#جودت هوشيار#
قصاصة من جريدة البرافدا اصفر لونها وبهتت حروفها ، أحتفظت بها طوال ستة و ثلاثين عاما :لانها تحكي قصة حقيقية ومؤثرة عن بطل كردي من بلدة ( الاكز) الكردية الواقعة في جمهورية أرمينيا , قصة وقعت حوادثها في العهد القيصري ولكنها نموذج حي وصارخ لما وقع للكرد في أجزاء كوردستان الاخري ،
منذ أن وطأ الاجنبي أرض كوردستان وحاول اخضاع شعبها بالحديد والنار , قصة تعبر عن أسمي وأعمق معاني الشجاعة النادرة وروح التضحية والفداء وزاخرة بأنبل و أسمي القيم الانسانية الرفيعة .
وقبل ان نسرد قصة هذا البطل الاسطوري نود أن نتطرق ولو بأيجاز الي مصير ذلك الجزء الصغير من الشعب الكردي الذي عاش منذ عهود موغلة في القدم علي هامش حدود كوردستان الشمالية والشمالية الشرقية ضمن ما يعرف حاليا بمناطق ما وراء القفقاس (أرمينيا , جورجيا ، أذربيجان ) . و هم سكان أصيلون في هذه المناطق ، اما الهجرة الكردية من كردستان تركيا و ايران الي مناطق ما وراء القفقاس هربا من أضطهاد السلطات التركية و الأيرانية ، فقد حدثت في عصور متأخرة أي بعد الحروب الروسية – التركية و الروسية – الفارسية في القرنين الثامن و التاسع عشر .
لقد لعب الكرد دورا مهما ومؤثرا في تاريخ تلك المناطق ويروي لنا العالم اللغوي الشهير نيكولاي مار (1864-1934) ماجاء في احدي الحكايات الارمينية عن الكرد حيث يقول : أن النبلاء الارمن والقائدين العسكريين الجورجيين ( اخاي و ايفانو) كانا من أصل كردي و اذا ما تبين أن ما ورد في هذه الحكاية أمر غير صحيح فأن ذلك له دلالة أبلغ ويعني أن النبلاء المسيحيين كان يشرفهم أن يكونوا من أصل كردي ويضيف مار قائلا : لقد حكم الكرد الشداديون في القرن العاشر أران أعتبارا من عام 951 م وحكم فرع من الشداديين في كنجة وقدم فرع اخر منهم في القرنين العاشر والحادي عشر أكثر الحكام ثقافة الي مدينة (اني) حيث بنوا مسجدين حسب الاسلوب المحلي . ويرجع أصل الشداديين الي مدينة (دوين) وكانوا ينتمون الي عشيرة (راوند) الكردية ومن المدينة ذاتها والعشيرة نفسها أنحدر الايوبيون الذين لا يقلون عن الشداديين شهرة ومجدا (1169_1250) .م .
أن أسم مؤسس الدولة الأيوبية صلاح الدين الايوبي معروف لكل مثقف في العالم فقد كان احد أعظم رجالات العالم الاسلامي .
ومنذ تأسيس الامبراطورية الروسية في سنة 1721م اتبعت سياسة الترويس والاستعلاء القومي تجاه الشعوب الشرقية الخاضعة لسيطرتها , وبعد الحاق جزء من كوردستان الشمالية الي روسيا القيصرية بموجب معاهدة (كلستان) الموقعة بينها وبين ايران في عام 1831م لم يتغير وضع الكرد كثيرا ولم يحاول النظام القيصري بذل أدني جهد لتحسين حياة الكورد من رعاياها , بل علي النقيض من ذلك قامت بتزيف التاريخ الكوردي وانكار تراثه وثقافته وبعد ثورة أكتوبر 1917م قام البلاشفة في ستة 1923م بتأسيس منطقة كوردستان الحمراء للحكم الذاتي ومركزها مدينة (لاجين) الواقعة في ناغورني قرباغ ، لتكون بمثابة منطقة عازلة بين جمهورتي أرمينيا وأذربيجان حيث كانتا تتنازعا للسيطرة عليها .
