#فؤاد حمه خورشيد#
يعتبر الأدب , بكل فنونه مرآة عاكسة لحياة الشعوب , قديمها وحديثها. بل هو في حالات كثيرة, على مر الزمن, سجل لتلك الحياة, بحولها ومرها وتقلباتها وتطورها , ولا يشذ أدب الشعب الكوردي عن ذلك, فقد صور, هو الأخر , حياة الشعب الكوردي ,الذي لم يكتب تاريخه الحقيقي كما يجب لحد الآن.، فالشعب الكوردي كأحد شعوب الشرق الأوسط العريقة واجه عبر تاريخه الطويل سلسلة من المتاعب على الصعيدين الداخلي والإقليمي أثرت كلها سلباً على تبلور ملامح الأدب المكتوب لديه وأخرتها فترة طويلة من الزمن.
كان الأدب الكوردي (الشعبي الفلكلوري)، قبل التدوين، ينتقل شفاهاً عبر الأجيال مكوناً المصدر الأساس لأدب الشعب الذي خيمت عليه الأمية روحاً طويلاً من الزمن وهو يعيش حياة البداوة والترحل بين سهول وجبال كوردستان قبل ان يستقر بشكل كامل. وكان الشعب الكوردي ذاته الناشر والمحافظ على هذا الفلكلور عبر العصور، ناقلاً بذلك صوراً متنوعة وفريدة لحياة المجتمع وبطولاته ونكساتهِ وعلاقاته الإنسانية، عبر ألوان متنوعة من الأساطير والأقاصيص والملاحم ذات المضامين مثل أغاني وترانيم الأمهات والأمثال والحكم وقصص البطولات والحروب.
يعود تاريخ الأدب الكوردي المكتوب الى عصور ما قبل ظهور الدين الإسلامي الحنيف، لكن الكثير من آدابه المدونة أفقدتها حياة البداوة والترحل والتنقل عبر أراضي كوردستان، كما أن الظروف المناخية والحروب والنزاعات الداخلية والخارجية للقوى المغيرة على كوردستان أدت الى فقدان الكثير منها , ولم يسلم من كل ذلك سوى النزر اليسير جداً، ولعل أفضل من حافظ على الأدب المدون هم (الكوران) من الكورد الذين استخدموا لهجتهم المحلية في نشر الأدب ونصوصه.
يشيرالأستاذ مكرداد آزادى الى أن اللهجة( الكورانية) كانت لغة أدبية كوردية راقية يصطلح عليها أسم (Lyric poetry ) أي لغة (قصائد الأغاني الشعبية)، ونظراً لسمو هذه اللهجة وسيادتها على اللغة الأدبية آنذاك اعتمدتها الأسرة الاردلانية الحاكمة (في كوردستان إيران) واهتمت بهذه اللهجة، في القسم الشرقي الأوسط من كوردستان للفترة من 1168 ولغاية زوال نفوذ الأمارة عام 1867م، وليس غريباً أن تكون معظم النصوص الأدبية الكوردية القديمة قد كتبت بهذه اللهجة، والتي تقلص استخدامها الآن كثيراً ليشمل مناطق محددة من كوردستان مثل (هورامان) ودرسيم (زازا) وعند جماعات لغوية مبعثرة آخري مثل الشبك والكاكائية والزنكنة.
يصنف الأدب الكردي المكتوب باللهجة الكردية- الكورانية- في بعض المصادر كأحد أهم مصادر الأدب الكردي ، ومن ابرز الشعراء الذين كتبوا بهذه اللهجة هم: بريشان ديناورى (المتوفى حوالي 1395) ، ومصطفى بيسارانى(1642-1701م)، ومحمد كندولا (أواخر السابع عشر) ،وخاناى قوبادى(1700-1759م)، وشيدا هه ورامى(1784-1852م)، ومستورة الاردلانية (1805-1848). ولعل الشعر الكوردي،المكتوب بهذه اللهجة الكوردية, يشكل أو يحدد، الى حد ما، بدايات تاريخ النظم المكتوب باللغة الكوردية , والذي يمكن ان نحدد تاريخه بأواخر القرن التاسع وبداية القرن العاشر الميلادي، ولعل رباعيات بابا طاهر الهمداني(1000-1054)، ا لتي تشكل أولى الرباعيات التي كتبت في الشرق، هي أول مادون من الشعر الكوردي وأدبه.
