أكد مساعد الرئيس الأميركي ونائب مستشار الأمن القومي في إدارة جورج دبليو بوش، السفير الأميركي الأسبق في أنقرة وبغداد، جيمس جيفري، أن الولايات المتحدة لا تنوي إنشاء دولة للكورد في سوريا، واصفاً وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي ادعى ذلك بأنه أكبر كذاب.
وقال جيفري، في حوار خاص مع دلبخوين دارا، مقدم نشرة السابعة الخاصة بروجآفاي كوردستان على فضائية رووداو، إن أميركا تعد حزب العمال الكوردستاني PKK منظمة إرهابية. لكننا من الناحية التقنية لا نعتبر وحدات حماية الشعب التي هي فرع [PKK] منظمة إرهابية.
السفير الأميركي الأسبق في أنقرة وبغداد، ذكر أن واشنطن تشجع قسد والإدارة الذاتية على التواصل مع أنقرة ودمشق.
وأدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع مساعد الرئيس الأميركي ونائب مستشار الأمن القومي في إدارة جورج دبليو بوش السفير الأميركي الأسبق في أنقرة وبغداد، جيمس جيفري:
جيمس جيفري: شكراً جزيلاً على استضافتي. أود أن أشكر حكومة إقليم كوردستان على دعمها لهذا المنتدى ومركز رووداو للدراسات على القيام بتنظيمه. هذا مثال ممتاز على العمل الدولي المشترك وعلى الموقف مكانة إقليم كوردستان على المستوى الدولي.
ڕووداو: هل العلاقة بين أميركا وروجآفاي كوردستان تقوم فقط على محاربة داعش، أم أن لدى الولايات المتحدة خطة لمنح مكانة خاصة لروجآفاي كوردستان؟
جيمس جيفري: هذا السؤال مهم للغاية، يوجه باستمرار إلينا في شمال شرق سوريا. وهو السؤال الذي يُطرح باستمرار في أنقرة. أنا لم أعد في حكومة الولايات المتحدة، ويمكنني فقط أن أتحدث رسمياً عن السياسة الأميركية في عهد أوباما وترمب. لكن بصفتي شخصاً من الخارج (خارج الحكومة)، أعتقد أن بإمكاني الحديث عن السياسة الرسمية لإدارة بايدن، وسأتحدث قدر اطلاعي عليها عن حقيقة هذه السياسة. الإجابة المختصرة هي أننا نفتقر إلى أي خطط طويلة المدى. عندما ذهبنا إلى سوريا في 2014، وشاركت في اتخاذ ذلك القرار، لم نذهب لأي هدف غير حماية كوباني وفتح جبهة أخرى ضد داعش. كما تعلم، كانت عملياتنا العسكرية مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية ناجحة للغاية، وفي النهاية سيطرنا على الرقة، التي كانت عاصمة الدولة الإسلامية. استطعنا أيضاً من الضغط على كل داعش، ليس هنا في العراق فقط، بل في شمال شرق سوريا أيضاً. هذا هو هدفنا وسيبقى جنودنا هناك لأداء ومواصلة هذه المهمة في شمال شرق سوريا والعراق. لكننا أوضحنا تماماً أننا لن نلعب أي دور في الشؤون الداخلية السورية خارج إطار ما ورد في قرار الأمم المتحدة المرقم 2254. هذا القرار يدعو إلى المصالحة بين الأسد وغالبية شعب سوريا. بينما نزح وهاجر نصف السكان، وهناك جزء كبير منهم في الشمال الشرقي بالطبع، الذي هو بطريقة ما معارض ولا يخضع لسيطرة الأسد. كل هذا بحاجة إلى تسوية. هذه التسوية تأتي من خلال عملية دستورية حددها القرار 2254، ويجب إشراك سكان الشمال الشرقي في العملية، لكن ليس لدى أميركا أجندة محددة، لا لسوريا بشكل عام ولا للشمال الشرقي بالتحديد. علاقتنا، كما أسلفنا، هي علاقة تاكتيكية وعابرة ومؤقتة. ومع ذلك، استمرت الفترة المؤقتة منذ العام 2014، وأكملت تسع سنوات، لأن المهمة لا تزال مستمرة. لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية نشطاً جداً، وخاصة في المناطق [الخاضعة] لسيطرة الأسد. لهذا السبب يجب أن نكون متيقظين ونبقى مع أصدقائنا في سوريا والعراق وهنا في كوردستان العراق.
