الصوره تحكي تاريخٱ لأول عائله كرديه تدرس بناتها إلى جانب الذكور في مدرسة #عفرين# الإبتدائيه والوحيده
والفضل الأول يعود إلى جدتهم الحلبيه التي رعتهم ودافعت بقوه لتدريسهم
{السيده الجالسه على يسار الصوره }
وذلك منذ عام 1938
أما الجالسه على يمين الصوره فهي أم البنات السيده { مليحه حسين عوني } فهي قد ولدت بمدينة حلب عام 1911 ودرست في مدرسه فرنسيه بحلب للصف الرابع …عام 1918
كانت تتقن اللغه العربيه والتركيه والفرنسيه واللغه الكرديه تعلمتها بعد زواجها من {محمد أفندي ابن عفرين }وكانت تتقن أغلب الفنون بجداره فهي كانت ترسم وتتطرز لوحات مذهله من الجماليه والإتقان ….وكانت تجيد العزف على العود بصباها … وتجيد خياطة ملابس بناتها ….والدها حسين عوني الكومندان {جنرال .. وهو عم محمد علي عوني المترجم والكاتب في بلاط الملك فؤاد والملك فاروق في مصر ووالد الكاتبه دريه عوني ..ومترجم كتاب الشرف نامه تاريخ الكرد والأكراد لمحمد أمين زكي }القادم من ديار بكر وملاطيه أواخر عام 1800{ والصديق لإبراهيم هنانو الذين درسا معٱ في الكليه الحربيه باستنبول وتم تعينهم في قضاء حلب آنذاك ، كان مع صهره زوج ابنته مليحه دائم السجن السياسي ولفترات متقطعه نظرٱ لمشاركتهم في الثوره السوريه ضد الفرنسيين مابين عامي 1930 و 1945 .. إذ كانا أعضائٱ في الكتله الوطنيه . في فترات السجن المتقاربه لهما إضطرت زوجة حسين عوني الحاجه زينب للإقامه في مدينة عفرين وتكون قريبه من ابنتها الوحيده مليحه التي أقامت عند بيت حميها في قرية ميركان {حسه }
أرسلت الحاجه زينب حفيدتها الأولى { هند } إلى مدرسة الذكور بعفرين أواخر ثلاثينات القرن الماضي { إذ كانت من مواليد 1932 } ودرست هي وابنة مدير مالية عفرين الشركسي آنذاك ، وكانتا الفتاتان الوحيدتان بالمدرسه الى جانب الذكور ……
درست هند للصف الرابع ، اختطفت خلالها عدة مرات من قبل رجال جدها الآغا { سليمان آغا }إلى القريه ، لأنه كان عارٱ أن تدرس فتاة إلى جانب الذكور ……كانت جدتها تسافر إلى القريه في اليوم الثاني { سياره واحده كانت تجوب عدة قرى آنذاك } ..وكانت تعيد حفيدتها إلى المدرسه …حتى تمكن الجد من حجز هند بالقريه لكي لا تذهب إلى المدرسه ….
ثم أتت الجده بباقي البنات { نجاح ..حنيفه .. ملك ..عارفه } واحده تلو الأخرى ، لترسلهم إلى مدرسة الذكور وبشكل سري ليتعلموا ….وكان مسلسلل الإختطاف من قبل رجال الجد متكررٱ ….وزيارات العتب للقريه من قبل الجدة …وإعادتهن إلى المدرسه وبإصرار وعناد كبير متكرره أكثر .
بعد خروج والدهم من السجن السياسي الأخير والذي كان محكومٱ بالسجن المؤبد { بمئه عام وعام } في سجن الرمله ببيروت ..انتقلوا إلى مدينة حلب حيث أكملت البنات تعليمهن وأصبحن أول المعلمات في مدينة عفرين وقبلها في جنديرس والقامشلي وعاموده في فترة الخمسينات والستينات والسبعينات .. . ..
رحم الله الجده زينب { الحاجه زنوب التي توفيت آخر شهر من عام 1961 } المؤمنه التقيه الواعيه التي عاشت في بيت عز وجاه تنتبه إلى كل أمور التربيه الصحيحه لإبنتها وحفيداتها فلها الفضل الأول في زرع أول بذرة للعلم في مدينة عفرين ..ومن ثم زرع الحفيدات لهذه البذره ونثرها في كل أرجاء مناطق عفرين
رحم الله والدتهم مليحه التي توفيت في الشهر الأول من عام 1988 …. كانت خير أم وخير معلمة لأبنائها .
رحم الله والدتي هند
وأمد الله بعمر خالاتي
الصوره أدناه …
الجالسه من اليسار الجده الحاجه زينب
والجالسه من اليمين الأم مليحه
ومن اليسار إلى اليمين البنات { هند _ نجاح _ حنيفه _ ملك _ عارفه } والطفل الصغير الجالس في الوسط أخيهم حسني
والطفله الصغيره أختي { هيفاء ابنة هند التي كانت من أوائل الجامعيات الكرديات بحلب و مدرسه للغه العربيه. } متقاعده منذ سنوات ومقيمه خارج القطر
الصوره بتاريخ 1952
تحيه ورحمه لمن أناروا لنا دربٱ نسلك فيه دروب العلم والمعرفه .
بقلم الفنانة التشكيلية شكران بلال
[1]