#مؤيد عبد الستار#
بين يوم واخر تتعرض مجموعة من ابناء شعبنا الطيب الى جريمة نكراء ويذهبون ضحية سيارة مفخخة او قذائف صاروخية او عبوات ناسفة واطلاقات نارية مختلفة ، فكانت جرائم سوق الشورجة والصدرية التي راح ضحيتها العديد من ابناء الشعب بمختلف انتماءاتهم واديانهم ، وجرائم الحلة والخالص والموصل وكركوك التي الحقت الاضرار الفادحة بالاسواق والمواطنين مثالا لوحشية القتلة وتعطشهم للمزيد من دماء الابرياء ، وتوجت العصابات المجرمة جريمتها النكراء بالاعتداء الجبان على ابناء الديانة الايزدية الكردية التي تعد احدى أقدم ديانات كردستان وبلاد الرافدين .
ان تاريخ الايزدية مثلما هو تاريخ الكرد مليئ بالتضحيات ، وارتكبت بحقهم جرائم بشعة تارة باسم الدين واخرى باسم القومية ، وتعرضوا للابادة على مدى القرون الماضية ، ونالت منهم الانفال الصدامية ، وتعرضوا للتعريب وسلب قراهم وخطف ابنائهم وبناتهم .
ان جريمة تفجير سيارات مفخخة في قرية ايزدية مسالمة بحاجة الى وقفة جدية من قبل المراجع الدينية الاسلامية ، ليس في العراق فحسب وانما في العالم العربي ، والاهم في مكة والازهر ، ومراجعة موقف الاسلام الرسمي من الطوائف والاديان والمذاهب الاخرى ، ومحاولة ايجاد صيغ عصرية متسامحة للتعايش مع العالم والشعوب المختلفة.
لقد قاست الشعوب وابناء الديانات والمذاهب في العراق الامرين في عهد الطاغية صدام ، وذاقت اشكال الاضطهاد ومرارة العسف والظلم الذي وقع عليها جراء اختلاف دياناتها او اصولها واعراقها ، فتعرض الكرد الفيليون الى ابشع عملية تهجير ، وغيب النظام الصدامي ابناءهم ونهب اموالهم واملاكهم ، كما تعرض البرزانيون الى حملات الانفال ، وتعرضت قرى كردستان الى هجمات بالاسلحة الكيماوية الفتاكة ، اضافة الى تهجير ابناء خانقين وكركوك وغيرها من القرى والقصبات الكردية وسلبت اراضيهم وشردوا ونقلوا الى الصحارى والبراري القاحلة ، ومازالت المقابر الجماعية تكتشف وهي تضم رفات مدنيين ابرياء من الكرد ، من النساء والاطفال .
ان استنكار الاعمال البربرية والهمجية التي طالت القرى الايزدية واودت بحياة المئات من المواطنين الابرياء هو الطريق الى ايجاد فهم مشترك للتعايش السلمي بين كافة اطياف المجتمع العراقي من اجل حياة افضل ومستقبل مشرق لامكان فيه للجريمة والعنصرية والشوفينية . ولن يكون مصير المجرمين الا لعنة التاريخ والبشرية ، وسيمكثون في الدرك الاسفل ومكان الشهداء في الاعالي .[1]