ڕووداو: أي أن بقاء أميركا هو بسبب داعش فقط، وإذا انتهى داعش، ستغادر أميركا روجآفاي كوردستان؟
جيمس جيفري: هذا سؤال جيد جداً. الأساس القانوني لبقاء القوات الأميركية في سوريا، هو محاربة الإرهاب تحديداً، وهو ما يسمح لها ببدء القتال ومهاجمة الإرهابيين أو مساعدة الآخرين على مهاجمتهم. لكن ليس خافياً أن الولايات المتحدة، إلى جانب أصدقائنا في قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي وأصدقائنا الآخرين الذين ما زالوا في المعارضة السورية في تنف في الجنوب، يمنعون نظام الأسد وحلفاءه الروس والإيرانيين من السيطرة على الأرض، كما يمنعهم الأتراك في شمال غرب سوريا، وقد أدى ذلك إلى وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية السورية المدمرة، وهو أمر إيجابي وأساس لتحقيق تلك المصالحة السياسية، ويمنع المزيد من التدخل الإيراني والروسي. لذلك، فإن وجود قواتنا في الساحة له فوائد سياسية، لكن هذه ليست مهمتها الرئيسة.
ڕووداو: ذكرت قوات سوريا الديمقراطية. الولايات المتحدة تدعمهم وتعتبرهم شركاء أساسيين في الحرب ضد داعش. لكن تركيا مستاءة من هذا. فتركيا لا تريد بقاء الإدارة الذاتية أو وحدات حماية الشعب أو قوات سوريا الديمقراطية، وقد تحول هذا إلى نقطة خلاف رئيسة بين أنقرة واشنطن. كيف تقيمون موقف تركيا هذا؟
جيمس جيفري: هذا تعقيد عرفناه ودخلنا فيه. ضع في بالك أننا عندما ذهبنا إلى هناك في 2014، كان هناك وقف إطلاق نار تركي مع PKK. دعمت أنقرة ذهابنا إلى هناك لمساعدة وحدات حماية الشعب في كوباني، وأرسل مسعود بارزاني قوات البيشمركة من هنا من شمال العراق عبر تركيا إلى كوباني للمساعدة في القتال. تغير هذا سنة 2015. لكننا مع ذلك نرى أن قوات سوريا الديمقراطية حليف رئيس في القتال ضد الأسد، آسف ليس الأسد بل داعش، فهم بشكل من الأشكال يتخذون موقف الحياد من مسألة الأسد. معروف أن قلق تركيا نابع من كون أن وحدات حماية الشعب مرتبطة بPKK. ما تخشاه تركيا هو أنه مع وجود PKK ستظهر جبال قنديل أكبر هنا في كوردستان وشمال شرق سوريا. نحن نتفهم هذه المخاوف وعملنا عن كثب مع الناس الذين في الساحة للتأكد من عدم شن أي هجوم على تركيا من الشمال الشرقي، وفي الواقع لم يقع أي هجوم من هذا النوع. لكن ما تخشاه تركيا هو أنه في حال رحلت الولايات المتحدة عن المنطقة، فسيتعين عليها التعامل مع كيان كبير على حدودها مرتبط بPKK. هذا ليس خوفاً بلا أساس بالنسبة للأتراك، فكم مرة قالت الولايات المتحدة إنها ستنسحب من سوريا خلال إدارة ترمب؟ ثلاث مرات. نحن هناك الآن، لكن لا الأتراك ولا أصدقاؤنا في شمال شرق سوريا متأكدون من أننا سنبقى. أعتقد وقلتها إننا سنبقى، لكن لدى الجميع في المنطقة شكوكه. لهذا السبب توجد هذه التوترات.
