دارا بيك شخصية كردية مهمة وشيخ الدوادوية
ياسين الحديدي
في نهاية السبعنيات وبحكم عملي مسئول النقل الاهلي في كركوك وكانت تابعة الي بلدية كركوك حتي عام 1996 وبالصدف سمعت مناداة لسائق عزيز دارا وتوقفت عند الاسم واستدعيته عن سبب اللقب الذي معروف به وسط السواق العاملين علي خط كركوك بغداد وافادني انه كان سائقا ومرافقا شخصيا للمرحوم دارا بيك الشيخ والنائب وبعد وفاته تركت العمل وامتهنت مهنة السياقة وكان الرجل يذكر محاسن الرجل وشخصيته وقوته وعلاقته الواسعة في بغداد مع العائلة الملكية حيث كان يرافقه في سفراته الي مجلس النواب وزيارته الي المسئولين بقيت هذه الصورة في ذاكرتي واحببت ان اعرف الاصدقاء عن هذه الشخصية الكردية التي كان لها حضور متميز في الحياة الاجتماعية والسياسية في كركوك والعراق وكان اسمه مضرب الامثال كنا نسمعه ونحن اطفال وكبرت معنا عند المقارنات قابل انت صرت دارا بيك لمن يغتني ويملك السلطة العشائرية والسياسية والثقافية
دارا بيك هو أحد ٲهم الشخصيات الكردية في القرن الماضي القرن العشرين الميلادي بالنسبة لأبناء عشيرة داودة الكردية (أحد عشائر قبيلة كلهور) خاصة ولسكان مدن داقوق وطوزخورماتو وكركوك واطرافها عامة . وبالنسبة لكردستان والعراق ايضا ،
حيث كان له دورا بارزا في الساحة السياسية والاجتماعية للمنطقة .
دارا بيك اسمه دارا بن محمد بن علي بن ٳسماعيل بن محمد بن حقي بيك . وحقي بيك هو المؤسس والجد الاكبر لرؤساء عشيرة داودة والذين عرفوا بلقب بٓك وبلقب آغا في آن واحد . حيث حكموا المنطقة التي تسمی منطقة داودة والتي تشمل مدينتي طوز خورماتو وداقوق وجميع القری الممتدة بينهما (جنوب كركوك) .
ولد دارا بيك سنة 1891م في قرية هفتغار جنوب غرب مدينة داقوق . ٲصيب في طفولته بمرض غامض وعندما يأتون به بطبيب يخبر الطبيب والده بأنه سيعالجه لكنه سيصيب بالعقم . وفعلا فقد تزوج ثلاث زوجات ولم يخلف الاحفاد .
يصف الدكتور غالب الداودي دارا بيك في كتابه عن عشيرة داودة . قائلاً :
{ كان دارا بيك رجلاً طويل القامة أسمر البشرة ذو وجه مبتسم وكان ذكيا وواعيا . يشبه نامق آغا في الكثير من الاوجه . والفرق الوحيد بينهما هو ان دارا بيك ذو جسم نحيف اكثر من نامق آغا . يقرٲ مقابله ويفهمه في أول جلسة وحوار . وٳن حدث خلاف ما بين رجلين من عشيرته فبمجرد محاورتهما سيفهم أيهما علی حق . ودون ٲن يشهد عليهما أحد } .
لمع نجم دارا بيك بعد قيام ثورة العشرين في جنوب كردستان وجنوب العراق ضد الاحتلال البريطاني . وكان في ذلك الوقت رفعت ٳسماعيل بيك من أشهر شخصيات عشيرة داودة الكردية في الساحة . وكان رئيسا للعشيرة وقائدا لثورة العشرين في طوز خورماتو .
وبعد رحيل رفعت بيك جاء دارا بيك الی مسرح الاحداث . وقد واجه دارا بيك في البداية مجموعة من المشاكل العشائرية الصغيرة . ثم سيطر علی تلك المشاكل . وحافظ علی حدود عشيرته وسلطاته . بل وقام بتوسيع نفوذ عشيرته في المنطقة أيضا .
كان دارا بيك بالاضافة الی لغته الكردية يتقن اللغات العربية والتركية والفارسية أيضا نطقاً وكتابةً .
وكان ذو أملاك كثيرة وسلطات واسعة في منطقة سلطاته .
