العشرين.
إذاً، هناك حاجة ملحة للتجدد السياسي الذي لابد أن يقوم على القراءة النقدية الواعية للمتغيرات العالمية.
فالإنسان يمتاز بحماسة شديدة للبحث عن الحقيقة والسعي الدائب وراءها وذلك عبر الحوار والتواصل والتفاهم ... ويشعر بلهفة إلى أن يرى ويسمع ويعرف الجديد من الأشياء، ومعرفة أسرار الخلق وعجائبه، من أجل الظفر في حياة سعيدة، ويستنبض منه شعوراً بالرغبة في الحرية والاستقلال.
إن المصلحة الوطنية والقومية تتطلبان السعي الجاد والدؤوب بعيداً عن الانفعالات وردود الفعل، إلى مستوى الجدل الموضوعي للوصول إلى الإطار المنشود، وليس الجدل من أجل تحطيم الآخر.
كما عليها إعطاء الاهتمام الجدي والصريح بمبدأ التسامح الذي يعني – فيما يعنيه – أن المجتمع البشري بحاجة إلى نشر وتأصيل قيم التسامح كمنظور إنساني وأخلاقي، وتعميم فكرة قبول الآخر المختلف في ميادين السياسة والدين والقومية والاجتماع، والعمل على تجاوز الصراعات العقيمة، والغير مثمرة تاريخياً، وذلك عبر القيام بتدعيم كل ما يساهم في إيجاد وترسيخ الحوار والتقارب ومن ثم التأكيد على أهمية الروح النقدية التي تعني - فيما تعنيه – التوقف عن النظر إلى الواقع من خلال الآراء المسبقة والتفسيرات الجاهزة التي تدَعي امتلاك الحقيقة والفهم وحيازة الحلول، وهذا يعني ضرورة إخراج الأفكار والنظريات من رؤوسنا لا إخراج رؤوسنا من الأفكار والنظريات.
س6- البعد الخلاق والحقيقي في ماهية الثقافة يكشف لنا عبر السجال والحوار وتوسيع دائرة النقاش على أن يظلّ النقاش محافظاً ولو بقليلٍ من المحافظة على بعده الأخلاقي .
من هنا يمكن القول : ان هناك من استغلّ حدث 12 من آذار لإخضاعه أمام إظهار حضوره وهناك من ظلّ صامتاً - لا خائفاً - لكي يكون بمقدوره في القادم من الأيام , تحليل هذا الحدث الكردي تحليلا دقيقاً وموضوعياً وفكرياً بعيداً عن التشنجات الآنية ..؟؟
هل بإمكان الكاتب سلمان بارودو شرح هذه المسالة ..؟؟
وهل بإمكانه أن يفسر لنا ما جرى في وقتها وما تلاها ...؟؟
أين كان موقع الأستاذ سلمان بارودو ككاتب تحديداً..!! في ذات الحدث الذي نحن بصدد الحديث عنه ..؟؟
ج6 - نعم، لقد كتبت عن هذا الحدث، ولكني أقوله بشكل عام عندما يكتب أي إنسان سواء أكان كاتباً أو سياسياً أو باحثاً ...، لدى تناوله أي حدث أو قضية لا بد من الرجوع والبحث في أسباب ومسببات هذا الحدث أو تلك القضية، لا أن ينظر إليه نظرة عبثية أو القفز عليه وتركه دون معالجة، علماً أنه، أثبتت جميع التجارب بأن هيبة أي سلطة أو نظام حكم تأتي من مدى تلبيته وحل مشاكل وقضايا أبناء مجتمعه، ومعالجة همومهم ورفع كل أنواع الظلم والغبن اللاحق عن أبناء المجتمع، وليس بمصادرة حقوقهم وسياسات الخاطئة التي لا تخدم المواطن وتضر بالوحدة الوطنية.