نصوصه بنفس الأسلوب الشعري لرباعيات بابا طاهر في النظم والكتابة. وهذا يعني أن التدوين بهذه اللهجة (أي اللهجة الكرمانجية الجنوبية) كان يسبق التدوين باللهجة الكرمانجية الوسطى والشمالية. كما يعتبر كتاب اليزيدية المقدس (مصحفي ره ش - المصحف الأسود) هو الشكل الكلاسيكي الأقرب الى اللهجة البهدينانية أو الكرمانجية الشمالية والذي يعتقد أنه كتب في القرن الثالث عشر من قبل الشيخ حسن، المولود في عام1995م، وهو ابن أخ شيخ عادي بن مسافر الرسول المقدس لدى اليزيدية، كما يشير الى ذلك أيضاً مكرداد أزادي في كتابه (الكورد: دليل مختصر ص176). وإذا صح هذا القول فأن ( مصحفي ره ش) يكون أقدم نص أدبي مكتوب باللهجة الكرمانجية الشمالية الكردية.
إن أهم من كتب بهذه اللهجة منهم:-
1- علي حريري(1425-1490م)
2- ملا أحمد (1417-1494م) من حكارى)
3- سليم سلمان، مؤلف يوسف وزليخا بحدود1586م.
4- ملا جزيرى ( (1570-1640م) من بوتان.
5- أحمد خاني (1651-1707م) مؤلف الملحمة الشعرية ( مم وزين)
6- إسماعيل بايزيدى (1654-1710م) صاحب قاموس باللغات العربية والفارسية للأطفال .
بعد هذه المقدمة لابد أن نستعرض حالة الشعر الكوردي وتطوره لما يعكسهُ من مؤشرات إيجابية على تطور حالة الأدب الكوردي ومراحلهُ وتطوراتهُ.
أولا- المرحلة الكلاسيكية:
يمكن تحديد بداية تاريخ النظم المكتوب باللغة الكوردية بالقرن العاشر الميلادي، أي أنه يبدأ ب (بابا طاهر) -1000-1054 م، وبه تبدأ المرحلة الأولى لحركة الشعر الكوردي، أي المرحلة الكلاسيكية. ولابد هنا من الوقوف عند مميزات شعر بابا طاهر ( التي تبعث في النفس المتعة والسرور بما نلمسهُ في شعرهُ من عاطفة متوقدة قوية لم تصطبغ بما أصطلح عليه المتصوفة وألفوه، لما له من خيال مبتكر، وإذا تحدث عن الفزع فأنه يعبر عنه في أسلوب سهل بسيط... أنه منافس خطير لعمر الخيام وأن شعره ينم عن طابع شخصيته المتميزة)..
لقد استمرت هذه المرحلة بشكل طاغ حتى الحرب العلمية الأولى، إلا أنها لم تنتهِ بانتهاء الحرب، رغم ظهور بواكير الأدب الكوردي الحديث، بل أستمر بعض روادها بالنظم على نفس الوتيرة بعد ذلك التاريخ حتى أفل نجمها في الخمسينات، ويمكن اعتبار الشاعرين حمدي صاحبقران، وبيخود (الملا محمد مفتي جاومار(1877-1955م)، 1877 أخر شاعرين كورديين كلاسيكيين مرموقين.
يمتاز الأسلوب الكلاسيكي للشعر الكوردي في الغالب باستخدام العروض العربي للبحور التي تتلاءم مع الخصائص الصوتية للغة الكوردية، كبحري الهزج والرمل بشكل خاص، مع أجراء بعض التغيرات التي تتناسب وخصوصية اللغة الكوردية، كما أمتاز باستخدام أوزان الشعر العربي كذلك، وبالتفنن في انتقاء الكلمات ذات المعاني العديدة في التعبير، ويمتاز أيضا باعتماد الأنواع البلاغية كالجناس و الطباق والتشبيه والاستعارة وغيرها. كما كان الانتماء الديني والمغالاة في الصوفية، والفلسفة الإسلامية، والرثاء، والوصف ، والهجاء من أهم أغراض الشعر الكوردي الكلاسيكي. ولابد هنا من أعطاء القارئ فكرة عاجلة عن الميزة الأساسية لأشعار الشيخ رضا الطالباني(1835-1909م)، فهي في غالبيتها ( هجاء مقذع، وأن العديد من قصائده أقذع وأفحش من أن تترجم) وهو أشهر وأقوى وأشجع شاعر هجاء كوردي على الإطلاق.