ڕووداو: هل قمتم بأي محاولة للتقريب بين حزب الاتحاد الديمقراطي أو وحدات حماية الشعب أو قوات سوريا الديمقراطية أو الإدارة الذاتية أو مظلوم عبدي وبين تركيا وتنظيم لقاء بينهم؟
جيمس جيفري: جرت عدة محادثات، فكما تعلمون سافرت إلهام أحمد من الجناح المدني لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى أنقرة في الأعوام 2013 و 2014 و 2015، كما ذهب صالح مسلم إلى هناك. نحن نشجع هذا النوع من التواصل. كما أنه ليس لدينا شيء ضد الأشخاص الذين يتواصلون مع دمشق والأسد، وهم يفعلون ذلك. هناك بعض الأمور من قبيل رواتب المعلمين والمتقاعدين وأمور مشابهة لا تزال قائمة بين دمشق والشمال الغربي، ولأنه ليست عندنا حلول، فإننا نشجع الذين نعمل معهم على التواصل مع أنقرة ودمشق، وسنواصل القيام بذلك. لكن مضامين تلك المحادثات وتفاصيلها، أو أي شيء يحاولون تحقيقه، يجب أن يحددوه بأنفسهم، وليس نحن.
ڕووداو: هل أن PKK موجود في روجآفا؟
جيمس جيفري: بالتأكيد. فقد رأيتم أنه عندما استعيدت السيطرة على الرقة، كانت هناك صورة ضخمة لعبدالله أوجلان معلقة على أكبر مبنى كان لا يزال قائماً في المدينة. كلنا نعرف ذلك.
ڕووداو: هل أن تواجد PKK في تلك المناطق يخلق مشكلة لأميركا؟
جيمس جيفري: تعد أميركا PKK منظمة إرهابية. لكننا من الناحية التقنية لا نعتبر وحدات حماية الشعب التي هي فرع [PKK] منظمة إرهابية، ونفهم أن تركيا تفعل ذلك وهذا ما تحول إلى مشكلة لكون تركيا طرفاً غاية في الأهمية وحليفاً مقرباً، لذا يجب حفظ التوازن بين المصالح المختلفة.
ڕووداو: تقول تركيا إن PKK هو الذي يدير روجآفاي كوردستان، وقادة وحدات حماية الشعب هم PKK، ومسؤولو الإدارة الذاتية هم PKK. هل تعتقد أن ما تقوله تركيا صحيح؟
جيمس جيفري: بالتأكيد، ليس هناك شك في أن معظم هؤلاء الأشخاص لديهم تاريخ، وكلنا نعرف ذلك. لدينا استخباراتنا وقد تابعنا هذه المسألة عن كثب. هذا صحيح بلا شك.
ڕووداو: أي أنه لا مشكلة لأميركا مع تواجد PKK ضمن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية؟
جيمس جيفري: لا.
ڕووداو: ما سبب عدم نجاح الحوار الكوردي - الكوردي؟ لماذا لا تنجح المفاوضات بين المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي؟ وقد حاولتم مرات عديدة إنجاحها، لكنها لم تنجح.
جيمس جيفري: حاولنا عدة مرات، حاول العديد من أصدقائنا هنا في أربيل، أي أن جهوداً كبيرة بُذلت. أعتقد أن المشكلة ليست بسبب المتواجدين في شمال سوريا، ولكن بسبب الذين في قنديل فهؤلاء لا يريدون أن يتم هذا الأمر. أما أنقرة فتبعث إشارات مضطربة في هذا السياق. كما تعلمون، فإن المجلس الوطني الكوردي مدعوم من أنقرة وهو جزء من المعارضة السورية الرسمية. لكنهم تمكنوا من إجراء محادثات مهمة [مع حزب الاتحاد الديمقراطي]. أستطيع القول إن أنقرة مترددة، أحياناً نعم [تؤيد المحادثات]، وأحياناً لا، لكن يبدو أن قنديل تعارض [المحادثات] وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيس.