وهنا أود التطرق ولو قليلا إلى الأحداث التي شهدتها المناطق الكردية في سوريا اثر أحداث الثاني عشر من آذار 2004 وراحت ضحيتها العديد من القتلى والعشرات الجرحى، وذلك من جراء الفتنة المفتعلة من قبل بعض الجهات داخل السلطة، حيث استغلت هذه الجهات حالة الاحتقانات الناتجة عن السياسة الشوفينية المتبعة حيال الشعب الكردي في سوريا، وحرمانه من أبسط حق من حقوقه القومية المشروعة، ولإبقاء البلاد تحت وطأة قانون الطوارئ والأحكام العرفية، وتأليب الرأي العام الوطني في سوريا والإساءة للوجود والدور الكردي باتجاه العزل والتهميش والإقصاء على أساس الانتماء القومي، وإثارة وتأجيج النعرات القومية بين العرب والكرد ، لصرف الجماهير عن الحالة السياسية المزرية وكبح جماحها عن العمل معاً من أجل بناء حياة سياسية ديمقراطية متطورة وفاعلة، وقد امتدت تداعياتها وتطوراتها لتعم كافة المناطق الكردية.
وعلى الرغم من حجم الكارثة التي حلت بالشعب الكردي في سوريا، إلا أن الحركة الكردية في سوريا وبمختلف أحزابها وفصائلها وتفهماً منها لمدى خطورة الفتنة المفتعلة، بادرت ومنذ اللحظات الأولى إلى العمل والسعي على تطويق الفتنة وذلك من خلال بياناتها وتصريحات مسئوليها، ناشدت أبناء شعبها إلى التحلي باليقظة والحذر وعدم الانجرار وراء الاستفزازات التي تثير العناصر الشوفينية والعنصرية التي من شأنها أن تزيد من تأجيج الفتنة وتوسيع دائرتها.
في الوقت الذي أكد فيه السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد في مقابلته مع قناة تلفزيون الجزيرة حين قال ): إن الشعب الكردي جزء من النسيج الوطني السوري وجزء من تاريخ سوريا )، ولكن أصرت الجهات الشوفينية في البلاد على التنكر للوجود الكردي في سوريا ومارست بحقهم المزيد من القمع والاضطهاد وعدم الاعتراف بهذا المكون الأساسي.
وبذلت الحركة الكردية جهودا لا يستهان بها وذلك باتجاه مطالبة السلطات لأخذ دورها في ردع عمليات القتل والنهب والسلب والاعتقالات العشوائية الكيفية بحق أبناء الشعب الكردي التي تأجج الفتنة وتزيد الأجواء احتقاناً وتوتراً، كما ناشدت الحركة الكردية كافة القوى الوطنية الديمقراطية وجمعيات حقوق الإنسان في سوريا ولجان إحياء المجتمع المدني والفعاليات الثقافية والاجتماعية للمبادرة إلى تحمل مسؤولياتها والتعاون في إطفاء نار الفتنة، وقد تكللت تلك الجهود بمواقف مسئولة ومنع وصول الأمور إلى صراع عربي كردي.
س7- سلمان بارودو كسياسي وككاتب كردي : هل لديه رؤية ساسية ذات إبعاد وطنية وإقليمية وكونية لهذا الشعب الذي احتقن إلى حد بعيد ..؟؟
وهل لديه رؤية الثقافية ذات نفس الأبعاد ليضعها إمام طاولة السلطة..؟!
