سعود الجليلي
باحث ومؤرخ
الجوامع بيوت الله التي يذكر فيها اسمه الكريم
ولما كان لأسرتنا بفضل الله جوامع في مدينة الموصل
وبعد أن أثار الأستاذ رائد إبراهيم الطائي الحديث عن جامع الباشا وجامع مريم خاتون
وأتحفنا بالصور الجملية
لهاذين الجامعين
وجدت أن أقدم تاريخا موجزا لهذين الجامعين لكل المهتمين بتاريخ المدينة
عسى أن أضيف إلى المكتبة الموصلية شيء
يقع هذا الجامع في سوق السراجين والخبازين ويحيط به من غربه و جنوبه سوق الصفارين قريبا من سوق باب السراي وكان يسمى سابقا بجامع الخبازين لوقوعه في سوق الخبازين وهو اكبر وأضخم جامع أنشأه الجليلين في الموصل . أنشأه الوزير الحاج حسين باشا وأكمل بنائه ابنه الغازي محمد أمين باشا وذلك سنة 1169 هجرية وانشأ محمد أمين باشا المدرسة التي فيه والتي تدعى باسمه ( المدرسة الامينية ) . وأشهر من درّسوا فيها في ذلك الزمن السيد موسى ألحدادي وأعقبه فيها الملا جرجيس ألأربلي .
وفي سنة 1192 هجرية جدد سليمان باشا ابن الغازي محمد أمين باشا مدرسة الجامع وانشأ كذلك محلاً جديداً للكتب وأوقف لها كتبا كثيرة ثمينة ومكتوب على باب غرفة المكتبة هذه الأبيات :
سليمان طوعاً شاد للعلم قبة *** تسامت لها فوق السماكين أركان
حوت من فنون العلم كتباً جليلة *** أزال بها غي الجهالة عرفان
فمنذ فاز في إنشائها قلت مؤرخاً *** لانشآء محل الكتب فاز سليمان سنة 1192 هجرية
وهذا تاريخ آخر منقوش على غرفة الكتب وهو :
هلم مريد العلم نحو محله *** فقد شاده الفرد الوزير ونجداً
وأوقف كتباً للذي العلم دأبه *** يزيح بها العرفان عن قلبه الصدأ
على بابه التوفيق نادى مؤرخاً *** سليمان بيت العلم ينشيه بالهدى
سنة 1192 هجرية
وفي الجامع مدفن خاص للواقفين ويقع على يمين أروقة الجامع مدفون فيه كل من :
1 . الحاج حسين باشا ابن إسماعيل باشا
2 . الغازي محمد أمين باشا ابن الحاج حسين باشا
3 . سليمان باشا ابن الغازي محمد أمين باشا
4 . الحاج عثمان بك ألحيائي ابن سليمان بشا
5 . محمد أمين باشا ابن الحاج عثمان بك ألحيائي ابن سليمان باشا .
وفي الجامع أيضا منارة عالية أنشأها الغازي محمد أمين باشا وقال عثمان أفندي العمري مؤرخا عمارتها :
لقد شاد ألامين أبو المعالي *** لوجه الله ذي الخيرات عمّر
فشاد منارة كعروس بكر *** وزيّنها فحازت كل مفخر
فخذ في وصفها تاريخ زاهٍ *** تعالى شأنه الله اكبر
سنة 1169 هجرية
وللقمان أفندي العمري الدفتري مؤرخا بناء الجامع وكان تمام إنشائه في ذي الحجة سنة 1169 هجرية
إن الوزير حسين ذو القدر الذي *** بهر العقول وفضله متتابع
وأبو المكارم نجله أسد الثرى *** هذا الأمين حسام فضل قاطع
قد عمرا لله خير عمارة *** فنوالهم في قطر شائع
أكرم به من مسجد قد أسست *** فيه التقاوة وهو نور ساطع
كتبت لهم جنات عدن فيه إذ *** قد شيدوه فللمجرة طالع
بشرى لهم إذ قد تكامل مجدهم *** وعلت مآثرهم وهن طالع
قد قيل بعد تمامه ارخه كي *** جمع المحامد كلها ذا الجامع
سنة 1169 هجرية
وقد أعيد ترمتم الجامع مرة أخرى في خمسينات القرن الماضي زمن محمود توفيق بك ألجليلي ومحمد بك بن الحاج أمين بك ألجليلي وقد قاموا بهدم القبة القديمة وعمل قبة جديدة تعد من اكبر القباب في الموصل قام بتصميمها المهندس نعمان بك بن الحاج أمين بك ألجليلي وهي القبة الماثلة إلى هذا اليوم .
يقع هذا الجامع في محلة حوش الخان على شارع نينوى رقم بابه 49 / 11. أنشأه محمد أمين بك ابن محمد باشا ابن الغازي محمد أمين باشا ابن الحاج حسين باشا ألجليلي وذلك سنة 1241 هجرية وسمي بجامع الخاتون لان الموقفة عليه هي مريم خاتون أخت المومي إليه محمد أمين بك وأمها هبة الله خاتون بنت عبدالله ( صاحبة جامع هيبة خاتون الذي كان قريبا من جامع مريم خاتون إلا أن افتتاح الشارع سبب هدمه فتم نقله إلى الجانب الأيسر من المدينة في مدخل منطقة المجموعة الثقافية ) لان محمد أمين بك توفي شابا أثناء عمارة الجامع المذكور وقبل انجازه لذلك اشتهر باسم جامع الخاتون ووجد مكتوبا على حجر مبنية في رواق الجامع ما يأتي:
قد تطوع بعمارة هذا الجامع الشريف ابتغاء لمرضاة ربه اللطيف محمد أمين بك نجل الوزير المفخم محمد باشا عبدالجليل زاده تقبل الله منه صالح عمله وذلك في سنة الواحد والأربعين والمائتين بعد الألف .
وعلى احد أبواب المصلى التاريخ الأتي :
أكرم ببيت الله ما أشرفه *** من جامع جامع كل الخير
يقول للداخل في تاريخه *** ادخل فحصل لك جمع الأجر
سنة 1241 هجرية
وعلى باب المصلى الأخر مكتوب هذا التاريخ :
انشأ الأمين لنيل اجرٍ جامعاً *** باهي القواعد شاملاً في خيره
فله ألهنا لم تندثر آثاره آل *** غر التي شهدت بوافر بره
فلذا مشاهده يقول مؤرخاً *** ذا جامع هِنّ الأمين لأجره
سنة 1241 هجرية
وفي الجامع مدرسة لتدريس علوم المادة وغيرها وعلى بابها منقوش هذا التاريخ :
لله مدرسة للمجد والشرف *** قد أسست ومقام الفخر والظرف
أقامها الندب للتدريس شيدها *** وهو الأمين نداه غير منحرف
ومذ بناها لسان الحال ارّخه *** دار العلوم قوام الدين والشرف
سنة 1241 هجرية
وفي سنة 1340 هجرية أجرى سليمان سامي بك ابن عبدالله بك ابن عبدالرحمن باشا ألجليلي المتولي على الجامع ترميمات في الجامع المذكور فقال في ذلك احد الأدباء مؤرخاً :
سليمان ألجليلي زمن إحسانه للناس قد عمرا
عمر بالتقوى لنا جامعا لمن أتى لربه ذاكرا
قواعد الذكر له قد علت فوق الثريا وهو فوق الثرى
فيا مصلين به أرخوا بيت جليل بالتقى أعمرا
سنة 1340 هجرية.[1]