لماذا مشروع الإدارة الذاتية؟!
آلدار خليل-
تدخل ثورة روج آفا- شمال وشرق سوريا بعد إتمام عامها التاسع إلى العام العاشر وهي تستمر بالعنفوان ذاته عندما بدأت في 19 تموز عام 2012 في كوباني؛ تعرضت هذه الثورة لمخططات تصفية وإبادة مستمرة حتى اللحظة؛ لذا فإن استمرارية نضالها وقوتها في التنظيم والإدارة يعتبر تطوراً لافتاً وإنجازاً غير عادي على الساحة السورية والكردستانية أيضاً.
من التطورات الهامة وما يمكن تسميته بمنجز تاريخي نوعي هو مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية؛ هذا المشروع هو الرائد من بين جميع المشاريع التي ظهرت في سوريا منذ بداية الأزمة في سوريا، مشروع اتخذ الركيزة الوطنية السورية أساساً، كذلك انطلق من تشخيص الواقع السوري والكردي وذهب إلى تحقيق نتائج هامة على صعيد الحفاظ على وحدة التعدد والاختلاف عبر تطوير مشروع أخوة الشعوب من خلال الإدارة الذاتية الديمقراطية إضافةً إلى اعتماد الإدارة الذاتية الديمقراطية على فلسفة وفكر الأمة الديمقراطية الذي تجاوز كل الخلافات والمعضلات المصطنعة ما بين الشعوب المتعددة في سوريا موجهاً إياها نحو الإنهاء. أيضاً بكل قوة طوّر هذا المشروع الشراكة الحقيقية في الإدارة والحياة في روج – آفا شمال وشرق سوريا.
تسع سنوات والنضال يستمر وجهود دمقرطة سوريا مستمرة، ولم يظهر أي مشروع يعبر عن الحاجة السورية ولا عن طموح السوريين حتى الآن سوى مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث هو مشروع وطني سوري يعزز الوحدة السورية وجهود الحل، لا يتعارض مع أية ثوابت وطنية سورية، من الضروري أن يتم رؤيته على أنه وجهة حل لأسباب معقولة ومنطقية، حيث مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية ساهم في:
– تجسيد وحدة سوريا وتماسك مجتمعها وشعوبها.
– منع تطور الصراعات العرقية من خلال مشروع أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية، حيث تم توحيد الشعوب في ظروف كان يوجد من يعول على تطوير الصراع والتناحر فيما بينها.
في هذا المشروع تطور نضال حرية المرأة وتم تحقيق نتائج هامة على صعيد دورها الريادي والهام في هذا التوجه الديمقراطي. وصلت المرأة إلى مرحلة استعادة هامة لهذه الريادية وأعطت المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا رونقه وروحه.
الحملة التي بدأت من أجل الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية من قبل نشطاء وسائل التواصل الافتراضي كانت جهوداً من أجل إثارة قضية الاعتراف بالحل الديمقراطي في سوريا، حيث أن رؤية الإدارة الذاتية كوجهة حل تعني تطوير الحل على الصعيد السوري؛ لأن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية يمثل الجزء الأهم والأكبر من الحل في سوريا وهو مشروع وسط جميع المشاريع التي تطورت لا يزال يعتبر الأكثر نجاحاً وتلبية لحاجة السوريين والأقرب للمعقولية لما يطرحه من رؤى تخدم بدون استثناء تطويراً للحل الديمقراطي في عموم سوريا.
محاولات تشويه هذه الإدارة نابع من خوف البعض من نجاحها كون هذا النجاح سيقوض مصالحهم وسيفشل مخططاتهم ضد السوريين، حيث من اللاوعي أن يرى البعض أن هذا المشروع لفئة دون أخرى في سوريا، ومن المؤسف أن نجد لدى البعض ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين والإعلاميين فهماً مغلوطاً لحقيقة هذا المشروع وفي ذات الوقت يعيشون ضمنه ويفسرون مطلب الاعتراف بهذه الإدارة بشكل مغلوط، إن ما تحقق من نتائج في تلك الحملة كانت قياسية مما يحتم علينا أن نتوجه لجميع المشاركين في هذه الحملة بالشكر والتقدير. ما شهدناه وما تحقق خلال السنوات التي مرت يؤكد أن شعبنا يسير في منحى حل إنقاذي لسوريا وليس مخططاً معادياً له أو تآمرياً عليه كحال الآخرين.[1]