إن تغيّرت الظروف..!! لكي نعرف ماذا تريد منا السلطة ولا ما الذي نريده نحن من السلطة ..؟؟
فهذا اللعب السياسي والثقافي من قبل البعض..!! أقول البعض ..!! لا تجدي نفعاً إذا لم تتبلور في رؤية سياسية ورؤية ثقافية رصينة واضحة تعمل لها بجدية ومسؤولية كبيرتين.. فبالطريقة هذه يمكن فضح هذا الخراب الذي يحدق بنا من كل حدب صوب ..؟؟
ماذا يريد الأستاذ سلمان بارودو القول في هذه القضية الجد مهمة وهي بحاجة إلى فضح أوسع .. ؟؟؟
ج7 - القضية الكردية في سورية هي قضية وطنية بامتياز وجزء من المسألة الديمقراطية، وقضية أساسية من قضايا الدولة الوطنية الحديثة، ولذلك أعتبرها قضية وطنية عامة تخص جميع مكونات المجتمع السوري، لذلك، ليس فقط تخص الكرد وحدهم، وإنني على علم بأن الكثيرين من المواطنين السوريين على اختلاف انتماءاتهم لا يرونها كذلك، لأسباب تتعلق ببنية الوعي الاجتماعي وتأثيرات الأيديولوجيات الشمولية عليهم، لذلك، يجب على الحركة السياسية التعامل بعقلانية وبسياسة واقعية غير متطرفة، لأن السياسة هي فاعلية اجتماعية ومجتمعية مدنية واعية وهادفة، يجب أن تعبر عن المشتركات بين كافة فئات المجتمع، وهي جملة من الحقوق والواجبات والالتزامات ملقاة على عاتق جميع المواطنين.
حيث، أن الحركة الكردية في سوريا منذ وجودها وحتى الآن كانت حريصة على الوحدة الوطنية من كافة المخاطر الداخلية والخارجية، وعملت على تجاوز كل الحواجز والعراقيل التي تعزل القضية الكردية عن محيطها الوطني السوري، تلك الحواجز والعراقيل التي تأسست على خلفية الصورة المشوهة التي رسمتها الجهات الشوفينية لهذه القضية الوطنية في ذهنية الوسط العربي على أنها قضية انفصالية تهدف إلى اقتطاع جزء من البلاد وإلحاقها بدولة أجنبية، في هذا الاتجاه استطاعت الحركة الوطنية الكردية في سوريا أن تفتح قنوات مهمة للتواصل مع الوسط العربي وأفلحت في توضيح تلك الصورة المشوهة عن قضيتها القومية، وأثبتت من خلال حواراتها ولقاءاتها بأن القضية الكردية في سوريا هي قضية كل السوريين، وان حلها مرتبط بحل المسألة الديمقراطية في البلاد، فالمسألة الكردية في سوريا واقع قائم، تستمد مشروعيتها من وجود قضية قومية لم تحل بعد، وهي قضية تتنامى وتتفاعل باستمرار نتيجة التزايد المتواصل على صعيد الوجود والوعي.
وبالرغم من أن هذه المسألة لا تحل ولا يمكن حلها بالطرق الأمنية، وإنما تستلزم حلا سياسيا، أساسها الثقة المتبادلة والحوار المشترك للعمل على تنظيف الماضي، وترتيب الحاضر، وبناء المستقبل المنشود، الذي لن يتحقق إلا عبر الاعتراف المتبادل والحوار المشترك البناء.
لذلك، إن مهمة السلطة اليوم أن تعي واجباتها وتتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها على اختلاف انتماءاتهم السياسية والقومية والدينية، واتخاذ مواقف عملية جريئة وواضحة يكون على مستوى الحدث وأهميته، وتفويت الفرصة على كل من يريد أن يعبث بأمن سوريا ومستقبلها، وكلما أسرعت السلطة في هذا الاتجاه، كلما كان المستقبل أكثر أمناً والوطن أشد قوة واستقراراً وتماسكاً.
إن تحقيق ذلك كله سيعزز بالتأكيد من شأن ومكانة سوريا دولياً وإقليمياً وفي كافة المجالات والمناحي الحياة وسيساهم في خلق مناخ ديمقراطي وحراك سياسي مجتمعي ، وسيتمتع في ظله كل المواطنين دون استثناء .
لأن المجتمعات الديمقراطية هي التي تستطيع الوقوف في وجه التحديات ودحر كافة المخططات التآمرية التي تستهدف الوحدة الوطنية .