لقد نال الكرد في ظل النظام البلشفي - القيادة اللينينية ولفترة قصيرة حقوقهم الثقافية وجرت تحولات أجتماعية واقتصادية غيرت الواقع الكوردي نحو الأفضل حيث أسست اولي المدارس الكردية و معهد للمعلمين لأعداد المعلمين الكرد حصرأ و صدرت جريد ( ريا تازة ) الكردية و و تم أنشاء أول مسرح كردي و غير ذلك من الأنجازات التىأصبحت نموذجا رائدا للكرد جميعا . ولكن ذلك لم يدم طويلا .
بعد وفاة لينين في سنة 1924 وسيطرة ستالين علي مقاليد الحكم بدأت المكاسب الكردية تختفي تدريجيا وبحلول سنة 1929 لم يبق شي يذكر من تلك المكاسب وبضمنها جمهورية كوردستان الحمراء ذات الحكم الذاتي .وخلال عقدي الثلاثينات والاربعينات حين خيم علي الاحاد السوفيتي جو بوليسي رهيب راح ضحيته الملايين من الابرياء , في هذا الجو المفعم بالبؤس والشقاء والقمع تعرض الكرد في جمهوريات ماوراء القفقاس الي الترحيل القسري من ديارهم الي مناطق نائية كما تعرض العديد من خيرة المثقفين الكورد وبضمنهم رائد الرواية الكوردية عرب شمو (1897 – 1979 ) م الي الاعتقال والنفي , وخلال هذه الفترة السوداء كان أي مظهر من مظاهر الاهتمام بالثقافة القومية تصنف ضمن خانة العداء للنظام الاشتراكي .
الأستعلاء القومي الروسى
حكاية البطل الكردي (علي) التي أشارت اليها جريدة ( البرافد) لا تخلو من آثار نظرة االاستعلاء القومي الروسي الموروثة من العهد القيصري والتي تبناها ستالين وخلفاؤه وثمة عدد كبير من المؤرخين ورجال الفكر الروس الذين يعتقدون بأن سياسة ستالين القومية (اي سياسته تجاه القوميات الاخري الخاضعة لسيطرته في ذلك الوقت (من غير الشعوب السلافية ) لم تكن تختلف من حيث الجوهر عن سياسة القياصرة تجاه الشعوب الشرقية , ولكن ستالين وخلفاؤه كانوا يتسترون وراء شعارات براقة لاتمت الي الماركسية بصلة .
ان (البرافدا) توحي للقارئ بان الثائرالروسي (بيترو ) هو الذي فتح عيني البطل الثائر (علي ) علي المظالم التي كان يتعرض لها أبناء جلدته في ظل النظام القيصري . ولكن (البرافدا) تناست أن التاريخ الكردي زاخر بالاف الابطالل الذين سطرو صفحات مشرفة وخالدة بنضالاتهم البطولية ضد الظلم والاضطهاد . ان المبادئ السامية والقيم الانسانية النبيلة التي ناضل (علي) في سبيلها وضحي بحياته وحياة ابنه من اجلها , هذه المبادئ والقيم لازالت حية في ضمير كل كردي شريف .
لقد كان كورد (ناكورني قةرباغ) بعد تفكك الأتحاد السوفييتي ، الضحية الاولي للحرب الطاحنة في هذا الاقليم المتنازع عليه بين جمهورتي ارمينيا واذربيجان واضطر الالاف منهم الي ترك ديارهم وممتلكاتهم واللجوء الي مناطق أكثر امانا في روسيا الأتحادية أو هاجروا الي البلدان الأوروبية و الولايات المتحدة الأميركية ومدينة (لاجين) التي كانت في يوم ما مركزا لجمهورية كوردستان الحمراء أصبحت مدينة مهجورة بعد أن غادرها سكانها الكورد وهذا مثل واحد من عشرات الحالا ت المماثلة.