كما أن الشعر الكوردي في المرحلة الكلاسيكية لم يكن ليخلو من الشحنات القومية، فقد دعي بعض شعراء هذه المرحلة الى الحرية والتحرر، وكان الشاعر العظيم احمد خانى (1651- 1707م) أول من رفع راية هذا المضمون في ملحمته الشعرية (مم وزين). كما أن هذا الغرض جسد بشكل مميز واضح ومباشر وعنيف في قصائد حاجى قادر كويى (1815-1897م).
ولعل من أبرز شعراء المرحلة الكلاسيكية في حركة الشعر الكوردي إضافة الى ما ذكروا سابقاً منهم:
بابا طاهر 935- 1010م
فقي تيران 1307- 1377م
ملا مصطفى بيسارانى 1641- 1702م
خاناى قوبادى 1700- 1759م
نالى العظيم 1797 - 1855م
مصطفى بك كردي 1809- 1855م
سالم 1800- 1866م
مولوى 1806- 1882م
حاجى قادر كويى 1815- 1897م
الهجاء شيخ رضا الطالباني 1835- 1909م
أدب 1859- 1912م
ملا حمدون 1853- 1918م
احمد مختار جاف 1897- 1935
بيخود 1877- 1955... وآخرون
ثانيا-المرحلة الرومانتيكية-الواقعية:
بعد الحرب العالمية الأولى، اثر انهيار الدولة العثمانية، وظهور بريطانيا كقوة محتلة جديدة، وإزاء تبلور الحركة القومية الكوردية، حلت في أرض الوطن مجموعة من المثقفين المتنورين الكورد الذين تبواءو مراكز متقدمة في عالم الصحافة والأدب الكورديين. وكانت هذه المجموعة بحكم معرفتها للغات العربية والتركية والفارسية ذات اطلاع على الآداب الأجنبية، وهذا بدوره ساعد تغير أسلوب ومسار الحركة الأدبية الكوردية بما فيما الشعر.
لذلك فأن الفترة الممتدة بين لحرب العالمية الأولى والثانية كانت تعتبر بالنسبة للأدب الكوردي، بشكل عام، الشعر منه بشكل خاص، فترة صراع،وامتزاج، ومخاض صراع بين الكلاسيكية والمعاصرة، امتزاج بين مضامين القدم والحديث ، ومخاض لمولود جديد اسمه (الرومانتيكية) في الشعر الكوردي، فظهرت في هذه الفترة الأشعار الأولى بيره ميرد(1867-1950م) وعبد الخالق أثيري (1890-1962م)، ثم تلتها أشعار شيخ نوري شيخ صالح (1896-1958م)، ثم أشعار طوران (1904-1962م)، واحمد هردى وعمر ج.ب(محمد الشيخ حسين البرزنجي)، واحمد دلزار، ومحمد علي مدهوش، ويونس رؤوف دلدار، وكامران موكري،وديلان.
بانتهاء هذه الفترة(بين الحربين)ترسخت المدرسة الواقعية عبر المرحلة الرومانتيكية القصيرة لتتلاشى رويدا رويدا المدرسية الكلاسيكية في الأدب الكوردي فاتحة الباب على مصراعيه الأدب الكوردي الحديث .
مع بداية القرن العشرين يبدأ الأدب الكوردي الحديث بالظهور ممثلا بإبطاله: بيره ميرد، فائق بي كه س (1905-1948م)، وشيخ سلام (1892-1958م)،، ويونس دلدار 1917-1948م)، وزيور (1875-1928م) ، واحمد مختار جاف، حيث حطم هؤلاء معظم قيود الأسلوب التقليدي، الكلاسيكي من الشعر الكوردي وابتكروا مضامين ومعاني جديدة، وكتبوا في مواضيع متطورة رغم ان قصائدهم كانت متمسكة بالوزن والقافية للشعر. الا ان الشعر الكوردي شهد على أيديهم تطور كبيراً، من حيث الشكل المضمون ،ويمكن اعتبار مرحلتهم مرحلة عبور وانتقال من الكلاسيكية الى المعاصرة.
