إعداد : احمد مجيد القيسي
الكلمة باللغة التركية وتعني مصلح الاسلحة ، وعائلة چقماقچي من اهالي مدينة الموصل ، حيث كان الحاج فتحي چقماقچي يعمل في تصليح الاسلحة مع والده ،
وكان لديه هواية في جمع اسطوانات الغناء المتداولة آنذاك، ولم يكن الشاب فتحي موسيقيا أو مطربا، وقد سعى لامتلاك احد (الكرامافونات) التي تعمل بالكواك .
و صار للحاج فتحي اربعة اولاد (محمد عارف وعبدالله وسامي ومحمد واجد ) ، واسس شركة چقماقچي سنة 1918 في شارع غازي في الموصل واقتصرت في البداية على استيراد الأجهزة وبصورة خاصة الكرامافونات ومستلزماتها ، وفي عام 1938م حيث انتقل الأبن الأكبر محمد عارف إلى بغداد وفتح له فرع لشركة جقماقجي في منطقة ساحة الغريري، وفي عام 1942 انتقلت العائلة إلى بغداد والتحقت بابنهم الأكبر وتولى مسؤولية إدارة الشركة في الموصل (الأبن الثاني)عبد الله بالتعاون مع ابن عمه وصهره محمد النجم (ابو صلاح) ، وفي عام 1944 فتح الأبن الثاني عبد الله فرعا للشركة في منطقة الحيدر خانة (مقابل مقهى خليل) في منتصف شارع الرشيد، ثم توسعت الشركة وفتح الأبن الثالث سامي فرعاً آخر في الباب الشرقي عام 1951 عند مدخل شارع الرشيد.
وحصلت الشركة على مجموعة من الوكالات التجارية لعدد من الشركات المشهورة مثل كروندنك وهيتاشي ، ووكالات شركات اسطوانات عربية مثل صوت الفن وكايروفون وبيضافون ، وقد قامت الشركة بفتح استوديو لتسجيل الاغاني ومن ثم ترسل لتطبع على اسطوانات في السويد واليونان ، واطلق على الشركة ( اسطوانات چقماقچي ) وكان التسجيل في البداية على الاسطوانات الحجرية التي تعمل على الكرامافون اليدوي ، وبعد ذلك صار التسجيل على الاسطوانات البلاستيكية والكرامافون الكهربائية حيث راجت وانتشرت في الاسواق وسجلت الشركة لمطربين كثيرين منهم ( حضيري ابو عزيز ومسعود العمارتلي و ناظم الغزالي ومحمد القبانجي ومحمد عارف جزراوي وغيرهم الكثير من مطربي العراق ) .
وتميز عبد الله بالتركيز على هوايته المفضلة وهي التسجيل والمسجلات وكان يهتم بتسجيل حفلات المطربين العرب والعراقيين واحتفظ عبد الله بنسخ أصلية لتسجيلات نادرة وهي جزء من مكتبة صوتية ضخمة فيها أكثر من تسجيل للأغنية الواحدة، بالإضافة الى الأشرطة التي مازالت موجودة لدى أحفاده ، في حين ركز شقيقهم سامي على تسجيل الأسطوانات وتطويرها وتصنيعها في السويد والباكستان واليونان بالإضافة الى مد جسور تواصل مع الفنانين العرب .
وبعدها اغلقت الشركة فرع الحيدرخانة واستوديو التسجيل واقتصرت على فرع الباب الشرقي ، وفي السبعينات توقفت عن طبع الاسطوانات ، وقد عرضت الحكومة الكويتية عرضا لشرائها في سبعينيات القرن الماضي، الا ان حفيد چقماقچي رفض بيعها رغم المبالغ الكبيرة التي دفعها الكويتيون اذ اعتبرها ثروة وطنية ثمينة وجزءا من التراث العراقي ، وفي الثمانينات ادخلت طبع اشرطة الكاسيت في فرعها في الباب الشرقي ، وبعدها ضعف نشاط الشركة بسبب ظروف الحرب والحصار ، واستمرت بتواجدها بنشاط بسيط حتى عام 2003 حيث تعرض المحل للنهب وسرقة اغلب محتوياته وكان من ضمنها ارشيف الاغاني العراقية والعربية ، واغلقت الشركة ابوابها عام 2008 .....
عن مدونة الصديق احمد مجيد القيسي.[1]