أما بالنسبة للرؤية الثقافية أو بالأحرى دور المثقف الملتزم بقضايا مجتمعه، عليه أن يعي ذاته وذات مجتمعه، من خلال الصلة بواقع هذا المجتمع وموارثيه الفكرية والحضارية، وبقدرته على إدراك واقعه السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وتفسير هذا الواقع تفسيراً حقيقياً.
لذلك، من غير المعقول والمنطقي فك الارتباط بين المثقف والسياسي، فالسياسة والثقافة تخترق أحداهما الآخر إن قبلنا أو لن نقبل، أي لا يمكن فرزهما بشكل ميكانيكي أو اعتباطي إن صح التعبير، لأن السياسة أو الثقافة ليس حكراً لفئة معينة دون أخرى، لذا ينبغي على جميع المهتمين والغيورين على مصلحة المجتمع بشكل عام، المساهمة والمشاركة في رسم مستقبل أفضل لمجتمعاتهم، خال من كافة أشكال التمييز والظلم والاضطهاد.
لكن الذي لا لبس فيه، أن مهما تعارضت الرؤى والأفكار، فإن كليهما أي المثقف والسياسي يسيران في خطين متوازيين، حتى وأن بدت العلاقة بينهما بالتنافر والاختلاف، فمهما تكن نقاط الاختلاف والتباعد فإن كليهما بحاجة إلى الآخر في نهاية المطاف، أي من الصعب بناء جدار صيني بينهما، كون العلوم خطت خطوات جبارة في البحث، وتشعبت إلى فروع متميزة بصورة لم يعد لدى أكثر العلماء عبقرية سوى لمحات عن العلوم التي ليست هي العلم المختص فيه ذلك العالم، ويعود هذا الأمر إلى وتيرة التقدم العلمي التي أصبحت بقدر جعل من يتبعها يلهث وراءها باستمرار.
س8-ان هذا التمييز العنصري الخطير الذي يتعرض له الشعب الكوردي في سوريا من قبل السلطة خلق شعوراً بالاغتراب لدى المواطن الكوردي الذي يعيش على أرض أجداده منذ الاف السنين..؟؟
انتم في الحركة الكردية أين دوركم في إعادة الوئام والمحبة والثقة بين الجماهير الكرد في الوحدة ..! التكاتف..! التضامن ..! الوحدات الاندماجية..!أو وحدة الحركة الكردية إلى ما هنالك من هذا الكلام الراقي ومن هذه الأفكار الثرية ...؟؟
بعيداً عن الانشقاقات..؟!
بعيداً عن الخلافات..؟!!
بعيداً عن الخصامات..؟!
بعيداً عن تشرذمات..؟!
بعيداً عن الازدواجيات والأنانيات الحزبية والشخصية ..؟؟
بعيدا عن المؤامرات والخيانات والاتهامات المجانية ..؟؟ مرة ثانية هل بإمكان سلمان بارودو كسياسي وككاتب وكمثقف فك شفرات هذه الأزمة ...؟؟
ج8 - إن التمييز الذي يتعرض له الشعب الكردي من قبل السلطة لقد خلق فعلاً شعوراً بالغبن والاغتراب لدى المواطن الكردي، لذلك مطلوب من كافة القوى الوطنية على الساحة السورية إلى تفهم الوضع القائم على حقيقته وألا تبالي بما تروجه الأوساط الشوفينية وما تمارسه الجهات المغرضة من أساليب التضليل لتحقق مراميها نحو تشتيت صفوف الحركة وبعثرة قواها خدمة لأهدافها في تمرير تلك السياسات والنعرات التي لا تخدم سوى الجهات الشوفينية الحاقدة، كما نلفت انتباه أوساط كردية من الوقوع تحت تأثير محاولات الفتن لتكريد الصراع وإعادة أجواء المهاترات بين أطراف الحركة الكردية وخصوصاً في هذه المرحلة الهامة من تاريخ نضال الحركة السياسية الكردية، والتي تتطلب مزيداً من التفاهم والتضامن وتوحيد المواقف والارتقاء بمسؤولياتها تجاه قضية شعبها والقضايا الوطنية والديمقراطية بشكل عام.