لقد لجاء الكورد الي مدن عديدة في روسيا ولكن مناطق اللجوء الرئيسية هي مدينة (كراستادارا) في الجنوب الروسي والي بعض البلدات قرب العاصمة موسكو و مدينة بطرسبورغ , ولكن الروس انفسهم بعيد أنهيار النظام السوفييتي كانوا يعانون من شظف العيش فما بالك باللاجئين ؟ كان الله في عون ابناء جلدتنا في روسيا وارمينيا واذربيجان و المناطق الأخري لرابطة ( الدول المستقلة ) .
و يبدو أننا قد أستطردنا قليلا و الآن لنقرأ معا قصة البطل ( علي ) التي أعتمدنا في سردها علي ما نشرته جريدة ( البرافدا )في عام 1974 .
النبع الخالد
يمتد الطريق متموجا و صعودا و هو يحتضن الجبل الهائل و تظل المضائق في الأسفل بعيدا وحين تصل الأنعطافة الأخيرة ينفتح أمامنا منظر ساحر و خلاب لا نظير له ,
تتلاصق الجبال و هي تشق عنان السماء و تختفي قممها في أعماق زرقة السماء ، سحر ألوان الطبيعة الخلابة يرغم المرء علي التوقف و تذكر كلمات الشاعر الروسي العظيم الكساندر بوشكين :
القفقاس تحتي
حين و قف الشاعر طويلا علي قمة الجبل في طريقه الي ( أرضروم ) كان مأخوذا بالسحر القفقاسي ، و علي حين غرة أتت عربة فلاحية و سأل الشاعر :
- من أنتم ؟
- من طهران
- ماذا تنقلون
- قال الفلاحون بصوت واحد :
- غريبايدوف (4)
كان الفلاحون ينقلون نعش الفكر و الدبلوماسي ( غريبايدوف ) من ( طهران ) الي ( (تفليس ) عاصمة جورجيا . و في ضواحي كل بلدة أو قرية عبر أرمينيا كان الناس يقابلون النعش بالصمت الحزين .
مضي زمن طويل منذ ذلك الوقت ، و أطلق الشعب أسم( بوشكين ) علي تلك القمة . و في الموقع الذي التقي فيه بوشكين بالنعش ، تم نحت تمثال يتدفق منه ماء النبع العذب .
نحات ماهر نقش علي الحجر هذا المنظر بالذات ,
يتدفق تيار الماء الجبلي العذب صافيا و شفافا ، مذكرا الناس بالماضي .
مثل هذا النبع – التمثال يوجد في العديد من المدن و النواحي في الجبال و المضائق و تقاطعات الطرق في أرمينيا . يقوم الشعب بأنشائه منذ عهد بعيد لتخليد ذكري أبنائه البررة ,
و حين يروي المستطرق العطشان ظمأه من الماء المنعش المتدفق ، أنما يعبر في الوقت ذاته عن عرفانه بالجميل و أحترامه لصاحب النبع – التمثال ، و قد أقيم تمثال بوشكين في قمة الجبل في العام 1937 م .و قد صنعه أستاذ النحت ( مهراب ). و لا يوجد أنسان في بلدة ( لوري ) لا يعرف هذا الأسم . ( مهراب ) نحات يعمل بمهارة الفنان و خياله المبدع و بدقة المعماري يحفر الصور علي الحجر .
أن كلمة ( ماربيت ) تعني في اللغة الأرمنية ، الأستاذ العظيم . و هو لقب لا يمنح بموجب مرسوم أو قرار رسمي ، أنما يطلقه الشعب علي الشعراء و الفنانين العظام . و قد منح الشعب هذا اللقب للشاعر الأرمني العظيم ( ايساكيان ) و الممثل ( نيرسيسيان ) و الفنان التشكيلي ( مارتيروس سارايان ) .