انتخب دارا بيك عضوا لمجلس النواب العراقي لدورتين في الاعوام ما بين ( 1935م 1940م ) . ممثلا عن لواء كركوك حيث كانت مدينة طوز خورماتو ايضا تابعة للواء كركوك .
كان دارا بيك رغم كونه رئيسا لعشيرته إلا أنه كان يعالج مشاكل عشيرته مع العشائر والقبائل الأخری بطرق قانونية ولم يكن يلجأ الی القوة والسلاح أو سفك الدماء في الخلافات العشائرية .
وكان مولعا بقراءة الكتب .
ظل اسم دارا بيك باقيا في ذاكرة أبناء عشيرته والعشائر المجاورة بسبب مكانته المرموقة . ولازال يعتبر من أشهر الشخصيات في تأريخ عشيرة داودة بعد جده الكبير إسماعيل حقي بيك .
ولازال يضرب به المثل بين سكان داقوق وطوز خورماتو .
يكتب عباس العزاوي في كتابه عشائر العراق قائلاً :
{ دارا بيك هو الرئيس العام لعشيرة الداودي . يتصف بالاحترام وكرم الضيافة . يسمع بكلامه بين أبناء عشيرته . رحيم مع قومه ولذلك أحبوه . وقد توسعت عشيرته كثيراً في عصره . ودخلت الكثير من العشائر الصغيرة تحت سلطاته} .
ٲهتم دارا بيك إهتماما كاملا بالزراعة ومحاصيل الحبوب . وكان يرغب بحراثة كافة أراضيه الزراعية سنويا . وإذا طالبه أحد الفلاحين بقطعة ارض للزرع كان يخصص له قطعة أرض و يؤمن له مايحتاجه للزراعة . وأثناء الحصاد يعطيه قسما من المحاصيل . وهكذا أستطاع توسيع حدود عشيرته حتی وصلت الی جبال حمرين . والی منطقة زركة .
توفي دارا بيك في سنة 1956م وقد دفن رفاته في منزله الواسع الواقع في قرية هفتغار (جنوب غرب مدينة داقوق) والباقية حتی اليوم وتم بناء قصره الذي لازالت اطلاله مابين الاعوام 1920 -1922
ومن اشهر شيوخهم سابقا جدهم الاكبر انجي اغا احد الذي شارك في ثورة العشيرين بناء علي رسالة من عشائر الفرات الاوسط ولبي النداء وجرح في ثورة العشرين وهو من من مواليد 1860 قرية البوالصباح في اطراف الطوز وتوفي عام 1925 وشارك مع معركة عشيرتي العبيد والكاكية تقريبا عام 1921
منصور اغا وبعده رفعت اغا الذي شارك في ثورة العشرين وحرر الطوز من الانكليز ولم يدم التحرير طويلا مع العشائر الكردية الاخري وكان البحث عليه من قبل الانكليز واستطاع الانسحاب الي وادي الداودة شرق الطوز وكان يضم خمسين قرية من عشيرة الداودة واختفي عندهم وتوفي عام 1961وهو من مواليد قرية ابراهيم بك قرية البوصباح حاليا ومن ثم الشيخ المعروف في الاوساط العشائرية في كركوك مدحت اغا الدوادي الله يرحمه وكان من اصدقاء الشيخ فندي محمد صالح والشيخ سلمان الدواد العجالي وكان له علاقة واسعة مع المسئولين في النظام السابق وتم تكريمه بسيارات ومكائن زراعية
ذكر إسم دارا بيك في العديد من الكتب والأنسكلوبيديا وفي مختلف المصادر كأحد أهم شخصية معروفة كردستانياً وعراقياً
وشيخهم الحالي جمال اغا الدوادي الله يحفظه
ملاحظة =بيت الشيخ دارا بيك هم اخوال الشيخ نصيف بن رشيد المحمد المصطفى العبيدي ، جد أسرة النصيف في الزرگة .
المصادر :
الدوادية غالب علي الدوادي وهو شقيق صديقي الله يرحمه غازي علي الدوادي وكان رئيس نقابة النقل في كركوك في السبعنيات والثمانييات وكان موظف في مصلحة نقل الركاب وكان طيبا وخلوقا وكريم النفس.[1]
• عشائر العراق ، تألیف المحامي عباس العزاوي .
برهان عادل كاتب كردي من الطوز