وإذا كان الانقسام والتشرذم من الأسباب الأساسية للضعف والشلل، فلا شك بأن الوحدة النضالية تشكل الدعامة والأساس في القوة والاقتدار، وهي – الوحدة – بالتالي ضرورة موضوعية تمليها الظروف السياسية وتقتضيها مصلحة الشعب الكردي في لم شمله وتوحيد امكاناته وطاقاته النضالية بغية زجها في خدمة المجتمع بأسره.
إن المطلوب اليوم من الجميع أكثر من أي وقت مضى سواء أكانوا كتاب أو سياسيين أم مثقفين، العمل بجرأة وبروح من المسؤولية الوطنية والقومية على تبني سياسة موضوعية سليمة تتلاقى مع القوى الديمقراطية في الساحة السورية، من أجل التوصل إلى صيغة لحل مجمل القضايا الوطنية ومنها القضية الكردية في سوريا، ومعلوم أن تبني الحركة الكردية لسياسة موضوعية تهدف إلى إيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية في الإطار الوطني، والعمل على توسيع مساحة الالتقاء والحوار مع كافة القوى السياسية الوطنية على الساحة السورية.
وإزاء هذا الواقع، أي واقع الحركة الكردية في سوريا فإنني أرى أنه لا بد من إيجاد مخرج لهذا الوضع المؤلم، رغم وجود ثلاث أطر كوردية، وأرى أن أفضل مخرج لهذه الحالة يكمن في حوار( كردي _ كردي ) أولاً من أجل التوصل إلى صيغة جامعة مشتركة، ومن ثم البدء ثانياً في حوار وطني تشارك فيه سائر القوى الوطنية والديمقراطية للمناقشة والبحث في القضايا التي تعاني منها بلادنا ومن ضمنها القضية الكردية في سوريا، ومن ثم التوصل إلى صيغة وطنية لحل تلك القضايا، والتي لا شك أنها ستعزز الوحدة الوطنية وتمكن بلادنا من مواجهة التحديات التي تمس حياة المواطنين بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم.
س9- أستاذي الكريم سلمان بارودو: كيف تقيمون الإعلام الكوردي من وجهة نظركم في الوقت الراهن ..؟؟ والى أي مدى حقق أهدافه برأيكم ..؟؟
أو لنفضح هذا الخراب أكثر ونقول صارخاً هل ثمة إعلام كردي بمفهومه الحضاري والإنساني والأخلاقي والصناعي .. ؟؟؟
وعذرا من الإخوة الإعلاميين الكرد ..؟؟
ج9 - لا يوجد هنالك أدنى شك لدى الجميع، ما للإعلام دور هام في حياة المجتمعات، إذ تعكس حال تطور المجتمعات والشعوب ورقيها، ودرجة التقدم الذي بلغته.
لذلك، أن الإعلام تقوم بتنمية الوعي السياسي والفكري، وتوسيع قاعدة المهتمين، وتحكمها باتجاهات الرأي العام، وهي وسيلة مهمة من وسائل المجتمع للتعبير عن آرائه اهتماماته وطموحاته.
والإعلام ارتبطت دوماً بمسألة الحرية إذ بدونها تختنق ومعها تنتعش وتتقدم، ومعها يتقدم المجتمع لما لها من تأثير على تصحيح السلبيات والأخطاء ووضعها على الطريق الصحيح للنجاح والإبداع، فالإعلام الناجح هو الإعلام الذي يستطيع أن يعطي صورة واقعية وحقيقية لحاضر ومستقبل المجتمع.
والصحافة حسب ما عرفته أهل الاختصاص بأنها مرآت المجتمع، ليس هذا فقط بل سميت بالسلطة الرابعة التي تتحكم باتجاهات الرأي العام.