ثالثا - الشعر الكوردي المعاصر:
كان للتطور الذي شهدته حركة الشعر الكوردي وبخاصة بعد العالمية الثانية مرتبط بالحالات الجديدة للمجتمع الكوردي التي فرضتها الحربان العالميتان على العالم بأسره، من ناحية، وعلى منطقة الشرق الأوسط منها بشكل خاص، كما أنها ترتبط بعوامل وظروف ذاتية تخص المجتمع الكوردي وحركته الثقافية، بسبب ظهور جيل جديد مفعم بالروح القومية والوطنية، إذ أسبغت هذه الروح صفة التجدد على الشعر الكوردي، متفاعلة بذلك، تفاعلا ملفتا للنظر ، فيما يخص العصرنة لتلك الحركة، فكان كل من عبد الله طوران وشيخ نوري شيخ صالح من أنشط المجددين والمطورين للشعر الكوردي ،بل ان طوران كان الشعلة الكبيرة التي أضاءت بأفكارها القومية والوطنية درب الحداثة في الشعر الكوردي المعاصر..
ان حركة الشعر الكوردي المعاصر هذه عانت بعض الركود في الستينات، الا ان صدور اتفاقية آذار التاريخية عام1970 أنعشت لفترة وجيزة الحركة الأدبية الكوردية، بما فيها حركة الشعر الكوردي المعاصر، مع ذلك فقد فكر عدد من الأدباء الكورد في عمل شيء ما او قل انقلابا ما، في حركة الشعر الكوردي ،بشكل خاص والأدب بشكل عام. فأصدروا في نيسان 1970 بيانا أسموه المرصد(روانكه) دعوا فيه الأدباء الى مسايرة روح العصر وتياراته الجديدة ولعلهم كانوا يهدفون من بيانهم ذاك الى تحريك الأجواء الأدبية التي أوشكت ان تركد، والى شحذ همم الأدباء، متأثرين ببعض البيانات الشعرية في العالم العربية وصراعات القديم مع الجديد.
ولكن لو أمعنا النظر فيما أراده جماعة(روانكه)، وفيما سعوا إليه، نجد ان حصيلة بيانهم لم يغير الحال ولم تكن له مؤثرات او بصمات ملموسة في حركة الأدب الكوردي، لان بعض الأدباء والشعراء الشباب، أمثال المرحوم لطيف حامد، واحمد شاكلي، ولطيف هلمت، وأنور شاكلي، كانوا يكتبون القصة والشعر الحديث بأسلوب مستحدث قبل ان يصدر ذلك البيان، واستمر من بقى منهم على نفس الوتيرة حتى يومنا هذا، كما ان شعراء آخرين مجددين سلكوا هذا الدرب دونما صعوبة، وبدون بطارية شاحنة ك (روانكه) أمثال : أنور قادر جاف، ورفيق صابر، ومحمد ألبدري، ومحمد حمه باقي، وعبدا لرحمن مزوري، وسعد الله بروش، ونوزاد رفعت.. وغيرهم عديد ون... ولازالوا.
ومع ان حركة (المرصد روانكه) لم تدوم طويل،ا ولم تصمد أمام واقع الحال، بالنسبة للحركة الأدبية الكوردية وحركة الشعر الكوردي المعاصر التي فرضت نفسها وشقت طريقها، رغم الصعوبات التي لاقتها في بداية انطلاقتها، فإننا نجد ان بيان(روانكه) لم يكن سوى(زوبعة في فنجان) سرعان ما تلاشت دون ان تترك سوى ثلاث أدبيات.
تدور مضامين الشعر الكوردي الحديث حول الأفكار القومية وحركة التحرر الوطن الكوردية بالدرجة الرئيسية، وان بعضها ينطلق من المواقف الفكرية والإيديولوجية للشعراء أنفسهم. ولا يخلو الشعر الكوردي المعاصر من الأفكار التقدمية، ومن المسحات الوجودية والصوفية والعبثية أحيانا، الا أنها بشكل عام محدودة وساذجة ولا تشكل أصحابها وزنا في حركة الشعر الكوردي الإجمالية المعاصرة. وان اغلب نتاجات الشعراء هي في واقعها نتاجات مرتبطة ارتباطا وثيقا بواقع المجتمع الكوردي وظروفه وأحداثه ونضالات شعبه وحركته القومية التحريرية. ولكن .. وكما هي الحالة في حركة الشعر العربي المعاصر، فان حركة الشعر الكوردي المعاصرة شهدت تدفقا كبيرا من النتاجات الشعرية(الشابة) في السنوات الأخيرة وبمستويات متباينة حتى أضحت(صفة الشعر تلصق جزافا على أي كلام لا ينتهي عند نهاية السطر)* بل ويتسم قسم من تلك النتاجات الشعرية بالتقليد واقتباس الصور، لا بالتجديد والابتكار، وبذلك تفقد سحرها وجاذبيتها، لأنها لا تستمد أفكارها من الشعر الذي تحمله، بل من الروحية المستمدة من الأصل المقلد والمقتبس، ناهيك عن ميزة التعتيم والضبابية والتي لا مبرر لها إطلاقا ، والتي لا تنم إلا عن السطحية والضحالة. ومع عنفوان هذه الموجة الشابة يبقى الشعر الأصيل للنخبة المتميزة من شعراء الكورد في كوردستان العراق، وفي أقاليم كوردستان الأخرى، هي التي تشكل النهر الازلى لحركة الشعر التي لا يمكن ان تضعف او تخمد.