كما أطلق الشعب هذا اللقب علي الفنان ( مهراب ) الذي كان يبلغ من العمر (77 ) عاما حين نشرت البرافدا الفقرات التي نسردها اليوم .
لقد أنجز الفنان القدير ( مهراب ) عشرين تمثالا علي شكل ينابيع يتدفق منها المياه و لكن أحب تلك التماثيل الي قلبه ، ذلك التمثال الموجود في ( كيرفاكان ) . و حين كان الفنان يعمل في أنجازه ، غرق في العمل ليل نهار ، نسي معه النوم و الأكل ، و بعث الروح في الأحجار البازلتية بدقة عظيمة و يتذكر ( مهراب ) تلاميذه الذين زينوا معه واجهات مباني يريفان بالنقش و النحت البارز و التماثيل .وعلمهم هذا الفن الشعبي العظيم ، فن الحفر و النقش علي الحجر : كانوا فنانين رائعين لا يهابون المصائب و لا يتراجعون أمامها قط . و حاولوا أن يخلفوا ورائهم و ( بلغة الحجر ) أئرا في الحياة .
في عيون ( مهراب ) دموع و الألم يعتصر قلبه . دق المطرقة بقوة أكبر و كأنما أراد بذلك ، أن يطفي أضطرابه الداخلي . لقد كرس الفنان هذا النبع – التمثال لتخليد ذكراهم . لقد ذهبوا جميعا للحرب و لم
يعودوا . (5 و قد شيد الفنان هذا التمثال من دون ان بكلفه احد بذلك وأهداه للناس و نقش علي المثال أسمائهم.
بطولة و نبل و تضحية
تحدث الفنان مهراب طويلا و تذكر قصة بلدة (الاكز) . كان ذلك منذ زمن طويل ، حين جاء الي البلدة أثنان من الجندرمة و أخذوا ( بيترو ) الروسي الذي جاء من الشمال أي ( روسيا ) و زوجته و أبنته الي جهة مجهولة .
أجتمع الرعاة في الكهوف ، جلسوا حول موقد النار و تحدثوا طويلا ، لم يكن ( بيترو ) معهم الآن و لكنهم تذكروا حكاياته و كلماته التي أنطبعت في قلوبهم عميقا.
ذات مرة في الربيع أخترق البلدة و بسرعة جنونية رهط من الفرسان ، اندفعوا نحو الجبل و عادوا قبل الغروب و أرغموا سكان البلدة علي التجمع في ساحتها الرئيسية . رفع رئيس الجندرمة سوطه متوعدا و مهددا . قال مخاطبا أهل البلدة :
- يختفي في بلدتكم (مجرم) أسمه ( علي ) و الذي يعرف مكانه دعه يقول لنا أبن هو الآن و بعكسه ( و هنا مرر بيده علي عنقه في أشارة لا تخفي مغزاها علي أحد و هو يحاول ترهيب الحاضرين.
خيم يوم حزين علي البلدة الكردية، ضربوا حتي الموت ثلاثة رعاة في الساحة . كان الثائر الكردي ( علي ) يثير الخوف و الهلع في نفوس أعدائه ، و يتنقل مع رفاقه من بلدة الي أخري ، ينتقم من أعداء الكرد و من البكوات الظالمين , و كان يتحدث عن صديقه الحميم و رفيق دربه ( بيترو ) الثائر الروسي ، و كان (علي ) وحده يغلم بمكان أختفاء ( بيترو ) . طوقت الجندرمة البلدة لمدة ثلاثة أيام و فتشت بيوتها و أخذت معها ثماني رهائن من اهل البلدة . و أعلن رئيس الجندرمة : اذا لم يسلم علي نفسه حتي صباح اليوم التالي ، فأن الجندرمة ستقوم بحرق البلدة .