والصحافة وإن كانت في بادئ الأمر تحث على تعلم القيم والمبادئ وترسيخها، بيد إنها في زمن العولمة أضحت صناعة أيضاً ( صناعة تروج للسلع والبضائع )، هذا الدور يزداد باضطراد لأن العالم بات الاقتصاد يتحكم فيه أكثر من الثقافة والفكر.
كان الإعلام الكردي في سوريا في بدايتها محصورة بالمقروء، وكان يعاني الكثير من الصعوبات وافتقارها إلى المهنية في العمل الإعلامي والعراقيل التي كانت تعترض طريقها وعدم الانتظام في مواعيد صدورها، نتيجة عدم وجود قانون عصري للأحزاب والمطبوعات، زد على ذلك، غياب الديمقراطية وحالة القمع التي تمارسها السلطات بحق الشعب الكردي.
أما الآن، ومع تطور وسائل الإعلام، الذي حول العالم إلى قرية كونية صغيرة، وخاصة مع بروز الإعلام الإلكتروني ذات التأثير السريع والمباشر على المتابعين والقراء، لذلك، لا بد من الاستفادة من هذا المناخ باتجاه الصحيح خدمة لصالح العام.
س10- ماهي نظرة الأستاذ سلمان بارودو كسياسي وككاتب في قضية المرأة ..
أو قضية حقوق المرأة ...؟؟
ج10 - إنني مع تمكين المرأة لممارسة حقوقها الاجتماعية والسياسية ومشاركتها الكاملة على قدم المساواة في جميع جوانب حياة المجتمع، وخاصة في مختلف المواقع والمراكز المسئولة. ويجب إزالة كافة الحواجز والعوائق المؤسساتية والقانونية التي تحد من المشاركة السياسية للمرأة، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من ظاهرة التمييز ضد المرأة.كما يجب التأكيد على دور منظمات المجتمع المدني في القيام بحملات متواصلة للتثقيف والتوعية بين مختلف شرائح المجتمع.
وفي هذا الإطار لا بد من الاستفادة من تجارب الشعوب التي سبقتنا في مجال وضع القوانين الوضعية والقواعد العملية لتمكين المرأة كامل حقوقها اللازمة لانخراطها في عملية بناء المجتمع، ولكن نعلم جميعاً بأن المشكلة الأساسية في العقلية الذكورية التي تسيطر على مجتمعاتنا وكانت هذه العقلية تمنعها من تبوء الكثير من المناصب.
وإنني أعتبر مشاركة المرأة في الحياة السياسية مؤشر إيجابي ومقياس على تقدم وتحضر المجتمعات والشعوب, يضاف إلى ذلك وجود قوانين معاصرة تقر بالحقوق الأساسية والمشروعة للمرأة وضامنة لحرياتها ومساواتها، والارتقاء بوعي المرأة اجتماعيا وسياسياً وثقافياً.
س11- كلمة أخيرة تود قولها في هذه الجدلية الثقافية والسياسية ..؟؟
ج11 - لا بد من القول أنني أستميح القارئ عذراً لهذه الإطالة, ولا بد من التأكيد، أن من حق أي مواطن أن يعبر عن أفكاره وتطلعاته السياسية بكل هدوء وشفافية, وعليه أن يحترم حقوق الآخرين بذلك أيضاً, ولكن ليس من حقه إجبار الآخرين على نهجه وسلوكه السياسي, وبنفس الوقت ليس هناك حق لكل فرد أن يتحدث باسم الآخرين, فلكل إنسان صوته يستطيع من خلال ذلك، التعبير عما يدور في رأسه، بحيث لا يتجاوز على حقوق الآخرين.
ختاماً أشكر المحاور الأستاذ حسين أحمد صاحب القلم الرائع والذي يستحق كل التقدير والاحترام وأتمنى له التوفيق والنجاح في عمله.[1]