ڕووداو: يقول كل من حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكوردي إن الأميركيين ليسوا جادين. كونك سياسياً متمرساً، فإن وزيرة خارجية الولايات المتحدة آنذاك مادلين أولبرايت، قرّبت بين السيد جلال طالباني والرئيس مسعود بارزاني، وحققت المصالحة الكورد في جنوب كوردستان. لماذا لم تتمكن الولايات المتحدة من إنجاز مثل هذا الشيء عندما تعلق الأمر بروجآفاي كوردستان ولم تجمع بين جمع بين الجانبين في روجآفاي كوردستان؟
جيمس جيفري: هذا أيضاً سؤال جيد. كما ذكرت، لم أعد في الحكومة الأميركية. عندما كنت في الحكومة، كانت هذه أولوية قصوى عندي. فاتحنا في هذا المجال الرئيس مسعود بارزاني وأنقرة وشمال شرق سوريا والمجلس الوطني الكوردي وشملت محاولاتنا جميع المستويات. أحرزنا تقدماً كبيراً في بعض المجالات. لا تتوفر عندي الآن تفاصيل حول ما تفعله الإدارة الحالية، لذا لا أستطيع التحدث عنه رسمياً. لكن ما يمكنني الجزم به هو أنه في نحو 100 صراع في عموم العالم، إن لم تجر الأمور كما يرام فإن أول ما ستسمعه هو أن أميركا لا تعمل بجد. لكن الخطأ لا يكون خطأنا في بعض الأحيان بل خطأ الآخرين. أما إذا ثبت أن واشنطن لا تبذل جهوداً جادة على مستويات عليا كما كان يجري عندما كنت في منصب رفيع المستوى، عندها يجب على واشنطن إعادة النظر في سياستها لأنه من المهم أن تكون هذه العلاقة موجودة لأنها تساعد في كبح جماح التوترات بين تركيا والشمال الشرقي وقوات سوريا الديمقراطية. ص سيكون. ربما لاحظتم أنه على الرغم من وجود الكثير من القلاقل والقتال وحتى الغزو في أكتوبر 2019، فإن الحقيقة هي أن هذا الوضع كان ناجحاً منذ ما يقرب من عقد من الزمان. تحرر شمال شرق سوريا من داعش، باستثناء بعض الأمور. لم تُلحق تركيا أضراراً كبيرة بالوضع في شمال شرق سوريا. لا أحد مرتاح للوضع القائم، لكن الاستمرار في موقف غير مريح سياسة جيدة في بعض الأحيان. أعتقد أن المصالح الأمنية التركية محمية حالياً فلم يحدث شيء سيء من شمال شرق سوريا. كما أن أمن أهالي شمال شرق سوريا محمي لأن هناك العديد من الجهات التي يمكنهم أن تهاجمهم ولكن لا أحد فعل ذلك، إذ يمكن مثلاً أن يهاجمهم الأسد أو الإيرانيون أو داعش أو الجيش التركي أو قوات المعارضة السورية، لكن هناك القليل من الصدامات، وهذا شيء جيد. لذلك أقول إن ما هو موجود سياسة ناجحة. لكن هل النهاية واضحة؟ لا، باستثناء العملية التي أقرتها الأمم المتحدة. هل هناك خطر؟ نعم، لأن تركيا هددت بالغزو قبل بضعة أشهر، لكن في النهاية عليك أن تنظر إلى ما يحدث على الأرض، وما يحدث على الأرض أمر إيجابي.