كان صباحا ربيعيا صافيا و مبكرا و كان بوسع المرء ان يري قمم جبل ( ارارات )، و هذا أمر نادر الحدوث ، فهذه القمم تغرق عادة في السحب الكثيفة في مثل هذا الوقت المبكر من الصباح . أقترب من البلدة في هدوء فارس علي حصان ابيض و توقف امام رئيس الجندرمة ، نزل من الحصان و قبل عينيه الذكيتين ، ثم نزع سلاحه .
لقد جاء ( علي ) ليسلم نفسه الي أعدائه اللدودين و لأنقاذ البلدة من الفناء .
أصطف الفلاحون جانبا و أخذوا يراقبون ما يجري .طلب رئيس الجندرمة من علي أن يدله علي مكان أختفاء رفاقه . ظل ( علي ) صامتا لا يجيب ، ربطوه بقوة الي عمود و شرعوا بتعذيبه و لكنه لم ينبس ببنت شفة ، وظل صامدا و صامتا ، عندئذ جاؤا بأبنه البالغ من العمر عشرة أعوام و بضربة سيف قطعوا رأس الطفل ، ندت صرخة أستنكار من الفلاحين شقت عنان السماء لهول المشهد الفظيع . كان ( علي ) ما يزال صامدا و صامتا . حفر الجلادون بالخنجر أخاديد عميقة في كتفيه و ساقيه ، و لكنه أحتفظ برباطة جأشه و لم تصدر منه نأمة أو أنين و فجأة نطق ( علي ) :
أسمعوني يا ناس ! أتدرون ماذا كان الأمر الأشد رعبا لي في حياتي ؟
كان يتكلم يصعوبة و وجهه ملطخ بالدم و عيناه تتوهجان أشتعالا .. ثم أضاف قائلا :
- ذات مرة طرق باب دارنا انسان فقير . طلب خبزا ، و لم يكن لدينا خبز ، رجع البائس جائعا . .. أسمعوا ، لقد كان ذلك اليوم هو اليوم الأشد رعبا لي في حياتي ، ثم أستجمع قواه و هتف :
أنا انسان حر و أموت حرا
مضي زمن طويل منذ ذلك الحين . ولكن الشعب الكردي يذكر هذا الأنسان النبيل و الشجاع و تحول الي رمز خالد و يتردد أسمه في الحكايلت و الأغاني الشعبية علي كل لسان في ( الاكز ) و المناطق المجاورة .
قال الفنان ( مهراب ) و هو يتأمل التمثال الجديد ، نبع الحرية الذي أهداه للناس :
هكذا ينبغي للأنسان أن يعيش مخلفا و راءه أئرا في الحياة .
المصادر و الهوامش :
(1) جريدة ( البرافدا ) العدد الصادر في 20/9/ 1974
(2) (2) نيكولاي مار ( 1864- 1934 ) م عالم لغوي جورجي شهير ، كانت له حظوة كبيرة لدي ستالين الذي استغل نظرية مار اللغوية لتحقيق أهداف سياسية و أنعم عليه بالأوسمة و الأمتيازات و المناصب قبل أن ينقلب عليه ( أي علي مار ) بعد أن أنتفت الحاجة الي خدماته .
(3) نيكولاي مار مرة أخري حول كلمة ( جلبي ) ، سانت بطرسبورغ ، 1911م ، ص ( 25-26) باللغة الروسية
(4) غريبايدوف ( 1795 – 1839 ) م شاعر و مفكر روسي شهير ، ينتمي الي أسرة موسكوبية عريقة ، خدم في الجيش ثم في الدبلوماسية ، و اوفدته الحكومة القيصرية الي مناطق القفقاس و بلاد فارس .. كان من مؤيدي ثورة ديسمبر ضد النظام القيصري ، أغتيل في طهران في سنة 1839 م.[1]