نماذج شعرية:
البغل المهدى
للشيخ رضا الطالباني(1835-190)
منَ على (المير- الأمير-) منة عظيمة بإرساله لي بغلاً عارياً أجرد!
قوائمهُ الأربع ضعيفة عجفاء وجسمه مثل جسم العنكبوت
لا أقول أن سيده لم يطعمه شيئاً من العلف حاشاي طبعاً
فقد قدم له شيئاً، قيل لي أنه ( القوت الذي لايموت)
ظهره مقروح، منكباهُ مسلوختان مدميان كتفاه متقيحان
وبما بقي لدي من قروش قليلة أبتعت له نفطاً وعنزروتاً
وفي يوم، مالَ إليه البيطري (سيد فناح) وقد أعيتهُ منه الحبل
وجر ذيلهُ حتى قلعهُ من جذورهُ، وهنا رفت أذنه قليلاً!
ومع أنه عاجز عن الحركة، لضعفهُ وﮪزاله الشديدين
فأنك لو أريته حبة شعير واحدة فسيتبعك حتى يوم القيامة.
التبن عنده حلوى، فما أن تشد أسنانه على قبضة منه
حتى يهزها ويلوكها بين ناجديه ويبلعها كالحوت الجائع.
وإذا أدركت السمنة ﮪذا الغول الطماع! فلا علاج لأمره
وخير لي أن أعيده الى أهله قبل أن يأكلني أنا أخشى أن يبتلعني يوماً ويجعل مني وجبة طعام له!
16عاماً من الانتظار
للشاعر أحمد هه ردي
أمس، مع زوال احمرار الغروب
وعندما نشر الليل جناحيه على الكون
وضعت سجل حياة غرامي وأمل أعماقي
المشوقة
وروحي الجائعة في حفرة الحياة المليئة
بالعذاب
الحفرة التي صبت فيها أشواق العديد من
الشباب البائسين
ومع أن جهودي لتلك السنين
قد ذهبت هباءً مع العذاب والحياة البائسة
ومع اقتناعي بأنني أتبع أوهاما بعيدة
لحسناء ملائكية الصورة
إلا أنني حفرت نقوش قامتك الرشيقة
في أعماق قلبي الذي غداً قبراً للرجاء
حبيبتي
للمرحوم محمد ألبدري (1937-2006)
أحبك أنت
مثلما السماء تحب النجوم
مثلما الفلاح يعشق هدير الأنهار
مثلما الأرض تحب زخات المطر
احبك
*****
أنني نبع
وأنت الثلوج التي تذوبين
من أجل بقائي
قلم أنا
وأنت المداد الأخضر
حيث ينساب في قلبي وعروقي
لحن صامت كئيب أنا
وأنت الناي
برعم ذابل مصفر أنا
وأنت عش نسائم الصبا
حبيبتي.. أحبك.
المصادر:
-1 مختارات من الأدب الكوردي، اتحاد الأدباء ، بغداد، 1963.
- 2 احمد عبد المعطى حجازي، أفاق تطور القصيدة العربية الحديثة، مجلة الأقلام العدد6،ص119-120
- 3 علاء الدين سجادي، تاريخ الأدب الكوردي بغداد، 1952(بالكوردية)
- 4 علاء الدين سجادي، الأدب الكوردي ومناقشته، بغداد ، 1968(بالكوردية)
- 5 عز الدين مصطفى رسول، الواقعية في الأدب الكوردي ، بيروت ، بدون سنة طبع
- 6 رفيق حلمي، الشعر الكوردي ، ج 1، 1941، ج2 ،1965 بغداد(بالكوردية)
- 7 شيوا، بابا مردوخ روحاني، تاريخ مشاهير كورد، جلد أول ودوم، تهران، 1382بالفارسية.
8-Izady, Mehrdad R., (The Kurds; Aconics Handbook), Taylor & Francis, Washington, 1992,p.175-6.[1]