ڕووداو: هل ستسمح أميركا لتركيا بمهاجمة روجآفاي كوردستان مرة أخرى كما فعلت في عفرين وسري كاني وكري سبي؟
جيمس جيفري: أولاً ... هذا لا علاقة له بذاك... هذا خطأ يقع فيه كل الصحفيين الذين أتحدث معهم، [يسألون] هل تسمح أميركا للدولة الفلانية أن تفعل كذا وكذا ولماذا؟ أميركا لا تصدر الأوامر، لكننا فقط نقدم النصائح والمشورة. تصدر الأوامر فقط عندما تكون مستعداً لاستخدام القوة العسكرية، وبهدف دعم ذلك. نصحت أميركا تركيا بعدم القيام بأي غزو. هذا واضح منذ تشرين الثاني الماضي. أجريت مقابلة عندما كنت هناك. أنا مواطن عادي لكن يمكنني أن أساعد الجميع في التعرف على الطريقة التي تفكر بها أميركا، تحدثت عدة مرات للإعلام التركي، بما في ذلك جريدة صباح وغيرها، نصحتهم بعدم الإقدام على الغزو وفعل غيري نفس الشيء، وأعتقد أن تركيا تعلم أن ذلك سيضر بعلاقتها المهمة مع أميركا، كما حدث في تشرين الأول 2019، عندما هاجمت مناطق مهمة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، بالطبع أقصد كوباني.
رووداو: قُتل الخليفة الأول لداعش أبو بكر البغدادي، وكذلك خليفته في زعامة داعش عبد الله قرداش، قتلته أميركا بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية، في إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة. هل ترى الولايات المتحدة أن تلك المناطق مهمة؟
جيمس جيفري: لا شك في ذلك، لكن الحقيقة هي أننا لم نقتل آخر زعيم لداعش، بل قتلته فصائل معارضة قريبة من تركيا وبدعم كبير من القوات التركية. عندنا تنسيق مع الأتراك أيضاً ونتبادل معهم المعلومات الاستخبارية، وكما أسلفت، يقومون هم أيضاً بعمليات ضد داعش، لكن ليس بالقدر الذي نقوم به نحن وقوات سوريا الديمقراطية. لكن يمكنك أن تفترض أن أي عملية نقوم بها في سوريا يكون لقوات سوريا الديمقراطية نصيب فيها.
ڕووداو: يقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف وحتى تركيا، إن أميركا تريد إنشاء دولة صغيرة للكورد في سوريا شرق الفرات. هل تنوي أميركا إنشاء دولة للكورد حتى لو كانت صغيرة؟
جيمس جيفري: أجبت على هذا السؤال منذ 15 دقيقة. أعتقد أنك ما قاله لافروف يجعلك لا تصدقني. لافروف أكبر كذاب على وجه الأرض. أعتقد أنه يمكنك أن الافتراض بأنه إذا قال لافروف إن أميركا تريد إنشاء دولة صغيرة فإن الحقيقة هي عكس ما قال لافروف تماماً، وهذه هي الحقيقة، وأنا لن أجيب على الأسئلة على أساس ما قال لافروف. لافروف مجرم حرب. عاجلاً أم آجلاً، سيدفع لافروف ثمن ما فعله ليس فقط في سوريا، بل في أوكرانيا أيضاً. أنا متلهف لرؤية ذلك اليوم.
ڕووداو: أجريت حواراً مع مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون. قال إن جيمس جيفري لا يكن الكثير من الود للكورد ويميل إلى تركيا أكثر. بعد ذلك الحوار، أردت أن أسألك عن هذا الموضوع.
جيمس جيفري: أولاً، لا معنى لأن نقول إلى أي جانب يميل أكثر. تحدث بولتون عن فترة كنت خلالها دبلوماسياً أميركياً، وبصفتي دبلوماسياً وأميركياً، فأنا صديق لأميركا وأمثل المصالح الأميركية. هذه المصالح تشمل وجود علاقات وثيقة مع تركيا، وكذلك علاقات وثيقة مع الكورد. أستطيع أن أقول إنه إذا قابلت أي كردي، سواء أكان من هنا، أو كوردياً من شمال شرق سوريا، أو من أصدقائي الكورد في حزب الشعوب الديمقراطي، مثل السيد دميرتاش، رغم كونه الآن سجيناً، أعتقد أنهم سيتحدثون عن علاقاتهم معي فقد كنت أؤدي عملي على الحفاظ على علاقاتي مع الطرفين. للأسف، لم يكن السيد بولتون يؤدي بعمله. أراد الرئيس ترمب أن تكون له علاقات جيدة مع الرئيس أردوغان وتركيا لعدة أسباب وجيهة، وهي أسباب واضحة، مثل ما يجري اليوم في أوكرانيا، لم يضر أحد بعمل ترمب مثل ما فعل جون بولتون، وذلك لأن جون بولتون ليس صديقاً لتركيا، أما أنا فصديق لتركيا وصديق لشركائي الكورد هنا وفي سوريا وتركيا. المشكلة لا تكمن في جيمس جيفري، بل في جون بولتون.
ڕووداو: تعمل في المجالين السياسي والدبلوماسي منذ نحو خمسين سنة، ولديك معرفة جيدة بالمنطقة...
جيمس جيفري: دقيقة من فضلك، أريد العودة إلى موضوع جون بولتون. كنت في في الساحة في ظل وضع أكثر خطورة، هنا في العراق ومع أصدقائي الكورد في الشمال، وكذلك مع زملائي الكورد في شمال شرق سوريا. كيف يجرؤ جون بولتون على قول ذلك؟ هل كان في الميدان قط؟ هل رأيت جون بولتون في الخطوط الأمامية القريبة من مواقع داعش أو القاعدة؟ هل رأيته مع شركائنا الكورد؟ أنا عن نفسي لم أره ولم أسمع عن ذلك. أعتقد أن كلامي واضح تماماً.
ڕووداو: أردت أن أقول إنك تعمل في المجالين السياسي والدبلوماسي منذ خمسين سنة وانك خبير بالمنطقة وتعلم ان العلاقات بين جنوب كوردستان وتركيا لم تكن جيدة في فترة ما، لكنها الآن جيدة وبينهما علاقات تجارية وسياسية واقتصادية. هل تعتقد أن كورد سوريا يستطيعون تحسين علاقاتهم مع تركيا بنفس الطريقة وأن يصبح ما حدث هنا أنموذجاً يقتدون به؟
جيمس جيفري: هناك مثال جيد على ذلك شوهد خلال الفترة بين 2013 و2015. أعتقد أن PKK هو سبب المشكلة. أعتقد أنه ما دامت تركيا ترى في PKK تهديداً لها، وهو كذلك، فإنها ستتوجس من أي طرف يرتبط بعلاقات مع PKK. تلك هي المشكلة.
ڕووداو: هذا يعني أن PKK هو السبب؟
جيمس جيفري: مثلاً، تعرف تركيا الآن أن أصدقاءها هنا في شمال العراق ليست لديهم ارتباط بPKK، وليسوا جزءاً من PKK، بل أنهم في الحقيقة قاتلوا PKK قبل 24 عاماً. عذراً، قبل 26 عاماً. لهذا لا يوجد توتر بين أربيل وأنقرة أو بين السليمانية وأنقرة، بل هناك علاقات قوية جداً بينهما.
ڕووداو: أي أن PKK هو سبب تدهور العلاقات بين كورد روجآفاي كوردستان وبين تركيا؟
جيمس جيفري: هو السبب الوحيد. السبب الوحيد. تركيا تحترم سكانها الكورد الذين يشكلون 15 إلى 20٪ من سكان البلد، كما أنها مهتمة بعلاقتها مع حكومة إقليم كوردستان، وهي علاقة مهمة وستراتيجية للغاية. أنظر في أين يذهب نفطكم؟ يذهب إلى تركيا.[1]